|
شعب زاكورة نال من الحكرة أكثر من نصيبه
سيمون نبيل
الحوار المتمدن-العدد: 3847 - 2012 / 9 / 11 - 16:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
وطني العزيز نحن أبناء وبنات زاكورة ذلك الشعب الوفي الأبيّ الذي لا تخلو حياته من المعاناة والأزمات . نحن البائسون نفسيا في أقصى صحاريك المحاطة بصور صيني عظيم، نحن شعب تكالبت عليه الفواجع وتصالحت عليه المصائب . شعب كان يتطلع دوما إلى حضن ذراعيك فوجد نفسه مرتميا في أحضان العزلة والتفقير كأننا لسنا جزء منك وطني العزيز نحن شعب استنزفت ثرواته وخيراته وشرد ناسه وفقر آهاليه وزرع الوهم في نفوسهم ودر الرماد في سواد عيونهم ، فلم نرث فيك شيئا ياوطني غير التجويع والإقصاء فلنا كامل العزاء في كوننا ضحايا سطوة سياسة تمركزك وهيمنتها التامة على تاريخنا وشؤون بلادنا ، كما لنا كامل العزاء في آهالينا وذوينا الذين فقدناهم في تزي تشكا الوعر.هم الذين ماتوا من أجل العزة والكرامة في وطن لم يصلي عليهم حتى صلاة الجنازة ولم ينكّس لهم ولا علما أو راية،هم أبطال سينقش التاريخ بدمائه أسمائهم على صخور تشكا بعدما تسقى أرواحهم في وادي درعه العظيم . وطني العزيز نعترف أننا لسنا أبناء مغربك النافع لأننا لا نشرف ولا نطل على واجهة بحرية ولانملك مزارع وضيعات فلاحية غير الصحاري والفيافي ، لذا صرنا أبناء مغربك الطالح الذي لا تاتي إليه إلا ليلا لتنهب مناجم فضته وذهبه وتتغادره صباحا دون أن نراك ،أو تأتي حين ترغب في ملء صناديق انتخاباتك تتركنا ونحن فاغري الأفواه من الدهشة والارتباك وترقب آمال وأمنيات ضائعة. وفي انتظار تنمية مستدامة أو قطار يقلّ أبنائنا إلى جامعاتك لاستكمال دراستهم أو نفق يسلكه مرضانا إلى مستشفياتك أو مرفأ سفن ترسوا عليه قوارب شبابنا الذي أكل الحوت نصفه في أعالي المحيط ، وحين ورثك الاستعمار طريقا وعرة بمنعرجاتها ورثتها لنا ثانية عربونا لحبك لنا، ففي كل منعرج يصطف ملاك للموت كما تصطف الشرطة حين تمر المواكب الملكية ، تنتظر أرواحا جديدة لتزهقها كل يوم وساعة ودقيقة . وطني العزيز نعترف أننا لسنا شعب التحضّر والتمدن والبروتوكول واللباس الأنيق ،ولسنا شعب الموروكومول أو الترام والتي جيفي ...لكن نحن أبناء وبنات حضارة ضاربة في عمق وقدم التاريخ نحن شعب يمتح من التاريخ والتراث أشياء كثيرة ويكرس لخصوصيات الذات الصحراوية الغنية بتعدد مكوناتها وتنوع مشاربها . نحن قبائل الصحراء أرض العزة والشهامة والجود والبطولات ضد الخونة والاستعمار ، فتلك هي شيمنا في أرض تصالحت فيها العروبة وتمزغا على وادي أفلا ندرا العظيم (درعه السفلى والعليا) ،نحن شعب مسالم ومتزهد فراشنا رمال وقصورنا خيام وطرا منا جمال وبعير .لانعرف في الخمور والنبيذ غير كؤوس الشاي .