أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رافد الخزاعي - بابا لو بقي اعمي احسلي















المزيد.....

بابا لو بقي اعمي احسلي


رافد الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 3865 - 2012 / 9 / 29 - 02:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بابا لو باقي اعمي احسلي
كنت جالسا في مقهى على ناصية شارع يطل على نهر مدينتي الجميلة الغافية على النهر وانأ أراقب إشكال الغيوم وما ترسمه من لونها الأبيض في زرقة السماء والشمس تبداء في الانخفاض والغرق خلف السحاب والأفق البعيد انه وقت الأصيل في شهر أيلول وزقزقت العصافير على أشجار الكورنيش بدأت بعزف سيمفونية جميلة متناغمة تتصاعد حينا وتنخفض حينا كان من يقودها لهذا التناغم ولكن كسر سمعي لهذا الجو الجميل ضربات عصى على الرصيف لرجل بصير يسير الخطى وهو يردد مغنيا بصوت أجش حزين...... العمى عمى القلوب يبني أدام مو عمي العيون
وبردفها بهذا البيت الشعري بصوت حزين ونغمة قوية...
هل الدهرُ إلا كربةٌ وانجلاؤها وشيكاً وإلا ضيقةٌ وانفراجُها.
فنظرت له كانت هيئته تدل على انه غريب عن المدينة ولهجته تؤكد ذلك فقلت في نفسي لأسامره هذا المساء من يوم الجمعة واستمع لقصته عسى إن أتعلم حكمة أو حكاية تنفعني في الكتابة......فقلت له أيها العم البصير أهلا بك في مدينتنا تعال واسترح واشرب استكان جاي(شاي) من سنكيل من رأس القوري وانأ ابتسم خفيفا وأصيح بصوت جهوريا عمي أبو حسين إلف رحمة على روح مرتك (زوجتك)حورية فد استكانين جاي من رأس القوري خفيفات وحلوات وأبو حسين يصيح تدلل دكتور أنت شوكت تجينا بالسنة حسنة وهو يطقطق استكانات الشاي بطريقة موسيقية جميلة تضفي على المكان جو خاص وانأ امازحهه حتى أعطي اطمئنانا لضيفنا البصير في استرسال الحديث أبو حسين أنت مصيبتك مصيبة وهو يطقطق في باقي الاستكانات وهو يقول خير دكتور إنشاء الله......فأجيبه بقهقهة أبو حسين مرتك تدخل الجنة كبل ......سيده(مباشرة) ...
أبو حسين يجبني بصفنه.....شلون بروح أجدادك الإعزاز دكتورتا........ فأجاوبه بسرعة أنت مرتك اسمها حورية صحيح لو لا.....دكتور مو أنت تعرفها
إي إلف رحمه على روحها هي تدخل الجنة باسمها لأنها حورية من كاعها(أصلها)..........
فيبهت أبو حسين وهو يرتشف أخر استكان في أيده من اجتك هل الطركاعة (المصيبة) يبو حسين والله دكتور إذا صدك إني أروح النار احسلي واغني مثل كاظم الساهر النار النار....فيغني بصيرنا بصوت حزين .....
النسوان والله النسوان مالهن أمان لا بالدنيا ولا بالجنة
كل مصايبنا من النسوان .....ومن عشق النسوان قلبونا صارت حمرة مفلطحة مثل الرمان.....فيصيح ابو حسين على ابنه حسين ولك بويه حسين جيب لأعمامك بطلين ماي زلال مجرشات باردات.......
فالتفت إليه عمي البصير ما هي قصتك.....
فيجيبني يا وليدي قصتي ما تسولف وما اكو احد يصدقها ولكن صمتي أعطاه صورة إني أحب إن أتابع قصته فبدأ بتنهيده وحسرة عميقة عرفت من خلالها ما مدى ألمه العميق.....وبدأ يتلمس استكان الشاي الثاني وهو يحاول يخوط الشاي بالخاشوكة (الملعقة) بصوت جرسي يعطي نغمة جميلة وهو بدا بسرد حكايته ..... كنت رجل كفيفا منذ طفولتي وانأ أعيش سعيداً مع زوجتي أم ابني الوحيد ..هي كنت اعتقدها محبة مخلصة عاشقة لي لأنها كانت تلبي جميع احتياجاتي ، وابنٍ بار كان يتابع ثروتي وما تحصله مزرعتي التي ورثتها عن أبي وأمي لأني وحيدهما ، وكان لدي صديقٍ وفيّ في طفولتي وبقى يعمل في مزرعتنا وهو يقوم بالحراثة والزراعة وبيع منتجات الألبان والبيض وهو من يقضي حوائج البيت من مشتريات كان هو أخي الذي لم تلده أمي، وكان الشيء الوحيد الذي ينغص عليه سعادتي هو الظلام الذي أعيش فيه ، كانت أتمنى أن أرى النور ولو ليوم واحد وكنت مستعد لدفع كل ما املك لأرى سعادتي ,زوجتي التي كنت ارسم صورتها الجمالية في مخيلتي ,ابني البار الأمين الجميل, صديقي وأخي...... الوفي,,,,مزرعتي....