أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رياض بدر - لَمْ ينتهي التاريخ ايُها الغبي















المزيد.....

لَمْ ينتهي التاريخ ايُها الغبي


رياض بدر
كاتب وباحث مستقل

(Riyad Badr)


الحوار المتمدن-العدد: 3836 - 2012 / 8 / 31 - 05:49
المحور: كتابات ساخرة
    




قرر الامريكي فوكوياما ذو الاصول الاسيوية بعد نهاية " عاصفة الصحراء " باخراج القوات العراقية من الكويت بان امريكا سيطرت ابديا على العالم وراح يفسر ويبرر ويحلل وفق معطيات آنية لاعلاقة لها بالاقتصاد من بعيد ولا قريب. عندما بلغ الدين الامريكي حدود المستحيل تسدديه ومارافقه من انهيارات اقتصادية بالجملة عرف المشرعون والاقتصادين وصانعي القرار في الولايات المتحدة الامريكية بان الحال الاقتصادي لايبشر بخير بل انه في انهيار تام مما استوجب تدخل الحكومة الامريكية بمساعدات خرقت كل قوانين اقتصاد السوق الراسمالية وضخت مايربو على 750 ترليون دولار لمساعدة شركاتها الضخمة المنهارة بالكامل وبعض بنوكها وشركاتها العقارية مع ضمان عدم خروج هذه المساعدات حدود الولايات المتحدة الامريكية بل فعلا اغلقت شركات كبيرة مصانعها العاملة في اوربا مثل اوبل وفورد في اوربا. فردت اوربا على هذا بحزمة مساعدات مالية فاقت ال 800 ترليون يورو لدعم دول الاتحاد الاوربي المتهالك. تاريخيا نجد ان الولايات المتحدة الامريكية لديها حساسية شديدة ضد اي كلمة اتحاد وتفعل المستحيل لضربه مهما كلف الثمن لعقدتها المتمثلة بان اي اتحاد سيكون من نتائجه الحتمية قوة اقتصادية تهوي بالعرش الامريكي من قمة الاقتصاد العالمي لكن هل نسوا الصين ام تناسوها ام كانت الصين المعادلة الصعبة في حسابات المشرعين الامريكان ؟
اكبر مدين للولايات المتحدة الامريكية يشهر سيف الدَين بوجه الامريكان مع كلمة " مصنع العالم" التي تقشعر لها ابدان الامريكان والاوربين على حد سواء من مصير لامفر منه, هل يتركون الصين تنفرد بالعالم ام ..... !
خطة تطويق الصين لم تعد مخفية او سرية كما بدأت عام 1998 حينها صدق الكثيرين بشعارات الولايات المتحدة الامريكية بان كوريا الشمالية مصدر خطر والارهاب مصدر خطر وصدام مصدر خطر وايران مصدر خطر ناهيك عن طالبان والقاعدة الخ
لكنهم لايقولون ابدا ان الصين مصدر خطر صراحة فهذا قد يزعج التنين الصيني المعروف عنه بعدم عدائيته لاحد لكن ... لايداس له على طرف.
اسيا والمتمثلة بالصين وقسم كبير من روسيا والهند واندونيسيا وماليزيا وتايلند واليابان وكوريا الجنوبية لاتعاني من مشاكل اقتصادية في الازمة المالية العالمية الراهنة ابدا بل اقتصاداتها تنمو بسرعة اكثر بكثير من اقتصادات الدول العظمى نفسها مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا مما يخلق كفة ميزان مضطرب بالنسبة للغرب. اخذين بنظر الاعتبار شيوعية الصين وروسيا التي يحكمها شيوعين سابقين بل محنكين مع جيل مابعد الحرب العالمية الثانية في اليابان وايطاليا وفرنسا وبريطانيا , بدأت الولايات المتحدة بخلق اعداء مضمونين للفكر الشيوعي في منطقة الشرق الاوسط باشعالها فتيل ما سمي وقتها " الربيع العربي" ممولة وعلنا ميليشيات وجماعات ذات اصول متطرفة عقائديا ودينيا مثل الجماعة الليبية المسحلة التي كانت تقاتل الامريكان في افغانستان حتى عام 2005 تقريبا وانتهى باكثر قادتها في غوانتنامو واشهرهم عبد الحكيم بلحاج الذي اطلقت سراحه امريكا نفسها وسلمته للقذافي كي يسجنه ثم اطلق سراحه سيف الدين القذافي ومن معه من المتطرفين كعفو خاص وبادرة حسن نية مع تعويضات باهضة الثمن لبدأ حياة بعيدا عن التطرف, ثم بليلة وضحاها انقلب بلحاج على القذافي بعد ان مولته امريكا نفسها وها هو اليوم على احد كراسي السلطة في ليبيا يقود ميليشيات متطرفة
وفي مصر دفعت بحسني مبارك الى الاستقالة مع ضمانات بعدم المحاكمة ومولت تنظيم الاخوان المسلمين باموال سعودية وقطرية واماراتية ليصل الاسلاميون لاول مرة في تاريخهم الى دفة الحكم وكذلك في سوريا حيث خلقت ميليشيات دينية متطرفة بل وتسوق لهم فديوهاتهم على كل شاشات العالم وتصورهم على اساس انهم معارضة ضد نظام بشار الاسد رغم قتلهم المدنين في وضح النهار والذي ضمنه عدة تقارير للامم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان حيث اتهمت الطرفين بانتهاكات لحقوق الانسان , وكذلك في تونس والمغرب واليمن والسودان ومالي وموريتانيا ولن تكون الجزائر من ذلك ببعيد فالحريق بدأت رائحته, لكن الروس والصينين قالو كلمتهم ... كفى يعني كفى
عام 2001 كان من يقول كلمة " الله اكبر" يكون ارهابيا ومصيره غوانتنامو وفي عام 2011 من يقول " الله اكبر " يكون مظلوما ومناظل يتوجب الدفاع عنه وتمويله تغيرت الريح 360 درجة تمام خلال عقد من الزمن, هل من المعقول ان تنسى روسيا كيف مولت امريكا تنظيم القاعدة وطالبان بل خلقتهم ضدها في نهاية سبعينيات القرن الماضي كي تسقط التدخل العسكري السوفيتي في افغانستان ؟ ها هي اليوم تلعب نفس اللعبة لكن بحجم دولي وليس محلي كما صار سابقا.
حلف الناتو بدأ بتمويل ودعم علني لهذه الميليشيات الدينية التي خلقها بنفسه بدءاً من دعمها لوجستيا وعسكريا من خلال الفيلق الفرنسي الخارجي المشهود له بالتدخل سرا وعلنا في نزاعات عسكرية كثيرة في المنطقة منذ القرن التاسع عشر مرورا بحرب عاصفة الصحراء الى التسلل ليلا الى بنغازي للقيام باعمال شغب مع تغطية اعلامية غربية وحتى سياسية عن طريق مجلس الامن المحتار بين الزعماء وسوقتها بانها مظاهرات سلمية ضد نظام القذافي الذي صرخ صرخته المشهورة بوجههم " من أنتم"؟ واتضح الان فعلا من هم ! ثم التوسع الى مالي ودعم تنظيم القاعدة هناك بطريقة غير مباشرة من خلال تسليم اسلحة الى الجيش المالي الضعيف جدا وبالفعل بعد اول منازلة بين القاعدة والجيش المالي سيطرت القاعدة على جميع اسلحة هذا الجيش بسهولة متناهية وفي وقت قياسي واخذتها غنيمة وبدأت بالسيطرة على مالي والانتشار في باقي الصحراء الكبرى لاقامة دولة اسلامية كبرى حسب ادعائهم و في دول حوض البحر المتوسط وشمال افريقيا عن طريق تنظيم القاعدة في المغرب العربي والذي له بصمات قوية في تفجيرات المغرب واختطاف غربين في موريتانيا.
بان للعيان الان الهدف الغربي (امريكي- اوربي) وهو حرق الارض تحت الصين التي وجهت كل جهدها خلال العقدين الاخيرين للاستثمار في افريقيا وباغلى الاثمان رغم ان استثمارها كان اقتصاديا وسلميا وعلنا ولم يكن سياسا قط لكن الصين وروسيا باتت تشكل قوى اقتصادية ضخمة لايستهان بها ابدا مع مداخيل عالية جدا في وقت ترزح فيه اوربا وامريكا تحت وطئة اقتصاد منهار لايبشر بخير ابد بل لم يدخر رؤوساء بنوك كبار ومؤسسات مالية ضخمة وحتى مدراء البنك المركزي الاوربي وصندوق النقد الدولي لم يدخرو وسعا بتصريحهم علنا بان الوضع الاقتصادي من اسوء الى سيء ولا يوجد حل في الافق بل هناك كارثة في الافق القريب. ما الحل؟
