من حيث لم نحتسب

خالد محمد أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 3823 - 2012 / 8 / 18 - 09:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بات القاصي والداني يدرك ما مرّتْ , وتمرُّ به المنطقة الكردية , من ويلات ومجازر , وفرمانات عثمانية , وانتهاكات طورانية , وفارسية وبعثيّة , وإسلامية , على مرّ الأيام , كانت السنون تجري , وسياط الجلادين لا ترفع عن ظهورنا , لكن كل هذه الفرمانات والانتهاكات , لم تكُ قادرة على محو هويتنا التي هي إيماننا وعقيدتنا وهي ذاك الحبل الذي يربطنا بالحياة , ولم تقدر على محو حروف لغتنا , واستبدالها بأخرى عربية أو تركية أو فارسية .
وفي ضوء في تمرّ به الساحة السورية بشكل عام , والكردية بشكل خاصّ , يلاحظ المراقب لتاريخ الشعب الكردي في سوريا / غرب كردستان / أن العبث مارس ما مارس من تعريب للمناطق الكردية , والحزام العربي شهيد على ذلك , وتهجير الشعب الكردي من على أرضه التاريخية , وإحلال العرب بدلاً منهم , ومن ملاحقة للأحرار الوطنين , و و و و , كلّ هذا لم ينسِ الكردي مَن هو وما هي حقوقه , إذاً فشل النظام البعثي في صهر الكرد في بوتقته , ولم ينل أربه , وحين اندلعت الثورة المباركة حاول النظام مرات تحيد الأكراد عن الثورة – لغاية في نفس النظام قضاها – ومرات حاول ضربهم بعضهم ببعض لكنه فشل أيضاً , لكنه استطاع أن يلوي ذراعنا من خلال وقوف إخوان لنا في صفه , بعض أن فشل في كل ما سبق , لجأ إلى ما لم نقدر على منعه من ذلك , وهو التشجيع على زراعة الحشيش , في ظل الفراغ الأمني الذي تشهده المناطق الكردية , والحشيش وما أدراكم ما الحشيش ؟!

حيث يعاني المتعاطي من الانفصام والهلوسة والاكتئاب والشكوك ويعاني من ضعف شديد في القدرة على التركيز والانتباه نتيجة التأثير السريع في الجهاز العصبي المركزي وزيادة ضربات القلب وضمور في الدماغ كما يصاب المتعاطي بإحساس العظمة وزيادة الثقة بالنفس مما يؤدي الى انعدام الشعور بالذنب بعد ارتكابه الأخطاء وينتهي به الامر بعدم الانسجام مع المجتمع وتزداد لديه احتمالات ارتكاب الجريمة ,كما يضعف لديه القدرة الجنسية وبتكرار التعاطي يضطر الى زيادة الجرعات تصاعداً واستعمال مواد اكثر تأثيراً كالأفيون وغيرها…, فيصبح المتعاطي عالة على نفسه وعلى المجتمع وينتهي به المطاف الى الموت المحتًم.

ناهيك عما ذكر فان انتشار هذه المادة وكثرتها يتناسب طرداً مع التفسخ الاخلاقي وزيادة معدلات الجريمة حيث لا يمكن تطهير المنطقة الموبوءة بها لسنوات عدة و بجهود جبارة .
إذا كان الحال هذه , فأين هي الجهات المسؤولة ؟ ولماذا كل هذا الصمت على هذا الشرّ المستطير الذي يحيط بالشعب الكردي كلّه ؟ هل استكثر المجلس الوطني الكردي , ومجلس غرب كردستان الممثلين بالهيئة العليا بياناً يدين هذا الموت القادم الذي لن يبقي ولن يذر على المجتمع الكردي , أمّا أن الموضوع أصغر من أن يأخذ شيئاً من وقتهم الثمين , على المثقفين الكرد أن يغمسوا قلمهم في الجراح لا أن يصفقوا للآلهة على عروشها , هذا الوباء الآتي إن جاء فليس له من عودة فيجب علينا الجماهير الكردية قاطبة أن تضع اليد على هذا السم الزعاف .

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل