أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد السميع جِميل - أحسن تربية ( 3 )














المزيد.....

أحسن تربية ( 3 )


عبد السميع جِميل

الحوار المتمدن-العدد: 3820 - 2012 / 8 / 15 - 11:12
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


نحن ننصح كل من يريد أن ينجب أطفال فى هذه الدنيا أن يسأل نفسه هذا السؤال البسيط : لماذا أريد أن أنجب أطفالاً فى هذا العالم ؟

إن لم يجد الإنسان إجابة منطقية ومقنعة وحقيقة ونابعة من داخله هو وليست من المذكرة الجمعية للإجابات النموذجية التى يحفظها الجميع ويرددوها فى نوع من السخف والبلاهة فلا أنصحه أن يفعل ذلك أبداً ! , حتى لا يكون سبباً فى زيادة بلوة جديدة إلى هذه الدنيا سيحاسب عليها يوم القيامة ! .

ثم إنى أنصحه مرة أخرى أن لا يفعل ذلك حتى لا يكون حيوان ! ؛ فالحيوانات وحدهم هم من يفعلون كثيراً من الأشياء دون معرفة السبب لذلك ! .

للأسف بات معظمنا يتبع هذا المنهج الحيوانى فى إنجاب الأطفال لأسباب تافهة وساذجة ؛ فهناك من ينجب فقط لإثبات إنه طبيعى كغيره من الناس حتى ينضم إلى فئة المنجبين فى الأرض ويباشر طقوس ذلك الأمر ! , وهناك من ينجب ليدخل بأولاده منافسه مع أقرانه ويتفشخر عليهم ! , وهناك من ينجب لأن الإنجاب سنة الحياة ويقال إنه قد أوصانى الرسول بكثرة الإنجاب ليتباهى بنا يوم القيامة ! .

والنتجة كما ترى بنفسك عدد من البشر فظيع جاء إلى الدنيا بدون أى سبب حقيقى لإنجابه ! , وكأن العالم ناقص بلاوى حتى نسعى بكل طاقتنا لزيادتها ! .

يقول النبى محمد صلى الله عليه وآله وسلم : «حسين منى وأنا من حسين , أحب الله من أحب حسين» .

يظن البعض أن «الحسين منى» المقصود بها أن الحسين أبن فاطمة أبنتى فقط , وهذا المقصد لا يصح ولا يستقيم مع الجزء الثانى من الحديث «وأنا من الحسين» فكيف يكون النبى من الحسين بهذا المعنى ؟! لذلك نحن نرى أن المقصود من «الحسين منى» هو أن الحسين من نفس المنهج ومن نفس منظومة الأفكار والقواعد والقيم والدين الذى أنا - النبى - عليها , وهذا المعنى تدعمه الآية القرآنية الكريمة التى تقول : ﴿ فمن تبعني فإنه مني ﴾ وهذا المعنى أيضاً يقويه قول الله سبحانه وتعالى للنبى نوح فى شأن أبنه الذى لم يتبعه ﴿ إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح ﴾ لإنه لم يتبع نفس المنهج والقواعد والدين الذى عليه نوح .

إذن الله سبحانه وتعالى يعتبر هذا النسل وهذا الإنجاب ليس له أى قيمة إلا إذا كان نسلاً وأمتداداً لمجموعة القيم والمبادئ والمعانى الإنسانية النبيلة الشريفة !! , وهذا هو الورث الحقيقى الذى يتغافل عنه كثيراً من الناس بل إنهم يعتبرونه أمر لا فائدة منه فى هذا العالم المادى المتطاحن , فهم يقولون إنه مهما تصر على توريث أبناءك مجموعة القيم النبيلة إلا إنك عندما تنظر فى النهاية إلى تفاعل الناس من حول مع هذه القيم تجدهم لا يعطون وزناً لهذه الورث من القيم على الإطلاق ! , فالورث الحقيقى النافع عندهم هو المال والأنعام والحرث والدواب وكل ما هو مادى ملموس وأن هذه القيم التى تتحدث عنها ليست مفيدة ولا مهمة فى هذه الدنيا وربما تكون سبب شقاء هؤلاء الأبناء فى هذه الدنيا ! .

وصل الأمر حتى إلى السلام ! , فأنت إذا حاولت مع أبنك أن تجعله يهتم بإلقاء السلام على الناس والإبتسام فى وجوههم , تجد أبنك يرجع إليك لينبأك بما جرى له من تجاهل وعدم إهتمام رهيب يصل به إلى أن يقول لك :
 أمال قارفنا من الصبح سلم ع الناس سلم ع الناس , أدينا يا سيدى سلمنا , خدنا ايه بقا ؟!

نحن وإن كنا من مدرسة : «الذى لا يعرف الشر أحرى أن يقع فيه» . و«إحترسوا من الناس بسوء الظن» . إلا إننا أيضاً لا نجارى هؤلاء الذين يعتبرون الحق والعدل والصدق والشجاعة وغيرها من القيم النبيل العظيمة موضة قديمة , حتى وإن كانت هذه القيم النبيلة تغضب الناس وتدوس على المصالح المحببة لديهم .

يقول محمد صلى الله عليه وآله وسلم : «إذا قامت القيامة وفى يد أحدكم فسيلة فليغرسها» .

نحن نعلم بالتأكيد أن غرس هذه الفسيلة فى هذا التوقيت لن نحصل منه على أى حصاد فى الدنيا , ولكنا نفعلها آنذاك من أجل قيمة الفعل النبيل نفسه , ومن ثمَّ وجب أن يكرس هذا المعنى عند الأباء والأبناء على السواء , فالحق أحق ان يتبع , يجب أن نقوم بالحق ونرميه فى البحر ! .

نحن ننشاهد كل من له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد أن يعقد هدنة بينه وبين نفسه فترة من الزمن ولا يأخذ قرار الإنجاب هذا إلا إذا كان يريد بالفعل أن ينجب بشراً يغيروا العالم وينيروا الدنيا فى وسط هذا الظلام الذى يحيط بنا , حتى وإن كان تغير العالم هذا هو مجرد حمل حجر من الطريق .

وإلا فلا داعى اطلاقاً لهذا الإنجاب لأنه سيكون نقمة عليك فى الدنيا والأخرة ! .

فى النهاية نريد أن نقول لك أنه لدينا معادلة نزعم أنها تحقق لنا تربية سليمة وحسنة سنتكلم عنها تفصيلاً ...

تابعونا



#عبد_السميع_جِميل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحسن تربية ( 1 )
- مرسى الثورة


المزيد.....




- فيديو طريف.. ديك رومي غاضب يطارد رجلًا أمام منزله في نيويورك ...
- الإمارات.. قرقاش يبين ما هو المطلوب من إيران بعد استهداف قطر ...
- لوحات ضخمة في قلب تل أبيب تدعو لـ -شرق أوسط جديد-: من وراءها ...
- ترامب يهاجم محاكمة نتنياهو: هل يحصل رئيس الحكومة على عفو عام ...
- محللون إسرائيليون يكشفون ما وراء دعوة ترامب إلغاء محاكمة نتن ...
- ترامب ينفي عزم واشنطن عقد صفقة نووية مدنية مع إيران بقيمة 30 ...
- حاكم كاليفورنيا يقاضي شبكة -فوكس نيوز- ويطلب تعويضا بـ 787 م ...
- صور أقمار صناعية جديدة تظهر نشاطا مكثفا في منشأة فوردو الإير ...
- واشنطن بوست: هل دُمر البرنامج النووي الإيراني فعلا؟
- ترامب يسعى لإقناع نتنياهو باتفاق لإنهاء الحرب على غزة


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد السميع جِميل - أحسن تربية ( 3 )