لم ينسى الحلفاء ان الحل الجهنمي الوحيد والتاريخي دائما هو الحرب... لو رجعنا الى اسباب وظروف ماقبل الحرب العالمية الاولى والثانية سنجدها تتشابه تماما على ماهو عليه الان
اولا خلل اقتصادي تام مع شبه شلل تام لاي نمو مما يبشر بانهيار كامل لجميع الانظمة الاقتصادية والاجتماعية التي بين عليها المجتمع المدني الاوربي والامريكي
ثانيا احتقان ديني مع اختلاف بسيط ان في تلك الحروب كان الاحتقان الديني داخليا اي في اوربا لكن الان يعم العالم تقريبا فلانجد بقعة قريبة او بعيدة على وجهة الارض الان لايوجد فيها احتقان طائفي او عرقي فاوربا كما عبر عنها الفيلسوف الفرنسي اندريه گولكسمان ليست اتحاد انما دول مختلفة عن بعضها ويكره بعضها البعض بل وتنبأ بانهيار الاتحاد الاوربي قريبا.
ناهيك عن ورطة اليورو الذي يترنح كل يوم وبعض دول الاتحاد الاوربي التي باتت مفلسة تمام وتنتظر الهروب بدَينها من الاتحاد نفسه, فبات الاتحاد الاوربي كسفينة على وشك الغرق والكل ينتظر من سيرمي نفسه اولاً كي يتبعه الباقين حينما تكون الامواج أأمن من السفينة نفسها.
ما يريده الحلف الغربي ( الاوربي الامريكي) هو انشاء ميليشيات دينية متطرفة في منطقة قريبة جدا على الصين وروسيا حيث هذه الجماعات والميلشيات تؤمن بفكرة او بتفاسير دينية مفادها انهم يجوز لهم تلقي الدعم من كافر من اهل الذمة او الكتاب ويتمثل هنا بدول اوربا والولايات المتحدة الامريكية لقتال عدو كافر ملحد ويتمثل هنا بالصين وروسيا تماما كما حدث في افغانستان حين جلست مرة في منتصف التسعينات مع احد مقاتلي مايسمى انذاك الافغان العرب وسئلته من اين كان الدعم والتدريب؟ فقال كان من امريكا عن طريق السعودية. فقلت له اليس التعاون مع " كافر " مُحرم ؟
فقال لي ان هناك فتوى معتمدة على احاديث لمحمد وايات قرأنية تبيح الاستعانة باهل الذمة اي النصارى ضد الكافرين الملحدين وهذا "حلال" .
لم ينتهي التاريخ يا مستر فوكوياما.. فالصين وروسيا ليستا دول ضعيفة ابدا ولم يكونا كذلك. الم يندحر هتلر على ابواب موسكو وهو الذي قضى على اوربا في اسابيع ؟
تجفيف منابع النفط امام الصين وروسيا باحتلال العراق وليبيا وايران لن يجدي نفعا كما فعل مع هتلر الذي هزمه نقص الوقود في العلمين وفي النورماندي وفي اماكن كثيرة وقد يكون ايضا لعب دور كبيرا في هزيمته امام الروس وثلوج روسيا التي لاترحم. لكن عقارب التاريخ الان لاتشبه الامس ابدا
وللتاريخ نهاية جديدة.



#رياض_بدر (هاشتاغ)       Riyad_Badr#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاثية الموت
- الى نسائي مع سبق الاصرار
- إمرأة - ماذا أقولُ اليومَ عنكِ ... !
- السيرة الذاتية لدبابة
- جلالة السيد الحقير
- حروف لذيذة
- أنشودة القهر
- شرقاً حتى الموت
- سِّفْرُ تكوين المرأة
- وا گيفارتاه
- بلادُ العُميان
- شهوة وليّ
- إذا ما جفتْ الأحلام
- خاتمة النساء
- هجرة
- الثعلب يخافُ مِنَ الكلب أم مِنَ الراعي العجوز ؟
- ألى البيت الأوسخ الامريكي*
- لماذا تغير مصير العراق ! الجزء الثالث والأخير
- لماذا تغير مصير العراق ! الجزء الثاني
- لماذا تغير مصير العراق ! الجزء الأول


المزيد.....




- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رياض بدر - لَمْ ينتهي التاريخ ايُها الغبي