أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - نزول بابا نويل من المدخنة والقرآن من السماء













المزيد.....

نزول بابا نويل من المدخنة والقرآن من السماء


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 3849 - 2012 / 9 / 13 - 12:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أتذكر جدتي العجوز التي كانت تدعونا حول النار في الشتاء وتحكي لنا قصصها الجميلة التي كنا نسميها بالعامية "خُرّافيَّات"، وهي بمعنى الخُرافات أو الأساطير الصغيرة.

الإنسان حيوان عاقل. هذه المقولة تعبر عن عشم أكثر من حقيقة. فكثير من الأفراد لا يرقون إلى درجة الحيوان. وأنا اغتاظ عندما أرى أناساً يستعملون كلمة كلب كمسبة، أو ينعتون الكلب بأنه حيوان نجس ، بناء على احاديث غبية منسوبة للنبي محمد (أنظر مقالي بالفرنسية http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=183&action=french-le-chien-en-droit-musulman ). فلو وضعت كل قلوب البشرية في كفة ميزان وقلب كلب واحد في الكفة الأخرى لرجحت كفة قلب الكلب فيما يخص المحبة والعطف والأمانة والوفاء.

كل الحضارات تعشق الأساطير
------------------
بعد تصفية الحسابات مع أعداء الكلب (وهذا العداء مبني على أسطورة غبية)، لنعد إلى الإنسان الذي نتعشم أن يكون حيوانا عاقلا، ولكنه على كل حال حيوان يعشق الخُرَّافيَّات والخرافات والأساطير.
نجد ذلك على مستوى الأفراد كما نجده على مستوى الشعوب. انظر إلى الديانات القديمة في الغرب أو في الشرق والكم من الخرافات والأساطير التي حيكت حول آلهتها. زر متحف القاهرة أو مقابر وادي الملوك ومعابد الفراعنة، أو اقرأ كتاب الموتى الشهير وانظر إلى الكم الهائل من الأساطير التي كانت تعشش في عقول المصريين أصحاب الحضارة العملاقة التي بنت الأهرامات. أنظر أساطير آلهة الإغريق الذين انجبوا سقراط وأفلاطون وأرسطو. انظر أساطير آلهة الرومان الذين هم أرباب علم القانون بلا منازع. ولا تشذ الشعوب الأسيوية (الهندية واليابانية والصينية) عن القاعدة. وتكاد لا تصدق أن هذه الحضارات العريقة تتبع خرافات وأساطير تبعث على الضحك والشفقة. هناك إذن في كل الحضارات عقل وفي موازاته أساطير مخالفة للعقل لا تخضع لموازينه. والديانات التي تسمى سماوية (وهنا بداية الأسطورة) أو الإبراهيمية (أي اتباع ملة إبراهيم وهو شخص أسطوري لا وجود له) لا تقل عن خواتها الأخرى في مجال الأساطير. هناك مثلا أسطورة موسى الذي طلع على الجبل ليأخذ لوحين من حجر كتب الله عليهما بإصبعه الوصايا العشر (هكذا يقول سفر الخروج 31:8)، وأسطورة المسيح ابن الله المولود من العذراء مريم، وأسطورة محمد يستلم القرآن من الملاك جبريل الذي كان يظهر له أحيانا على شكل الشاب الجميل دحية الكلبي وفقا للمصادر الإسلامية (والسؤال هنا: هل كان النبي مثليا؟).

أسطورة بابا نويل النازل من المدخنة
----------------------
وفي عصرنا هذا، والغرب بالتحديد، تجد أسطورة بابا نويل التي يتمسكون بها كثيرا. بابا نويل هو شخصية أسطورية يرتدي بزة حمراء وتغطي وجهه لحية طويلة بيضاء ويسكن في القطب الشمالي مع بعض الأقزام الذين يصنعون له هدايا عيد الميلاد ويأتي على زلاجته أو راكبا حماره ومن خلفه الهدايا التي يتم توزيعها على الأولاد أثناء هبوطه من المدخنة... فترتسم البهجة على أوجه الأطفال. والغرب متمسك بهذه الأسطورة ويعيدها سنة بعد سنة وينتظرها الجميع بشوق كبير. ولكنهم كلهم يعرفون أنها أسطورة لا أساس لها من الصحة. أسطورة خارج نطاق العقل ولا ضرر فيها وتضفي جوا من المرح البريء. وهناك أفلام وأسطوانات كثيرة تحيي ذكراه مع أغاني معبرة.

