أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - رائد الحواري - أخطاء الماضي والحاضر















المزيد.....

أخطاء الماضي والحاضر


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 3883 - 2012 / 10 / 17 - 00:18
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


أخطاء الماضي والحاضر

علمتنا قيادة التنظيمات أن ننصاع لها تمام، فنكون تابع مجرور لما يصدر عنها من أفكار أو تحليلات أو مواقف أو تنفيذ قرارات، مهما كانت قريبة أم بعيدة عن الصواب، فأمسى العضو في التنظيم تابع مجرور لأفكار وقرارات القيادة، التي عكفت على ترسيخ مفهوم انفرد – الوعي عند القيادة وخبريها العملية – من هنا كان على كافة أعضاء التنظيم الانصياع لما يصدر عنها من أفكار وتعليمات، وفي حالات فردية محدودة كانت تظهر بعض الكوادر التمرد والرفض لهذه التعليمات و الأفكار .
وهنا سنشير إلى بعض السلوكيات التي أعاقة عمل التنظيمات أبقتها " كحراثة الجمال " تراوح في مكانها، ثم انعكاس ذلك على الجماهير والذي حد من فاعليتها وجعلها شبه منعزلة عن التنظيمات، ففي عقد السبعينات والثمانينات تحديدا – الفترة التي عايشناها – من القرن الماضي عملت قيادات الأحزاب الشيوعية العربية على الاهتمام بالأدب السوفيتي تحديدا، فكان على العضو في الحزب الشيوعي يقرا لغوركي و غوغول واتشيخوف، ولا يعرف شيء عن عبد الرحمن منيف أو ياسين رفاعيه أو عبد المجيد الربيعي، وان تم الإطلاع على الأعمال الأدبية العربية لا تكون بذات الكميه أو النوعية التي يقرأ بها للسوفيت أو الروس، وقد قال احد الطلاب الذين درسوا في الاتحاد السوفيتي بان الأساتذة الروس كانوا يذهلوا عندما يجدوننا نعرف تاريخهم وأدباهم أكثر منهم، هذه إحدى السلبيات التي مارسها الشيوعيون العرب بحق كوادرها، حيث لم يستوعبوا أهمية فهم ومعرفة الذات قبل فهم ومعرفة الآخرين .
هذا على صعيد الأدب أما بخصوص السلوك العلمي أو تحليل الإحداث أو تناولها من ناحية فكرية أو التخطيط لعمل مستقبلي، فقد كانت الأحزاب الشيوعية تحديدا تعود إلى مقولة لأحد مؤسسي الماركسية، مثل ماركس أو انجلز أو لينين، وكانت تتجاهل – عن عمد أو عن غباء – اختلاف وتباين الظروف بين الواقع الذي عايشه هؤلاء والواقع العربي، علما بان هناك العديد من المقولات التي قيلت عن الماركسية بأنها ليست سوى مرشد للعمل وليست بنظريه جامدة، وقد قيل عن الشيوعيين العرب " إذا شتت في موسكو يحملون الشماسي " كصورة للتبعية والانجرار وراء الروس، ومع هذا عندما كانت القيادات الشيوعية تواجه بعقم الحال الذي تعيشه، كانت تعود لمفهوم المركزية الديمقراطية والتي تعني – فعليا – الخضوع المطلق للقيادة، وقصور الفهم و الوعي عن الآخرين، وعند محاججتها بان هناك تنظيمات ماركسية تخالفها الرأي والتحليل ومن ثم البرنامج كانت تقول " بان تلك التنظيمات ليس شيوعية إنما تتبني الماركسية " بمعنى إن الشيوعيين هم وحدهم أصحاب القول الفصل في كافة المسائل وما تبقى من تنظيمات لا تعدو عن كونها جاهلة ولا تفهم حقيقة الماركسية، فهم الشيوعيون وحدهم أصحاب الفهم والتحليل والبرنامج السليم للواقع الذي يعيشه العرب، فكان الشيوعيين بطرحهم هذا يعتبرون أنفسهم النبي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه أو من خلفه .
