علمونا ثقافة القطيع وتربينا تربية العبيد بمنهاج الدين

سامي كاب
(Ss)

الحوار المتمدن-العدد: 3871 - 2012 / 10 / 5 - 18:38
المحور: المجتمع المدني
    

ثقافة القطيع

علمونا منذ الصغر ان الحياة لغز لا يعرف حله غير الله
كل شيء في الحياة لغز مهما كان بسيطا
وعلمونا ان التفكير حرام
وعلمونا ان ناخذ كل معلومة كمسلمات لا نقاش بها مادامت مباركة من الدين وعلى لسان الله والانبياء
وعلمونا ان كل التخاريف علوم ومعارف لانها على لسان الله والانبياء والرسل
علمونا ان لا نفكر وان نبقى مغيبين
كل يوم ناخذ حقنة مخدر للعقل خمس مرات يعلن وقتها المؤذن فيهرول العبيد للمسجد فاصعين مؤخراتهم لله المزعوم الموهوم وضاربين رؤوسهم في الاسفل تاكيدا للخنوع والاستسلام وممارسة لدرس الانتظام في صفوف القطيع ... قطيع العبيد
فتضرب الحقنة في عمق الراس وتشل الدماغ عن الحركة لحين الحقنة القادمة ويحس المحقون بالانتشاء ومتعة التخدير فيدمن افيون الدين ويواصل الحصول على المزيد منه كي يزداد متعة اسمها متعة الايمان
نشوة المؤمن هي راحة الدماغ وعطله وانسجامه في عالم الاحلام ما وراء الطبيعة خلف حدود المادة بعيدا عن الحقيقة والواقع والوجود
يبقى يعيش العبد المغفل في عالم الوهم تاركا الحياة الحقيقية لاسياده من هم يتكلمون باسم الله ويخلفون الله على الارض
علمونا ثقافة القطيع واخلاق القطيع وقيم القطيع وسلوك القطيع ووضعو لنا حدودا عالية صعبة لا يقدر ان يتجاوزها الا من تعلم فن الثورة واتقن التمرد وامتلك ارادة الحياة وفهم نفسه وفهم الحياة ومعنى الحرية والقيم الطبيعية للانسان واشغل تفكيره بشكل علمي منطقي وبحث واستكشف وبذل جهدا جسديا وعصبيا في ممارسة الحياة واكتسب مهارة العيش وخبرة التفاعل مع الوجود
علمونا الانغلاق على الذات والخوف من الغريب والجديد وعدم قبول اي جديد وحديث وغير تقليدي متبع من قبل المجموع
كما زرعو بفكرنا بان التفرد في القرار خروج عن راي الجماعة والذي هو خروج عن ارادة الله وراي الدين كما وان كل شيء بالحياة مرتبط بالدين وكل قانون مستمد من الدين
علمونا ثقافة التسلط والاستغلال والسلبية والعنصرية اتجاه الاخر الغير مسلم وثقافة التسلط والاستعلاء اتجاه المراة على انها ناقصة عقل ودين وانها مجرد كتلة لحمية مملوكة لولي امرها خلقت من اجل الجنس والخدمة وعليها الطاعة والولاء
علمونا التطفل على الاخر والتدخل بشؤون حياته وخصوصياته وتحديد منهجه بالحياة ووضع شروط لمسيرته وسلوكه تمنعه من الخروج عن المالوف والمتبع والتقليدي من قبل المجموع
علمونا ان نفسر كل شيء في الحياة من منطلق الغرائز الاساسية وهي الجنس والطعام وان نربط كل تصرفاتنا وتصرفات الاخر بهذا المفهوم
وتعلمنا ان نفرض راينا على الاخر وانه لا حرية تذكر للراي والتفكير والمعتقد والخصوصية
علمونا كل شيء باسلوب الترغيب والترهيب والحقن والحشو والتلقين والتحفيظ والتقليد الاعمى والتسميع والقهر الفكري والاجبار على الاخذ بفكر الدين من منطلق القدسية والفرض والواجب والسنة والشرع الالهي وتم الغاء دور العقل في الابداع والتميز وحرية التفكير والاكتشاف والبحث والاستنتاج من منطلق علمي طبيعي
وبعد كل هذا التعليم اصبح الجهل لدينا سمة عقلية مقدسة والغباء ادمان فكري والدين مخدر يبقينا بحالة حلم جميلة ممتعة وذلك كي نبقى نعيش في اطار قطيع العبيد بلا تقدم ولا تطور ولا حداثة ولا حضارة ولا انسانية ولا كرامة ولا حرية ولا رفاه

#سامي_كاب (هاشتاغ)       Ss#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل