أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل سيمون - الدين والسياسة صنوان متنافران














المزيد.....

الدين والسياسة صنوان متنافران


نبيل سيمون

الحوار المتمدن-العدد: 3835 - 2012 / 8 / 30 - 00:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الدين والسياسة صنوان متنافران
كان الشعب المغربي ينظر إلى الحركات الدينية (الإسلاموية ـ الخوانجية ) بعين الرضا إذ كان يعتبرها ضرورة حياتية فرضتها أزمات الأمة الإسلامية المتكررة، وفريضة اجتماعية يلزم وجودها في واقع يعيش الخلل والفوضى في جميع مناحي الحياة العامة ، واقع مفعم بموجات مضطربة من الانحرافات والفساد وما صاحب ذلك من تنامي الوعي السياسي لدى شعوب منطقة المغرب الكبير ضدا على استبداد حكامها فيما بات يصطلح عليه بالربيع الديمقراطي، ربيع سرعان ما حوله النظام إلى صيف حار في غياهب سجونه الرهيبة أعدت للمناضلين .وعصي وهراوات مستوردة لقمع المتظاهرين، حينها سارع القصر إلى إرساء دعائم نظامه الاستبدادي فأعاد صياغة دستور وهمي مطبوخ بنكهة خاصة لم يكن يعلم سرها إلا الجلادين الموالين للملك وحاشيته ، والساهرين على استمرار وصون نظام ملكي عمّر لقرون عديدة على حساب أجساد شعب مقهور ، درّا للرماد في عيون عامة الشعب المغربي .إذ لم يجد بدّا غير إقحام هؤلاء الإسلاميين في معترك الميدان المفعم بالهيجان الشعبي ليجعلهم لعبة في يده ولقمة سائغة تهجن بها الشعب المغربي الثائر .حيث عمد إلى سياسة غض الطرف عن كل الجرائم والأفعال التي افتعلها الإسلامويين في حق أبناء هذا الوطن، تلك الأفعال القائمة على مبدأ الاستئصال والناشئة من أجل الكره والعداء والإقصاء، وهو أمر قد تقرر بجميع الأدلة والصيغ (اغتيالات مجانية... ) .فكان لحفنة الظلاميين فرصة أخرى لتقلد زمام الأمور بعدما اصطادوا من أزبال التاريخ تجارب دموية، حيث القتل والإرهاب شعارهم فتلك حقيقة تزخر بها كتبهم الفكرية والعقدية، وحكمة تفرزها حركاتهم الاجتماعية، وتثمرها أدبياتهم التوجيهية،
واليوم في المغرب وكما في باقي أقطار المغرب الكبير ،تمكن الإسلامويين من تشكيل حكومات بعدما فرضها وأفرزها واقع التوازنات السياسية ، في إطار عمليات حسابية مدرجة داخل كواليس الاستمرارية. فليس بخاف على المتتبعين لمسار الحركات الإسلاموية أن وصول حزب العدالة والتنمية إلى سدة الحكم عبر صناديق الاقتراع لم يكن إلا وسيلة للفت أنظار كل المغاربة والعالم نحو تحول لمسار ديمقراطي وهمي ومزيف ،ودستور رجعي مستبد، لكن ما يظهره الواقع أنك حين تصل إلى الفتات على مائدة السياسة، تجد هذا الحزب ومن والاه من بقية الحركات والأحزاب الدينية تلعق حلاوة بعض المكاسب من لدن النظام الذي كانوا يصفونه بالخارج عن طاعة الله حيث كانوا يشحنون بطاريات العداء والكره ضده ،وهاهم اليوم نجدهم وهم يقبلون أعتابه الشريفة ويدعون له بالرضى على حال وأحوال الرعية إما لسبب أولآخر، وإن كان ذلك لا يعني أن الشعب المغربي قد أبدى تعاطفا معها حتى منحها الثقة، لأن إرادته في التغيير كانت قوية، زيادة على أن جل المغاربة لا يزالون قابعين تحت مظلة الأمية الدينية والسياسية وكل ماله همزة وصل بالخطب الدينية، فلو كانت هنالك أدنى رغبة لهؤلاء الاسلامويين في صلاح أحوال الأمة والسير بها قدما نحو الأمام، لما كفّت عن كل الممارسات التي تقوم على استغلال الدين الذي يعتبر مشتركا بين الناس،ولما تخلت عن الاستقطاب بواسطته، والاستقواء بسببه، حيث الدين والسياسة صنوان متنافران، والمزج بينهما جمع بين المتناقضين، هكذا صارت كل الحركات الدينية الإسلاموية في بلدنا حركات ترعى الكذب، وتسيرها أقوام ينفض سوقهم على الخداع، فلا الدين احترموه ولا السياسة مارسوها، فالسياسة عندهم وسيلة للوصول فقط إلى سدة الحكم ،حلم لطالما راودهم سنين مضت، ، فهم يخادعون الناس ويوهمونهم بقيم كالعدل والمساواة والحرية والإحسان... تلك إذن شعاراتهم وما تقوله أدبياتهم وتنعق به أخبارهم. الحقيقة أن هؤلاء لم يفهموا بعد أن الدين والسياسة لا يلتقيان، إذ بينهما خط تماس، فالدين مطلق، والسياسة تبقى نسبية، لكن ذاك أمر يصعب استيعابه من طرفهم لأنهم أشد الأقوام جهالة بين الخليقة ، فهل يمكن إيجاد حكومة بهذه المفاهيم تمزج النسبي بالمطلق ،والمادي بالمثالي، والعقلي باللاهوتي، والمنطقي بالخرافي ...؟؟؟ وكيف ستكون تلك الحكومة الإسلامية التي سيقيمها هؤلاء.
الحقيقة هي أني لم أرى قط حركة شبيهة بالفاشية كالحركات الدينية فهي أشبه بالبلبل الذي يغرد خارج السرب .
نبيل سيمون بوليفار ـ سلا ـ المغرب



#نبيل_سيمون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين والسياسة صنوان متنافران


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل سيمون - الدين والسياسة صنوان متنافران