أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رائف أمير أسماعيل - التقاء الفروع .. قصة قصيرة جدا














المزيد.....

التقاء الفروع .. قصة قصيرة جدا


رائف أمير أسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 3824 - 2012 / 8 / 19 - 01:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كان يسير وسط الغابة حين سمع صوتا يناديه بنبرة غريبة – يا إنسان .. التفت فيما حوله فلم ير احد. واصل طريقه فتكرر الصوت. اخذ يدقق في اتجاه الصوت .. لم يكن هناك سوى الأشجار، ثم تكرر الصوت مرات عديدة وهو يحدد ويقترب. تأكد إن الصوت منبعث من شجرة.. تفاجأ بهذه الغرابة ثم جفل لما اقترب منها ورأى إن لها عيون وفم مثل البشر.
قالت :- تعال لا تخف. أخذت الرجفة تسري في كل جسمه فتسمر في مكانه مذهولا، بالرغم من غريزته التي تحاول دفعه إلى الهرب.
تحرك الفم الجميل الذي بدا وكأنه إستنتخ من فم ملكة جمال تميزت بإغراء شفتيها وسحر حركتهما، وبدا تجويفه بدون أسنان، فقالت :- أنا بحاجة إليك لا تخف. إما هو فلا زال الخوف يعتريه وهو ينتقل بنظراته إلى أجزائها .. كان لها عينان زرقاوان مشوبان بالخضرة. واجه صعوبة في النطق حين قال :- ماذا تريدين؟ ... فردت بتوسل مغري :- أريد ماء وكبريتات البوتاسيوم .
كانت عملية تنفيذ الطلب هذا مبررا له للانسحاب من هذا الموقف الصعب ، فانسحب وهو مشدوها لما رأى وسمع ، وبعد لحظات سأل نفسه مشككا .. هل هو رأى وسمع فعلا ؟ أم أصابه الجنون ؟ هل يخبر احد؟ ومن يصدق إذا اصطحب أحدا و اختفت الشجرة؟ وما هي المسألة ؟ هل هي شجرة سكنتها الروح ؟ وراح يسائل نفسه في كل أبعاد ونتائج ما رأى .
بعد ساعات عاد ومعه ما أرادت فاستقبلته:- أهلا يا إنسان ، وعلمته كيف يضيف السماد إلى التربة من حولها.
جلس أمامها يتفحصها . بعد لحظات بدت منطقة وجهها تتميز أكثر فأكثر ، فبرز انف دقيق وخدود حمراء ، وحين شكرته بدا لها أسنان بيضاء منتظمة ... قال:- ما أنت .. شجرة فعلا؟ ابتسمت وردت :- نعم .. قال معترضا :- لكن نحن البشر لم نر شجر له وجه ويتكلم . ضحكت وقالت :- ولكن البشر رأو نباتات تقنص الحشرات ونباتات تنكفئ على نفسها بمجرد لمسها وورود تعبر عن جمالها وعطرها . قال :- صحيح ولكن ماذا يعني ذلك بالنسبة لحالتك ؟ قالت:- إنا هنا منذ سنوات وقد فكرت كثيرا في هذا الموضوع بعد أن سمعت وتعلمت أشياء كثيرة من هذه الحياة .. قاطعها :- ولكن لا أرى لك أذنان ؟ قالت :- إن حاسة السمع منتشرة في كل جسمي ، ثم تابعت .. استنتجت إنني تكونت بهذا الشكل بفعل طفرات وراثية كبيرة ومتعددة حدثت في وقت واحد . كان صوتها انثويا وبدا ساقها وأغصانها تتمايل أثناء حديثها . ثم أكملت .. إنا هنا وحدي .. أتحسس هذه الأشجار والطيور لكنها لاتحس بي .. جزء مني يريد أن يتصرف مثلكم .. يريد أن يتكلم وأن يكون له أصدقاء وان يحب ويتزوج وينتقل ، ثم قالت بصوت شهواني :- تعال .. نهض واقترب منها ونسي نفسه .. كررت :- تعال.. ضع شفتاك فوق شفتي .. يعني قبلني كما لو تقبل امرأة .. أنا لك . فقبلها وهو بين الخوف والرغبة .
بعد سنوات من هذه العلاقة السرية استقبلت الأرض أول طفل اخضر......................
17/2 / 2004






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ok


المزيد.....




- كتاب مثير لساركوزي: هكذا عشت بالزنزانة وعرفت أهمية الجذور ال ...
- كتاب مثير لساركوزي: هكذا عشت بالزنزانة وعرفت أهمية الجذور ال ...
- دعوة إلى إضراب عام في سوريا.. الطائفة العلوية تتحتج على سياس ...
- أندريه زكي يواصل جولته بالأردن: حوارات موسّعة حول واقع الكني ...
- قرى مسيحية بالشمال السوري تستقبل أهلها من جديد بعد سنوات الن ...
- من القاعدة إلى محاولة اغتيال السيسي.. كيف وظف الإخوان العنف؟ ...
- عودة المسيحيين إلى قراهم في شمال سوريا بعد سقوط نظام الأسد
- مسؤول لجنة التفكيك: الإخوان يسيطرون على الدولة السودانية
- نحمان شاي: إسرائيل مطالبة بإعادة تقييم علاقاتها مع يهود الشت ...
- دول عربية وإسلامية تستنكر خطة صهيونية في رفح


المزيد.....

- رسالة السلوان لمواطن سعودي مجهول (من وحي رسالة الغفران لأبي ... / سامي الذيب
- الفقه الوعظى : الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- نشوء الظاهرة الإسلاموية / فارس إيغو
- كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان / تاج السر عثمان
- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رائف أمير أسماعيل - التقاء الفروع .. قصة قصيرة جدا