سرياليّة مشهد واقعي

محمد بالطيب

الحوار المتمدن-العدد: 3813 - 2012 / 8 / 8 - 09:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

كان المشهد سرياليًا موغلاً في الغرابة و السّخرية و التناقض :كنّا في صالة الإنتظار عند طبيب الأشعة ,و الذّي كان "يُسلّي" مرضاه و مرافقيهم في صالته الضيقة و النتنة بقناة "فرانس24" ,و كنّا جالسين هناك من الساعة التاسعة صباحًا الى الثانية ظهرًا ,نعيد ونكرّر رأس كل ساعة مشاهدة نفس النشرة ,و بنفس الأخبار و نفس صياغة الخبر ,و نفس وجه المذيعة الجميل و لكنتها السّاحرة ,كانت الصّورة تتكرّر في كل نشرة لتقرير يتحدّث على نجاح الأمريكان في الوصول الى المريخ و اللحظات الأولى لفرحة عمّال النازا بهذا الحدث التاريخي ,, و غير بعيد منّي كان رجلٌ كهل "ملتحي" يرتدي جلبابًا باكستانيًا أزرق يحدّث جاره المرهق و المريض و بصوت مزعج عن "الشيخ بن عثيمين" و علمه و فقهه و أنّ له قناةً كاملة بإسمه "في التلفزة" ,و تمنّى بحسرة بالغة لو أنّه يملك السلطة في هذا المكان -أي صالة الإنتظار- لينفع الجميع بهذه القناة بدل "هذه الماركة" (أي المرأة) التي تقدّم الأخبار ,, و أنا أترك لكم أعزّكم الله و سدّد خطاكم أن تستوعبوا سرياليّة مشهدٍ يجمع في ذات اللحظة بين صور نزول مركب على المرّيخ ,و عقل بشري لا زال يقدّس "كائنًا" يكفّر من يقول بكرويّة الأرض ,و يحرّم الإعتقاد في دوران الأرض حول الشّمس !!!

#محمد_بالطيب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات