أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي عبد الوهاب الدباغ - الناس والأدب والفن














المزيد.....

الناس والأدب والفن


علي عبد الوهاب الدباغ

الحوار المتمدن-العدد: 3836 - 2012 / 8 / 31 - 03:21
المحور: الادب والفن
    


الناس وألفن و الأدب
علي عبد الوهاب الدباغ
للفن و الأدب خيوط غير مرئية تربط الناس ببعضهم بلحن ونغمة، أو لون وتكوين، أو تعبير وفكرة، أو فصل، أومشهد ولقطة، فلا يمكن أن تخلو الحياة من جانب ذوقي؛ فني أو أدبي يسهم في اغنائها بالمعاني الانسانية مهما كانت بدائية البشر وتخلفهم. بل أن أية رسالة –سماوية كانت أم أرضية – ماكانت لتصل الى الناس دون جانب ذوقي يجعلها مقبولة من المتلقي.
لغة القرآن الكريم جميلة ومؤثرة، وقد كانت لغة الخطاب فيه شعرا، والشعر هو أرقى اسلوب في اللغة يليق بكلمات الله، شعر عمودي أو حر؛ فسورة التكوير فيها من أجمل موسيقى الشعر العمودي المقفى والموزون:
اذا الشمس كورت
واذا النجوم انكدرت
واذا الجبال سيرت
واذا العشار عطلت
واذا الوحوش حشرت
واذا البحار سجرت
واذا النفوس زوجت
واذا الموؤودة سئلت
بأي ذنب قتلت ؟
أو سورة مريم التي تحمل أجمل صور الشعر الحر:
واذكر في الكتاب مريم اذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا
فاتخذت من دونهم حجابا
فأرسلنا اليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا
قالت اني أعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا
قال انما انا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا
قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا
قال كذلك قال ربك هو علي هين
و لنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمرا مقضيا
وتلاوة القرآن تكون على المقامات الموسيقية الشرقية ، ولذلك نسمع بعد كل أداء حسن في القراءة من قاريء متمكن من مقامات الموسيقى، حسن الصوت، جميل الأداء، انطلاق كلمة "الله"! من السامعين استحسانا.
ان للأدب و الفن روح حرة لا يمكن تقنينها، وكل أدلجة فيها اساءة اليها واستهانة بمؤلفها و متلقيها، فارتهنتها حبيسة القوالب الفكرية للأنظمة الراعية لها. و قد حاربت تلك الأنظمة الشمولية مناحي الابداع التي لا تطابق توجهاتها متهمة اياها بالبرجوازية مرة أو بالشعوبية اخرى أو بالهرطقة و الالحاد، في محاولة لقتل روح الابداع في ما تجيزه وفي ما تمنعه، من ابداعات الأدب و الفن.
لكن حرية روح الابداع في الأدب والفن، واستحالة تقييدها يجعلها كالأثير الذي يملأ كل فراغ في الكون شاء الجميع أم أبى ومهما حاولت الأنظمة الشمولية أن تدس اصبعها في كل خرم فينا بنظرياتها في الأخلاق والايمان والفن والاجتماع والاقتصاد ... لتسد كل منافذنا وتخنقنا.
الفن والأدب محرك هائل للناس ليثوروا ضد الظلم الذي يعانوه، وقد لعب دورا خالدا في ثورات العالم فمن ينسى لوركا وغويا وهمنغواي ودورهم في الحرب الأهلية الاسبانية وكيف صاروا حافزا للنضال العالمي ضد الظلم الاجتماعي، اضافة لتطوير الذائقة الفنية للانسان.
والذائقة الفنية لا ترتبط بمنتمين الى طبقة أو قومية أو معتقد أو دين بل هي فطرة يمكن صقلها وتهذيبها بجعلها متاحة للجميع. فتتفاعل بتبادلية جدلية مع المتلقي، ويقول لينين: أعطني خبزا ومسرحا اعطيك شعبا مثقفا. والثقافة والتعليم وسيلة وغاية الترقي، والأدب والفن حافزه وروحه الخلاقة.
ان مسؤولية السياسيين في أي نظام ديمقراطي هي في رعاية الفن و الأدب و وضع الحد الأدنى من القيود -ان لم أقل بلا قيود مطلقا!- على الانتاج فيها وترك انتشارها من عدمه للذائقة العامة وعدم الاستهانة بتلك الذائقة أو محاولة الوصاية عليها. فالانسان كان وما يزال وسيبقى يفكر بطريقة جيدة، ويميز الغث من السمين، ويحكم المنطق عنده عقد اجتماعي يفرّق بين ما يراعي أو ما يجافي الذوق العام.
ان واجب من يقود المجتمع أن يبني كل ما يتيح الفن و الأدب للناس من مسارح و دور اوبرا و غالريهات و معارض ومتاحف ودور السينما، و تشجيع ودعم الطبعات الشعبية للكتب و النشر الالكتروني، والأهم منها رعاية مؤسسات ثقافة الأطفال.
ولتركيا تجربة رائدة في المنطقة عندما جعلت العملية التدريسية في المدارس الابتدائية ألكترونية ووزعت مليوني جهاز حاسوب محمول على التلاميذ من نوع ال "آي باد" الذي يتيح لهم كل شيء من العلم الى الثقافة الى الفن والأدب.
الثقافة الجماهيرية تنمي روح المواطنة في نفوس النشء وتنمي الشعور بالمسؤولية و تحقق هدف "خلق مجتمع المسؤولية في دولة المواطنة".









الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفاتيح العقل
- سؤال


المزيد.....




- الفنان شامان يمثل روسيا في مسابقة -إنترفيجن- الموسيقية الدول ...
- شاب متعدّد اللغات يحصد الملايين من المعجبين عبر الإنترنت.. م ...
- إطلالات متميّزة لنجمات المملكة العربية السعودية في مهرجان كا ...
- الجالية الفلسطينية في اليونان تنظم أمسية ثقافية في ذكرى النك ...
- الشاعر حسين جلعاد يوقّع كتابه الجديد -شرفة آدم- في معرض الدو ...
- العراق ضيف الشرف.. ما أسباب تراجع المشاركة العربية في معرض ط ...
- العراق حاضر بقوة في مهرجان كان السينمائي
- رئيس الوزراء الإسباني يتهم -يوروفيجن- بـ-ازدواجية المعايير- ...
- بنزرت ترتدي عباءة التاريخ.. الفينيقيون يعودون من البحر
- نيكول كيدمان محبطة من ندرة المخرجات السينمائيات


المزيد.....

- اقنعة / خيرالله قاسم المالكي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي عبد الوهاب الدباغ - الناس والأدب والفن