أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - نافذ الرفاعي - هاني الحسن اخر الثوار العرفاتيين وداعا














المزيد.....

هاني الحسن اخر الثوار العرفاتيين وداعا


نافذ الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 3822 - 2012 / 8 / 17 - 20:36
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    



في يوم رحيلك الأخير وعلى وقع الخبر امسكت قلمي لاكتب عنك، ولكنني اليوم في ذكراك الاربعين اراك رحلت شامخا كما جئت الى دورك الثوري الطلائعي المميز، عندما غادرت مقاعد الدراسة في ألمانيا وتركت شهادة الدكتوراة في الهندسة لتعلن انحيازك الى مهمتك الثورية، كم كنت قائدا فذا طلائعيا يصرف من ماله الخاص على ثورته، لم يفعلها الا القلة القليلة جدا من رفاق دربك، لم يستطع واحدا ان يتهمك بالفساد المالي وهي تهمة تطحن كل الثوار الفقراء الذين اثروا لاحقا، اما انت النقي المثقف، والذي شكل نبراس العقل لهؤلاء، وتزعمت تنظيم ألمانيا واوروبا ورفدته بالمتعلمين والمثقفين الذين ساهموا بالمال والروح والعقل وكانت لمساتهم واضحة على جبين الثورة الفلسطينية في بداياتها.
لم يستطع متشدقي الكلام باتهامك وتلويث سمعتك، بل انت حالة ثورية فريدة، وتسكن حيفا وجدانك، زرع فيك والدك الأزهري وسطية في كل شيء وعلمك ان فلسطين تعادل الروح.
احبك عرفات لانه عرف فيك انك من الثوار المميزين أصحاب العقل والرؤية، بقيت مستشارا أمينا ورفيقا له في كل معاركه، ولم تتخلى عنه في حصاره الاخير في رام الله عندما تخلى عنه الكثير، لم تجبن وتتركه وحيدا بل أثرت ان تصمد معه، لانك صلب ثابت مؤمن باهدافك النبيلة لانك منحاز الى فكرك وقوة شجاعتك، كان العدو المحتل يهدم المقاطعة على راس عرفات.
ذهبت الى عرفات وكلك إقدام وشجاعه وبطولة رافقته في محنته وفي حصار المقاطعة وساهمت في كسر المؤامرة التي تهدف لإذلاله بكل رمزيته الثورية، في حصار عرفات عندما تخلى عنه كل المتملقين والمترزقين والمتطفلين وقفت انت معه هناك تحت القصف الاختزالي المجنون كادت أسنان الجرافات تنهش صدرك الذي وضعته درعا امام عرفات كي لا ينالوا منه.
كان هاتفك لا يتوقف وانت تحث الجماهير علي التحرك دفاعا عن عرفات وأخيرا خرجت الجماهير استجابة لتحريضك على الوقوف الى جانب القائد الزعيم استخدمت ملاعقها لتضرب على الصحون وتحدت الدبابات وانطلقت بصدورها العارية لتحمي عرفات ، ايقظت دقات قلوبهم العالم وأسقطت حصار شارون.
خالفت عرفات في اوسلو لكنك لم تستطع الا العودة الى الوطن وبقيت بعيدا عن اوسلو وعند انتفاضة الاقصى كنت الوفي لعرفات،
وعرفت انه بعض رفضه للتوقيع على الاستسلام المقدم من باراك في كامب ديفد الثانية والاعتذار لكلينتون ورسالة مدير السي أي ايه جورج تينت التهديدية لعرفات "وقع واعتذر وإلا......!!"
ورد عرفات على تينت رئيس المخابرات الأمريكية ووزيرة كلينتون أولبرايت:"انا ادعوكم لحضور جنازتي" وفزع المحيطين به من هول التحدي وروحة الثائرة.
ولأنك لا تقبل لعرفات الا ما اراده هو لنفسه وقفت معه وفيا مخلصا.
