أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد حسين حرقان - الحقيقة التي لا يجدي الهرب منها .. ولا يفيد














المزيد.....

الحقيقة التي لا يجدي الهرب منها .. ولا يفيد


أحمد حسين حرقان

الحوار المتمدن-العدد: 3513 - 2011 / 10 / 11 - 08:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لن تفاجئ إذا أطل عليك مبشرٌ مسيحيٌ أو داعية مسلمٌ بابتسامة ملائكية، ثم طلب من وقتك دقيقتين ، و أخذ يعدُ لك محاسن الإسلام أو المسيحية وربما أخذ بدل الدقيقتين الساعة والساعتين ...
(المبشرون) أو (الدعاة) الذين يصغي لهم الآلاف و يُقرأ لهم ، وتخصص لهم ساعات في الفضائيات ، بل صارت لهم فضائيات خاصة مستقلة تبث (دعوتهم) ليل نهار (قنوات يجبى إليها المال من جيوب البسطاء) ولا يلاقون أي استنكار.. هم في حقيقة الأمر يبيعون الوهم ويثرون ويملؤون الكروش...
ومع ذلك كلاماتهم على اختلاف طوائفهم تلقى آذان صاغية ، مرة بدافع الإيمان بما يقولون ومرة بدافع الفضول عند من لا يوافق معتقده معتقدهم. وتدور أحياناً نقاشات بين سائر الطوائف كلٌ ينتصر لما لُقن أنه الحق الذي ليس بعده إلا الضلال؛ ويهتم الناس لها أيضاً ويتابعون..
ومع أني لست ملاكاً .. ولا داعية أحمل لك جنة الخلد .. إلا أني أطمح أن ألقى نفس الأذن الصاغية التي يجدها الداعية والمبشر . مهما كانت خارجة على المألوف ، والباب بعدها مفتوح للنقاش:
ما حدث ويحدث من بين المسلمين والمسيحيين في مصرــ والذي تسابق الكل إلى الحديث عن كيفية تجنيب الوطن إياه ــ وراءه أمرٌ لم يكن سراً يوماً من الأيام، ومع هذا يتجنب الأكثرون التعرض إليه أو الحديث عن مواجهته!
إنه العقيدة الدينية ذاتها!!
انطر.. هذه فتاة تخلت عن دينها وتزوجت رجلٌ على دينٍ مخالف فتقوم الدنيا ولا تقعد ، لأن هذه خيانة عظمى يغضب بسببها الرب وتشعل اللهيب في قلوب المؤمنين.
هذه كنيسة تبنى على أرض الإسلام التي استولى عليها المسلمون يوم الفتح وورثوا أرضها وديارها ومعابدها .. يجب أن لا يقوم فيها معبد أوكنيسة لغير المسلمين .. وهم كرام للغاية ويستغفرون الله كثيراً لأنهم يسمحون ببقاء بعض الكنائس أو بناء كنيسة هنا أو هناك ولو كان بناءها كثيراً ما لا يتم إلا على دماء وأشلاء...ثم ألا يكفي النصارى أنهم يعاملون معاملة أهل الذمة؟ فلولا ذلك الوصف الكريم لقتلوا جميعاً عن بكرة أبيهم : (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون) التوبة :13.
العامي البسيط يدرك هذه الحقائق .. أليس يقرأ القرآن ؟ ألا يستمع إلى الفقهاء؟ بلى، والفقهاء لا يملكون أن يبدلوا كلام الله .. والناس تفهم وتعي ثم تغضب وتثور وتهدم وتفعل ما أمر الله به .
المسيحي أيضاً لا يقبل الاستسلام ؛ سينطلق باسم الرب يبني لله كنيسة يمجد الله فيها، ولا ينسى أبداً أن البلد هو بلده (السليب) وأن المسلمين فيها ضيوف لذا: (بالطول بالعرض احنا صحاب الأرض) كما سمعتها بإذني في مظاهرة الأمس على شاطئ الإسكندرية، وسيتحدى كل الصعاب ليبني كنيسته وويحافظ على هويته ..
ويظل الطرفين في صراع مكشوف تارة، ومكتوم تارات وسيظلون كذلك إلى أن تعتنق طائفة دين الأخرى، أو يتخلى كلاهما عن الدين بالكلية؛ وهذا الخيار الأخير هو الحل الصحيح الوحيد وإن كان الأغلب من الناس لا يظنون أنه حتى مجرد خيار، ويظل كامناً في النفوس لا يخطر على البال أبداً.
