أحمد حسين حرقان
الحوار المتمدن-العدد: 3866 - 2012 / 9 / 30 - 10:23
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
حين حوصر ألبير صابر عياد في بيته منذ أيام، وطلبت والدته النجدة فأتت الشرطة لاعتقاله بدلاً من حمايته، لم يكن يعرف صناع القرار الذين يقفون وراء اختطاف ألبير أنهم يفتحون على أنفسهم باباً لن يتمكنوا من إغلاقه أبداً. ذلك أن ألبير ليس وحيداً في معتقده الذي اعتقل من أجله وإن يكن الأكثر شجاعة.
إن أرض الكنانة أيها المجاهدون الجدد يسكنها مليون ألبير صامت، بفضلكم سينطق مفصحاً عن قضية ظللتم وأجدادكم قروناً في حالة إنكار إزاءها، وهي أنكم لستم على شيء، لا أنتم ولا أنبياءكم ومرسليكم وأذيالهم على مدى الزمن.
إن لكل فعل رد فعل؛ فما كان أحراكم أن تتعلموا من ماضيكم وحاضركم أن الزنازين التي ضمتكم سنين عدداً ولم تفلح في القضاء عليكم، وخرجتم منها تتبوأون السلطة وتحكمون شعباً سلس القياد لكل من لبس ثوب الدين، هذه الزنازين لن تفلح من باب أولى في القضاء على فكر يدعمه العلم بسطوته والتاريخ بمهابته وجلاله .
اليوم مليون ألبير أحرار طلقاء لا تطمعوا في سبيل أوهامكم باعتقالهم أجمعين، سوف ينشطون كالنحل يملؤون الدنيا وقد حل ظلمكم عٌقًد ألسنتهم، بعد أن كسرتم أنتم حاجز الخوف بتحديكم السافر للحقيقة.
إن مسرحيتكم الهزلية المتمثلة في تلك المحاكمة المخزية المخجلة إنما تضحك العالم عليكم، وهل تنعقد محكمة على إنكار وجود الله أو النيل منه بالازدراء والتحقير؟! هاتوا المجني عليه إذاً ليمثل أمام المحكمة؛ نحتاج إلى سماع أقواله، تلك أبسط قوانين العدالة.
مع الظلم والقهر؛ مليون ألبير وأكثر سينتشرون كزجاجة عطر فواح، سيملأ الهواء ويدخل الأنوف كلها على رغم أصحابها، وقريباً لن يخلو بيت من ألبير.
أفرجوا عن ألبير أو لا تفرجوا، ستفرج الحقيقة عن نفسها، وستفرج عن ألبير، وستفرج عنكم من سجون خرافاتكم القذرة، والأيام أمامنا، ولن يطول الإنتظار حتى يسفر الفجر عن واقع جديد.
#أحمد_حسين_حرقان (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