نحن شعب ذوا أنفة جعلنا كبريائنا نكتوي بنيران الشمس على أن نعيش منافقون وكذابون في مكاتب مكيفة ،أوعلى كراسي متحركة. وطني العزيز نحن شعب ذاق من الحكرة أكثر من نصيبه على مر العصور في وطن لم يتخلص بعد من مثالب البروقراطيا ،فصرنا عبيدا وضحايا سياسات ماضوية في شتى مناحي حياتنا العامة .وطني العزيز صرت ثؤثث وجهك وتزين ديباجتك بقيم وشعارات ،كفك العزلة عن العالم القروي ،وسياسة القرب واللاتركيز الإداري ، وذلك في إطار لعبة سمجة لم تعد تنطلي على أحد . نحن شعب خدع بتنميتك المستدامة فوجدنا أنفسنا نتدافع أمام الحريرة وقوالب سكر وأكياس من الطحين . في إطار عدالتك النائمة والوسخة التي تكاد لا تزن الأشياء إلا بموازين المنكر والفساد. وطني العزيز نعترف أنه ليس لنا وزراء في حكومتك ،ولا مدراء عامون في كبريات شركاتك ،ولا مذيعون في قنواتك التلفزيونية ،لكن نحن شعب له من جهابذة الفكر وفطاحل العلوم والمعرفة ،فمن هم من هو رائد فضاء في وكالات النازا الأمريكية فظلوا الابتعاد عنك لأنك لم تنصفهم يوما. وطني العزيز ليس لنا وجود حتى في خرائطكم الطبوغرافية لأننا منسيون في متاهات الزمن الضائع .لاتنسى ياوطني أنه بثمري تستقبل ناسك العظام،وبذهبي تؤثث قصورك الفاخرة وبه تتزين نساؤك في الملتقيات والمنتديات النسائية ،حتى صار ت كؤوس مجونك وكراسي مراحيضك هي الأخرى ذهبا ، ولا تنسى ياوطني أن في أرضي تحاور ت الثقافات وتلاقحت الحضارات على محور الطرق والقوافل التجارية بين تومبوكتو وسجلماسة وتافيلالت . وطني العزيز لما كل هذا الجفاء ؟ لما نكرت شعبي ونكرت أجدادي في كفاحهم ،كما نكرت حتى أولائك الذين ماتوا على سفوح تيزي تشكا فلم تقدم لنا حتى كلمة عزاء في حقهم ، ولم تصلي عليهم صلاة غائب ولم تنكس ولا علما على إداراتك ومؤسساتك كما صليت ونكست وحزنت لضحايا أركانة . هل لأنهم لا يستحقون ذلك ؟،أم لانهم قد أخطئوا الطريق نحو مغربك النافع ؟أم لمن شيمك أن تقتل الميت وتسير في جنازته ؟؛حتى الذباب تنعي موتاها إلا أنت ياوطني: فرحم الله تشرشل حين قال. كل شعب في العالم ينال الوطن الذي يستحقه إلا نحن فلم نل بعد وطننا الذي نستحق ...
#سيمون_نبيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رسالة إلى حبيبتي
-
حكاية معلمة
-
رسالة الى حكومة بن كيران
المزيد.....
-
-التهجير جريمة حرب-.. شاهد ما قاله سامح شكري لـCNN حول استقب
...
-
لافتة -تل أبيب هي ساحة معركتنا- في طهران تثير مخاوف الإيراني
...
-
مصر.. سر صورة الرئيس بوتين على محل الفضيات وسط القاهرة (فيدي
...
-
بايدن: الشركات الأمريكية ستستفيد بشراء الأسلحة في حال المواف
...
-
الحكومة الأردنية توجه رسالة للمواطنين بشأن طلعات سلاح الجو ا
...
-
إعلام بريطاني: انفجار في مصنع للذخيرة في ويلز
-
الجيش الإسرائيلي يشن غارات ضد أهداف -لحزب الله- في بعلبك
-
الفلسطينيون يحيون يوم الأسير
-
إلغاء مؤتمر تضامني مع فلسطين في جامعة ليل الفرنسية
-
على ماذا استند القضاء الأردني في حل حزب الشراكة والإنقاذ؟
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|