أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بيرم ناجي - رسالة الى التونسيين : قراءة في خطاب رئيس الجمهورية يوم 23 أكتوبر 2012.















المزيد.....



رسالة الى التونسيين : قراءة في خطاب رئيس الجمهورية يوم 23 أكتوبر 2012.


بيرم ناجي

الحوار المتمدن-العدد: 3891 - 2012 / 10 / 25 - 08:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في مقال سابق لي بعنوان " تونس ( عاجل ، خطير و للتوزيع على أوسع نطاق ) : تسريب...أمنية." كنت قد نشرته في "الحوار المتمدن" بتاريخ (13/10/2012) كتبت في نهايته متمنيا أن يكون نص خطاب الرئيس محمد منصف المرزوقي الذي سيلقيه في 23 أكتوبر 2012 كما يلي :

"...مسودة خطاب رئيس الجمهورية السيد محمد منصف المرزوقي الذي سيلقيه ليلة 23 اكتوبر 2012 بعنوان :

" بلاغ رقم واحد للثورة التونسية".

"يسم الله الرحمان الرحيم
باسم الشعب التونسي العظيم
أيتها التونسيات ،أيها التونسيون

بعد اجتماعي بكافة الأحزاب السياسية و بكافة الجبهات السياسية التونسية و بكافة الكتل النيابية في المجلس التأسيسي و الجمعيات و المثقفين و تشاورنا حول ما آلت اليه أوضاع البلاد نؤكد ما يلي:


أولا : تبين لنا أن أغلب القوى الدولية تحاول عرقلتنا عن التقدم بمسار ثورتنا الديمقراطية الى الأمام.

ثانيا : ان كل تلك القوى و أهمها حكومات مصر والسعودية و قطر و تركيا تتلاعب بأبنائنا من الاسلاميين على اختلاف مذاهبهم.

ثالثا :ان بعض الحكومات الأخرى ، و حكومة الولايات المتحدة و الحكومات الأوروبية ، تتلاعب بأبنائنا من الديمقراطيين على اختلاف مشاربهم.

رابعا:انهم جميعا يريدوننا أن نتحارب و نتقاتل فيما بيننا و لا يفكرون الا في مصالحهم.


أيها اشعب التونسي العظيم

بعد المشاورات فيما بيننا قرر الجميع و بالإجماع ما يلي:

- قطع الاسلاميين علاقاتهم مع تنظيم الاخوان المسلمين العالمي و التنظيم العالمي لحزب التحرير و التنظيمات السلفية و تفرغهم لخدمة الاسلام التونسي المنفتح و المعتدل.

- قطع الديمقراطيين لعلاقاتهم الأجنبية و تفرغهم لخدمة المشروع الديمقراطي التونسي الأصيل.

أما سياسيا و بصفة مباشرة فقد تم الاتفاق على ما يلي:

-المحافظة على رئاسة الجمهورية و اردافها بمجلس حكماء لمساعدة الرئيس.

-المحافظة على المجلس التأسيسي وتحويله الى مجلس تشريعي لا غير و تكوين "لجنة تأسيسية" من مختصين في القانون لكتابة الدستور.

-تكوين حكومة وحدة وطنية من كافة الحساسيات و اردافها بأخرى – في مستوى كتاب الدولة- متكونة حصريا من تكنوقراط لانقاذ البلاد في أسرع وقت.

ايها الشعب التونسي العظيم

اننا جميعا نتقدم اليك بالاعتذار عن كل ما بدر عنا منذ الثورة و نطلب منك مساعدتنا على انجاز ما اتفقت عليه كل الأطراف السياسية حتى نمر بسرعة من المرحلة الانتقالية الى مرحلة نهائية مستقرة تليق بثورتك و تحمي ابناءنا من بعضهم البعض و تحمي وطننا من الأخطار الخارجية التي تهدده.

الخلود لشهدائنا و العافية لجرحانا

عاشت الثورة التونسية

عاش الشعب التونسي

تحيا تونس الخضراء

قصر قرطاج في 23 أكتوبر 2012."


انتهت الأمنية...و بسرعة. سامحك ربك يا أحمد شوقي... المصري ...أفسدت على أمنيتي.

لماذا تذكرني دائما ببيتك الشعري:

"و ما نيل المطالب بالتمني ولكن .....................تؤخذ الدنيا غلابا " ؟"

***

ها نحن يوم 23 أكتوبر 2012 وها ان الرئيس محمد المنصف المرزوقي يلقي خطابه من مقر المجلس الوطني التأسيسي و هذا رابط الخطاب بالكامل كما هو موجود في الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية التونسية لمن يريد مشاهدته ، و سنضمن مقالنا هذا النص الكامل للخطاب مأخوذا من نفس الموقع و نحاول التعليق عليه بعد حين.

http://www.youtube.com/watch?v=LLLuzyBTZ2w


ان ما شد انتباهي الشخصي في البداية هو ما ورد في الدقيقة 11.45 و ما بعدها من الخطاب ،أي تعريج السيد رئيس الجمهورية على بيت أحمد شوقي الوارد في آخر أمنيتي أعلاه و تهيأ لي أن السيد الرئيس يمكن ان يكون قد قرأ أمنيتي السابقة و أجابني في خطابه.

ما يهمني الآن ليس ان يكون قرأ الأمنية فعلا - وهو ما اتمناه طبعا لأن ذلك يحسسني بأهمية ما أكتب و باهتمام رئيسي بما يكتب عن البلاد - و لكن رده على الأمنية المختومة بذلك البيت القائل :
و مانيل المطالب بالتمني و لكن ..................تؤخذ الدنيا غلابا.

سافترض جدلا ان الرئيس كان يجيبني شخصيا – وهذا افتراض فيه تبجح شخصي ربما و لكنني سأعتمده اجرائيا لغاية النقاش لا غير- و أقول ان رد السيد الرئيس على أمنيتي تحت عنوان" من قد يواجهونه بالسخرية و التشكيك بالقول ان نيل المطالب لا يكون بالتمني وان الدنيا تؤخذ غلابا " فيه سوء فهم لمقالي المذكور أعلاه و الذي نشر في ركن "كتابات ساخرة" في موقع الحوار المتمدن لأن السخرية التي قصدتها شخصيا – والتي لآ أشترك فيها مع سخريات أخرى بذيئة - ليست سوى طريقة لجلب الانتباه الى الواقع المر الذي تعيشه بلادي بسبب الأطراف السياسية المتنازعة و وسيلة للتنبيه الى ضرورة تدخل رئيس الجمهورية – الرمز الأول للجمهورية – لأنقاذ ما يمكن انقاذه .

انني قد نبهت في مقالات أخرى لي في "الحوار المتمدن" الى ضرورة تنقية الحوارات التونسية من البذاءة التي قد تدفع الى تخريب الحياة السياسية التونسية بالاساءة الى الفاعلين السياسيين مما يهدد بخلق القرف العام من السياسة عند الشعب بكامله.

لقد كان رد السيد الرئيس على بيت الشعر ذلك كالآتي:

"سيداتي وسادتي،

أمام هذا الكم الهائل من سنفعل وسنفعل ...لمن سيواجهوننا بالسخرية والتشكيك والتذكير بأن نيل المطالب لا يكون بالتمني، أقول حقا تؤخذ الدنيا غلابا وقد أخذناها بثورتنا غلابا بل وسنواصل العمل ببقية القصيدة العصماء لأمير الشعراء أحمد شوقي لن يستعصي علينا منال وسيكون الأقدام لنا ركابا."


ان السيد منصف المرزوقي يجيب بذكاء - ولكن منفعل بعض الشيء- بأنه " يأخذ الدنيا غلابا " و هذا رد ذكي من رجل الدولة الذي يلقي خطابا على كاتب – فرضا- يتمنى أمنية.
ان الكاتب عندما يتمنى يذهب في أمنياته عمدا الى الأقصى بوضع السلطان مكان الجني القادر على تحقيق الأمنيات كاملة متعمدا استعمال النص-الأمنية كمصباح سحري . بينما رجل الدولة يأخذ" الدنيا غلابا "حسب موازين القوى الممكن ولا يستطيع في خطبه الا أن يكون صانع أمنيات واقعي و هذا ما فعله السيد الرئيس و ما يؤكد لي ان الرجل ذكي ، ولكنه يتشنج قليلا وهو أمر مقبول في السياسة اذا كان لا يضر بالمواقف العامة - و يأخذ المسألة كالتزام شخصي يظهر لاحقا في الخطاب.
***

دعنا الآن من كل هذا و لنعد الى نص الخطاب الذي أعتبره خطابا تاريخيا بأتم معنى الكلمة على عكس السياسيين الذين لم يتفاعلوا معه بما يكفي، حسب علمنا، و على عكس المواطنين الذين لا يهتمون أصلا بمحتوى الخطابات في الغالب الا اذا كانت بها قرارات للتنفيذ المباشر ستؤثر على حياتهم اليومية.
لعله من المهم ان نلاحظ أيضا ، قبل المرور الى الخطاب ، انه في اللحظة التي نكتب الآن، وكما يظهر لنا في الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية التونسية على فايسبوك، هنالك 48 شخصا اشاروا انهم أحبوا الخطاب و 59 وزعوه و 54 علقوا عليه تعليقات متهافتة و هذا كارثي من زاوية ما لأن عدد أصدقاء الصفحة الرسمية يفوق المائة ألف صديق.

لنعد الى الخطاب في صيغته الشفوية الملقاة في التلفزيون أولا:
أولا: ان من يشاهد الخطاب على الشاشة يلاحظ الجو شبه الجنائزي و المتوتر الذي كان يخيم على قاعة المجلس التأسيسي في يوم يفترض ان يكون احتفاليا كرنفاليا بأتم معنى الكلمة.
ثانيا: ان ملامح الرئيس و معه رؤساء كل من المجلس التأسيسي و الحكومة و حركة النهضة و الرئيس الانتقالي السابق فؤاد المبزع ،اضافة الى النواب، كانت حزينة و متوترة و جامدة كالتماثيل. و لعله من المهم الاشارة أيضا أن غياب ،أو تغييب، الوزير الأول السابق الباجي قائد السبسي عن الاجتماع له رمزية كبيرة بسبب التوتر بين حزب "نداء تونس" و حزب النهضة و حليفيها في الحكم اذ ان ما يجعل الرئيس المؤقت السابق يحضر كفيل بتبرير حضور الوزير الأول السابق أيضا.
ثالثا : كما ان رئيس الجمهورية بدا و كأنه يقرأ قرار محكمة أو خطبة وداع - كما سنبين لاحقا- و غابت عنه حركات الجسم تماما و بدت ملامح وجهه ثابتة من أول الخطاب حتى آخره، على غير عادته.
رابعا :كما ان تفاعل القاعة مع الخطاب كان محدودا جدا ولم يحضر التصفيق الحار لا عند البداية ولا اثناء الخطاب و لا عند انتهائه و لم يكن التصفيق سوى بروتوكوليا تقريبا مما يدل على توتر الجو العام داخل القاعة و داخل البلاد ومما يعني ان العلاقة بين الفاعلين السياسيين التونسيين سيئة جدا لم ينقذها حتى رمز الجمهورية الأول ، رئيسها.

ان هذه الملاحظات الأربعة قد تدفع البعض الى التسرع في الحكم على الخطاب نفسه باعتباره خطابا سيئا أو غير مهم أو غيرها من الأحكام و لكننا نعتقد في العكس تماما. ان الخطاب الرئاسي كان خطابا شديد الأهمية محتوى و شكلا و من حيث دلالاته السياسية العامة على البلاد و الشخصية المرتبطة بالرئيس نفسه كما سنحاول تبيان ذلك باختصار شديد.

***
لنمر الآن الى المحتوى و سنعرضه كاملا ( نص الخطاب كاملا) مع تقسيمه الى مقاطع مرقمة ليست موجودة في الأصل الا كفقرات و نضيف عليها تعليقاتنا المختصرة :

1-" السيد رئيس المجلس التأسيسي ،
السيد رئيس الحكومة ،
السيدات والسادة الوزراء السادة والسيدات أعضاء المجلس
حضرات الضيوف الكرام."


تعليق 1:

نلاحظ ان الرئيس لم يتوجه بالخطاب الى الشعب نفسه بل الى من يحضر أمامه ممن ذكرهم من مسؤولين و هذا يعكس الوعي بأن هنالك وضعا خطيرا في البلاد يدفع رئيس الجمهورية الى التوجه بخطابه ، نيابة عن الشعب، الى من يمثلونه في المجلس و الحكومة .
ان هذا الأمرقد يبدو للبعض ، اذا سبقنا سوء النية، محاولة من الرئيس وضع نفسه خارج من يخاطبهم أو فوقهم و لكن ذلك تنفيه الفقرات اللاحقة من الخطاب كما سنرى.
انه خطاب من رئيس للجمهورية يريد لعب دوره كرئيس ولكن دون ذوبان شخص السيد منصف المرزوقي في وظيفته، كما نعتقد، لأن الرجل يبدو – كما سنشير لاحقا – انه في وضعية متمزقة بين من يلقي " خطبة وداع" و بين من يلقي "خطاب انقاذ".

***

" في مثل هذا اليوم من السنة الفارطة تمكّن التونسيون والتونسيات لأول مرة من تحقيق المشروع الذي سقط من أجله شهداء 9 أفريل وبعدهم كل الشهداء الذين تعاقبوا على مرّ العقود لكي يكون الشعب التونسي سيد نفسه قولا وفعلا.
في ذلك اليوم العظيم كذّبنا دعاة العنصرية المتشدقين بعدم قابليتنا نحن العرب والمسلمين للديمقراطية وكذّبنا أبواق الدكتاتورية المنهارة التي كانت تتشدق بعدم نضجنا لها.
في ذلك اليوم العظيم شاهدنا التونسيين والتونسيات ينتظرون الساعات الطويلة، وبكل انضباط، دورهم للإدلاء بصوتهم بكل حرية. دخلنا يومها بحق عصرا جديدا من تاريخنا.
في هذه التجربة الأولى، والامتحان الأول، لم نر فقط نجاح الشعب وهو يتوّج ثورته السلمية بهذه الانتخابات التي أثارت إعجاب العالم وإنما رأينا نجاح الدولة عبر الأداء الرائع للجيش والأمن والإدارة وخاصة الهيئة العليا المستقلة للانتخابات."

