أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باسم دخوكا - الإنتخابات كذبة نمارسها و لا ندرك قيمتها















المزيد.....

الإنتخابات كذبة نمارسها و لا ندرك قيمتها


باسم دخوكا

الحوار المتمدن-العدد: 3862 - 2012 / 9 / 26 - 08:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الإنتخابات كذبة نمارسها ولا ندرك قيمتها

أن تنتخب تعني انك موجود و لك دور مؤثر و قد تكون رقما ً صعبا ً يحتاج اليه المرشحون . تصويتك يصنع المستقبل و يغير ما فات . أنت من يقرر من يستحق أن يبقى ومن يجب أن يرحل . أنت وحدك تصنع الغد و تشارك بما قد تجنيه فيما بعد . وهذا كله لن يأتي ان لم تدرك حقيقة الواقع الذي تعيشه و حقيقة هؤلاء الذين قد تختار واحدا منهم .
و في بلدنا العراق نضيع فرصة بعد أخرى لكوننا لم نعد ندرك حتى ماذا يعنى أن تنتخب ؟ و كيف و لماذا نختار و من نختار . لم يبقى مبرر و لم نستخدمه لننتخب من انتخبناه في السابق إلا أن يكون إنتخابنا على أساس أن يعمل الذي ننتخبه لصالح الوطن و المواطن و يرفع من شأن البلاد . كل خياراتنا تنبع أما على اساس قومي أو طائفي أو غيرها من القياسات الغير المنطقية , كإننا نشتري بدلة لحفلة خاصة و بعدها نعلقها في ( الدولاب ) فما أتعسنا ! كلما خطونا خطوة الى الامام نجد انفسنا قد عدنا ألف خطوة وخطوة الى الوراء .
و أغرب الإمور و أتعسها ان معظم الذين يعتلون المناصب و يقفون خلف المنابر و يتصدرون القوائم الإنتخابية مجربون من قبل الشعب ولم نطلق بعهدهم و عهدتهم سوى (الأهات و الحصرات ) فماذا ننتظر منهم فيما بعد !؟
نحن شعب يلدغ ومن ( الجحر ) نفسه و لأربعة عقود و أكثر و لم نتعلم , و لم نستوعب الدرس , و لم يعد هنالك خلية من جسدنا لم تلدغ , و بدلا ً من أن نتجنب اللدغات بتنا ندفع بجسدنا نحو الأفاعي و نقول : ( بالروح بالدم نفديكم يا أفاعي ) .
لست أدري بماذا تنفع هذه اللعبة التي نتجرعها بمرارة العلقم و تسمى (الإنتخابات ) والتي لا يتقنها جميع الذين يلعبون في الساحة , وخصوصا ًإن كل الفرق القوية يجب أن تخرج منتصرة أو شبه منتصرة , و الفرق الضعيفة تكرم بوظيفة خادم أو ساقي و قد يخرج قائدها امام الجمهور لبرهة من الوقت , قد يقول شيء غير مفهوم أو قد يستنكر أو يستفعل ويستفعل .. هذه الكلمة قد تكون غريبة , بما معناه يتصنع الفعل ( وهذا ما أقصده بها , وعلى أقل تقدير) و بعدها يركن في ركنٍ من أركان الملعب و يقبض راتب كبير , و بينه وبين نفسه يقول : لعنة الله على الذي لا يرضى , انني اصنع له المستحيل , وما يقصده بالمستحيل بالطبع هو أيضا ً كغيره من القادة حتى وان كان صغير فهو : لن يتنحى من منصبه و لن يغادر كرسيه إلا بحالتين أما الموت الرباني أو أن يقتل , و قد يسمى فيما بعد بالشهيد .
فمن تنتخب ؟ و لماذا تنتخب ؟ فالعراق مقسم و مجزء و كل جزء فيه هو الآخر مقسم الى أجزاء , وهذا بالطبع يفهمونه أو يعملون لأجله سادة البلاد .
ومنذ أن شرعنا بالإنتخابات والوضع يتحول من سيء الى أسوء , فلا حلت لنا الإنتخابات مشكلة و لا حتى في أبسط المطالب ألا و هي : ( حق الحياة ) فمن تنتخب ؟ و لماذا تنتخب ؟
في الجنوب و الوسط و جزء من الشمال و التي تقع تحت سلطة الدولة , لا قوة تعلو على قوة المليشيات , و هي التي تكون كل شيء من ( شرطي في مخفر ) الى دولة رئيس الوزراء شعب يفتقد الى أبسط مقومات الحياة و إنما الحياة أصبحت بالنسبة إليه عبىء ثقيل , إلى أين المفر بين ماضي ٍ مقرف و مستقبل مجهول ؟ كأن العراقي لم يولد إلا ليتذوق الموت ألف مرة و مرة و هو ينعم بما تسمى الحياة .
أما في كردستان و التي تحررت من بعض التعقيدات , هنالك اعمار و مشاريع ضخمة تقوم بها السلطة و لكن لا تزال تعاني هي الأخرى من المعانات ومنها - توزيع المناصب و المحسوبية و معانات عامة الشعب و الأقليات و خصوصا ً الأقليات , ليس على اساس ( الموت أو الحياة ) وانما على اساس ( يجب أن تحمد الله لكونك تنعم بالأمان ) و كأن الأمان أصبح فضلا ً يصفعون به شعوب لا تملك ( لا حولة و لا قوة ) في زمنٍ و في بلد ٍ بات كل شيء فيه يقاس بقوة العضلات .
ففي وطننا كل مؤسسات الدولة و الشرطة و الشركات الخاصة و حتى الأرواح , و كل ما هو مهم وله قيمة بيد السلطة التي تحكم و تفعل ما تشاء ومتى ما تشاء , و بالطبع كل ما يفعلونه يصب في مصلحة البلاد !
فمن تنتخب ؟ لعنة الله على الإنتخابات
فلماذا تنتخب ؟ و متى ما شاءت السلطة قد تسحقك و كأنك حشرة ضارة و لا تنفع . قد يسحقك أحد أزلامها أو أحبائها أو أقزامها , فما أنت سوى حشرة قد تداس و بأي لحظة وعمرك مرهون بمقدار الولاء .
الإنتخابات عندنا بدأت بفترة لا يمكننا التميز بين هذا وذاك , الإنتخابات عندنا تشبه كثيرا ً- كم من ( العجول ) تملك لكي تقود البلاد و تصبح فيما بعد من الأثرياء . الإنتخابات عندنا أن تصوت ( على عناد الآخر ) وكلاكما يدفع الثمن و ينتفع منه من لا يستحق الولاء . الإنتخابات عندنا تتطابق مع المقولة الشعبية :( أنا وأخي على إبن عمي و أنا وإبن عمي على الغريب ) مع العلم كلنا في الوطن إخوة و نتقاسم المصير و الخبز إن وجد . الإنتخابات عندنا أن يستمر الحاكم الذي لم ننتفع منه لكونه لن ينزل عن عرشه و إن إحترقت البلاد . الإنتخابات عندنا كذبة لا نصدقها و لكننا نفرح بممارستها , و كل ما نعرفه عنها إننا نلون أصبعنا في ذلك اليوم و من بعده تبدأ المعانات .
في دول العالم المتحضر و أبسط ما نقوله عنها : للإنتخابات نظام مقدس و لسبب بسيط وهو مفهوم لهم و ليس لنا ألا وهو : إن الإنتخابات تعطي معنى للحياة , ومعنى للحياة تعني لهم الكثير و من ضمن ما تعنيه : إن هنالك انسان و هذا الإنسان و في أي موقع كان يجب أن يحترم و ينعم بالحرية و رأيه يجب أن يصان و ليس بالضرورة أن يكون من عائلة ( فلان أو علان ) أو من هذا الحزب أو ذاك لكي ينعم بالتقدير و الإحترام . في دول العالم المتحضر ليس هنالك ( طابو ) للمناصب و الوطن لا يتحول الى دار يملكه ( الريس ) و يورثه من بعده لأولاده أو يبيع و يشتري فيه , و كما يشاء .
وفي دول العالم المتحضر عندما يفوز أحدهم , الخاسر يقدم التهاني . و يخصص يوم للإحتفال , وتبدأ الجولة الجديدة و يحاسب الفائز على كل ما يقوم به و على هذا الأساس يكرم المرشح في الدورة الثانية أو ينتهي دوره في يوم الحساب . و من هنا طبعا يبدأً حساب الشعوب وليس حساب الآخرة , أي في يوم الأنتخابات . لن أطيل الحديث عن هذه الدول لكونه ليس هنالك من يجهل عن تحضرها و لا حتى الذي يصر أن يحكمنا بالتخلف , و يفعل هذا لكونه لا يتقن طريقة أفضل ليقود فيها الشعب و البلاد . ولكني أقدم إعتذاري على المقارنة بيننا وبين العالم المتحضر , و إعتذاري بالطبع موجه لهم . فلم يأتي ذلك التحضر عن جهل و هباء و إنما بعقول مدبريها و وعي شعوبها .
فيا ترى الى أين نمضي و نحن نركب في عربة لم تعد تقدر على حملها العجلات , الى أين نمضي في سفينة يقودها عشرات من الربان و تلاطمها الأمواج من كل صوب و تخترقها المياه من عشرات الثقوب و كلها من صنعنا نحن الركاب . الى أين نمضي و خيرات البلاد تسرق و بوضح النهار , يسرقون اللقمة من أفواه الأطفال , يسرقون الأرامل و الشيوخ و الأيتام , يسرقون و يسرقون الى أن بتنا في مقدمة الدول التي تنعت بالفساد و ما زالوا الذين يسرقوننا في هرم السلطة و ما زلنا نأمل و نتأمل أن ينعم الوطن بالخيرات , فما أتعسنا و ما أجشعهم ؟ نحن لا زلنا نصوت لهم و هم لا يزالوا ينهبوننا , يشردوننا , يقتلوننا و يستخدموننا و في كل المجالات . هنيئا ً لهم بنا فما أتعسنا من شعوب تمجد قاتليها و ترفعهم و هم يتسلقون على رؤوس الشعب .. و كإنهم يتسلقون على سلم المجد , و مجدهم هو إحتقار الشعب .



#باسم_دخوكا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنتخابات كذبة نمارسها و لا ندرك قيمتها


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باسم دخوكا - الإنتخابات كذبة نمارسها و لا ندرك قيمتها