طبعا مجمل الكوادر كانت تنصاع لمفهوم القيادة وتشد على يدها، فكانت العلاقة ما بين القيادة والكوادر تمثل حالة انسجام وتماهي مع بعضهما، وفي حالات معينة فردية كان يظهر التمرد والرفض على هذا النهج.
ذهب عصر الشيوعيين العرب ولكن من باب الأمانة التاريخية نذكر إلى بروز تنظيمات شيوعية عربية، اعتمدت النقد الذاتي وصوبت أوضاعها الفكرية والمسلكية ووضعت برامج تتناسب مع الواقع العربي، فالحزب الشيوعي للبناني شكل ظاهرة متقدمة في هذا المجال، واستطاع أن يعيد النظر في كافة المسائل التي تهم التنظيم فطرح المسالة الدينية والطبقية ومشكلة حركة التحرر العربي والارتباطات الامبريالية للأنظمة وعقم أدوات التغير – الأحزاب – إذا استمرت في مسارها التقليدي، فظهر مهدي عامل وحسين مروة وكريم مروة كقادة للفكر الإصلاحي للتنظيمات اليسارية العربية، وقد أبدع هؤلاء في وضع البرامج والحلول التي تناسب الواقع العربي، لكن انهيار الاتحاد السوفيتي جعل كل تلك الأفكار و البرامج في أدراج الطاولات، وجاء المد الإسلامي الذي يتناقض مائة وثمانون درجه مع الماركسية لكي –يدفن- كافة التحليلات والبرامج الذي وضع من قبل المفكرين الماركسيين، كأنهم – الإسلاميين – جاءوا من عالم آخر وليس لهم صلة بواقعهم ففقدوا عنصر مهم في تحليل الواقع، وأيضا فقدوا الاهتداء إلى برنامج يسهل عمليه التغير ويجعلها ذات قيمة فعلية .
لقد اعتبرت التنظيمات الإسلامية بأنها وريثة الرسول محمد " ص" و الصحابة، فهي تتماثل هنا مع قيادة الشيوعيين حيث أعتبرت نفسها صاحبة الحق – الإسلام – وما عدها لا يمثل شيء حتى لو كان طرحه إسلاميا أيضا، وطبعا دائما كان لابد من مقولة تؤيد طرح هذا التنظيم أو ذاك وتلغي الأخر تماما ـ إن لم تكفره وتجعل منه خارج الملة ـ فكان الحديث الشريف " تنقسم أمتي إلى ثلاثة وسبعين شعبة كلها في النار إلا واحدة " وهذه الواحدة تعتبر عند كل التنظيمات الإسلامية هي صاحبتها، وما دونها خارج الإسلام، ومثل هذا الفكر أخرج لنا تنظيمات شديدة العصبة ولا تفكر بالآخرين إن كانوا مسلمين أم غير مسلمين، فكانوا يكفر كل المسلمين الذي لا ينتمون لتنظيمهم، وخرجت لنا جماعه أخرى من التنظيمات التي تتبنى الإسلام كفكر وعقيدة، حيث يقولوا عن الاخرين " أنهم ـ ليسوا كفار لكن إيمانهم ناقص" فكل من لم يكن معهم تنظيميا لا يعد مسلما، فهم ليسوا أصحاب الإسلام الوحيدين وحسب بل إن الله عز وجل لهم وحدهم ونبيه الصادق الأمين :" ص" أرسل لهم وحدهم فقط، ولا يجوز أن يشاركهم به احد أيا كان فأمسى الرسول محمد " ص" مرسل إلى هؤلاء فقط، وليس إلى كافة الناس، والإسلام ليس دين المسلمين، إنما دينهم فقط، من هنا نجد انتشار الفكر الفوقي الذي يلغي الآخرين تماما وليس هذا وحسب بل انه يكفرهم إذا لم يكونوا مع التنظيم، وتجلى هذا الوضع بكل وضوح بعد وصول إحدى الجماعات الإسلامية إلى الحكم حيث الغوا الآخرين وعملوا على قتل المخالفين لهم بعد أن كفروهم، وما عملية قصف جماعة إسلامية مخالفة لهم فكريا في المسجد وقتلهم وهم في بيت الله إلا صورة عن التفكير الأحادي في الجماعات الإسلامية، وأيضا عمليات التفجير التي تحدث بشكل يومي في العراق حيث يقتل الناس هناك هكذا بدون سبب إلا تكريس لفكرة – الأنا – المطلق الذي يملك المعرفة والفكر أيضا القرار مهما كان دمويا .
