أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسامة الخوّاض - -حصافة الفرسة- في -يوتيوب-















المزيد.....

-حصافة الفرسة- في -يوتيوب-


أسامة الخوّاض
(Osama Elkhawad)


الحوار المتمدن-العدد: 3851 - 2012 / 9 / 15 - 22:30
المحور: الادب والفن
    


"حصافة الفرسة" في يوتيوب

يعود اهتمامي و انشغالي بعلاقة الشعر بغيره من الأجناس الإبداعية إلى بداياتي الشعرية الناضجة في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي،حين اشتغل صديقي الناقد و التشكيلي و المترجم محمد عبد الرحمن "بوب"، في معرض تخرجه من كلية الفنون الجميلة على سميولوجيا الصفحة الشعرية من خلال نصي الشعري "انقلابات عاطفية"-راجعْ كتابنا "خطاب المشَّاء-نصوص النسيان".

ثم تجدَّد هذا الاهتمام في الفترة الجُحْريفية في صحراء تهامة في اليمن،حين اشتريت مسجِّلا "بالدَيْن" الربوي، و هي الطريقة الوحيدة المتاحة للبقاء إذ ان "المشرفين" على شؤون المدرسين المالية من اليمنيين يرجئون صرف الأخضر المقدس "الدولار" إلى نهاية العام "لفساد" في نفوسهم،و لموافقة المدرسين الضمنية الساعين إلى "التوفير".و يستطيع المدرسون بنوعيهم "المتعاقد" و "المعار" أن يفتحوا جميع أنواع الحسابات الربوية ابتداء من البقالات الكبيرة ،و الدكاكين الصغيرة ،و الحلاق، و الخضرجي، و "المكرِّث"، و الطبيب، و انتهاء ب"المقوِّت" أي بائع القات.

حملت مسجِّلي إلى جحري الريفي في "النجيبة" في ضواحي "تعز".و كان لي في تلك الآلة العجيبة صنع "تايوان" مأربان:الاستماع إلى الإذاعات،و التدريب على "الإلقاء الشعري".و كنت ألقي النص الشعري ثم أسجله و استمع إليه،و أعيد تسجيله لإصلاح هنّاته مرات عديدة و بطرق مختلفة تستعمل جميع طبقات الصوت و محاولة عكس الدلالة الشعرية من خلال الصوت.بعد فترة شعرت بأنني أحرزت تحسنا ما ،أو على الأقل تخلَّصت من طريقتي المملِّة في إلقاء الشعر .

في الولايات المتحدة الأمريكية،تعرَّفت على برنامج "ادوبي اوديشن" في نسخته الثالثة،و استغرق الأمر مني زمنا طويلا حتى أتعرَّف على امكانياته الصوتية المتعددة،و زاد زمن التعرف على تلك الإمكانيات حين تعرَّفت أخيرا على سي اس سيكس من أدوبي أدوديش.
في أثناء دراستي للماجستير في علم نفس إرشاد المجتمع،تعرَّفت على طريقة في العلاج النفسي تستخدم النصوص الشعرية.و بعد ذلك تعرَّفت على الملتيميديا.و كانت عروض الباوربوينت تشكل متعة بالنسبة لي.

ثم من خلال عملي كمدرس و طالب يدرس استخدام التكنلوجيا في التعليم،تعرَّفت على برنامج "يوليد" ،ثم "كوريل فيديو استديو" في نسخته الثانية،و بعد ذلك عملت على آخر نسخة و هي كوريل فيديو استديو برو اكس خمسة لتصميم مشاريع للفيديوهات.توجهي نحو توظيف الملتيميديا في الشعر هو استمرار للتقاليد التي نشأ في ظلها الشعر من خلال الإنشاد و الترنم و الغناء.و بعد اختراع المطبعة توجه الشعر نحو الشعر البصري و الشعر المجسّم.و كان في بالي أيضا،هيمنة ثقافة الفرجة،و العزلة التي يعانيها الشعر المعاصر في علاقته بالجمهور.

قررت بعد ذلك خوض تجربة إنتاج فيديو من خلال نص قصير هو "حصافة الفرسة".قمت أولا بتسجيل النص بصوتي على "أدوبي أوديشن 3"،و استغرق الأمر زمنا طويلا لاختيار الطبقة الصوتية الملائمة من برنامج التسجيل الصوتي.لم يكن خياري موفقا،فبعد فيدباك من الصديق الناقد خالد بابكر ،قمت بإعادة اختيار مؤثرات صوتية جديدة،نسبة لرداءة المؤثرات الصوتية الأولى.و أمَّن الصديق خالد بابكر على جودة المؤثرات الصوتية الثانية.

قبل البدء في تصميم فيديو عن "حصافة الفرسة"،اطلعتُ على نماذج من استخدام الملتيميديا في الشعر الأمريكي.و تلك التجارب تعتمد على تمويل من جهة ما ،و على تعاون الشاعر أو الشاعرة مع المصور.كان في ذهني أن أقوم بعمل ذلك من خلال "تيم ورك" بين الشعراء ،و فنيي الصوت،و المصمِّمين بكافة أنواعهم عبر الاستفادة من إمكانيات التواصل الالكتروني ،لكن تجربتي في هذا الصدد ليست مشجعة،لعراقيل كثيرة ضمن مشهد "العرقلانية" المهيمن على حياتنا.هنالك عرقلة ثقافية تتمثَّل في عدم الالتزام بالزمن،و الصعوبة التي يلاقيها الكثيرون في تكييف أنفسهم للعمل ضمن فريق،خاصة في غياب المال و غيره من المحفِّزات و أيضا انعدام العقوبات الرسمية.
و بالتأكيد، فعلى رأس تلك العراقيل، حقيقة أننا نمارس الكتابة ك"وردية" ثانية أو ثالثة في أحيان كثيرة،و لذلك ما يتبقى من الوقت للكتابة و "أحوال الكتابة" قليل،في ثقافة "لا تقدِّر" غالباً،و إنْ فعلتْ،فيوم شكركَ،هو يوم موتكّ.

كانت في ذهني تجارب مثل تجربة محمد طه القدَّال في مجموعته الشعرية الاولى التي أرفق معها سي دي بصوته لأشعاره التي سجلها بمعاونة الشاعر الكبير الأبنودي في استديو متخصص في مصر.و في ذهني أيضا تجربة عادل عبدالرحمن إذ صوَّر فيديوهات يلقي فيها بعضا من نصوصه الشعرية،و قام ببسط تلك التجربة في "يوتيوب".
كنت آمل أيضا ، أن يقوم بهذا العمل شخص أو أشخاص غير الكاتب نفسه،أوعلى الأقل في عمل مشترك،لكن ما باليد حيلة.
و لذلك قررت إنجاز العمل بمفردي رغم إدراكي لتواضع إمكانياتي التكنلوجية و التصميمية،خاصة و نحن لسنا من جيل السكان الأصليين في علاقتنا بالتكنلوجيا،و إنما من جيل المهاجرين بحسب توصيف بديع لباحث في علاقة الأجيال المختلفة بثورة الانفوميديا.

من النماذج الأمريكية التي اطلعت عليها في توظيف الملتيميديا في الشعر،لاحظت عدم الميل إلى التجريد،و العلاقة شبه الكاملة بين الكلمة المكتوبة و صورتها،أي ان المرأة التي تبكي في النص المكتوب،تقابلها امراة من لحم و دم تبكي.و هذا قد وافق فهمي لعلاقة الشعر المكتوب بكيفية تجسيده في لغات أخرى مثل الرسم.هذا لا يعني أنني أعتقد أن اللغات الأخرى قادرة على التجسيد الكامل للنص المكتوب.فمثلا في المقطع التالي من "حصافة الفرسة":
و طلبت لي كأسا من مديح النبيذ،
و شريحة شجو من الشواء المكسيكي
تقابل الصورة المكتوبة "كأسا من مديح النبيذ"،صورة "كأس نبيذ" في الفيديو،و هي تعبِّر عن جزء من الصورة الشعرية،لكنها لا تعبِّر بالتأكيد عن "مديح النبيذ".و صورة شواء مكسيكي أيضا لا تعبِّر تعبيرا كاملا عن "شريحة شجو من الشواء المكسيكي"،و قسْ على ذلك صعوبة تجسيد "أشجار السلو"،و "رائحة" الكثمرى،و "طعم" الفانيليا.و لذلك، على القارئ أن يعمل خياله لاجتراح "تأويله" الخاص ل "مديح النبيذ"،و "أشجار السلو"،و "تمسِّد أصابع روحي"، و غيرها من التعابير و الصور الشعرية.

