أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - علي عبد الوهاب الدباغ - لقد تمطى المارد في قمقمه














المزيد.....

لقد تمطى المارد في قمقمه


علي عبد الوهاب الدباغ

الحوار المتمدن-العدد: 3837 - 2012 / 9 / 1 - 15:50
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


في برنامج اذاعي سمعت وأنا في طريقي الى الجامعة حوارا عن موضوع لفت نظري؛ شباب و رجال يشتكون أن الحبيبة أو الخطيبة أو حتى الزوجة قد رفضتهم "خلعا" وقالت لهم: "لا" اريدك .. أنت "لا" تحقق طموحي .. و أنا "لا" احبك و... بس!
شدتني فكرة خروج المرأة من قمقم الاذعان - ولو كرها- لرجلها، والشجاعة التي نزلت عليها في قولة "لا"، و تكرارية التمرد والرفض فتساءلت هل هي ظاهرة؟
وعندما وصلت الجامعة لاحظت –وقد يكون بتأثير ذاك الحوار- أن أعدادالسافرات تتزايد مقابل عدد يتناقص من المحجبات على مر سنوات معدودات. وكان هناك بعض الشطط في ازياء بعضهن و كأنه تحدي للمتطرفين في تهميشهن من اولئك الموغلين في التخلف. ولاحظت أيضا بعض أزياء المحجبات فاذا هي متمردة كذلك بتناقض صارخ مع الحجاب الذي يبدو و كأنه مفروض عليهن و مرفوض من قبلهن. والشطط نوع من أنواع التمرد أيضا. و جذبتني الظاهرة لمزيد من الملاحظات في سوح الجامعة فرأيت "الكبلات" ومعظم الطرف الانثوي فيها من المحجبات!
وتماديت في الرصد والملاحظة ففوجئت أن الموظفات في الدوائر محجبات وخشنات في تعاملهن مع المراجعين و لكن ما أن تتجاذب أطراف الحديث معهن حتى تتغير الألحان، وقد تأخذك بعض شجون الحديث الى مناحي غير متوقعة، وأنا قد جاوزت الستين من عمري! (صفّي النية!)، ولو أن"زوربا" اليوناني يذكر أنه: "عندما يصبح الانسان بلا أسنان يسهل عليه أن يقول: من العار أن تعضوا أيها الرفاق".
دفعني ذلك لمحاولة متعمدة في تجاذب أحاديث جادة (معظمها في السياسة) مع اناث في مختلف الأعمار ففوجئت بشيئين أولهما احتقار واع وواضح للمسلك السياسي للحكومة والبرلمان و الثاني غضب و نظرة دونية للرجال عموما (أو "للذكور"، فما عاد هنالك "رجال" في العراق، حسب تعبير احداهن!!).
واستذكر أيام كان الرجال فيها في جبهات القتال في الخدمة العسكرية أو في الجيش الشعبي، و انبرت المرأة لقيادة المجتمع بمنتهى الكفاءة وفي كل مفاصل الدولة. و بصراحة أنا أشهد لهن بذلك فقد كانت المعاملات تنجز بكفاءة و سرعة، و كان الفساد لدى الرجال في الجيش و دوائر الأمن وتنظيمات الحزب لا يطال النساء في دوائر الدولة و لم يكونوا يميزون بين المراجعين على أساس الدين أو المذهب أو العرق أو اللون.
قرأت قبل فترة في موسوعة "قصة الحضارة" أن المرأة هي التي اخترعت الزراعة فقد كان الانسان القديم يصيد في مجامبع (كالحيوانات المفترسة) لافرق بين انثى و ذكر فمن يصيد يأكل و من لايصيد يجوع. ولكن المرأةالصيّادة تعاني من الثقل عادة عند الحمل و الولادة و الارضاع وقد لاحظت أن نوى ما تأكله من النبت تنمو تحت المطر فصارت تبذرها قصدا و تجني الثمر فاخترعت الزراعة، ثم لاحظت ان الحيوانات الصغيرة التي تمسك بها تعطيها الحليب وصغار الحيوانات فدجنتها، و الغريب أنها دجنت الرجل أيضا (!) وربطته في الحضيرة، تخرجه عند حاجتها للتزاوج و من ثم تعيده الى الحضيرة. و لكن وبتساوي القدرات العقلية والتفوق العضلي للرجل تغير نمط المجتمع تدريجيا من مجتمع انثوي الى مجتمع ذكوري.
ويبدو أن الرجل لم ينس ولم يغفر أيام الحضيرة تلك وبقي الى اليوم الحاضر يحاول الانتقام لها، حتى لوى عنق الدين (بل كل الأديان) و امتهن المرأة مدعيا ذلكم الامتهان امتهانا الهيا ليضطهدها، و لو درى بهول قوتها و قوة عقلها التآمري لارعوى و احترم نفسه.
وفي الأساطير اليونانية؛ قرركبير الآلهة أن يخلق المرأة فصنع نموذجا من الصلصال له ثمانية عشر ذراعا فاعترض باقي الآلهة قائلين: لم تشوه هذا المخلوق الجميل؟ فقال: لأنني أنطت بها مهاما كثيرة. ومن ثم سمع منهم فأعطاها يدين فقط و لكنه زاد قدرتها تسع مرات، ويبدو أنه لذلك قيل أن للقطة تسعة أرواح ولكن للهر روح واحدة!
وفي قصة لكاتب من أمريكا الجنوبية حاصل على جائزة نوبل في الأدب يقول فيهاعلى لسان أحد أبطال قصته: "... نحن الرجال ضحايا الوهم! فنحن لانريد بل المرأة تريد، ولو أرادت المرأة شيئا فلن تبقي حاجزا لا تعبره ولا بابا لا تكسره ولا معصية لا ترتكبها، ولن يردعها رب ولا شيطان عن تنفيذ ما تريد ..."
و اليوم ان درسنا المؤشرات - وقد أوردت بعضها - فقد نلاحظ بوادر تمرد انثوي، و يا ويل الرجال ان تحول ذلك التمرد الى ثورة لا تبقي ولا تذر.



#علي_عبد_الوهاب_الدباغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الناس والأدب والفن
- مفاتيح العقل
- سؤال


المزيد.....




- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس
- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟
- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...
- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - علي عبد الوهاب الدباغ - لقد تمطى المارد في قمقمه