حيواناتي,,,دنياي بعيني التي حرمت من نعمة النظر منذ طفولتي عند إصابتي بالتراخوما في يوم من الأيام تعين في مديتنا طبيب أرياف ولكنه طبيبٌ نحرير ، فذهبت إليه لأطلب دواءً يعيد لي بصري ، فبعد ان فحصني في منظاره إعطاني الطبيب قطرةً وأوصاني أن أستعملها بانتظام ، حتى يحدد لي موعد السفر إلى العاصمة لوجود طبيب أجنبي زائر يمكن إن يساعدني الحظ ويعيد لي بصري فدعوته إلى منزلي واقنت له وليمة كبيرة من الرز والسمك واللحوم وما لذ وطاب من المأكولات وأصبح يوميا هو ضيفي وبعد نزوله إلى بغداد وعودته قال حظر نفسك للسفر الأسبوع القادم فقالت له زوجتي دكتور وهل نذهب كلنا معه و أنت تعلم إننا لا نستطيع ترك المزرعة فإذا تريد إن تصنع جميلا لنا إن تذهب معه أنت ونحن مستعدين لأي مبلغ تطلبه
وهكذا سافرت مع الطبيب إلى بغداد التي سمعت بها ولم أراها في حياتي ونزلنا إنا والطبيب في فندق وسط العاصمة وقريب من المستشفى الذي سيعالجني به الطبيب الانكليزي الزائر وانأ ادعوا الله طوال الليل إن يعيد لي بصري ويفتح لي حياة جديدة أعوض بها ما فأتني من فقدان البصر وفي الصباح بعد الفطور ذهبنا إلى المستشفى وانأ اجر الخطى جرا خوفا من الفشل او رؤية الحياة انه خوف مدفون في أعماقي وعند دخولي للطبيب الانكليزي وبعد الفحص وكلامه مع مرافقي الطبيب قال انه بحاجة إلى عملية بسيطة ولكن يمكن إن يرى النور بعد العملية مباشرة أو بآي لحظة وبعد دخولي المستشفى وأجراء العملية في اليوم الثاني وبعد رفع الضمادة لم استطيع إن أرى مما أصابني بالحزن الشديد ولكن الطبيب الانكليزي قال خذ القطرات هذه واستمر بالمداومة اليومية على استعمالها وقال لي : إنك بذلك قد ترى النور فجأة وفي أي لحظة . وعدت إلى منزلي وقريتي وانأ لا أرى واستمرت بالمداومة في استخدام القطرة على يأس من المحيطين بي من زوجتي وصديقي وابني ، ولكني
بعد استخدامها عدة أيام رأيت النور فجأة وانأ جالس في حديقة بيتي الصغيرة تحت عروش العنب المتدلي ، وشاهدت شعاع الشمس من بين أوراق العنب وهي تعكس ألوانها على عيني ,فجُنّنتَ من الفرح والسرور وهرولت إلى داخل البيت لكي اخبر زوجتي الحبيبة واجعلها لها مفاجأة جميلة وانأ أرى تقاسيم وجهها الذي رسمته في مخيلتي ولكني صدمت من هول ما شاهدت وتمنيت إن تبلعني الأرض وقتها رايتها في غرفة النوم عريانة نعم عريانة ومع من مع من وثقت به وجعلته أخا لي وأمنته على بيتي مع صديقي الوفي، فلم اصدق ما رأى وقلت يمكن هذا هلوسة بصرية ام حلم مزعج ولكنه حقيقة مع تخالط الأصوات وهروب زوجتي وصديقي وهم يتلفلفون بأثوابهم المخلوعة، وذهبت إلى
الغرفة الأخرى لأبحث عن مسدس والدي الذي لم استخدمه مرة في حياتي وكنت احتفظ به في خزنتي ولكني هالني منظر أخر فوجدت ابني وهو يفتح خزانتي ويسرق بعض ما فيها .حينها عدت أدراجي إلى الحديقة وانأ اصرخ : هذا ليس طبيباً ، هذا ساحر ملعون ،وأخذت مسماراً ففقأت عيني نعم عيني! وعدت مذعوراً إلى سعادتي التي ألفها . نعم سعادتي في عدم رؤية هذه الدنيا ومصائبها وهكذا إنا أجول المدن لأحكي قصتي وانأ اردد بابا لو بقي اعمي احسلي هل عرفت قصتي يا صديقي فقلت يا بو حسين هاي ما يراد لها استكان هاي يراد لها قوري كامل حتى أفيق من هذه الصدمة
وانأ انظر إلى دموع الرجل التي بللت ثوبه كان قطرات مطر كثيف أصابه..........
الدكتور رافد علاء الخزاعي
من ناصية مقهى على ضفاف نهر مدينة عمياء لا تريد إن ترى ان يرد لها بصرها......



#رافد_الخزاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثمن الخيانة
- من اجل عراق خال من ذوي الإعاقات الخاصة
- حلم الوصول للبحر:الحرب الشرق أوسطية القادمة هي الحرب الكردية ...
- أيهما أكثر حلالا صمام قلب الخنزير أم الإرهابي التكفيري افتؤن ...
- دواء الروح
- سابقة شرق أوسطية (وراء كل وزير مستقيل إرادة امرأة حديدية)
- هل لنا إن ننتج حليب عراقي وطني يزيد من وطنيتنا؟؟؟؟
- دعاء يمامة تائبة
- قبلة في شارع مقدس
- هل ذوي الاحتياجات السمعية واللفظية والبصرية يحلمون؟؟؟
- الرعاية الصحية في العراق مقارنة بالرعاية الصحية في تركيا (ال ...


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رافد الخزاعي - بابا لو بقي اعمي احسلي