ثورة زيكو

طارق الحارس

الحوار المتمدن-العدد: 3856 - 2012 / 9 / 20 - 11:13
المحور: عالم الرياضة
    

ما حصل في مباراة العراق واليابان التي جرت ضمن تصفيات كاس العالم لم يكن حدثا عاديا في تاريخ الكرة العراقية فقد صنع زيكو تاريخا جديدا سيتذكره الشارع الرياضي لسنوات طويلة.
لقد فعل زيكو ما لم يتجرأ على فعله جميع مَن سبقوه في الاشراف على تدريب المنتخب الوطني خلال العشر سنوات الأخيرة أو ربما أكثر، إذ تعود الشارع الرياضي في العراق على أسماء معينة حتى أصبحت التشكيلة الأساسية التي تمثل المنتخب في المباريات الرسمية يعرفها أي متابع مختص بشؤون الكرة، أو حتى المتابع العادي .
شاهدت برنامجا رياضيا في احدى القنوات العراقية قبل هذه المباراة يؤكد هذه الحقيقة، إذ سألت مقدمة البرنامج ضيفها، وهو من المدربين العراقيين المعروفين، عن تشكيلة منتخب العراق المتوقعة لهذه المباراة فأجابها هذا المدرب قائلا : تشكيلة المنتخب معروفة قبل شهر فهي التشكيلة نفسها التي مثلت منتخب العراق في العام 2007، لكن زيكو لم يفعلها لأنه من المدربين الكبار والمقتدرين .
ما حصل في يوم 11-9 كان ثورة قادها المدرب زيكو، ليس لتصحيح مسار الكرة العراقية، بل لانقاذها من الحال التي ظلت تراوح فيه وكان يسير من سيء الى أسوأ، إذ دخل زيكو هذه المباراة بتغيير كبير في صفوف التشكيلة الأساسية لمنتخب العراق فاجأ بها الجمهور العراقي قبل أن يفاجأ خصمه المنتخب الياباني الذي يعد المنتخب الأفضل على مستوى القارة الآسيوية .
لقد كان الجميع يتوقع أن يجري زيكو بعض التغييرات الطفيفة على تشكيلة المنتخب في ظل الظروف الصعبة التي واجهته قبل المباراة والمتمثلة في نقص واضح في التشكيلة المعتادة بسب الاصابات التي لحقت ببعض اللاعبين الأساسيين مثل المدافع المتألق سلام شاكر، والمدافع المخضرم باسم عباس، والمهاجم مصطفى كريم، لكن زيكو دخل بمجموعة كاملة من اللاعبين الشباب وأغلبهم يمثلون المنتخب الوطني لأول مرة في بطولة كبيرة كتصفيات كأس العالم ومنهم علي بهجت، ووليد بحر، وحسام كاظم، وأحمد ابراهيم، وحمادي أحمد، وأحمد ياسين .
لم يكن في التشكيلة الأساسية كابتن المنتخب يونس محمود، ولم يكن فيها نشأت أكرم، وقصي منير، وسامال سعيد ، وعلي حسين ارحيمه، وباسم عباس، وعماد محمد، وهوار الملا وصالح سدير وغيرهم من الأسماء التي حجزت مقعدها في التشكيلة الأساسية سواء لعبت بشكل جيد، أم لم تلعب، بل أن بعضهم لم يستدعيه زيكو مع الوفد الذي كان في اليابان وهو الدليل القاطع على الثورة التي قام بها ولم يتجرأ اي واحد عليها من قبله.
نعم، خسرنا المباراة بهدف يتيم، لكننا ربحنا مجموعة من اللاعبين الشباب الذين أثبتوا جدارتهم من خلال الفرصة التي منحهم اياها المدرب زيكو وهم يستحقونها بعد أن حرمهم منها العديد من المدربين الذين أشرفوا على تدريب المنتخب العراقي في السنوات الماضية بذرائع واهية.
لقد كانت خسارة مشرفة اذا ما أخذنا بنظر الاعتبار قوة المنتخب الياباني الذي يضم في صفوفه العديد من اللاعبين المحترفين في الدوريات الأوروبية ومقارنة بلاعبينا الشباب الذين يلعبون في الدوري العراقي البائس، هؤلاء الذين كانوا ندا حقيقيا للمنتخب الياباني في هذه المباراة، فهنيئا لهم ولنا المستوى الرائع والكبير الذي قدموه في هذه المباراة وشكرا كبيرة جدا نقولها للمدرب زيكو قائد ثورة انقاذ الكرة العراقية.
مدير تحرير جريدة بانوراما في استراليا

#طارق_الحارس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات