أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كرم يوسف - أصوات المدافع في رمضان سوريا هذه السنة ليست للإفطار














المزيد.....

أصوات المدافع في رمضان سوريا هذه السنة ليست للإفطار


كرم يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3817 - 2012 / 8 / 12 - 04:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



سوريا كغيرها من بلاد كثيرة، ارتأت الحالة على أن يترافق، إفطار صائميها مع صوت مدفع الإفطارأيضاً ، وعلى أصداء آذان صلاة المغرب، كنوع من طقس رمضاني ألفه السوريون عبر سنوات طويلة، لا بل أن يصعد كثيرون - ولافرق هنا بين الكبارٍ أو الصغار- إلى أسطح منازلهم، لرؤية مدفع الإفطار،وسماع دويه في لحظة الإفطار، ثم الركض على السطح باتجاه درج الدار، حاملين فرحة رؤية المدفع، و أصداء صوته إلى مائدة الطعام التي فارقوها خلال ساعات النهار، وهم صائمون، إلى أن بات مدفع الإفطار جزءاً لا يتجزأ من الذاكرة الرمضانية للسوريين بشكل عام، فالمدفع الرمضاني، هو وحده المدفع الذي لم تكن له نية في أن يقتل أحداً حين يُطلق، خلافاً للمدافع التي لا تخرج من فوَّهاتها النار إلّا لتحصد أرواحاً.

ماهوبارز في رمضان سوريا هذه السنة، والسنة الفائتة، أن تلك المدافع التي كانت تطلق في سماء سوريا بأيد سوريين، لأجل الإفطار فحسب، قد تخلت عن مهمتها الإفطارية تلك، وتفرغت إلى مهمَّة أخرى، مهمَّة كان من الصعب على حاكم استولى على السلطة في سوريا أن يتركها وشأنها، وهو نفسه الحاكم الذي كان محافظاً على منع كل مدافع سوريا من أن تطلق منها قذيفة واحدة، في جبهات الحدود، وارثاً ذلك الدور عن أبيه، ضمن ما ورث.
كما أن من بين مايميز رمضان –سوريا- خلال هاتين السنتين، أنّ تلك المدافع التي كان ينتظر السوري صوتها، ليملأ الفرح قلبه –بعد صيام ساعات كثيرة – بات يطلب اللعنة لتلك اليد التي أمرت قادة ذاك المدفع، بتحريكه لهدم البيوت فوق رؤس ساكنيها، راجياً الشلل لتلك اليد تنفذ وتفعل ما أؤتمرت به، دون أن تأبه تلك اليد التي تطلق جحيم الحمم لكل الويلات التي ستحل بالمكان التي ستحوله قذيفة مدفعه إلى أنقاض، وما ستحصده من أرواح، وماستسبغه على ذاكرة من ينجو منها من ويلات فراق أحبة، ليرافقها إلى آخرلحظة من عمره.

أولئك السورييون الذين كانوا يعتلون قبل دقائق من موعد الإفطار أسطح منازلهم، لسماع دوي المدفع، ورؤيته، قبل سنتين من الآن،هم أنفسهم اليوم من يعتلون أسطح منازلهم، لإسكات ذاك المدفع الذي نقل حارات كاملة، لا بل قرىً، ومدناً معه إلى النسيان، وأجبر الآلاف على ترك مساقط رؤوسهم، لتغدو تلك المنازل جزءاً من الذاكرة، بكل مائها، وخبزها، ويطول ذلك إلى موعد تتكلل فيه ثورتهم بالنجاح، لا بل أجبر كثيرون وكثيرات على مفارقتهم منازلهم، وأحبتهم، إلى الأبد ،حين أمسوا شهداء نتيجة قصف تلك المدافع، ولم يرحموا حتى وهم في مقابرهم من المدافع التي كانت تدكّها، في أبشع مثال لأعتى حاكم .
ابتدأ ثوار سوريا أولى جمعهم الرمضانية هذه السنة تحت عنوان" رمضان النصر سيكتب في دمشق" ، وكلهم أمل أن يكون شهر رمضان هذه السنة، فاتحة لوطن لاطاغية فيه، لوطنٍ لا شيء يدرس طلابه في كتب التاريخ إلا عن طاغية حكم بلدهم بعد أبيه، عن طاغية واجهه السوريون في ثورة يتيمة ، وهم يذبحون صباح مساء، ليفخر السوريون الصغار بأنهم أبناء لأبطال .
سيقرأ السوريون الصغار بعد ان تتكلل ثورتهم بالنصر كتب تاريخهم الجديدة، وهم يتعرفون على أسماء حدائق، وساحات، ومدارس وطنهم الجميل الذي يرفع أسماء شهدائه في ثورة كرامة سطرها آباؤهم في سجل التاريخ



#كرم_يوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة الإنسان لونياً
- ممنوعون من الصرف في الرياضة السورية
- ننتظر
- هكذا أحيا ..هكذا يموت الرصاص.....!.
- تركيا : الشعب ،و العسكر، وأتاتورك، والخارطة وأمية الضمير
- حين يغني محمد شيخو في أعالي قاسيون
- خشية أنّ تستيقظ صحيفة الوطن ذات يوم على حلم دومريّ
- كرد سوريون -ضاع - مستقبلهم الدراسي بسبب- سلخ -جنسيتهم السوري ...
- الأنفال سورة حزن الكردي الكبرى
- الرياضة كأمثل حوار للحضارات
- العراقيّ يحمل كفنه أينما ذهب!
- هل يحتاج السوري إلى وصاية أكبر ....؟


المزيد.....




- رأي لفريد زكريا: الرئيس ترامب قادر على تحقيق اتفاق أفضل مع إ ...
- WSJ: مالكو العملات المشفرة يتعرضون للخطف والابتزاز بكثرة في ...
- -انهيار كامل-.. احتجاجات في جزر الكناري ضد السياحة الجماعية ...
- كيف نتعامل مع تدخلات الآخرين في قراراتنا وحياتنا الشخصية؟
- ضغوط دولية تدفع إسرائيل للموافقة على إدخال مساعدات إلى غزة
- ماسك يعرب عن تأييده لمؤسس -تلغرام-
- ترامب يطالب بالتحقيق في تسديد مبالغ كبيرة لمشاهير خلال حملة ...
- -الغارديان-: رئيس فنلندا حاول إقناع ترامب بأن روسيا لم تعد ق ...
- إصابة سائق حافلة في هجوم بمسيرة أوكرانية في مقاطعة بيلغورود ...
- الفواكه المجففة الأكثر فائدة لكبار السن


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كرم يوسف - أصوات المدافع في رمضان سوريا هذه السنة ليست للإفطار