أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائف أمير أسماعيل - أربع قصص قصيرة جدا















المزيد.....

أربع قصص قصيرة جدا


رائف أمير أسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 3824 - 2012 / 8 / 19 - 05:51
المحور: الادب والفن
    


التحام
حين إلتقيا، كانت هي واقفة في الممر أمام باب غرفتها تنتظر أمر نقلها إلى دائرة أخرى. وكان هو يحمل أمر نقله إلى تلك الدائرة التي لم يرها من قبل. وعند سيره في ذلك الممر الطويل المؤدي إلى غرفة المدير التقت العيون الأربعة والتصقت بقوى كهرومغناطيسية وبدلا من أن ينحرف إلى غرفة المدير استمر في السير باتجاهها. في كل خطوة كان يقول (هي) وتقول هي لنفسها (هو). وحين وصل إليها أمسكها من يدها واستدار بها ليقودها سيرا إلى خارج الدائرة ... لم يعرف من هي، ما اسمها وما عمرها .. مالها وما عليها، ولاهي كذلك .
قال لسائق سيارة الأجرة:- إلى المحكمة بسرعة .
جلسا إلى الخلف .. اقتربت العيون أكثر فأكثر لترشد الشفاء، وكان الاحتضان محاولة لكي يستقر الجسدان وتهدأ النفوس. كانت السيارة مسرعة جدا وحينما حاول السائق أن يكون فضوليا فالتفت ليرى (النار) من خلفه، عمي بصره فاصطدمت السيارة بناقلة كبيرة والتحم الجسدان إلى جسد واحد.
11/6/2001
ثروته
تمكن من الإفلات بسرعة من السيارة المنقلبة على الطريق . وحالت المحفظة الممتلئة التي رآها أمامه والتي تبدو إنها قذفت من أحشاء ذلك الانقلاب ، دون أن يبالي بإنقاذ الركاب فأخذها وهرب من المكان، ولم يترك فيه سوى نظرات خاطفة للسيارة، كان الغرض منها ان يتأكد أن أحدا لم يشاهده .
في بيته المتهالك الذي عاش فيه وحيدا منذ مدة طويلة ، والذي شهد أكثر من مرة التفتيش عن محفظات مسروقة كانت له مفاجأتين . الأولى : إن المحفظة كانت تحوي مبلغا من المال هو ثروة عمر ، والثانية والتي روعته هي ما وجد فيها من صور . منها صورة أمه بجانبها شخص بدا يشبه الرجل العجوز الذي كان دون الركاب يلمحه بنظرات دقيقة أكثر من مرة ، ومعهم فيما بدا بعد التدقيق صورته . رجع متلهفا إلى مكان الحادث. قيل له إن جميع الركاب نقلوا إلى المستشفى ، فهرع إليها، ورآه بين الجثث.
قال له احد العاملين في المستشفى حين شاهده يبكي على جثة العجوز ، انه كان يردد إسما... كان إسمه.
28/3/2012
حدس
كانت مسافة الرجوع إلى بيته كيلومترات عديدة.
كانت مسافة بعيدة، لكنه بعد أمتار قليلة عثر على مبلغ كبير من المال في حقيبة رآها أمامه، ففرح كثيرا وبدأ يتفحص الأوراق النقدية الهائلة العدد والفئة.
خاف عليها، وفكر كيف يخفيها وكيف سيصرفها.
فكر أولا في شراء بيت فخم بدلا من مسكنه المؤجر. وتخيل تفاصيله .. سيكون فيه غرفة لكل طفل من أطفاله، وفيه مسبح نصفه مغلق.
فكر في أنواع الورود التي سيزرعها في حديقته وأنواع أشجار الزينة والفواكه التي تحيطها.
فكر في نوع السيارة التي سيشتريها.
فكر أن يهدي زوجته عددا من المصوغات الذهبية وعشرات الفساتين وعشرات الأحذية وتخيل ألوانها.
فكر في شراء كلب للحراسة وقرد للتسلية.
فكر وفكر
حين أصبح قريبا من مسكنه، انتبه إلى نفسه وعاد إلى وعيه من خيال جميل كان يفتعله كلما استوحش تلك المسافة.
