أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رديف مصطفى - الثورة السورية مسارات ورهانات














المزيد.....

الثورة السورية مسارات ورهانات


رديف مصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 3881 - 2012 / 10 / 15 - 20:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس جديدا على السوريين هذا الوصف وبحكم مسار الاستبداد والدولة الامنية والحكم الشمولي الاستبدادي التدخلي طوال العقود الماضية ومن يراجع ادبيات بعض القوى والشخصيات المعارضة قبل ثورة الحرية والكرامة اومن عايشها بالفعل يدرك ذلك جيدا لقد احكمت هذه السلطة قبضتها الامنية على كافة مفاصل الحياة في البلاد سياسيا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا وكانت احدى ابرز ادواتها ثنائية الفساد والافساد والترهيب والترغيب، مما ادى الى تغييب اي حراك سياسي او مدني فعال وساد القمع والاستبداد والديكتاتورية وتحول وسائل الاعلام ودور الثقافة وحتى المناهج المدرسية الى تكريس نموذج ثقافي بائس وضحل يكرس سلطة الاب القائد ويمجد بقدراته التاريخية الفذة والاستثنائية وبالتالي وبشكل طبيعي غابت الدولة كاحدى اشكال وتعبيرات المجتمع المدني وفتتت وفككت البنى الاجتماعية والثقافية الوطنية ليعود الشعب السوري الى هوياته وانتماءاته البدائية سواء كانت دينية او عرقية او طائفية او حتى عشائرية في ظل غياب سيدة القانون وسلطته وغياب العدالة الاجتماعية وسيدادة حالة الطوارئ وسريان القوانين والمحاكم الاستثنائية وتغيب استقلال القضاء وسيطرة السلطة التنفيذية على باقي السلطات، وبعض التحركات التي كانت تظهرحديثا بعد احداث حماة الدامية والمجازر المروعة التي ارتكبها النظام هنا وهناك والتي كان ابرزها واقواها بالفعل هي انتفاضة اذار عام 2004 التي قادها الكرد السوريين لتمتد من اقصى الشرق الى اقصى الغرب لوحدهم مع كل اسف ،وبشكل عام
لم يرتقي الرفض الى سماته السياسية الوطنية العامة و الشاملة الا حين بدات ثورة الحرية والكرامة، وهذا بالذات كان رهان السلطة المجرمة تاريخيا كما وصف الصديق نضال درويش، ومنذبداية ثورة الحرية والكرامة والتي تحولت على الفور الى حالة وطنية شاملة تمثلت في مشاركة كافة مكونات الشعب بها وعبر شعاراتها والذي كان ابرزها الشعب السوري واحد وحالة التضامن بين المدن والبلدات والقرى تحت القصف والتي تصدرتها حمص العدية لفترة ودرعا من قبلها واكثر شيئ ارعب النظام هو العلاقة التي نشات بين ثوار دير الزور والثوار الكرد والنظام ومنذ البداية راهن ولازال يراهن على تراجع هذه السمات او تآكلها في مسار الثورة فمنذ البداية ركز وكمرتكز اساسي لسياساته في مواجهة الثورة على الدفع باتجاه حروب اهلية او طائفية وركز واستنادا على ارثه التاريخي في الاستبداد والقمع وتفكيك البنى الاجتماعية الوطنية للمجتمع السوري على تقسيم المقسم وتجزئة المجزء وتفتيته ، فضلا عن حديثه عن مؤامرة دولية تقودها بعض البلدان العربية وتركيا والغرب ضد سوريا كما يتم وصفهامن قبل مسؤولي النظام واعلامه الخشبي المفوت مع العلم بان هذه الجزئية ايضا تصب في صلب سياسة النظام السابقة عندما يتم الاشارة الى تركيا او الى دول عربية بعينها للتاكيد بان طابع الصراع طائفي ولكي يصرف النظر عن ان الثورة هي ثورة بمواجهة الاستبداد والديكتاتورية علما بان النظام استفاد من بعض ردود الفعل الطائفية التي انجرت اليها بعض فصائل المعارضة المسلحة مع العلم ان الثورة السورية بقت سلمية الى اللحظة حيث لاتزال المظاهرات والنشاطات السلمية مستمر على الارض السورية وفقط نتيجة للقمع الشديد اصبح لها ذراعا عسكريا تمثل هذا القمع وتجسد في ارتكاب انتهاكات جسيمة وممنهجة وواسعة النطاق ارتقت الى كونها جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية ومجازر مروعة من قبل جيش وامن وشبيحة النظام تم توثيقها من قبل مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة فضلا عن المنظمات المحلية والاقليمية والدولية عبراستخدام كافة انواع الاسلحة الثقيلة والطيران المروحي والحربي وبراميل المتفجرات وحتى استخدام القنابل العنقودية المحرمة دوليا واعتقد بانه وبالتحديد لايزال رهان الارادات والصراع حوله مستمرا فالنظام مستمر في لعبته للبقاء في السلطة والرهان والتحدي بالنسبة للثورة ومكوناتها هو على التحديد مدى قدرتها على تمسكها بالسمات الوطنية الجامعة لكافة السوريين على مختلف انتماءاتهم ومكوناتهم وتفعيلها وتعزيزها ورفدها بالمزيد من الاتفاق والتوافق الوطني استنادا الى فكرة ومبدا بناء الدولة الوطنية الديمقراطية التعددية دولة الحق والقانون دولة لكل مواطنيها دولة لجميع السوريين وبالتساوي ودون اي تمييز بغض النظر عن انتمائهم القومي او الديني او المذهبي او بسبب الجنس او اللغة او لاسباب اخرى، فضلا عن التوافق على ايجاد حلول وطنية ديمقراطية عادلة لقضية الشعوب والاقليات السورية التي تعرضت تاريخيا للظلم والانكار وهدر الحقوق وهذا هو الذي يجعل من ثورة الحرية والكرامة ثورة تقدم ونمو واذدهاروثورة مكللة بالنصر في اسقاط النظام بكافة رموزه ومرتكزاته الامنية والسياسية، وهذا رهان غالبية الشعب السوري ، كما اعتقد وهذا هو التحدي الاصعب الذي نواجهه جميعا كما اعتقد فاما نكون او لانكون.



#رديف_مصطفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توضيحات حول برنامج اليوم التالي لسوريا
- ويسالونك عن التدخل الاجنبي
- نداء إستغاثة أغيثو ذوي الضحايا
- معوقات عمل منظمات حقوق الإنسان في المنطقة العربية
- حالة السجون وأوضاع السجناء في سوريا
- إنهم يقتلون الأطفال بدم بارد,من يوقف قتل الأطفال إنهم يستحقو ...
- السجون السورية : نظام تشريعي تقليدي ومعاملة للسجناء أكثر تقل ...
- الحقوق والحريات المدنيةوالسياسية الواردة في الإعلان العالمي ...
- الدستور السوري النافذ وقضية التميز بين السوريين
- السجون السورية نظامها وواقع معاملة السجناء فيها
- حالة الطوارئ : مبرراتها، مشروعيتها القانونية والدستورية، أثا ...


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رديف مصطفى - الثورة السورية مسارات ورهانات