أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد جمعة عبدون السمالوسي - المحرومون














المزيد.....

المحرومون


محمد جمعة عبدون السمالوسي

الحوار المتمدن-العدد: 3869 - 2012 / 10 / 3 - 09:26
المحور: الادب والفن
    


o المحرومون... نحو عدالة اجتماعية
تكتظ الحياة الظالمة المتقلبة بكثير من المحرومين : طفل محروم من لعبة ، وتلميذ محروم أن يلبس وطالب أن يتعلم ،وشاب أن يتزوج الفتاة التي رأى فيها الصلاح. وغيرها من ألوان الحرمان التي تعج بها مجتمعاتنا وحياتنا.
صغير في براءة الطفولة ،له صاحب يلعب معه .صغيرنا يلعب بسيارة من الحمأ المسنون. وصاحبه يلعب بسيارة كهر بائية. ينظر إليها، يحاول أن يلامسها، ولكن صاحبه يقل له: (هتبوظ، هتخرب ،هسيبك) تضايق الصغير من هاءات صاحبه .وأراد أن يلعب بها ألا أن صاحبه أوجع قلبه بكلمات مؤلمة (خلّي أبوك يجبلك واحدة زيها). أسرّ الصغير ألم ما رمي على أذنه في نفسه. وانصرف إلى أبيه يطلب منه لعبة مثل لعبة صاحبه غير أن أباه قال له: يابني (لما يأتي السعد).
وهذا تلميذ في الصف الأول الابتدائي أشرقت شمس أول يوم له في المدرسة وأشرق الطموح في نفسه. لبس مريلته القديمة ،وحذاءه المهترأ ، وحمل شنطته العتيقة (كيس العروسة). وصل إلى المدرسة.نظر إليه زملاؤه وكأنه أتي من كوكب آخر ،علت ضحكاتهم ـ لا يدري لماذا؟ ـ الحوائط تضحك. أخيرًا لفت انتباه أحد زملائه أن حذاءه قد فتحت فمها وكأنها تدعو ربها أن يخلصها منه ،وشنطته طوله. دقّ جرس الفسحة . الكلُّ قد أتى لهم أمهاتهن معهن سندوتشات الجبنة واللحمة والفول والعصائر والكوكولا. وتلميذنا قد تأخرت أمه ؛لأنها كانت محرجة أن تأتي مع نساء القرية وليس معها مثل ما معهن . نادت على ابنها وقالت له(معلهش أنا عارفه أنك مضايق . وملئتش غير المشّ والعيش).
دقّ جرس الخروج .ركب التلاميذ السيارات غير أنه لم يركب ؛لأنّ أجرة السيارة خمسة وعشرون قرشًا ،وهو ليس معه غير عشر قروش . ركب أقدامه وصار قرابة ثلاثة آلاف متر. وصل البيت . ابتهج أبوه برؤية ابنه قادمًا من المدرسة غير أن تلميذنا قد بكى بكاءً حارًا .سألته أمه( بتعيط ليه يا ابني) فأجابها:( العيال يا أمي ضحكت على لبسي وشنطتي ،وأنا عاوز شنطه ولبس جديد). تألمت الأم وأخذت تكاتم عبرتها . غير أن أباه قال له: (لما يأتي السعد).
وهذا طالب في الثانوية العامة الخيال المتذبذب ،والكابوس المتنامي في أعماق ذاكرة التيه غير أن طالبنا لم يعبأ بهذه الترُّهات .سعيدًا، طموحًا. سألوه زملائه عن المواد التي سيأخذ فيها دروسًا خصوصية؟! فأجابهم بذكاء ودون إحراج أو تجمل. (سأنظر في الأمر). ذهب إلى أمه وأخبرها بأنه يريد أن يأخذ دروسًا مثل بقية زملائه. فأجابته( يا حبيبي أبوك بياخد عشر جنيه في اليوم خد بها درس ، مش مهم ناكل أهم حاجة تتعلم). سمع هذه الموجعات ودخل سريعًا إلى غرفته القديمة، وجلس على كرسيه مفكك الأعصاب وأمامه مكتبه (سرير أمه) يبكي بدموع باسمة قائلًا: لا ضير هكذا عانى العظماء .... أحمدك يارب.
وهذا شاب رأى فتاة جميلة الوجه والروح تبدو عليها ملامح الصلاح ،ومواصفات الزوجة التي تمناها. ولكن أدبه الجم منعه من النظر إليها أو البوح لها عمَّ تجيش به نفسه نحوها. احترق قلبه من الوجد ، وطار لبه من كثرة التفكير ،وتغيرت أحواله، ولاحظت أمه، وكلمته عن أمره وتغير حاله،فأخبرها .فقالت له)يا بني بنات الناس مش لعبة ،وإحنا ذي من أنت شايف مفيش حاجة). سمع كلماتها ،وابتسم لها بدموعه. فما كان منه ألا أن قرر أن يستأصل سرطان العاطفة المستشري في قلبه بمشرط الظروف ......... حمدًا لك يارب.
بقلم :محمد جمعة عبدون السمالوسي.



#محمد_جمعة_عبدون_السمالوسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحمرة الغائبة


المزيد.....




- العراق حاضر بقوة في مهرجان كان السينمائي
- رئيس الوزراء الإسباني يتهم -يوروفيجن- بـ-ازدواجية المعايير- ...
- بنزرت ترتدي عباءة التاريخ.. الفينيقيون يعودون من البحر
- نيكول كيدمان محبطة من ندرة المخرجات السينمائيات
- الأميرة للا حسناء تفتتح الدورة الـ28 لمهرجان فاس للموسيقى ال ...
- مهرجان كان: موجة الذكاء الاصطناعي في السينما -لا يمكن إيقافه ...
- عبد الرحمن أبو زهرة اعتُبر متوفيا.. هيئة المعاشات توقف راتب ...
- عمر حرقوص يكتب: فضل شاكر.. التقاء الخطَّين المتوازيين
- فريق بايدن استعان بخبرات سينمائية لإخفاء زلاته.. وسبيلبرغ شا ...
- معرض الدوحة الدولي للكتاب يختتم دورته الـ34 بمشاركة واسعة


المزيد.....

- اقنعة / خيرالله قاسم المالكي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد جمعة عبدون السمالوسي - المحرومون