تعليق 2:
يذكر الرئيس بالشهداء منذ 9 أفريل 1938 عندما طالب التونسيون بصراحة بالاستقلال عن فرنسا و ببرلمان تونسي و دستور تونسي ، و بهذا التذكير يشير الى الأعداء التاريخيين والى " دعاة العنصرية المتشدقين بعدم قابليتنا نحن العرب والمسلمين للديمقراطية" و كذلك الى تجذر النضال التونسي و ارتباط حلقاته بين الأجيال ضد ".. الدكتاتورية المنهارة التي كانت تتشدق بعدم نضجنا لها" أيضا. و يصل في النهاية الى نجاح الشعب و الدولة في اجتياز "الامتحان الأول" هذا و كأنه يضمر القول – بتوجهه الحصري الى الحضور و ليس الى الشعب- انه اذا فشلنا في مستقبل الأيام فان المسؤول سيكون ، ربما، من يتوجه اليهم بخطابه لأنهم المسؤولون عن انجاح التجربة " بعدما" قام الشعب بواجبه.

***

"يبقى أننا لم نقطع من المسار الطويل إلا أولى خطواته، ذلك أن الأهداف التي قامت من أجلها الثورة - مع تكلفتها من الشهداء ومن الجرحى - ما زالت بعيدة المنال."

تعليق 3:

يعتر الرئيس ان تحقيق أهداف الثورة مازال" بعيد المنال" و هذا يدل من ناحية على اعتراف بأن ما تحقق هو جزء ضئيل جدا من أهدافها و هو من ناحية أخرى كأنه ينبه بعض المحتفلين بذكرى 23 اكتوبر بحجم ما أنجزوه.
ان هذا يتفق مع القائلين باستكمال مهام الثورة و ينقد بعض الذين يتصورون أنفسهم أوصياء عليها سواء من كان في السلطة أو في المعارضة.

***

"وإنه إن كان من الظلم مطالبة حكومة في بضعة أشهر بحل مشاكل تراكمت طيلة نصف قرن، فإنه من الواضح أيضا أن الوضع الحالي غير مرض تماما. لقد عملت الحكومة طيلة عشرة أشهر في أصعب الظروف وأعقدها بالفعل، وهي لا تتحمل بمفردها نقائص الوضع الحالي وتعقيداته، فكلنا ودون استثناء نتحمل قسطا من المسؤولية."

تعليق 4:

يعترف الرئيس هنا ان" الوضع الحالي غير مرض تماما" رغم تبريره لسبب ذلك بفكرة تجنب ظلم الحكومة على عجزها عن معالجة ما تراكم في نصف قرن. ان هذا الموقف مهم جدا لأنه واقعي من ناحية و نقدي من ناحية ثانية .انه رسالة غير مباشرة للسياسيين في تونس تدعوهم الى تجنب التسرع في الحكم على الحكومة تاريخيا مع نقدها سياسيا و هذا يؤشر الى استقلال الرئيس في مواقفه السياسية داخل الترويكا الحاكمة و أزمة الثقة الموجودة بين أحزابها مما يحتم الانتباه الى استنتاجات مهمة في أفق هذا التحالف الحاكم مستقبلا.

***

" وبينما ينظر إلينا العالم وإلى قدرتنا على المحافظة على وحدتنا وتجاوز أصعب الأزمات بإعجاب شديد، شاهدنا ظهور مناخ فتنة عاد يتحكم فيه التشكيك والخوف وانعدام الثقة بيننا، وهي الآفات التي كان قد زرعها فينا النظام البائد. لكن الأخطر من كل ذلك هو عودة شبح الاستقطاب الثنائي بكل ما يمكن أن يحمله من مخاطر قد تعصف بكل إنجازاتنا."

تعليق 5:
هنا يشير الرئيس الى أمرين خطيرين جدا على مستقبل البلاد يهددان " قدرتنا على المحافظة على وحدتنا و تجاوز أصعب الأزمات" و هما من ناحية أولى"مناخ الفتنة" الذي يسوده " التشكيك و الخوف و انعدام الثقة بيننا" و قد يقصد بين مكونات المجتمع السياسي تحديدا ، ربما ، و من ناحية ثانية ، وهو "الأخطر" حسب رأيه " عودة شبح الاستقطاب الثنائي بكل ما يمكن أن يحمله من مخاطر قد تعصف بكل انجازاتنا".
ان عبارة " عودة شبح الاستقطاب..." تشير الى موقفه من نداء تونس باعتباره وريثا للتجمع الدستوري الحاكم قبل الثورة و صراعه السابق مع حزب النهضة و ان اعتبار "الاستقطاب الثنائي" أخطر من "مناخ الفتنة" وانه هو من يهدد "كل انجازاتنا" يشير الى الخطر الفعلي الذي ينتظر المجتمع التونسي القادم ليس من السلفيين محدودي العدد و القوة بل الى صراع الفيلة المحتمل داخل تونس بين "نداء تونس" و النهضة.
كما ان هذا التوصيف يساوي بين خطر النهضة – التي هي امتداد الاتجاه الاسلامي التاريخي أيضا- و نداء تونس و صراعهما المحتمل مما يعني ان المسافة التي أصبحت تفصل الرئيس عن النهضة كبيرة جدا و مما يدعو الى الاسراع في استنتاج ما يجب استنتاجه حول تحول الخارطة السياسية التونسية مستقبلا ، و قريبا جدا ربما.


***

" ومن ثمة فإن السؤال الوحيد الذي يجب أن يطرحه كل منا على نفسه انطلاقا من نفس الحب لتونس ونفس السعي لخدمتها هو التالي:
ماذا يجب أن نوفر معا من أجل تحقيق المصلحة الجماعية؟
ما الذي يفرضه الوضع الراهن علينا جميعا؟ .
لقد كان مستحيلا على هذا المجلس الموقّر- الممثل الشرعي والوحيد للإرادة الشعبية- أن يكتب دستورا يحظى بالتوافق في ظرف سنة واحدة، خاصة وأنه كان في الوقت نفسه يراقب عمل الحكومة ويقوم بالتشريع لدولة لا تتوقف دواليبها عن العمل. إلا أنه لا أصعب ولا أخطر على شعب وعلى دولة من المراحل الانتقالية فلا الاستقرار السياسي والأمني ولا الاستثمار ممكنان في ظل وضع انتقالي.
ثمة أيضا العنصر الخارجي ألا وهو تلبّد السحب جنوبا فوق الصحراء وبالوضع المتزايد تأزما في الشرق الأدنى والأوسط وبحكم الأزمة الاقتصادية لشريكنا الأول الاتحاد الأوروبي شمالا.
كل هذه المخاطر الأمنية والاقتصادية تتطلب منا الإسراع في تأسيس الوضع المستقر لمؤسسات الدولة حتى تستعد تونس في أحسن الظروف لا فقط لمواجهة العواصف المرتقبة ولكن للخروج منها بأقل ضرر ممكن ومتابعة مسيرتها بأكبر ضمانات النجاح."

تعليق 6:

يتكلم الرئيس في هذه الفقرة بنون الجماعة و يفترض ان بين جميع من يخاطبهم "نفس الحب" لتونس و "نفس السعي" لخدمتها. و كان على الرئيس اضافة " ولو كنا نحبها بطرق و من مواقع مختلفة" لأن لغة الحب هذه , وان كانت ضرورية من أجل خطاب جامع لبني الوطن، لا تجدي نفعا في السياسة المرتبطة بالمصالح و وجهات النظر و العلاقات. انه من المهم على رئيس الدولة الآ يشكك في حب أحد لوطنه و في استعداده لخدمته و لكنه من المهم ايضا ابراز تشابك الحب مع المصلحة و الأفكار و العلاقات الدولية حتى يكون الشعب على بينة من أمره.
من ناحية ثانية يعتبر اقرار الرئيس بأن المجلس التأسيسي هو " الممثل الشرعي و الوحيد للارادة الشعبية" مهما للمحافظة على أجهزة الدولة الشرعية قانونا لكن كان من المهم أيضا تذكير من يخاطبهم بأن تلك الشرعية القانونية لا بد ان تتزامن مع مشروعية الارادة الشعبية المتحركة دوما حتى لا تسقط بتنكرها للمطالب الشعبية التي رفعها الثائرون على بن علي.ان الشكلانية القانونية مهمة و لكن الارادة الشعبية أهم منها لمن يريد ألا "يبتر ذراعا من ذراعيه" كما سيقول الرئيس لاحقا في خصوص المساواة بين الجنسين. و ان صيغة "الممثل الشرعي و الوحيد" وحدها تكفي لتذكيرنا بما فعلته منطمة التحرير بالثورة الفلسطينية حيث لم يحصل "الممثل الشرعي و الوحيد " حتى على " ساحة الوطن الخلفية" كما قال محمود درويش ذات يوم.

كما انه من المهم التذكير بخطورة المراحل الانتقالية على الشعوب و الدول و لكنه من المهم أيضا التنبيه الى عدم استعمال الانتقالي في تبرير الفشل و خاصة عدم محاولة تحويل الانتقالي الى دائم ، وهو ما تسعى اليه القوى السياسية المتنفذة الآن و أساسا حزب النهضة ، حتى على حساب حلفائها الذين يوجد حزب الرئيس من بينهم.

كما انه من المهم التذكير بالمصاعب الخارجية جنوبا و شرقا و شمالا و لكنه كان من المهم أيضا القول بأن في الغرب – الجزائر- يوجد شيء ما ، مهما كان هذا الشيء لأن الوضع في الجزائر قد يزن على الساحة السياسية في تونس أكثر من الجنوب و اشرق الأوسط و الأدنى ، على الأقل.
كان من المهم توضيح هذه المسائل حتى نعرف أكثرأين تسير الباخرة بنا و من أي الجهات بالضبط
تعصف بنا الرياح العاتية.
لكنه ليس مطلوبا من رئيس الجمهورية أن يشير الى بعض المسائل بوضوح ربما ، وقد يكون حديثه عن "العواصف الجنوبية" مؤشرا على سبب خوضه في ما يحدث غربا وانه على الفاعلين السياسيين استنتاج ما يجب استنتاجه من اهمال الرئيس المتعمد الحديث عن "الغرب الجزائري" حتى لا نسقط في القول ان "توضيح الواضحات من الفاضحات".

***


"إن مصلحة الوطن تطلب منكم تكثيف المشاورات الجانبية بين كل القوى السياسية الممثلة في هذا المجلس، حتى الغائب منها، تطلب منكم أن تصلوا إلى أوسع وفاق ممكن...تطلب منكم أن تسرّعوا بإنشاء وتفعيل المؤسسات المستقلة الثلاث أي الانتخابات والقضاء والإعلام ... تطلب منكم أن تبلوروا بالتراضي القانون الانتخابي المنظم لانتخابات رئاسية وتشريعية قبل دخول الصيف ... تطلب منكم خاصة أن تقدموا أجمل هدية لشعبنا بمناسبة الذكرى الثانية لثورته المجيدة ... دستورا لدولة مدنية ومجتمع تعددي ونظام سياسي يقي بلدنا عودة الاستبداد سواء كان استبداد شخص أو استبداد حزب... دستورا للأجيال المقبلة و ليس للانتخابات المقبلة."

تعليق 7:

يقوم الرئيس هنا بمخاطبة الحضور بصيغة "أنتم". و هو يطلب "تكثيف المشاورات" حتى مع "الغائبين" عن المجلس للوصول الى "أوسع وفاق ممكن" حول: هيئة الانتخابات و هيئة القضاء و هيئة الاعلام و القانون الانتخابي و موعد الانتخابات – قبل الصيف- و الدستور لدولة "مدنية و مجتمع تعددي و نظام سياسي يقي بلدنا " الاستبداد الشخصي و الحزبي و يصلح للأجيال المقبلة و ليس للانتخابات القادمة.

ان النقاط المذكورة هنا هي ما يأمل الفاعلون السياسيون و المواطنون تحقيقها فعلا وهي موجودة تقريبا في مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل أيضا .
و اذا كانت الأفكار هي نفسها فلماذا قاطع حزبه مؤتمر الحوار الذي دعا اليه الاتحاد وحضر هو شخصيا كرئيس للجمهورية فقط؟
و لماذا قاطعته النهضة و حضر حمادي الجبالي كوزير أول فقط ؟
هل هذا ما يتطلبه وضع تونس وسط "العواصف " التي ذكرها؟

***


" إن التوافق الذي حصل داخل الترويكا وفي جزء كبير بين مختلف الأحزاب على تباعدها، دليل على حيوية طبقتنا السياسية ونضجها. لقد تنفس الشعب الصعداء عندما رأى قدرتنا على الوصول إلى صيغة وفاقية حول النظام السياسي والمؤسسات الثلاثة المستقلة (القضاء والإعلام والانتخابات). يبقى الآن استكمال بقية الشوط بأسرع ما يمكن بالتأليف بين مبادرة الترويكا ومبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل وبقية قوى المجتمع المدني .
يعرف الشعب أنكم لم تدخروا جهدا في أصعب الظروف لإتمام المهام الجسيمة الملقاة على عاتقكم لكن ضغط الظروف الموضوعية يجبرنا جميعا على المزيد من هذا الجهد.ثمة بالطبع مسؤولية بقية الأطراف ."

تعليق 7:

ان التوافق داخل الترويكا لم يكن ليحصل ، ربما ، لولا ضغط المعارضة و مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل على النهضة بالأساس و لكن حديث الرئيس عن هذا يعكس وجود الاختلافات بين الترويكا على عكس ما يتجاهله بعض السياسيين فلا يستنتجون من ذلك شيئا .
كما ان الحديث عن "جزء كبير بين مختلف الأحزاب " يعد مبالغة نسبية وكأن الرئيس يعبر عن رغبة أكثر من وصف واقع و لكن ذلك يحسب له في جانب ما باعتبار ايجابية الرغبة المعبر عنها على عكس من لا يفكرون الا بمنطق التفرقة.
أما الحديث عن " حيوية طبقتنا السياسية و نضجها " فلا نعتقد سوى في أنه يدخل في باب المجاملة لا غير ،و هي مجاملة قد تكون هامة في العلاقة بالأحزاب و لكنها ربما صاحبتها ابتسامات السخرية الشعبية لمن انتبه الى العبارة من عموم الشعب. ان الرئيس يعرف أكثر منا ان نخبتنا غير حيوية و غير ناضجة و لعل توصيفه لوضع البلاد دليل على ذلك .

أما ان يكون الشعب قد "تنفس الصعداء" عندما و صلت الترويكا الى وفاق فهذا لا يقنع أحدا ، بما في ذلك الرئيس نفسه . لو ان الترويكا أكملت الخطوة " بالتأليف بين مبادرة الترويكا ومبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل وبقية قوى المجتمع المدني " لتنفس الشعب الصعداء فعلا. أما وان ذلك لم يحصل فان الغصة لا تزال تخنق الناس خوفا على البلاد. و ان الترويكا تتحمل المسؤولية الأساسية في ذلك ليس فقط لأنها في الحكم و لكن كذلك لأنها هي التي رفضت مؤتمر الحوار الوطني الذي عرضه الاتحاد و أفشلته هي فعليا.
أما و ان الشعب يعرف " انكم لم تدخروا جهدا في أصعب الظروف لإتمام المهام الجسيمة الملقاة على عاتقكم" ففيه شك سيعبر عنه الرئيس نفسه بعد قليل . و لكن القول انه " لا بد من مزيد من الجهد بسبب الظروف الموضوعية الضاغطة" و انه " ثمة بالطبع مسؤولية بقية الأطراف" فهذا من البديهي الذي يعكس حجم الجهد الهزيل المبذول وضعف "حيوية طبقتنا السياسية و نضجها" .
ان المهم في كل هذه الفقرة هو اعتراف الرئيس بضرورة التوفيق بين مبادرة الترويكا و مبادرة اتحاد الشغل و لكن للقيام بذلك لا بد من لجم " القطبين" ،النهضة و نداء تونس، و هنا عقدة المنشارالتي يعيها الرئيس جيدا.
***



" ماذا يجب أن نوفر معا من أجل تحقيق المصلحة الجماعية؟ ماذا يتطلب الظرف؟
إن مصلحة الوطن تقتضي في هذا الظرف الدقيق إعلان وقف إطلاق النار الإعلامية بين الأطراف السياسية. فالتخوين والشيطنة - لأي طرف كان - والتحريض والقدح في الأشخاص أكبر عوامل الاحتقان في بلدنا اليوم. وبالرغم من أن السجال السياسي إذا بقي في حدود معقولة هو جزء من اللعبة الديمقراطية، إلا أن تجاوز تلك الحدود قد يجعله مدخلا للعنف الجسدي. إن حادثة تطاوين وغيرها من الأحداث التي أريق فيها الدم التونسي بأيادي تونسية، يجب أن تعلمنا عند أية حدود نتوقف جميعا، وهي درس لا ينبغي أن نسقط فيه مجددا وأن نحتاط لعدم تكراره مهما كانت الدواعي والتبريرات.

يجب رفض تقسيم التونسيين لأخيار وأشرار، لمفسدين ولمصلحين، لثوريين ولرجعيين، لعلمانيين وإسلاميين، لحداثيين وسلفيين أي في آخر المطاف لتونسيين من درجة أولى ودرجة ثانية. كلنا أبناء هذا الشعب.
يجب أن يكون واضحا للجميع اننا لا نبني شيئا على الحقد والضغينة والشك المتواصل، وأن الوحدة الوطنية هي مكسبنا الرئيسي الذي يجب أن نحافظ عليه بكل قوانا ."

تعليق 8:

ان هذه الفقرة تمسح و تلغي سابقتها تقريبا. ان الحديث عن "وقف اطلاق النار الاعلامي" و عن "الشيطنة" و "التخوين" و "التحريض" و "القدح" الشخصي و الوصول الى "العنف الجسدي" في تطاوين و عن "تقسيم التونسيين" الى ثنائيات توصل حسب الرئيس الى تقسيم المواطنين" الى"درجة اولى و درجة ثانية" وصولا الى حديث الرئيس على " اننا لا نبني شيئا على الحقد و الضغينة و الشك المتواصل" يدل بما لا مجال فيه الى الشك ان الحالة سيئة جدا و ان الرئيس نفسه ضاق صدره بما تفعله "طبقتنا السياسية الناضجة و الحيوية".
يختم الرئيس بلغة الأب قائلا : "كلنا أبناء هذا الشعب" .
نعم و بالتأكيد كلنا أبناؤه و لكن ماذا نفعل اذا كان الاخوة هكذا و اذا كان الأب مع بعضهم ضد البعض الآخر و اذا كان الاخوة الكبار يستأثرون بكل شيء بحجة ان الشعب أنجبهم أكبر من غيرهم ؟

لكن التجاء الرئيس الى هذا القاموس العضوي يعكس عمق الأزمة الحالية المهددة "للوحدة الوطنية" التي هي "مكسبنا الرئيسي الذي يجب ان نحافظ عليه بكل قوانا".
ان خطاب الرئيس يعكس مرة أخرى حجم الشرخ الذي وصلت اليه البلاد بحيث لم يعد الأمر مسألة "سجال سياسي" يعكس صراعا سياسيا سويا في مرحلة انتقال ديمقراطي بل أصبح احترابا يهدد الدولة و المجتمع بكاملهما.
***


" ماذا يجب أن نوفر معا من أجل تحقيق المصلحة الجماعية؟
تفعيل الحكومة لفرض القانون وحماية المجتمع من التطرف والعنف .... دفع عجلة التنمية بأسرع نسق ممكن....حلّ مشكلة رجال الأعمال العالقين ...حلّ مشكلة الجرحى والشهداء والتسريع في العدالة الانتقالية.
لا يجب أن يغيب عنا لحظة أن كل تأخير في مشاريع التنمية خاصة في المناطق التي انطلقت منها الثورة هو وقت ضائع وطاقة مهدورة وآلام إنسانية لا يعلم عمقها ووجعها إلا من يكتوون بها .


اسمحوا لي هنا أن أضيف أن الشراكة في السياسة كالشراكة في الأعمال : نزيهة أو لا تكون والقاعدة بالنسبة لي كانت وستبقى داخل في الربح داخل في الخسارة ومن ثمة فدعمي متواصل للحكومة وأعتبر نفسي شريكا في كل ما حققته هذه الحكومة وما لم تحققه. لكن الصديق من يصدقك، لذلك فإن مصلحة تونس ومصلحة الدولة وحتى مصلحة التحالف الثلاثي تقتضي في الفترة المقبلة صدمة ايجابية وانطلاقة الجديدة .

ماذا يجب أن نوفر معا من أجل تحقيق المصلحة الجماعية؟
في هذا الظرف الدقيق التي بدأ فيها اقتصادنا يخرج من منطقة الخطر ويدخل في النقاهة وذلك عبر عودة الاستثمار الخارجي والسياحة وليس فقط نتيجة الغيث النافع، واجب القوى الاجتماعية وعلى رأسها الاتحاد العام التونسي للشغل - الذي نحيي الدور الذي لعبه مؤخرا في دفع الحوار الوطني – هو إعطاء الوقت للوقت لتعود الآلة الاقتصادية للدوران وآنذاك ستكبر الكعكة ونجد ما نقتسم أما أن نطالب باقتسام كعكة هزيلة مانعين تطورها فهذه سياسة قد تعود علينا جميعا بالوبال.

ماذا يجب أن نوفر معا من أجل تحقيق المصلحة الجماعية؟
الدولة مدينة للثورة ولكن الثورة دون دولة تتحول إلى فوضى. وإن كنت متفهما لطموحات شباب الثورة ومتعاطفا معها ومعهم كل التعاطف، فإن تطبيق القانون يجب أن يبقى بيد المؤسسات الشرعية التي انبثقت عن انتخابات 23 أكتوبر، ولا دفاع عن تلك الطموحات إلا بالوسائل السلمية والشرعية."


تعليق 9 :

حول سؤال " ماذا يجب أن نوفر معا من أجل تحقيق المصلحة الجماعية؟" يجيب الرئيس :

-" تفعيل الحكومة لفرض القانون و حماية المجتمع من التطرف و العنف" و هذا يحيل مباشرة الى السلفيين و علاقة حكومة النهضة بهم .
-"التنمية ، خاصة في المناطق التي انطلقت منها الثورة." و هذا اعتراف بأن المسألة لم تأخذ طريقها للانجاز بالقدر الكافي بعد.
-"حلّ مشكلة الجرحى والشهداء والتسريع في العدالة الانتقالية." و هو مطلب الجميع الذي يعوضونه بالتعويض للمساجين السابقين و الذين هم الآن في الحكم.
- "اعطاء الوقت للوقت " حتى تكبر "الكعكة" الاقتصادية. و هذا دعوة لاتحاد الشغل لايقاف النضالات النقابية في الوقت الذي لا يفعل فيه شيء يذكرلمنع الاسعار من الالتهاب.
- حماية الدولة من الثورة حتى لا تتحول الثورة الى فوضى و تطبيق القانون و السماح فقط "بالوسائل السلمية و الشرعية". و هذا مقبول نظريا و لكن المشكل في حماية الثورة من الدولة أيضا.
فماذا يفعل الثائرون عندما يرون ان القوى التي تسيطر على " المؤسسات الشرعية التي انبثقت عن انتخابات 23 أكتوبر" تنسى الثورة و لا تهتم الا بالدولة بالتغلغل في مؤسساتها و مفاصلها لتأبيد حكمهم و التنكر لمطالبها في "الشغل و الحرية و الكرامة الوطنية" بتحويلها الى شغل بالولاءات الدينية و الحزبية و حرية لأعداء الحرية الأكثر انفضاحا و كرامة وطنية تمرغ في الوحل ، نحن الذين كان أجدادنا القدامى يعدون دساتير تلهم اليونان و يصارعون الرومان و كان أجدادنا الأوسطون والمحدثون يساهمون في الحضارة الانسانية من بابها الواسع و يحررون العبيد قبل الأوروبيين و الأمريكيين ويعدون الدساتيرقبل اخوانهم في كافة انحاء العالم العربي الاسلامي و كان آباؤنا المباشرون يلقنون الأعداء والآخوة دروسا في الذكاء و يحررون المرأة و يشركونها في الانتخابات خمسة أيام بعد الاستقلال بينما انتظرت المرأة الفرنسية قرونا بعد الثورة الفرنسية لتحصل على ذلك فنجد الآن من يعتدي على "أب " الدولة الحديثة ، رغم تسلطه ، بتعلة ان "زوج الأم " الذي أتى بعده كان بغلا جلفا وكل هذا مقابل ماذا؟ مقابل السير وراء من انقلب على والده من أبناء عمومتنا ممن لم يكتشفوا الزراعة و الكتابة ، ناهيك عن الدولة التي لا تزال عندهم أضيق من الخيمة، الا منذ عشرات السنين.
فهل هكذا تحمي الدولة الثورة؟

ان الفقرة الشخصية القائلة " اسمحوا لي هنا أن أضيف أن الشراكة في السياسة كالشراكة في الأعمال :
نزيهة أو لا تكون والقاعدة بالنسبة لي كانت وستبقى داخل في الربح داخل في الخسارة ومن ثمة فدعمي متواصل للحكومة وأعتبر نفسي شريكا في كل ما حققته هذه الحكومة وما لم تحققه. لكن الصديق من يصدقك، لذلك فإن مصلحة تونس ومصلحة الدولة وحتى مصلحة التحالف الثلاثي تقتضي في الفترة المقبلة صدمة ايجابية وانطلاقة الجديدة ." هي بدورها هامة جدا.

ان الالتزام الأخلاقي في السياسة مهم جدا و هذا يحسب للرئيس و لكن الالتزام الأخلاقي في السياسة يفترض النزاهة من الشريك أيضا. فهل هكذا فعل معك شركاؤك عندما سلموا البغدادي المحمودي دون علمك و عندما غيروا محافظ البنك المركزي ضد ارادتك و عندما ، و عندما...أليست نزاهة من طرف واحد؟
لعلك أجبت ملمحا عندما قلت " لكن الصديق من يصدقك، لذلك فإن مصلحة تونس ومصلحة الدولة وحتى مصلحة التحالف الثلاثي تقتضي في الفترة المقبلة صدمة ايجابية وانطلاقة الجديدة."