كان خيال تفصيلي ، يخفف عنه معاناة تفصيلية. وطرح يتناسب مع قدراته العقلية التي كثيرا ما شعر بغبن مجتمعه لها.
لكنه حين اقترب أكثر وأصبح على مسافة أمتار منه، شاهد بباب بيته من ينتظره من الغرباء. عرفوا أنفسهم إليه .. مخرج سينمائي كبير، ومطرب كبير وآخرون.
وحين استضافهم داخل البيت، استمع إلى عرض منهم.
أن يشتروا منه قصته الأخيرة بمبلغ هائل من المال لإخراجها كفيلم سينمائي، وان يشتروا ما فيها من قصائد، لتغنى.
كان المبلغ المعروض أكبر بكثير مما كان يحلم فيه في فترات الرجوع تلك ، لذا فقد قرر بعد أن غادروا إن يشرك زوجته وأطفاله في تفكير اكبر.
31/3/2012
في ظلام النهار
كان قبيحا جدا.. ذلك ما رآه في عيون الناس ونبذهم له. وما أخبرته المرآة دوما، وهي تؤشر بضوئها المنعكس تفاصيل قبحه.
كره الناس لأنهم لم يعرفوا كم كان يحبهم .
وكره المرآة التي لم تستطع أن تتوغل إلى داخله فتظهر جمال روحه وطيبتها.
كثيرا ما كسرها واستبدلها بأخرى. لكنه لم يستطع تبديل وجهه ولا تبديل الناس.
عاش يتيما، وتركه أخويه بعد زواجهما. آثر حتى أن لا يزورهم في بيوتهم خجلا من نظرات زوجتيهما وأطفالهما.
ولم يكمل تعليمه الذي حلم فيه إن يعوضه ما فقد، هربا من تعليقات زملائه.
لم يكن أمامه سوى التنقل بين المهن الحرة، عسى أن يعيش بكرامة وعسى أن يؤسس له ملاذا من حجر يؤويه، ويحميه مما تبقى من غدر.
جرب في فترة من شبابه أن يتعبد وأن يمارس الطقوس الدينية بكل تفاصيلها، مستنجدا بالله.
حينها قال لنفسه ( العوض على الله)، لكنه اقتنع بعدها إن اختباره الإلهي سيطول كثيرا وربما سيكون لآخر عمره . وخيب ظنه المتدينون ورجال دينهم ، في أن يعطف عليه احدهم ، في أن يعوضه حنان الأب، أو فيما تمنى خياله البعيد في أن يزوجه احدهم ابنته أو إحدى قريباته. وهكذا انتهت تلك التجربة بالابتعاد عنها.
لكنه أصر أن يبقى خلوقا ومؤدبا ومسكينا في نظر الناس. فذلك هو السلاح الوحيد لضعيف مثله. وأصر أن يتعلم مهنة يأتيه من خلالها الناس مرغمين . لأنه هو (الأبرع والأمهر والأقل أجرا ). فتعلم تصليح المدافيء النفطية وأجهزة التبريد وأتقنها . وفتح له محل . وفعلا جاء إليه الناس.
وجاءت هي يوما إليه.
جاءت إلى (المصلح المشوه الوجه ). رآها عن قرب وسمع صوتها. ثم مرت من أمامه مرات عديدة.
كانت هي نقيضه التام الذي بحث عنه.. فأحبها.
كله ، أحبها كلها.
لكنه أدرك إن رائعة الجمال هذه لا يمكن أن تحبه . حتى وإن أصلح وجهه بألف عملية تجميلية.
لكن وجه الغرابة الذي بدا أمامه بعدها أن لها أخت قبيحة مثله.
وبذا فإن فكرة ما بدأت تختمر بذهنه .
أقنع نفسه أن يتزوج من القبيحة جدا ليقترب من الجميلة جدا. ثم هذا ما حصل.
وحصل الاقتراب بزيارة الأخت إلى أختها.
استنتج أن الجميلات هن طيبات ورقيقات القلب لأنهن لم يلقين من الناس ما لاقى هو وزوجته.
زادته طيبتها معه اشتعالا في حبها ولم يعد يحتمل .
لم تكن حياته كلها لتحوي على لحظة واحدة من اللذة ، ولامعنى .
فأراد أن يجسدها في جسد الجميلة. لحظة واحدة أو لحظات متصلة ، وليكن مايكن.
ففكر وقرر وخطط .
خطط أن يقابل كل جرائم الحياة معه بجريمة معها.
تردد وتراجع لكنه أخيرا نفذ. فقد أصبح الشر عند غيره هو الخير عنده.
جاءت الجميلة جدا لزيارة أختها ولتتعشى معها.
فدس حبوب منومة في طعام الأختين، وانتظر.
على الأقل انه سيقترب بحواسه منها أكثر. سيحدق في كل تفاصيل جسمها ووجهها، سيشمها ويتذوقها بلسانه ، من أظافر قدميها إلى شفتيها . وسيضع حتى أذنيه فوق صدرها ليسمع دقات قلبها .. أن يكشف ما استطاع من ستر ملابسها.
ونوى في لحظات أخرى ما ضمر، في أن يتوغل أكثر ويفعلها .يفعلها ويهرب . يهرب من الناس أو من الحياة كلها .
لكن امرأته القبيحة فاجأته أثناء نعاسها بأنها حامل.
كانت صدمة مفرحة في غير أوانها .
ونامت الأختان .
فانتابته الرغبة والشهوة والقلق ومعهن تدرجت صيحات الضمير لتصبح صوت صراخ في أذنيه ... لا تفعل. وبدل من أن يركز بالنظر إلي الجميلة فقط أصبح يستدير إلى بطن زوجته الحامل.. فبدأ التراجع .
انتهى تراجعه بأن يأخذ هو الآخر حبة منوم . فنام .
حلم بامرأة أجمل بكثير من الجميلة جدا. حورية ، كاعب حسناء . تمتع بها وافرغ فيها كل شهوته. تلذذ بما لم يتلذذ بكل حياته. وأوعدته بأنها ستأتيه مرارا.
بعد عشرين عاما أصبح الوالد القبيح . يتمنع ويتحجج للظفر بالزوج المناسب لبناته الثلاث الجميلات جدا.
17/3/ 2012











































التحام
حين إلتقيا، كانت هي واقفة في الممر أمام باب غرفتها تنتظر أمر نقلها إلى دائرة أخرى. وكان هو يحمل أمر نقله إلى تلك الدائرة التي لم يرها من قبل. وعند سيره في ذلك الممر الطويل المؤدي إلى غرفة المدير التقت العيون الأربعة والتصقت بقوى كهرومغناطيسية وبدلا من أن ينحرف إلى غرفة المدير استمر في السير باتجاهها. في كل خطوة كان يقول (هي) وتقول هي لنفسها (هو). وحين وصل إليها أمسكها من يدها واستدار بها ليقودها سيرا إلى خارج الدائرة ... لم يعرف من هي، ما اسمها وما عمرها .. مالها وما عليها، ولاهي كذلك .
قال لسائق سيارة الأجرة:- إلى المحكمة بسرعة .
جلسا إلى الخلف .. اقتربت العيون أكثر فأكثر لترشد الشفاء، وكان الاحتضان محاولة لكي يستقر الجسدان وتهدأ النفوس. كانت السيارة مسرعة جدا وحينما حاول السائق أن يكون فضوليا فالتفت ليرى (النار) من خلفه، عمي بصره فاصطدمت السيارة بناقلة كبيرة والتحم الجسدان إلى جسد واحد.
11/6/2001
ثروته
تمكن من الإفلات بسرعة من السيارة المنقلبة على الطريق . وحالت المحفظة الممتلئة التي رآها أمامه والتي تبدو إنها قذفت من أحشاء ذلك الانقلاب ، دون أن يبالي بإنقاذ الركاب فأخذها وهرب من المكان، ولم يترك فيه سوى نظرات خاطفة للسيارة، كان الغرض منها ان يتأكد أن أحدا لم يشاهده .
في بيته المتهالك الذي عاش فيه وحيدا منذ مدة طويلة ، والذي شهد أكثر من مرة التفتيش عن محفظات مسروقة كانت له مفاجأتين . الأولى : إن المحفظة كانت تحوي مبلغا من المال هو ثروة عمر ، والثانية والتي روعته هي ما وجد فيها من صور . منها صورة أمه بجانبها شخص بدا يشبه الرجل العجوز الذي كان دون الركاب يلمحه بنظرات دقيقة أكثر من مرة ، ومعهم فيما بدا بعد التدقيق صورته . رجع متلهفا إلى مكان الحادث. قيل له إن جميع الركاب نقلوا إلى المستشفى ، فهرع إليها، ورآه بين الجثث.
قال له احد العاملين في المستشفى حين شاهده يبكي على جثة العجوز ، انه كان يردد إسما... كان إسمه.
28/3/2012
حدس
كانت مسافة الرجوع إلى بيته كيلومترات عديدة.
كانت مسافة بعيدة، لكنه بعد أمتار قليلة عثر على مبلغ كبير من المال في حقيبة رآها أمامه، ففرح كثيرا وبدأ يتفحص الأوراق النقدية الهائلة العدد والفئة.
خاف عليها، وفكر كيف يخفيها وكيف سيصرفها.
فكر أولا في شراء بيت فخم بدلا من مسكنه المؤجر. وتخيل تفاصيله .. سيكون فيه غرفة لكل طفل من أطفاله، وفيه مسبح نصفه مغلق.
فكر في أنواع الورود التي سيزرعها في حديقته وأنواع أشجار الزينة والفواكه التي تحيطها.
فكر في نوع السيارة التي سيشتريها.
فكر أن يهدي زوجته عددا من المصوغات الذهبية وعشرات الفساتين وعشرات الأحذية وتخيل ألوانها.
فكر في شراء كلب للحراسة وقرد للتسلية.
فكر وفكر
حين أصبح قريبا من مسكنه، انتبه إلى نفسه وعاد إلى وعيه من خيال جميل كان يفتعله كلما استوحش تلك المسافة.
كان خيال تفصيلي ، يخفف عنه معاناة تفصيلية. وطرح يتناسب مع قدراته العقلية التي كثيرا ما شعر بغبن مجتمعه لها.
لكنه حين اقترب أكثر وأصبح على مسافة أمتار منه، شاهد بباب بيته من ينتظره من الغرباء. عرفوا أنفسهم إليه .. مخرج سينمائي كبير، ومطرب كبير وآخرون.
وحين استضافهم داخل البيت، استمع إلى عرض منهم.
أن يشتروا منه قصته الأخيرة بمبلغ هائل من المال لإخراجها كفيلم سينمائي، وان يشتروا ما فيها من قصائد، لتغنى.
كان المبلغ المعروض أكبر بكثير مما كان يحلم فيه في فترات الرجوع تلك ، لذا فقد قرر بعد أن غادروا إن يشرك زوجته وأطفاله في تفكير اكبر.
31/3/2012
في ظلام النهار
كان قبيحا جدا.. ذلك ما رآه في عيون الناس ونبذهم له. وما أخبرته المرآة دوما، وهي تؤشر بضوئها المنعكس تفاصيل قبحه.
كره الناس لأنهم لم يعرفوا كم كان يحبهم .
وكره المرآة التي لم تستطع أن تتوغل إلى داخله فتظهر جمال روحه وطيبتها.
كثيرا ما كسرها واستبدلها بأخرى. لكنه لم يستطع تبديل وجهه ولا تبديل الناس.
عاش يتيما، وتركه أخويه بعد زواجهما. آثر حتى أن لا يزورهم في بيوتهم خجلا من نظرات زوجتيهما وأطفالهما.
ولم يكمل تعليمه الذي حلم فيه إن يعوضه ما فقد، هربا من تعليقات زملائه.
لم يكن أمامه سوى التنقل بين المهن الحرة، عسى أن يعيش بكرامة وعسى أن يؤسس له ملاذا من حجر يؤويه، ويحميه مما تبقى من غدر.
جرب في فترة من شبابه أن يتعبد وأن يمارس الطقوس الدينية بكل تفاصيلها، مستنجدا بالله.
حينها قال لنفسه ( العوض على الله)، لكنه اقتنع بعدها إن اختباره الإلهي سيطول كثيرا وربما سيكون لآخر عمره . وخيب ظنه المتدينون ورجال دينهم ، في أن يعطف عليه احدهم ، في أن يعوضه حنان الأب، أو فيما تمنى خياله البعيد في أن يزوجه احدهم ابنته أو إحدى قريباته. وهكذا انتهت تلك التجربة بالابتعاد عنها.
