أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي عامر حمدالله - حلم














المزيد.....

حلم


علي عامر حمدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3812 - 2012 / 8 / 7 - 17:45
المحور: الادب والفن
    


حلم


هذه البلد بلد الموت
تجفّ الوريقات وتحتدّ حوافها مكشّرة عن شوكها
لا تدري منبت أصل الشوك في وريقة
ربما هو الظهور
حقيقة
انفجارات من الباطن وقذف إلى السطح
ما زلت أتسائل في مشواري بينهم وبيني
وبين بيني وبيني
ما البين
ماذا بين الأشياء
ما بين الروح والروح
هل لهذا البين من جاذب لباطن راكد مجهول, حجر مزلزل للركود في جوف البحيرة
هل السر في البين
أم في نفس الشيء في روحه
كيف تحتدّ الوريقة شوكاً
أم هي التربة هنا
عناصرها
ماءها
سماءها
أم وجودي هو مبعث البواطن الخفيّة
أم غيابي خلف الوجود
....
السؤال الأول
كيف أكون
سؤال وجودي
أو قل سؤال غيابي للوجود
كيف أكون
...
قبل السؤال الأول
من أنا
أأنا التراب يحوي النار
أأنا انعكاسي في مناظير أُخر
أم عصفورٌ يرى ذاته وقد اختفت خلف الحدّ
أم هي الأنا تعرّف هكذا: محاولة المثاليّ المستمرة لاختراق الغلاف والتزاوج مع عنصر موجود يهبها الوجود وتهبه روح من مكان بعيد, ولحظة التزاوج تموت الأنا لتعاود البحث المستمر عن وجودها من خلف الغلاف

الاستمرار
أن تستمر وتصرّ ولا تنتظر النتيجة
توليفة ثقيلة على الضعف الانساني
غالباً ما نرضى بالوجود مرة وننام على راحة
قليلاً ما تحاول الأنا من جديد
نادراً ما نؤمن أنّ المحاولة فعل مستمر لا يرى في الثمر نتيجة بل بذور
...
الوجود المطلق, الجنّة...
يراها الخراف بستاناً لا منتهي لا منقطع
يراها الضيوف كرماً جاهزاً مسبقاً
قل هي صعود الوعاء إلى عالم الروح
أو قل هي تحرر الروح من تعريف الوجود في وعاء
هي حرية المثالي من المادي
تحرر المطلق من الوجود
أن تعي الأنا أناها في اللاوجود
وتغض البصر عن كل شيء
...
ما الحبّ
أن يكون البَيْنُ بين الروح والروح كما البين بين قاربيهما
أن تكون المسافة واحدة والسر في العلاقة لا في ايّ طرف
أن يوجد البَيْن بين أناتين كأنا وليدة, كون من اثنين
وأن تعرف الأنا الوليدة ذاتها بـ : محاولة المثاليّ المستمرة لاختراق الغلاف والتزاوج مع عنصر موجود يهبها الوجود وتهبه روح من مكان بعيد, ولحظة التزاوج تموت الأنا لتعاود البحث المستمر عن وجودها من خلف الغلاف

الحب ليس تزاوج كيميائي بين عنصرين يتآلفان فيخملان
بل رغبة "عنيفة" من روحين للتعانق
الجسد يعيق
يرانِه
يعانه
يفجرانه تحرراً
ذاك الثقل
فيرتفعان إلى خارج الغلاف
فيشتاقان للوجود كل ليل
ويعودان بلهيب ليتفجرّا من جديد
...
ما السجن
جسد كفّ عن الاتساع لروح لا تشبع اتساعاً
...
هذه البلد بمساحتها سجن
تضيق الأجساد على أرواحٍ كفّت عن اتساعها
تضيق الشوارع ولا تطيق جنون سياراتها
تجفّ الأرصفة حجراً
ترغب بالصراخ تصيبك البحّة
ترغب بالانفجار
يضيق المكان عن الرغبة
تلهي نفسك بموسيقى لا يسمعها غيرك
وتقنع نفسك أنك حيّ رغم كل قناعاتك
تسير غريباً عن كل شيء
ترى الأشياء كأنها شيء واحد
ثم لا تعد ترى شيئاً
تسير غريباً كشبح
كجسد بين أشباح
وتنتظر دون أمل أن تمرّ على رصيف فترى فتاة صغيرة "مفتونة" برجلٍ عجوز "هائم" على ألحان أنثى تعزف الجيتار "بجنون" وأوتارها "صادقة" أهداها إيّاها "مهووس" الحرف اليدوية وابن ذاك العجوز, وعلى الشارع تسير السيارات بنظام ...
تحلم دون أمل بشارع لا يضيره فوضى الرصيف
ورصيف لا يهمه نظام الشارع
متوازيان
متداخلان
ولك حرية التنقل والاختيار







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا أصبحت السادية صفة أساسية في ملامح المجتمع الليبرالي ال ...
- خطاب الأخرق لحياة
- قهر الرجال
- خضراء كلك
- أنا فيه
- حلزونيات ديالاكتية
- الى حبيقتي او صديبتي
- الوعي التأملي


المزيد.....




- رئيس الوزراء الإسباني يتهم -يوروفيجن- بـ-ازدواجية المعايير- ...
- بنزرت ترتدي عباءة التاريخ.. الفينيقيون يعودون من البحر
- نيكول كيدمان محبطة من ندرة المخرجات السينمائيات
- الأميرة للا حسناء تفتتح الدورة الـ28 لمهرجان فاس للموسيقى ال ...
- مهرجان كان: موجة الذكاء الاصطناعي في السينما -لا يمكن إيقافه ...
- عبد الرحمن أبو زهرة اعتُبر متوفيا.. هيئة المعاشات توقف راتب ...
- عمر حرقوص يكتب: فضل شاكر.. التقاء الخطَّين المتوازيين
- فريق بايدن استعان بخبرات سينمائية لإخفاء زلاته.. وسبيلبرغ شا ...
- معرض الدوحة الدولي للكتاب يختتم دورته الـ34 بمشاركة واسعة
- منح المخرج الروسي كيريل سيريبرينيكوف وسام جوقة الشرف الفرنسي ...


المزيد.....

- اقنعة / خيرالله قاسم المالكي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي عامر حمدالله - حلم