أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فايز الصايغ - مهمة الابراهيمي بين البساطه والتعقيد














المزيد.....

مهمة الابراهيمي بين البساطه والتعقيد


فايز الصايغ

الحوار المتمدن-العدد: 3849 - 2012 / 9 / 13 - 16:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



منذ الإعلان عن استقالة كوفي عنان من مهمته السورية والشروع في تكليف الأخضر الابراهيمي بديلاً عنه والشكوك تساورني إزاء مهمة الرجل الراهن والصعوبات، لا بل الأسباب التي دعت الرجل الراحل " أطال الله في عمره " إلى الاستقالة و ماهية الضغوط الأمريكية و الأوربية التي مورست على الأمين العام للأمم المتحدة السابق لكي يتنصل من المهمة مع أنها في رأيي مهمة غاية في البساطة وغاية في التعقيد.
غاية في البساطة لمن يدرك ويعي ويطّلع على واقع الحال من كون المسألة عبارة عن مجموعات إرهابية وخارجة عن القانون تم تسليحها بأحدث الأسلحة الفردية والعملاتية وتزويدها بأحدث أجهزة الاتصال مافوق الفضاء السوري، وربطها مع الأقمار الصناعية الأمريكية والأوربية لكي تتلقى المعلومات والتعليمات مباشرة، وخارج قدرة التكنولوجيا التي تملكها المؤسسات الرسمية السورية على ضعفها .. وعلى ندرة الخبرة فيها على رصدها أو تتبُّعها .. تورّمت هذه المجموعات وفقّست مجموعات أخرى أسّسها فارّون من العدالة أو من أصحاب السوابق أو من أصحاب الاطماع أو ممن يغريهم المال .. أو ممن يتوَهم ويتطلع إلى نصيب في كعكة السلطة القادمة أيـّاً تكن والكثير من "الحرابي" جمع حرباية إذا صح الجمع اللغوي يتلوّنون حسب المناخ و الظروف والاطماع ..
بساطة لأن المطلوب وقف ضخ السلاح والمال القطري والسعودي عربياً والفرنسي والأمريكي وغيره عالمياً، وكذلك وقف تمرير المسلحين العرب والأجانب عبر الحدود وبخاصة الحدود السورية ـ التركية و السورية ـ اللبنانية وتحميل الدول المسؤولة عن هذا الضخ بنوعيه المالي والعسكري وأدواته البشرية مسؤولية ما يجري علناً وأمام الرأي العام العربي و العالمي، عندها يبسط الجيش السوري وقوى الأمن السيطرة التامة تحقيقاَ لمبدأ السيادة الوطنية على الأرض لتنطلق بعدها ماكينة الحوار الوطني الشامل ..
غاية في التعقيد .. وهنا يكمن السحر وعمل الساحر.. فالابراهيمي الخبير في الكواليس العربية، والمكائد البينية، وطبائع حكام الخليج، يعرف تماماً أن السعودية و قطر لا تعرفان من الديمقراطية و حقوق الانسان أو حقوق المرأة أو المساواة المجتمعية شيئاً
ولا تعرفان لا معنى ولا مبنى ولا مضمون الحرية الفردية .. ولا الحرية الشعبية .. ولا حرية الاعتقاد أو الاعتناق أو الانعتاق .. ولهذا فإن هذه الدول لا يجوز أن تكون مرّجعيته
ومنها معلوماته عمّا يجري في سورية أو الشكل الذي يريده السوريون لسوريتهم ..
برأيي أن الابراهيمي ارتكَب أولى الأخطاء في رحلته إلى المنطقة عندما قرّر زيارة القاهرة و اللقاء مع السيد نبيل العربي، مع أن من حقه اللقاء مع المسؤولين الرسميين المصريين .. أما نبيل العربي الذي يرأس الآن مجلس التعاون الخليجي وينفّذ ما يريده وزراء السعودية و قطر باعتبارهما قادة مايسترو الأداء الخليجي، لايملك أية معلومات تتعدى مصالح و أطماع ونوايا هذين البلدين المتورطين بالدم السوري حتى لحاهم و شواربهم.
شرب الرجل من المستنقع قبل أن يشرب من ماء الفيجة .. كان عليه أن يصل دمشق أولاً و يسمع و يرى و يطّلع و يلمس و يشم و يتذوق الأرض السورية وما عليها ومن ثم ينطلق لاستكمال الصورة أينما يريد، و يقارن بين مابات يعرفه عن الشام ومن الشام ومن أهلها ومن معاناة مواطنيها جراء الإرهاب المنظم الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها ومَن ينضوي تحت عباءة آل سعود وكلّهم كما يعرف الابراهيمي من ثقافاته ومن معاناته كدبلوماسي جزائري أن مرجعيتهم إسرائيلية وثقافاتهم غربية قائمة على مدارس أمريكية و أوربية لا تضمر للعرب و لا للعروبة إلاّ السوء والمكائد لا بل المؤامرات، وما تتعرض له سوريا أحدثها وأكثرها تعقيداً.
سيكون الرجل في دمشق عند صدور هذا المقال أو يكون غادرها، وهو العارف مواقف دمشق وتضحياتها من أجل الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي والمطّلع على الدور القومي لسورية سواء إزاء القضية الفلسطينية عموماً أو إزاء مساندة وتضحيات سورية من أجل الأشقاء العرب وتحديداً أشقاء "النأي بالنفس" في لبنان وكم عدد شهداء الجيش السوري الذين قضوا على الساحة اللبنانية في سبيل الحفاظ على وحدة لبنان أرضاً وشعباً وفي سبيل مقاومة الاحتلال الإسرائيلي للجنوب اللبناني و غزو إسرائيل بيروت مما لايتسع له المكان للوصف أو للتعداد ..
وسيلتقي الرئيس بشـار الأسـد لأول مرة كما أظن .. وسيخرج من المحادثات بانطباعات مفادها أن المحادثات كانت جيدة وبناءة ويمكن التأسيس عليها لإيجاد حلول سياسية تلبي تطلعات الشعب السوري بدون تدخل خارجي و تحت سقف الوطن و في إطار الثوابت السيادية السورية ..
المحادثات صعبة و سهلة في آن .. صعوبتها في كيفية تبديد المعلومات التي قدّمها نبيل العربي بالنيابة عن السعودية و قطر ومدى تأثر الابراهيمي بشخصية العربي الذي لا يرقى ولو بعد مائة عام إلى سوّية الإبراهيمي نفسه، وسهلة عندما يرمي الابراهيمي ما قاله العربي في سلة المهملات ويبدأ فعلياً من قاعدة البيانات والمعلومات التي سمعها في الشام وشاهدها في أهل الشام.
باختصار أرجو للإبراهيمي أن ينتصر للعروبي الجزائري المجاهد والوطني الشريف الذي ساهم في مقاومة الاستعمار الفرنسي وقاد سياسة الجزائر الخارجية ردحاً هاماً من حياة الجزائر، لا أن ينتصر لتأثيرات الإغراء الدولي التي يمكن أن تكون قد تسربت إلى حياة الرجل بالمقدار الذي ابتعد فيه عن حياة الجزائريين واسترطب العيش بين أروقة الأمم المتحدة حيث تحاك و تدار المؤامرات على الشعوب ..
دمشق ياسيدي أم الحقائق .. تخوض أم المعارك دفاعاً عن الاستقلال الوطني .. واسمح لي بالتصرف في مطلع النشيد الجزائري وأقول .. قَسـماً .. بالنازلات الماحقات .. والدماء الزاكيات الطاهرات .. أننا قد عقدنا العزم أن " تحيا سورية .."