أسطورة القرآن النازل من السماء
-------------------
في العالم العربي والإسلامي هناك شخصية مماثلة لبابا نويل تتجسد في مشايخنا ذو اللحى الطويلة والعقول الخفيفة الذين يبعثون على الشفقة أحيانا كثيرة ويضحكوننا بغبائهم ويزرعون فينا الرعب من الآخرة ويعدونا بالحواري وبسماء أشبه بالماخور.
هؤلاء ليسوا أسطورة، ولكن حقيقة من لحم ودم. ويتكلمون بجدية وأكثرهم حملة دكتوراه من الأزهر الشريف وحتى من الجامعات الغربية، ويعتبرون انفسهم فطاحلة العلم الدنيوي والديني، ولا يحتملون أي مجادل لفكرهم. هم إذن ليسوا أسطورة، ولكن دعاة أسطورة مفادها أن الملاك جبريل قد نزل من السماء مع كتاب نقله عن اللوح المحفوظ على بدوي أمي يسمى محمد.
وخلافا لبابا نويل، هم لا يوزعون الهدايا على الأطفال بل اللعنات على مخالفيهم الذين يكفرونهم ويتوعدوهم بالموت في الدنيا وبالجحيم في الآخرة. والأكثر من ذلك انهم يدّعون أن الكتاب الذي انزله الله على البدوي محمد (وهو كتاب أكثر الكتب خربطة على وجه الأرض) هو كتاب معجزة لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وأنه كلام الله الأزلي الذي لا مبدل له.
وهم لا يكتفون بهذا الهذيان، بل يضيفون أن هذا القرآن هو الدستور الذي يجب أن يتبعه العامة والخاصة وأن دينهم يجب أن يسيطر على العالم كله، ولو كره الكافرون، وأن شرع الله واجب التطبيق وصالح لكل مكان وزمان.
وماذا يتضمن هذا الشرع السماوي؟ قطع يد السارق، رجم الزاني، قتل المرتد (أي المسلم الذي يترك دينه)، العين بالعين والسن بالسن، فرض الجزية على غير المسلمين ورفض إعطائهم أية مناصب فيها سلطة على المسلمين، يسمح بزواج المسلم من نساء أهل الكتاب ولكن يمنع منعا باتا زواج أهل الكتاب من نساء المسلمين (بذريعة أن الإسلام يعلو ولا يعلى عليه ... في السرير وفقا لمحكمة مصرية)، العودة إلى نظام الرق وأسواق النخاسة، تحطيم كل التماثيل والصور، وضع النساء في أكياس قمامة... ومنعهن وفقا لآخر فتوى من تقديم النشرة الإخبارية ولو محجبات، إلى غير ذلك من السخافات التي لا تحصى ولا تعد. ولو أردتم لمثلت على ما أقول من خلال كتابات مشايخنا المخبلين وأشرطة الفيديو بالصوت والصورة، ولكن أعفيكم من هذا القرف.
ولا يتوقف الحال عند مشايخنا المخبلين. فأسطورة الكتاب المنزل من السماء وضرورة تطبيق شرع الله الذي جاء فيه يدرس في مدارسنا من الابتدائي إلى الجامعة، وتصدح به جميع محطات الراديو والتلفزيون في العالم العربي والإسلامي ويصوت عليه أعضاء البرلمان في جميع تلك الدول، لا بل منصوص عليه في أوائل مواد دساتير تلك الدول. وأدى ذلك إلى هوس جماعي يردده الأمي ونصف المثقف والمثقف في آن واحد. والويل كل الويل لمن لا يردد هذه الهلوسة. فيندفع الألاف من الشباب الملتحين وغير الملتحين في الشوارع ينادون بتطبيق شرع الله وأن يكون القرآن دستورهم وأن البدوي محمد مثالهم.

