أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رضا الشمري - الطائفية من جديد














المزيد.....

الطائفية من جديد


رضا الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 3835 - 2012 / 8 / 30 - 12:51
المحور: حقوق الانسان
    


التوصيفات المسبقة التي تصور الاخر على انه وحش متربص ينتظر الغفلة لنشر مشروع دنئ قد تكون اشنع من الطائفية نفسها. او بالاحرى فانها التطور الطبيعي للتعصب الطائفي والقومي. فالطائفيون الذين يواجهون سيلا يوميا من الانتقادات والتشنيع بحاجة الى جرعة شحن دائمة لمواجهة التنوير والبقاء على ظلاميتهم. ولان مجرد الاعتزاز بالرموز لم يعد يكفي لجلب المزيد من الانصار للقوى المتناحرة فان دعاة الطائفية يحاولون احياء توصيفات كنا نعتقد انها بادت ولم يعد منصف يجرؤ على الحديث بها على الاقل في العلن.
تلك التوصيفات المسبقة قد تكون الجزء الاكثر دناءة وشناعة من الطائفية. الشيعة بالنسبة للبعض هم روافض صفويون عملاء لايران. والسنة بالنسبة لاخرين هم وهابية نواصب جل همهم ان يروا احشاء اخوتهم في الوطن منثورة على رصيف ما تنفيذا لمخططات السعودية وقطر. وللاسف فان الكثيرين من المتنورين او من كنا نظنهم كذلك ينجرفون مع هذه الافكار.. ويدفعون اخرين الى الرد عليهم بتطرف .. حمية ربما وتعصبا للمعتقد.
انا عن نفسي لا اعتقد ان كل سني هو مشروع مفجر انتحاري واؤمن تماما بان اخوتي من صلاح الدين والموصل والانبار ليسوا ابدا همجا طويلي اللحى قصيري الجلابيب كل همهم هو نفيي من الارض ومنعي من زيارة الائمة.. لانني وانا اتمتع بالتجوال في الاعظمية والكرخ لا ارى الا مكاريد مثلي.. وبغادة اصليين. لحديثهم نكهة تعيدك الى زمن كان فيه جسر الائمة اكثر جسور بغداد زحاما وعلى جانبيه يتدفق حملة الشموع بين الجانبين.. هذا اشتراها من الكاظمية ليشعلها في صحن الامام الاعظم.. وهذا اشتراها من الاعظمية ليضيء بها حرم الامام الكاظم.. والاثنان تفوح الداد والييزي عاد والاهلا اغاتي.. كالهيل من افواههم كلما التقوا.. ويبادر بعضهم الاخر بالمزاح حول نتيجة مباراة للمحيبس التي تحمست لها المنطقتان امس.
وانا موقن ايضا ان الزرقاوي والبغدادي وغيرهم من عتاة القتل. ليسوا سنة –حتى وان وجدوا انصارا-. فالسنة مسلمون وهؤلاء اشد كفرا من صنم. والسنة انسانيون يرفضون الكره. وهؤلاء يكرهون حتى نسائهم واخوتهم.
وانا لا اعتقد ايضا ان كل شيعي هو عميل لايران..واؤمن تماما بان اخوتي من الشروكية ليسوا دعاة لزواج المتعة او ماسحين لاحذية المعممين كما يصر البعض على وصفهم.. لانني وانا اتجول في مناطقهم لا ارى الا وجوها طبع العراق عليها ختمه الحزين.. وجوها انجبت للعراق كما هائلا من المثقفين والكتاب والعلماء ودعاة الانسانية.. وجوها حاربت التطرف القادم من الشرق كما تحارب التطرف القادم من الغرب والجنوب والشمال.
انا اعرف ايضا ان افكار جلال الدين الصغير مثلا موجودة في عقله فقط. وان عمامته لاتعمل كمرسلة بث. كما اني متاكد ايضا ان عقول الشيعة لاتعمل كمستقبلات عمياء تردد مايقوله الصغير او غيره.
قبل ايام سمعت مقطعا من قصيدة لشاعر جنوبي هو احمد عبد الحسين. هذا المقطع لم يهزني لانه اجمل ماسمعت من وصف لمعاناة الكرد في انفال صدام. بل لانه ايضا جاء من فم وقلب شاعر جنوبي تقطع فؤاده دما لماراى من ماساة يقول احمد ان "الاكراد لم يختموا القران منذ ثمانية وثمانين. لانهم كلما وصلوا الى سورة الانفال ماتوا". هكذا انسانية لاتعرف التعصب لاتجدها الا عند انسان حقيقي. كما لاتجد التجرد والاصرار على الحق الذين مثلهما الشيخ احمد الكبيسي الا عند انسان حقيقي ايضا. الاحمدان وان اختلفت رؤاهما الا انهما يعبران على ان العراق لايزال له مستقبل. مادام هناك افراد سموا على الفردية والهوية الشخصية.. وذابوا في هوية وطنية تكاد تضيع بسبب البعض.
الطائفية كالسرطان يا اخوتي.. حتى اذا استاصلت الجزء الاعظم منه فان خلية فاسدة واحدة كافية لافساد الجسد من جديد. دعونا ننقي جسدنا من كل ماله علاقة بالطائفية.. عسى ان يموت المرض الخبيث قريبا بدون مزيد من الضحايا.



#رضا_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصريين مش قليلين ادب
- اقتل بطرس .. يابطل
- كريستوفر هيل سفير ام مندوب سام جديد
- عدالة القضاء العربي وعدالة الشارع العربي
- اوباما ونوبل للسلام
- ارجعوا اللقاحات ياوزير الصحة العراقية


المزيد.....




- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رضا الشمري - الطائفية من جديد