الحقد والكراهية وازدراء الآخر أمراض كلما تم استئصالها تعود من جديد؛ لأن جذور شجرة الدين قديمة قدم التاريخ .. إنها أشجار غرست بذورها قبل آلاف السنين في زمان كان منطق القوة هو الحكم، وكانت القسوة سائدة لدرجة أنه لم يكن مستغربٌ فيها وجود إنسان حر وإنسان آخر عبد له ، وإنسانة حرة ، وأخرى أمة للمتعة والخدمة؛ في تلك العصور كان بتر الأطراف والرجم بالحجارة حتى الموت عقوبات عادلة ؛ بل إن تلك العقوبات كثيراً ما ترتبت على أخطاء تافهة أو حتى أمور لم تعد البشرية تراها أخطاءً على الإطلاق.
بالأمس يا سادة مات شباب كالورود أمام مبنى الإذاعة والتيلفزيون المصري؛ وأكثرنا جلس بالساعات يستمع إلى الساسة والمحللين والدعاة .. فماذا كان الحل من وجهة نظرهم ؟
التصدي للفلول بقايا النظام السابق، أو تخلي المجلس العسكري عن السلطة، أو اجتماع القساوسة بالمشايخ ــ للمرة الألف ــ أو نشر ثقافة التسامح (كيف؟) أو، أو ...
الجميع يا سادة على معرفة تامة بأسباب الصراع الحقيقية وإن كان لا يتجاهلها أبداً إلا ــ ويا للعجب !ــ حينما يبدأ في الحديث عن الحلول؛ حينها يهرب من الحقيقة إلى حلول سطحية ، جربت مراراً ، اختلفت الوقائع والأشخاص والتفاصيل وظلت هي ثابتة لا تتغير أبداً كما لم تتغير الدوافع وراء الوقائع والأحداث. كانت أطروحات بلا فائدة لأنها كانت تتجاهل جوهر المشكلة التي بدورها كانت تزداد تفاقماً كلما قويت أسبابها ؛ أي كلما عاد الناس إلى دينهم وتمسكوا به .
والهروب من الحقيقة، والتحجج بأن الواقع يفرض هذا الطريق (الأسهل) ، أو أن السياسة تقتضي ذلك؛ مخادعة للذات أو عجز عن مواجهة هذه الأسئلة المهمة:
ما الدين؟
ما الأسس التي قام عليها؟
ما الأدلة التي يستند إليها ؟
ما الذي قدمه للبشرية؟
ما فائدة وجوده واستمراره؟
هل حل نهضت بلد في الأرض وحل بها السلام والاستقرار دون أن تطبق العلمانية تطبيقاً كاملاً؟
هل يوجد نموذج لشعب واحد (متدين) في الأرض كلها طبق العلمانية التي نسعى إليها تطبيقاً جدير بالاحترام؟
هذه أسئلة ضرورية ..
أسئلة مشروعة..
يا إنسانُ قد بلغتْ .. ويا تاريخ فاشهد..



#أحمد_حسين_حرقان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- كنيسة السيستين.. قبلة سياحية ومسرح لانتقال السلطة بالفاتيكان ...
- الكونكلاف: ما هي طقوس انتخاب -الحبر الأعظم- بابا الفاتيكان ا ...
- خطوات تنزيل تردد قناة طيور الجنة على نايل سات وعرب سات 2025 ...
- عشية انتخاب بابا جديد.. مسيحيون عراقيون يريدون منه عدم نسيان ...
- هل سيلعب لوبي ترامب دورًا في انتخاب بابا الفاتيكان الجديد؟
- جدل في مصر حول من يحق له الإفتاء.. والأزهر يحسم الأمر
- الكرادلة ينتقلون إلى الفاتيكان عشية بدء التصويت لاختيار حبر ...
- حدثها الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات ل ...
- الفاتيكان يلغي رمزين من رموز سلطة البابا فرنسيس
- بنعبد الله يستقبل وفدًا روسيًا والمتحدث باسم جماعة “ناتوري ك ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد حسين حرقان - الحقيقة التي لا يجدي الهرب منها .. ولا يفيد