#فايز_الصايغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابعد من مخيمات ...اقرب من قواعد
- الاعلام المدجج بالنفط
- من جيوب من الى جيوب من ؟؟؟ بقلم الدكتور فايز الصايغ


المزيد.....




- فرنسا: الجمعية الوطنية تصادق على قانون يمنع التمييز على أساس ...
- مقتل 45 شخصا على الأقل في سقوط حافلة من على جسر في جنوب إفري ...
- جنرال أمريكي يوضح سبب عدم تزويد إسرائيل بكل الأسلحة التي طلب ...
- شاهد: إفطار مجاني للصائمين في طهران خلال شهر رمضان
- لافروف عن سيناريو -بوليتيكو- لعزل روسيا.. -ليحلموا.. ليس في ...
- روسيا تصنع غواصات نووية من جيل جديد
- الدفاع الأمريكية تكشف عن محادثات أولية بشأن تمويل -قوة لحفظ ...
- الجزائر تعلن إجلاء 45 طفلا فلسطينيا و6 جزائريين جرحى عبر مطا ...
- لافروف: الغرب يحاول إقناعنا بعدم ضلوع أوكرانيا في هجوم -كروك ...
- Vivo تكشف عن أحد أفضل الهواتف القابلة للطي (فيديو)


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فايز الصايغ - مهمة الابراهيمي بين البساطه والتعقيد