سفاهات مجلس وزراء العدل العرب
--------------------
والأخطر من كل ذلك أن مجلس وزراء العدل العرب وافق على قانون موحد للأحوال الشخصية (http://carjj.org/node/250 ) وقانون جزائي موحد (http://carjj.org/node/237) يتضمنان التمييز بين المسلمين وغير المسلمين ويسنان على تلك العقوبات اللاإنسانية. ولا عجب، فهؤلاء خريجي مدارس ومعاهد وجامعات زرعت فيهم مثل هذه السفاهات وهذه الأفكار. هؤلاء الوزراء هم ممثلي العدل في بلادنا، فما رأيك بالأميين وأنصاف المثقفين؟ فإن كان رب البيت بالدف ضارب فشيمة أهل البيت الرقص.

يجيب محاربة كل أسطورة خطيرة
--------------------
أنا لست ضد الأساطير. وكما قلت سابقا، كل الشعوب تعرف وتعشق الخُرَّافيَّات والخرافات والأساطير، مثلها مثل الأطفال. ولكن عندما تصبح الأسطورة خطرا على الحضارة والإنسانية، يجب محاربتها وعدم التسامح معها. لقد أثبتت أسطورة القرآن كتاب منزل وكلام الله وشرع الله بأنها اخطر أسطورة يواجهها العالم العربي والإسلامي على الإطلاق. وعلى كل المثقفين أن يتصدوا لهذه الأسطورة قبل أن تزج بنا في الدرك الأسفل من الهمجية. علينا أن نفند هذه الأسطورة بكل ما نستطيع من حجج ودون تهاون قبل أن تقضي علينا أجمعين. ومساهمتي المتواضعة في هذا المجال إعادة طبع القرآن بالتسلسل التاريخي مثبتا مصادره التي تبين أن مؤلف القرآن ليس الله كما يدَّعي مشايخنا المخبلون، بل حاخام يهودي مسطول، وبرهان ذلك انه أكثر كتب الأرض خربطة.


------------------
يمكنكم تحميل طبعتي للقرآن بالتسلسل التاريخي مع المصادر اليهودية والمسيحية التي تبين ان مؤلف القرأن حاخام يهودي مسطول
http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315 &action=arabic
اذا أردتم المناقشة أو وجدتم صعوبة في تحميل الكتاب اكتبوا لي على عنواني التالي
[email protected]



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسلسل جريمة الختان 65: الختان والسرطان
- أنت ملحد ولا مسيحي؟
- مسلسل جريمة الختان 64: الختان للوقاية من الأمراض الجنسيّة
- مسلسل جريمة الختان 63: الختان والوقاية من الأمراض
- نحن على أبواب ردة عظمى وحروب ردة
- هل القرآنيون مهرجون؟
- ضعوا القرآن في المتحف مع الموميات
- مسلسل جريمة الختان (62): كفاك إهداراً للوقت... عن الختان
- مسلسل جريمة الختان (61) : الختان والاستمناء
- مسلسل جريمة الختان (60) : الختان والنظافة
- مسلسل جريمة الختان (59) : الختان والزواج
- مسلسل جريمة الختان (58) : الختان والشذوذ الجنسي
- مسلسل جريمة الختان (57) : الختان والمخدرات
- مسلسل جريمة الختان (56) : ختان الاناث واللذة الجنسية
- مسلسل جريمة الختان (55) : ختان الذكور واللذة الجنسية
- مسلسل جريمة الختان (54): قائمة الأضرار الصحّية لختان الإناث
- مسلسل جريمة الختان (53) : قائمة الأضرار الصحّية لختان الذكور
- بعض كتبي التي قد تهمكم
- مسلسل جريمة الختان (52) : الأضرار الصحّية لختان الذكور
- مسلسل جريمة الختان (51) : ما سبب تتفيه أو تجاهل الأضرار؟


المزيد.....




- باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع لتعجيل ظهور المسي ...
- وفاة قيادي بارز في الحركة الإسلامية بالمغرب.. من هو؟!
- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - نزول بابا نويل من المدخنة والقرآن من السماء