هاني الحسن ذهبت الي تونس للقاء الرئيس التونسي المغادر الى واشنطن وطلبت منه ان يعرف خلال لقاءه للامريكان مخططاتهم ومدى اصرارهم على تنفيذ تهديد رئيس مخابراتهم جورج تينت، وعدت من هناك محبطا أخبرتنا نحن أصدقاؤك انه لا فائدة، ومع ذلك وقفت ضد القيادة المستحدثة والتي يروج لها بالمال والسلاح وقفت انتقدت ولم تتراجع، رجل ثابت كالجبل الشامخ رفض دايتون ومؤمراته.
سطرت بتاريخك نقاء الثوار والذين هدهم المرض وانعدام رؤية رفاقهم، كي يثبت التاريخ ان نبوءاتك هي الباقية، وان حبنا واحترامنا لك أبا وقائدا ومعلما صلبا عنيدا نقيا طاهرا.
هاني الحسن سيذكرك التاريخ على انك مفكر كتب نبوءته عن ثورة فتح في كتاب" فتح المسيرة والمصير" وكانك تقرا التاريخ وانت صانع له ولا تتحكم به مصالح.
لم تغير موقفك بقيت ثابتا صلبا ثائرا رغم ثراءك الموروث، وتنازلت عن شهادة الدكتوراه في الهندسة كي تلتحق بأحلامك وحبك لفلسطين، تتلاءم مع معتقداتك وتنسجم معها، لك منا التقدير كل من احبك لانك الثائر الاخير في رعيل العرفاتيين، ثائر مؤمن بموقفه لانه يستمده من اهدافه ويقينه وليس من مصالحه.
رجل لا يخاف الا الله، لم يخاف الموت او الاغتيال، نفذ المهام الصعبة وقف الى جانب عرفات حتى وفاته وبقي هاني الحسن مخلصا لنفسه ومبادئه الثورية .
كنت مع عرفات في عمان وأيلول وبيروت والجنوب اللبناني وتونس وكافة معاركه، لم تخذله ولا مرة واحدة، وبقيت الرجل المخلص والقائد المعلم،
لقد قالوا ان ارض فلسطين عاقر،لا ... انها ارض عنات ارض الخصب.. وانجبت عرفات وهاني الحسن نبتة فلسطينية برائحة النعناع والزعتر واكليل الجبل والياسمين والفل والورد الجوري، هاني الحسن شجرة صبار صحراوية تحملت قسوة رفاق الدرب وظلت خضراء مثمرة،هاني الحسن بقي في قلوبنا في شرايننا.
ومع حزنه علي عرفات تناهشه المرض، وودع الحياة وقوفا بسيرته العطرة النقية وتاريخه الاصيل.
نحن نبكيك اليوم ابو طارق من قلوبنا، لقد احببناك واحبك أطفالنا لانك قريب من قلوبهم.
ابو طارق اليوم نعلن ان ثورتنا اصبحت يتيمة لان اخر الثوار من جيلك قد رحلوا مخلصين لأحزانهم الثورية.
هاني الحسن نعزي بك ثوار العالم والعرب رجلا مثقفا هادئا مقنعا مدافعا عن أحلامك. ولكنك هادرا عندما تكون فلسطين.
عرفوك بانك عدو الغباء السياسي صلبا، يكتشفون انك تسبق الكثير سنوات ضوئية في الوعي ، مفكرا استراتيجيا مثقفا مهندسا خريج المانيا .
هاني الحسن نرثي اليوم لأقلامنا المكسورة، لانك رحلت عنا، نستودعك الله وندعوه ان يغفر لك وان بتغمده مع الصديقين والشهداء.
هناك في الأعالي كل منا ذاهب الي قدره المحتوم، يموت البعض وآخرون خالدون بحسن ذكرهم ولنا السلوى.
وداعا يا آخر العمالقة... آخر الثوار من الزمن الجميل من زمن الأحلام من زمن الوعي والإصرار من زمن عرفات.
يعاهدك أطفالنا انهم سيحملون حلمك وستبقى أسطورة وملحمة ثورية
رحم الله هاني الحسن



#نافذ_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن وصلاح خلف وسوريا
- غسان كنفاني هل يستحق أن نقرأه من جديد أو نقرأه أولا
- هتاف لجماعة الباب الأدبية وهي تدخل عامها الثالث
- مروان البرغوثي لا يليق بك سوى لقبك الأول
- عودة العقل العربي من القدم إلى الرأس في العلاقة الجزائرية ال ...
- ما المطلوب من المؤتمر السادس لحركة فتح


المزيد.....




- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - نافذ الرفاعي - هاني الحسن اخر الثوار العرفاتيين وداعا