ان التزام الرئيس بقاعدة اخلاقية في السياسة علىأساس النزاهة و المشاركة في الربح و الخسارة ، "كما في الأعمال" هامة جدا و لكن على شرط الوعي ان شركة الأعمال التي تقودها الترويكا هي شركة رأسمالها من الاقتراض الشعبي و مديروها موظفون عند المساهمين لا غير و هي ليست شركة مساهمة بين ثلاثة شركاء يسيرون رأسمالهم الخاص.
ان مصلحة تونس قبل مصلحة الترويكا و قبل مصلحة أي حزب آخر مهما كان . فهل تكون "الصدمة الايجابية و الانطلاقة الجديدة" بحجم ما وصفتم من أحوال؟

***

" إخواني أخواتي،

يوم نرقى جميعا ودون استثناء لمستوى المسؤولية التي أناطها الشعب بعهدتنا فإننا ... سنهدي شعبنا دستوره ودستور الأجيال المقبلة في العيد الثاني للثورة ... سننظم انتخابات حرة ونزيهة قبل الصيف لتشكل نصرنا الثاني بعد نصر 23 أكتوبر ... سنعدّ العدّة لانطلاق الإصلاحات الضرورية الكفيلة بتحقيق أهداف الثورة... سنبني نظاما سياسيا صلبا يقينا من الفوضى ومن الاستبداد ... سنجعل من بلدنا عنصرا نشيطا وفعالا في بناء صرح الاتحاد المغاربي وبعده الاتحاد العربي ... سنجعل من تونس مخبرا ناجحا للديمقراطية التشاركية والاقتصاد الاجتماعي التكافلي ... سنخرج مليوني تونسية وتونسي من لعنة الفقر في ظرف خمس سنوات ... سنضمن للتونسيين الحفاظ على نمط العيش الذي ارتضوه كشعب منفتح على كل أشكال الحداثة ومتجذّر في هويته العربية الإسلامية... سنضمن تعايشا ناجحا بين جزئي المجتمع لا قطع مع أي منهما إلا وكان كقطع المرء لذراعه الأيمن أو لذراعه الأيسر والادعاء بأن هذا هو المطلوب لقدرة الفعل والعيش..."

تعليق 10:

سنفعل ... سنفعل ...تسعة مرات متتالية.
ذكرتني هذه الفقرة في مسرحية "كأسك ياوطني" ، ان لم تخني الذاكرة، عندما ردد الممثلون عبارات س...س...سس عديد المرات تعبيرا عن الوعود المتكررة للحاكم العربي و التي لا تنفذ أبدا. و اذا كانت المسرحية هي فعلا تلك التي أشرنا اليها نفسها فان محمد الماغوط كاتبها قد كان رائيا ، كي لا نقول نبيا.

ولكن ، حتى لا يفهمنا الرئيس و القارئ خطأ، لا بد من الانتباه ان خطاب الرئيس اشترط لتحقق هذه الساءات التسعة شرطا هو : " يوم نرقى جميعا ودون استثناء لمستوى المسؤولية التي أناطها الشعب بعهدتنا فإننا."...

من ناحية أخرى ، وهذا أهم بالنسبة الينا، فان الساءات التسعة هذه تعكس رؤية السيد الرئيس لمستقبل تونس القريب و البعيد و هي رؤية رئيس مثقف قومي عربي ديمقراطي ومناضل حقوقي و انساني بكل الأبعاد يدافع عن مشروع تونس العربية الاسلامية الديمقراطية الحداثية المنفتحة و ضد كل مشاريع الاستبداد مهما كان لونه.
و لكن " الصديق من يصدقك" فهل يصدقك أصدقاؤك من الاسلاميين سيدي الرئيس ؟

***

" سيداتي وسادتي،
أمام هذا الكم الهائل من سنفعل وسنفعل ...لمن سيواجهونا بالسخرية والتشكيك والتذكير بأن نيل المطالب لا يكون بالتمني، أقول حقا تؤخذ الدنيا غلابا وقد أخذناها بثورتنا غلابا بل وسنواصل العمل ببقية القصيدة العصماء لأمير الشعراء أحمد شوقي لن يستعصي علينا منال وسيكون الأقدام لنا ركابا.


لو تحملنا هذه المسؤولية التي ناءت بحملها الجبال وقبلها الإنسان ووضعنا نصب أعيننا أنه لا فضل لتونسي على تونسي إلا بما يتحلى به من مسؤولية، فسنقول لأنفسنا يوم نخرج نهائيا من هذه الدنيا : حصل لنا شرف معايشة منعطف في تاريخ الشعب والأمة والعالم وساهمنا في وضعه على المسار الصحيح .اللهم لقد أوفيت برسالتي وتحملت مسؤوليتي كاملة والباقي في ذمة أحسن خلف لأحسن سلف.

نعم سيحق لنا أن نرحل عن هذا العالم ونحن على ثقة أننا نحن الذين يفاخرون عن حق بآبائهم وأجدادهم.... سنكون الآباء والأجداد الذين سيفاخر بهم الأبناء والأحفاد."

تعليق 11:

نتجاوز مسألة التمني و المغالبة التي أتينا عليها في المقدمة و نتساءل خائفين على تونس:
ألا تذكر العبارة التالية بخطبة الوداع :" اللهم لقد أوفيت برسالتي وتحملت مسؤوليتي كاملة والباقي في ذمة أحسن خلف لأحسن سلف."؟

صحيح ان العبارة جاءت مشروطة ب " لو تحملنا المسؤولية..." و لكن شيئا ما يوحي ، ربما نحن على خطأ، ان النهضة فصلت في مسألة الرئاسة و ندمت على تسليمها للسيد منصف المرزوقي و هو لذلك يبدو كأنه يقدم خطبة وداع للتونسيين .
قد يكون الأمر خاطئا و على العموم تونس في حاجة الى رئيس مثل السيد منصف المرزوقي قادما من أعماق الشعب و هادما جدار الصين الذي ظل يفصل بين الرئاسة و الشعب فيها منذ الستينات خاصة. لكن في المقابل فان تونس في حاجة الى رئيس بسلطات أكبر نسبيا من سلطات الرئيس الحالي الذي تغل أياديه الترويكا وتجعله يبحث ، وهو الرئيس، عن "صدق الصديق".

***

" أيها الإخوة والأخوات،

ضروري أن نتذكّر مسؤوليتنا والأهم أن نتذكّر أمام من نحن مسؤولون.
نحن مسؤولون أمام هذا الشعب الذي وضع مصيره بين ايدينا والذي يتابع ما نفعل ونقول تارة بأمل وتارة بخيبة أمل، تارة بإعجاب تارة وباستهجان، تارة بصبر تارة بنفاذ صبر.

نحن مسؤولون أمام العالم أجمع الذي يتابع تجربتنا بكثير من التفهّم والدعم والذي لا يجب أن نخيب ظنه فينا.
نحن مسؤولون أمام أمتنا التي هي بأمس الحاجة لنجاح التجربة التونسية حتى تستعيد الأمل في قدرة الثورة على إنتاج نظام سياسي جديد لا يكون شكلا من الفوضى أو شكلا من الاستبداد.

نحن مسؤولون أمام التاريخ وقد وضعنا أمام أصعب تحدي :أن نكون جديرين بالفرصة اليتيمة التي أتاحها لنا لندخله من أوسع باب أو أن ننتهي في سلة مهملاته التي تفيض بكل الفاشلين.

نحن مسؤولون أمام شرفنا الشخصي وأحلامنا عندما كنا نريد أن نجعل من العالم عموما ومن هذه الأرض خصوصا وطنا للإنسان.

نحن مسؤولون أمامه هو عزّ وجلّ الذي أمرنا الأمر الذي لا يعصى لأن فيه نجاتنا جميعا: "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون"."

تعليق 12:

ان تذكير الحضور بالمسؤولية أمام الشعب و العالم و الأمة و التاريخ و الشرف الشخصي و الله أمر شديد الرمزية .كأننا بالسيد الرئيس يتوجه الى مخاطبيه الذين تناسوا هذه الأشياء فأراد تذكيرهم بها بنبرة حسابية قيامية.
ان ذلك يعكس خطورة الوضع في تونس و لكنه يعكس أيضا شخصية السيد الرئيس الذي يعتبر السياسة مسألة لا تنفصل عن القيم التي يبدو انها مجروحة عنده كثيرا بسبب الخصوم و الأصدقاء على السواء.
عندما يصل الأمر برئيس الجمهورية الى انهاء الخطاب بالتذكيرالأخلاقي ذي النبرة الحادة شكلا ونصف المهدد المتوعد و نصف المتوسل – المتسول مضمونا فان شيئا خطيرا يحدث في البلد و نرجو ان نكون على خطأ فلسنا منجمين و لا علماء نفس و نرجو ان نكتشف سريعا ان ما نستنتجه قد يكون اسقاطا لحزننا و خوفنا الشخصي على البلاد أكثر من كونه تحليلا دقيقا للواقع أو هو في أسوأ الحالات صحيح جزئيا في اللحظة التاريخية التونسية و الشخصية للسيد الرئيس و لكن حاليا فقط.

***


"أخيرا ونحن على أبواب العيد اسمحوا لي أن أتمنى لكم ولكل التونسيين عيدا سعيدا يعيده الله عليكم وعلى التونسيين بالخير والبركة وعسى أن نبتسم في ذلك اليوم المبارك لروح أبي الطيب لنقول له أخيرا عاد العيد بأمر غير الذي مضى أخيرا جاءنا العيد بكل تجديد.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.""

تعليق - خاتمة :

العيد بعد أيام ، و خطاب الرئيس لم يجف حبره الأسود الحزين بعد. و الرئيس و الحكومة و المجلس التأسيسي لن يأتوا بالمعجزات قبل العيد و لا أعتقد ان أبا الطيب المتنبي سيصدقنا في هذا العيد تحديدا لو قلنا له "أخيرا عاد العيد بأمر غير الذي مضى " و"أخيرا جاءنا العيد بكل تجديد".
سيضحك المتنبي ملأ شدقيه و سيسحب لسانه ساخرا منا وقد يقول فينا بيتا ركيكا خاطئ الوزن على غير عادته:
" أخيرا جاءكم عيد عجيب فيه تجديد ...خروف روماني ثمنه قطري وقرض و تسديد"
و لكن هل نعد بذلك في السنة المقبلة؟
هذا ممكن بشروط أولها تجنيب البلاد خطورة الاستقطاب الثنائي المدمر فعلا بين النهضة و حلفائها الاسلاميين من ناحية و بين "نداء تونس" و حلفائه من ناحية ثانية و الذي على هامشه سيتطور الصراع و قد يصل الى العنف بتدخل ميليشيات الأجنحة التجمعية و النهضوية القوية أو حتى بتوريط السلفيين أو شبان أقصى اليسارفي اللعبة.
فهل يشارك الرئيس وحزبه في تجنيب البلاد هذه الكارثة المحدقة؟
و هل يفهم رؤساء الأحزاب الأخرى خطورة خطاب الرئيس و الوضع لتجنيب البلاد ما قد ينتظرها؟
و هل يفهم المتعقلون في نداء تونس و النهضة أيضا، وهم موجودون ، خطورة خطاب الرئيس و خطورة الوضع و يساهمون بدورهم في حماية البلاد من متطرفيهم و من العاصفة؟
سنرى بعد العيد، و ربما بعد سنة من الآن ، ربما في 23 أكتوبر المقبل ،اذ يبدو لي ان انجاز المجلس التأسيسي لمهامه قد يأخذ سنة أخرى على الأقل.
لكن سيكون من الغباء على رجال السياسة ، بمن فيهم حزب الرئيس نفسه، ألا يعطوا هذا الخطاب حق قدره و ألا يستنتجوا منه ما يجب استنتاجه و فورا . لو قاموا بذلك لحقت عليهم كلمة السيد منصف المرزوقي نفسه :" نحن مسؤولون أمام التاريخ وقد وضعنا أمام أصعب تحدي :أن نكون جديرين بالفرصة اليتيمة التي أتاحها لنا لندخله من أوسع باب أو أن ننتهي في سلة مهملاته التي تفيض بكل الفاشلين."



#بيرم_ناجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من -المنتدى الاجتماعي- الى -التنظيم الاشتراكي الديمقراطي الا ...
- الحركة الاسلامية حركة وطنية محافظة : نحو مقاربة علمية و سياس ...
- تونس ( عاجل ، خطير و للتوزيع على أوسع نطاق ) : تسريب...أمنية ...
- تونس بين حزبي النهضة و- نداء تونس- : هل تكون المواجهة ؟
- الجبهة الشعبية التونسية: أسئلة مصيرية. (رسالة ثانية )
- مع علم الانسان التاريخي وضد المادية التاريخية : نحو منظور عل ...
- نقد الأصولية الحمراء ...ملحق حول رسائل أنجلز في المادية التا ...
- الجبهة الشعبية في تونس : مساندة نقدية. ( رسالة مفتوحة الى ال ...
- نقد الأصولية الحمراء : نحو تجاوز مادي و جدلي للماركسية.
- الاسلاميون و المقدس الديني:نقد الاستبداد المقدس ( تونس مثالا ...
- تونس : من أجل جبهة جمهورية ديمقراطية مدنية وتقدمية.
- حركة النهضة الاسلامية التونسية: دراسة نقدية.
- ضد التيار في تونس: قوة ثالثة جديدة صعبة و لكنها ممكنة ( رؤية ...
- الاسلام و علوم الاجتماع : محاولة في الدفاع عن العلم ضد -المن ...
- الاسلام و علوم الاجتماع : محاولة في الدفاع عن العلم ضد -المن ...
- الاسلام و علوم الاجتماع : محاولة في الدفاع عن العلم ضد -المن ...
- الاسلام و علوم الاجتماع : محاولة في الدفاع عن العلم ضد -المن ...
- الاسلام و علوم الاجتماع : محاولة في الدفاع عن العلم ضد -المن ...
- الاسلام و علوم الاجتماع : محاولة في الدفاع عن العلم ضد -المن ...


المزيد.....




- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...
- السعودية.. فيديو لشخصين يعتديان على سائق سيارة.. والداخلية ت ...
- سليل عائلة نابليون يحذر من خطر الانزلاق إلى نزاع مع روسيا
- عملية احتيال أوروبية
- الولايات المتحدة تنفي شن ضربات على قاعدة عسكرية في العراق
- -بلومبرغ-: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائ ...
- مسؤولون أمريكيون: الولايات المتحدة وافقت على سحب قواتها من ا ...
- عدد من الضحايا بقصف على قاعدة عسكرية في العراق
- إسرائيل- إيران.. المواجهة المباشرة علقت، فهل تستعر حرب الوكا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بيرم ناجي - رسالة الى التونسيين : قراءة في خطاب رئيس الجمهورية يوم 23 أكتوبر 2012.