قرَّرت مسبقا ألا استعمل قدر الإمكان لوحات أو مشاهد تجريدية للتعبير عن صورة شعرية حسية،لتجارب محبطة من خلال إطلاعي على آلاف الرسومات لأغلفة الكتب و النصوص الأدبية.و هي أي تلك الرسومات كانت تدعي أنها تهدف إلى خلق نص مواز،تحول مع إبهام بعض تيارات الفن التشكيلي المعاصر إلى خبط عشواء ،كما في تجربة أحد الناشرين الذي أسرَّ لي بأنه يملك عشرات اللوحات" التجريدية" لفنان ما،و حين يصمم غلاف كتاب ما،يمكنه أن يستخدم أي لوحة من اللوحات،و أحيانا يختار اللوحة "المطرِّفة"،و هذا هو معياره الوحيد الأوحد في معظم الوقت.

الفيديو مدته قصيرة أي دقيقة و ثماني و ثلاثون ثانية ،لكنه استغرق مني أياما و ساعات متواصلة لإنجازه من حيث اختيار الصورة المناسبة و ضبط الوقت للصور،و مشاهدته مرات كثيرة تجلب تغييرات ما بعد كل مشاهدة.
قد أعانتني هذه التجربة كثيرا في عمل فيديو لنصي الشعري"شبح الرجل القبرصي"،و هذه قصة أخرى سنتناولها في مقال قادم كان الله هوّن. وسأواصل التعرُّف على امكانيات برنامجي "ادوبي أوديشن"،و كوريل فيديو استديو،و قد حزمت أمري على التوجه نحو توظيف الموسيقى،و مقاطع الفيديو الحية.
قمت بعمل نسختين من الفيديو ل"حصافة الفرسة".حاولت في النسخة الثانية أن أمزج بين "المرأة" و "الفرسة"،و في الحالين لم أستطع أن أجد لغة غير مكتوبة تجسد تجسيدا مرضيا ماهية تعبير شعري من كلمتين مثل "حصافة الفرسة".

أدناه رابط النسخة الأولى:
http://www.youtube.com/watch?v=t7opgv1pfTI

و هنا رابط النسخة الثانية:
http://www.youtube.com/watch?v=dzTEjlFrrAo



#أسامة_الخوّاض (هاشتاغ)       Osama_Elkhawad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حصافة الفرسة
- وحشة شتوية
- خطوبة
- إغراء ما بعد الحداثة
- سمّوكِ عاهرة المدينة و الضفاف
- قارة ضائعة: مئة وجه و لا وجه*-( الغناء السوداني مثلا)
- مقدمة حول الخطاب الشعري السبعيني
- شبح الرجل القبرصي
- شهادتان عن مرثيتي لعبد الخالق محجوب: -هكذا كان قلِقا على مست ...
- -صباحية عامل تنظيف- للشاعر أسامة الخوَّاض-دفع الله حماد حسين ...
- ملامح التجربة الشِّعوريّة بين الشّاعرين محمد نجيب محمد علي و ...
- (انقلابات عاطفية) لأسامة الخوّاض-انقلاب في ذائقة الشعر*-بكري ...
- *نص شعري-الكوميديا العاشقة
- نص شعري--خسوف القمر الأتبراوي-
- ماذا سأفعل بالله و الدين و اللغة العربية؟ ما قاله الفضل بن ا ...
- في الذكرى الثلاثين لميلاها -بورتريه لزينب
- انقلابات عاطفية-بيان تأسيسي مع ملحق تفسيري للبيان
- قبرُ الخوَّاض- النسخة النهائية مع هوامشها
- قامةُ الوردة الكوكبيَّة –الهواجس العاويات لكلب صيد عجوز
- الفيلادلفيات-نصوص شعرية


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسامة الخوّاض - -حصافة الفرسة- في -يوتيوب-