المحامون والأبواب الموصدة

محمد الفيصل

الحوار المتمدن-العدد: 3845 - 2012 / 9 / 9 - 09:56
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    

يواجه المحامون في عملهم اليومي الكثير من المصاعب والعراقيل وخاصة في الدعاوى الجزائية التي يتوكلون فيها ، وما يتعرضون له من معاناة حقيقية في المراكز التحقيقية والمعتقلات ، نتيجة عدم السماح لهم بمواجهة موكليهم او الاطلاع على الأوراق التحقيقية الخاصة بهم والذي يعد من اهم مقومات حق الدفاع المقدس الذي كفله الدستور والقوانين العراقية النافذة ، حيث ان هذه المراكز التحقيقية تسمح للمحامين بالمراجعة ليوم واحد او يومين على الأكثر في الأسبوع الواحد مع بقاء المحامين لساعات طويلة تحت أشعة الشمس اللاهبة بانتظار السماح لهم بالدخول الى هذه المراكز لدقائق لا يستطيع المحامي فيها الاطلاع بدقة على هذه الأوراق التحقيقية وخاصة في المراكز التحقيقية التابعة للواء 56 والفرقة 17 ومديريات مكافحة الإجرام وغيرها ، وكأنهم يستعطون من هذه المراكز تطبيق القانون بينما العكس هو الصحيح فدور المحامي هو لخدمة الجميع ومن اجل استقرار المجتمع واحقاق الحق وتحقيق العدل ، والعدل اساس الملك ، فلا دولة ولا ملك بدون العدل اي بدون المحامين ولا ديمقراطية بلا محامي .
وليت الامر يتوقف عند هذه المراكز ، بل يتعداه الى العراقيل التي يواجهونها في المحكمة الجنائية المركزية في الكرخ والمتجسدة بعدم تمكنهم من مقابلة قضاة التحقيق ومناقشتهم في حيثيات القضايا ، حيث ان صلاحيات المحامي تقف عند حد الحارس الشخصي للقاضي فهو من يستلم منه الطلبات القانونية ويقوم بقراءتها ويعرضها على انظار القاضي ليبت فيها كل ذلك والمحامي واقف ينتظر خلف الباب الموصد ومصير موكله معلق على قناعة القاضي وحارسه الشخصي .
ان جميع هذه التصرفات تعد خرقا للقانون ومساسا بكرامة مهنة المحاماة النبيلة وحق الدفاع المقدس ، وهو بالتالي مساس بسيادة القانون ومسيرة العدالة في العراق ، وان نقابة المحامين اذ توجه رسالة الى السادة المسؤولين في مكتب القائد العام للقوات المسلحة والمسؤولين في وزارة الداخلية ومجلس القضاء بضرورة التطبيق السليم لقانون المحاماة ، وتوجيه دولة السيد رئيس الوزراء بذلك ، فان صبرها بدأ بالنفاد من هذه التصرفات وان لنا موقفا حازما من هذه التصرفات سنتخذه بعد القاء الحجة عليهم بالتنبيه الى مواطن الخطأ والتذكير بها عسى ان تنفع الذكرى .

#محمد_الفيصل (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات