المحامي والقضاء الجالس

محمد الفيصل

الحوار المتمدن-العدد: 3769 - 2012 / 6 / 25 - 21:41
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    

إن مهنة المحاماة في العراق عانت ما عانته على مدار عقود من الزمن نتيجة صدامها مع القوى السياسية والحاكمة التي حاولت فرض طغيانها وإرادتها على حساب القانون , وكذلك نتيجة قلة الثقافة القانونية في المجتمع العراقي ,وهذه المشاكل باتت مفهومة من قبل المحامين وأصبحوا يتعاملون معها بصبر حتى تمكنوا من قطع شوط طويل في علاجها ولكن الأمر غير المفهوم وغير المستساغ إن يحارب رجال القانون وركن العدالة الذين يمثلون القضاء الواقف من قبل شركائهم المفترضين في هذه الرسالة السامية من رجال القضاء الجالس الذين هم اعرف بقدسية مهنة المحاماة التي أضفتها عليها القوانين وبالأخص قانون المحاماة النافذ حيث أصبح تعامل البعض منهم مع المحامين تعامل الأنداد والخصوم وليس تعامل الشركاء الباحثين عن العدالة .
ورغم رصانة قضائنا العراقي وتأريخه الطويل إلا إننا نجد البعض من القضاة وخاصة قضاة التحقيق قد انتهجوا نهجا مغايرا لما يجب إن يكون عليه القضاء فعندما يقوم شخص عادي بمخالفة القانون تعد هذه مشكلة ولكن عندما يقوم القاضي المعنى بتطبيق القوانين بمخالفتها فان هذه تعد كارثة كبيرة وسابقة خطيرة لا يمكن السكوت عنها لان في ذلك فساد مجتمع بكامله فعندما يتعامل القاضي بتعالي مع المحامي وبصورة لا تليق بكرامة مهنة المحاماة أو يقوم بوضع العراقيل أمامه من خلال عدم تمكينه من الاطلاع على أوراق القضية أو عندما يقوم قضاة التحقيق بإصدار أوامر القبض بحق المحامين وهم يؤدون عملهم القانوني لغرض إرهابهم ومنعهم من أداء رسالتهم مع وجود النص القانوني الذي لا يجيز ذلك إلا في حالة الجرم المشهود فان هذا يعد من اخطر أنواع الفساد التي بدأت تنخر مجتمعنا وتصيبه بالوهن وان كان العذر المقدم هو قلة المعرفة بالقانون أو ضعف الثقافة القانونية فتلك إذا الطامة الكبرى ونحن جميعا مطالبون بمحاربته الفساد والوقوف بحزم وقوة ضده وعدم السماح لقلة قليلة بتشويه صورة المجتمع أو الإساءة إلى صرح القضاء العراقي

#محمد_الفيصل (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل