احمد داؤود
الحوار المتمدن-العدد: 3849 - 2012 / 9 / 13 - 12:33
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
من الاشياء التي تستغلها الجماعات الدينية لكبت الفكر وارهاب الاخر المختلف "الدين" فما ان تجادلهم او تشكك في صحة مايزعمون حتي يلجأون الي تكفيرك واباحة دمائك ،ويعلنون بان الله امر عباده بقتال كل من لايؤمن به ،ويحشدون من المبررات مايكفي لايصالك الي الجحيم .ولكن يبرز السوال :هل يامر الاله بقتل الانسان لانه ملحد؟.
حينما خلق ذات الاله الناس فانه لم يلجأ الي تمييزهم او تفضيل بعضهم علي بعض ،كما انه لم يمنح البعض الاخر شرف التحدث باسمه او تمثيله في الارض، بل انه ساوي يبنهم جميعا ،والمنطق يثبت بانه يرفض فكرة قسر الانسان لاعتناق ما يكون ضد ارادته ،لانه ليس من شيم الاله الاكراه والقسر ،فهو يمنح البشر الحرية ليختاروا ما يرونه صائبا اذا لم يتسبب ذلك في اضرار الاخرين. وطالما انه ساوي بينهم ورفض فكرة الاكراه فنحن لا يمكن ان نزعم بانه يدعو الي قتال الناس بحجة انهم ملحدين وذلك لعدة اسباب:
*اولا"لانه ليس متضرر من خروج الانسان عن ملته او كفره بها ،والملحد او الكافر مهما فعل فلن يستطيع ان يلحق الاذي بذلك الاله.
*ثانيا: طالما ان المنطق يثبت بان الله قادرا علي كل شي فلماذا لا يقوم هو بالقاء العقوبة علي الشخص الملحد ،بدلا من ان يكتفي بتسليط البعض لقتال الاخرين ويتسبب في تفتيت السلم الاجتماعي ومثل هذا الزعم يتعارض مع فكرة القدرة الالهية.
*ثالثا: الملحد انسان قبل أي شي اخر ،كما انه اولي من الدين ، وبما ان الاله ميزه عن بقية مخلوقاته ووهبه ميزة العقل والتفكير فنحن لايمكن ان نتصور بان يقوم ذلك الاله بتحريض الناس لقتاله . فلو كان يرغب في استصال روحه لما دعي الداعي الي خلقه بل ويرسم صورة الاله الظالم علي ذاته.
وتثبت مثل هذه الادعاءات مدي اختلاط ماهوديني بما هو دنوي ،فالذين يزعمون بان الله دعا الي قتال الكفار والملحدين ،يهدفون في المقام الاول الي اخراس وكبت الاصوات المناهضة والمتشككة في الايدلوجية الدينية،ولكن لانهم لايستطيعون فعل ذلك بالمنطق والعقل يلجأون الي استخدام سلاح التكفير واعلاء راية العنف والارهاب.
#احمد_داؤود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