ما جعلنا ندق جدار الخزان هو ما يحدث من تكرار الأخطاء التي تمارس من التنظيمات التي تدعى التغير و الإصلاح، وقد فاجأنا محمد سعيد البوطي الذي طرح أزمة التنظيمات الإسلامية كما طرحها مهدي عامل بالنسبة للشيوعيين فكتاب " باطن الاثم " يمثل طرح متقدم للسلوكيات الخاطئة التي تمارس من قبل التنظيمات الإسلامية تحديدا، فيقول البوطي إن عناصر التنظيم يتحولون إلى مدافعين عن التنظيم وليس عن الفكرة فيمسوا مجرد أتباع لمصالح ذاتيه وليس لفكرة الإسلام " ومن النتائج هذا الخطر الأكبر أيضا ما قد يترعرع في النفس من العصبية الباطلة إلى الجهة التي ينتمي إليها صاحب هذه النفس سواء كانت الجهة تمثل في أسرة أو قبيلة أو شيخ أو جماعة حيث تحمله هذه العصبية على أن يجعل ولاءه وإخوته قاصرين على جهته التي ينتمي إليها وتظل النفس تتغذى بهذا الشعور وتركن إلى هذا الإحساس حتى ينمحي من ذهن صاحبها واقع معنى قوله تعالى " إنما المؤمنين إخوة ..... من ابرز هذه الآثار ما قد تجده عند هؤلاء من تحول التقدير للفكرة والمبدأ إلى تقديس للشخص والكيان " ص42 و ص43 هذا الأمر هو ما جعل الفرد في بعض التنظيمات التي تتبنى الإسلام يقدم على قتل المسلمين المشاركين له العقيدة، وأيضا تدفع به إلى الاعتقاد بان قتل النفس ـ الاستشهاد ـ بعملية انتحارية يمثل ذروة الانتماء للإسلام فهنا نجد دعوة صريحة من احد المفكرين الإسلاميين بعدم الانجرار وراء أشخاص قد يصيبوا وقد يخطئوا، ودعوة العمل للفكرة التي دائما الشيء الذي يبقى نقيا طاهرا " أما العصمة فلا اعلم بشرا يتصف بها بعد الرسل والأنبياء عليهم السلام وأما إباء النصيحة والاستعلاء عن قبولها فلا اعلم مسلما صادق الإسلام يرضى لنفسه إن تتربع على مثل هذا العرش من كبرياء " ص9 نعتقد إن مثل هذا التحليل بمثابة وضع اليد على الجرح فمعظم التنظيمات العربية تمارس هذه الأخطاء بصرف النظر عن منطلقاتها الفكرية أو العقائدية، ورغم أن الكتاب صادر في عام 1976 طبعة ثانية إلى انه لم يأخذ به من قبل التنظيمات الإسلامية ويعود ذلك إلى الطبيعة الفردية الطاغية عند القيادات والتي تهمش وتلغي كل من يخالفها أو يحاول أن يرشدها إلى الطريق القويم .


رائد الحواري



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذاكرة الخصبة


المزيد.....




- رئيسة جامعة كولومبيا توجه -رسالة- إلى الطلاب المعتصمين
- أردوغان يشعل جدلا بتدوينة عن بغداد وما وصفها به خلال زيارته ...
- البرازيل تعلن مقتل أو فقدان 4 من مواطنيها المرتزقة في أوكران ...
- مباشر: 200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس في غزة
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بأغلبية ساحقة مشروع قانون مساعدات ل ...
- محكمة بريطانية تنظر في طعن يتعلق بتصدير الأسلحة لإسرائيل
- بعد 200 يوم.. تساؤلات حول قدرة إسرائيل على إخراج حماس من غزة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - رائد الحواري - أخطاء الماضي والحاضر