أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هشام إبراهيم الأخرس - الجو غائمٌ في كوبنهاغن














المزيد.....

الجو غائمٌ في كوبنهاغن


هشام إبراهيم الأخرس

الحوار المتمدن-العدد: 3883 - 2012 / 10 / 17 - 08:46
المحور: الادب والفن
    


الجو غائمٌ في كوبنهاغن

(يوميات مواطن عادي)

يُحب الوطن
لكنَ الوطن مشغول
غير متفرغ لهُ
هناكَ الملايين غيرهُ
هل على الوطن أن يترك الملايين ويبعث لهُ برسالةٍ غراميةٍ .. مثلاً؟

***
شكَ في الوطن وقال:
ما هذا الوطن المتكبر؟
أراهُ ولا يراني!
أحبهُ ولا يحبني!
هل تستمر أي علاقة من طرف واحد؟

***
ظلَّ يبحث عن وظيفة ... ما وجدَ
ولأنَ مختار الحارة يحب الوطن قال لهُ:
هل على الوطن أن يشتري لكَ بيت؟
أو يبحث لكَ عن زوجة؟
هل عليهِ أن يغني لكَ أغاني ما قبل النوم... مثلاً؟
***
لم يقتنع !!
هاجَ وماج
فكّر وتدبّر
ما تركَ سفارة (أجنبية) إلا وجرب على بابها الموصود حظهُ
حتى اتاهُ الرد من سفارة الدنمارك
(مبارك لقد قبلناكَ نادلاً في مطعمٍ لبيعِ المأكولات البحرية)
***
فرِحَ كثيراً
وظلَ في طريقِ العودةِ للبيتِ يرفع نظارتهُ على أرنبةِ أنفهِ ويحرك عيناهُ بخبثٍ من أجلِ قهر الوطن
***

جهّز أمرهُ
حزمَ الحقائب
قبّلَ الوطنَ بين ارصفته
ودّع أمهُ وأخوتهُ
وزارَ قبر أبيهِ
ودَّعَ الأصحاب والأحباب
وفي المطارِِ تجهم جداً في وجهِ الوطن
ومن على سلّمِ الطائرة قال:
(اغرب عن وجهي يا وطن)
***
ظلَ في الطائرةِ يحدّق في الوطنِ بعلوٍ مِن علوٍ
***
حينَ وصلَ الدنمارك، تنفس وطناً جديداً
لهُ طعمٌ غريبٌ
***
نزلَ أرضَ المطار
تاهَ واحتار
(هل يستحمُّ هذا الوطن كل يوم؟؛ يا الله كم هو نظيف!)
***
الجو كانَ بارداً في الدنمارك
***
في سيارة الأجرة، تخيّلَ الشقةَ ومكانَ العمل
وصاحَ؛ ( هل ذاكَ المنفيُّ في الصحراءِ وطنٌ وهذا وطن؟)
***
حينَ وصلَ المطعم
لم يُسلم عليهِ المديرُ
وما رحبَ بهِ الزملاء الجُدد
***
على الفورِ انتبهَ لهُ الرجل الذي يغسل الصحون وكانَ عربياً مِن المغربِ
(أنا مترجمك الأن)
خُذ امتعتكَ واتبعني لبابِ المطعم الخلفي
هذه الشقة المقابلة هيَ مسكننا
عملك في الفترة الصباحية يبدأ عندَ العاشرة صباحاً وينتهي عندَ السابعة
هذا كل شيء

***

ظلَ لأسبوعٍ وهو لا يرى سوى المطعمِ والشقةِ المشتركةِ
يرى نفس الوجوهِ
يشاهد نفس الزبائن
ولا يملكَ المالِ للتسوق أو الحبِّ
(الحبُّ يبُاع في الدنمارك على الأرصفة)
***
في الليلةِ الثامنة لملم اغراضهُ
وحزمَ حقائبهُ وعاد
***
حينَ وصلَ البيت
قالت لهُ أمهُ: ما بِك؟
قال لها:
أنا أحب الشمس يا أمي
والجوُّ غائمٌ في كوبنهاغن

هشام إبراهيم الأخرس



#هشام_إبراهيم_الأخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في المخيم - مشهد عرضي


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هشام إبراهيم الأخرس - الجو غائمٌ في كوبنهاغن