لكنه أصر أن يبقى خلوقا ومؤدبا ومسكينا في نظر الناس. فذلك هو السلاح الوحيد لضعيف مثله. وأصر أن يتعلم مهنة يأتيه من خلالها الناس مرغمين . لأنه هو (الأبرع والأمهر والأقل أجرا ). فتعلم تصليح المدافيء النفطية وأجهزة التبريد وأتقنها . وفتح له محل . وفعلا جاء إليه الناس.
وجاءت هي يوما إليه.
جاءت إلى (المصلح المشوه الوجه ). رآها عن قرب وسمع صوتها. ثم مرت من أمامه مرات عديدة.
كانت هي نقيضه التام الذي بحث عنه.. فأحبها.
كله ، أحبها كلها.
لكنه أدرك إن رائعة الجمال هذه لا يمكن أن تحبه . حتى وإن أصلح وجهه بألف عملية تجميلية.
لكن وجه الغرابة الذي بدا أمامه بعدها أن لها أخت قبيحة مثله.
وبذا فإن فكرة ما بدأت تختمر بذهنه .
أقنع نفسه أن يتزوج من القبيحة جدا ليقترب من الجميلة جدا. ثم هذا ما حصل.
وحصل الاقتراب بزيارة الأخت إلى أختها.
استنتج أن الجميلات هن طيبات ورقيقات القلب لأنهن لم يلقين من الناس ما لاقى هو وزوجته.
زادته طيبتها معه اشتعالا في حبها ولم يعد يحتمل .
لم تكن حياته كلها لتحوي على لحظة واحدة من اللذة ، ولامعنى .
فأراد أن يجسدها في جسد الجميلة. لحظة واحدة أو لحظات متصلة ، وليكن مايكن.
ففكر وقرر وخطط .
خطط أن يقابل كل جرائم الحياة معه بجريمة معها.
تردد وتراجع لكنه أخيرا نفذ. فقد أصبح الشر عند غيره هو الخير عنده.
جاءت الجميلة جدا لزيارة أختها ولتتعشى معها.
فدس حبوب منومة في طعام الأختين، وانتظر.
على الأقل انه سيقترب بحواسه منها أكثر. سيحدق في كل تفاصيل جسمها ووجهها، سيشمها ويتذوقها بلسانه ، من أظافر قدميها إلى شفتيها . وسيضع حتى أذنيه فوق صدرها ليسمع دقات قلبها .. أن يكشف ما استطاع من ستر ملابسها.
ونوى في لحظات أخرى ما ضمر، في أن يتوغل أكثر ويفعلها .يفعلها ويهرب . يهرب من الناس أو من الحياة كلها .
لكن امرأته القبيحة فاجأته أثناء نعاسها بأنها حامل.
كانت صدمة مفرحة في غير أوانها .
ونامت الأختان .
فانتابته الرغبة والشهوة والقلق ومعهن تدرجت صيحات الضمير لتصبح صوت صراخ في أذنيه ... لا تفعل. وبدل من أن يركز بالنظر إلي الجميلة فقط أصبح يستدير إلى بطن زوجته الحامل.. فبدأ التراجع .
انتهى تراجعه بأن يأخذ هو الآخر حبة منوم . فنام .
حلم بامرأة أجمل بكثير من الجميلة جدا. حورية ، كاعب حسناء . تمتع بها وافرغ فيها كل شهوته. تلذذ بما لم يتلذذ بكل حياته. وأوعدته بأنها ستأتيه مرارا.
بعد عشرين عاما أصبح الوالد القبيح . يتمنع ويتحجج للظفر بالزوج المناسب لبناته الثلاث الجميلات جدا.
17/3/ 2012


























#رائف_أمير_أسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقيقتنا
- التقاء الفروع .. قصة قصيرة جدا
- ok


المزيد.....




- روسيا.. جمهورية القرم تخطط لتدشين أكبر استوديو سينمائي في جن ...
- من معالم القدس.. تعرّف على مقام رابعة العدوية
- القضاء العراقي يوقف عرض مسلسل -عالم الست وهيبة- المثير للجدل ...
- “اعتمد رسميا”… جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024/1445 للش ...
- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائف أمير أسماعيل - أربع قصص قصيرة جدا