أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عماد عامل - استقالة نصر حامد ابي زيد السياسية ... ؟!














المزيد.....

استقالة نصر حامد ابي زيد السياسية ... ؟!


عماد عامل

الحوار المتمدن-العدد: 3812 - 2012 / 8 / 7 - 17:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تاكلني دوائر الغبار.
ادور في طاحونة الصمت، اذوب في مكاني المختار
شيئا فشيئا..سلة مهملات..!
في آخر العمر، تصير الاذن عادة..
وفي المقاهي ترفع الصوت، وتحكي عن فضائع البيوت !

امل دنقل


كان يجب ان نبدا الكتابة في مواضيع، لم يكن الصمت ليقف امامها، ففي كل صمت كلام. اذا كانت كل نظرية سياسية تستقبل بمؤشراتها استشراف الواقع لتغييره، فان نلمحه عند نصر حامد ابي زيد، ليس هكذا سهلا تكشفه، وعلينا ان ننظر مع نصر حامد ابي زيد في محاولته السياسية، في ضوء ما حققته " الثورة " المصرية من انجاز لا اود القول انه عظيم، لكنه وضعنا في الطريق المستقيم الاتباع، فالبنية الاجتماعية المصرية، تخضع بحكم الكولونيالية في تبعيتها الامبريالية امتحانا عسيرا، في القديم الذي تجدد: ضرورة التحرر الوطني !

السؤال الذي هنا اطرحه، واحاول الاجابة عليه، بحث في استقالة الممارسة السياسية للمرحوم نصر حامد ابي زيد، من خلال بعض النصوص من انتاجه المهم، بداية في طريق سيكون طويلا بالجلسات مع فكر نصر حامد ابي زيد.

يثير انتباهنا منذ البداية، ان محاولة تملك العلاقة الجدلية بين المستويات البنيوية: السياسي، الاجتماعي، الفكري، يشوبها غموض اذ تضع منذ البداية وبدون نهاية، تناقضا لا رجعة فيه بين المثقف / رجل " السلطة "، سينتج عنها تعارضا بين الوعي والسلطة!، اذا فهمنا ان المثقف ينتج او منتج هو للوعي، علمنا كيف تم الانتقال بخفة من المثقف / الوعي، والسلطة من رجل السلطة. ثم لدينا بحكم هذا المنطق نفسه، مثقف ثائر هو بالضبط مركب المثقف والوعي، اقصد مثقف ثائر على السلطة، لكن لا يود السلطة!، ورجل السلطة الذي لديه وعي بمفهوم من المفاهيم التداولية مختلف عن هذا المثقف الثائر. في صراعهما يتولد نمطين من انتاج الخطاب، نمط ينتج في مجالات الفكر، الثقافة، الابداع. ونمط يكرر انتاج ثقافة السلطة.

ننتبه ان مفهوم السلطة يستخدمه نصر حامد ابو زيد مقياسا للمعرفة، او معرفية الخطاب، اي نمطه، فتداوليا معه يتحدد الخطاب أ معرفيا هو ام لا، اذا معرفيته تنتهي كلما صار سلطة، والسلطة هنا بالمطلق لرجل السلطة، كيف تصير السلطة لرجل مثقف هو ثائر ؟!، بالخيال [ نصل الى التمييز بين نمطين من المثقفين ]1، اذ النتيجة [ خطاب المثقف الحقيقي خطاب مفتوح، اي غير دغمائي، بمعنى انه لا يرى انه يمثل سلطة اطلاقية نهائية...وقادر على تجاوز نتائجه ]2، اما [ مثقف السلطة، فهو خطاب مغلق دوغمائي اطلاقي، يتضمن مفهوم الدفاع عن حقيقة مطلقة في كليتها وشموليتها ]3.

في هذا التمهيد الذي يبتدا به نصر حامد ابو زيد كتابه الخطاب والتاويل، نجد ان القلق، في تحديد الانتماء السياسي، يدخل مرحلة اشد، عندما لا تتميز العلاقة بين المثقف الحقيقي هذا، وباقي البناء الاجتماعي الكلي. ازمة انتماء يحولها نصر الى اللاانتماء، لينهي بلعبة ذهنية كل المشاكل التي تنتج عن نظريته في هذه العلاقة، لكن هذا ليس بحل، اذ خوف نصر من الالتواء على فكره، او استغلاله من طرف فصيل محدد، شكليا لا تبرر هذا الانسحاب، من الممارسة السياسية، ومحاولة تبرير الذمة. حيث يقول ان مثقف السلطة له هدف واضح، وهذا صحيح في نظري، مشكل في تفسيره.

اذ السؤال اطرحه واجيب عليه، هل يمكننا في بنياتنا الاجتماعية الكولونيالية، ان نمارس ممارسة سياسية نشم خلفها نسيما بحريا للعدمية، نكتفي بتسجيله، وستكون لنا معه عودة. حتى في تمفصلها على الانتاج المعرفي ؟ الجواب: بالمطلق لا!.

لم يكن امام نصر حامد ابي زيد، سوى طريق واحد، في مواجهة تزايد سطوة نمط انتاج الخطاب الرجعي الممثل للسلطة والمتمثلة به، ممارسة سياسية تقوم بانتاج معرفة، هي بمثابة النظرية لتغيير الواقع، في ادنى الاحوال المساهمة في هذا التغيير لهذه البنيات الاجتماعية، تبقي حدود النقد الذاتي مفتوحة للتجاوز، ولا تتماثل في سلطة فكرية، داخل الحزب او غيره. لا تمنع المثقف الثوري من تجاوز ذاته في بنيته الفكرية ان سمحت القوانين التاريخية، لان نشاط الفكر في اي مجال معرفي [ ليس منفصلا عن باقي المجالات الاخرى في سياق ثقافة محددة ]4، فتكون الاستقالة من طرف حامد مبررة. بتوجس. في الفكر الذي يعتقد انه ليس ايديولوجيا، او كانه الطهراني، كانه اللامع هنالك لا تشوبه شائبة. ان الممارسة السياسية التي اختارها نصر حامد ابي زيد ممارسة تجعلنا امام اكثر من سؤال، بل قل انها ترضيات، كل مقوماتها ان الاستقالات لمثقفينا كمنتجي وعي الجماهير، صارت حسنة خيرا من الف عقاب. فكانت انساحابات متكررة.

بل انهم لم يستطيعوا بتاتا ايصال فكرهم، فعليا الى الجماهير، فكانت النتائج وخيمة، انهيار تام لكل مشروع تنويري، اذ الاساس السلطة، حتى في منطق القضاء عليها يجب تملكها، بدون تملك الشئ وعلميا، يبقى الخروج عليه اضغاث احلام، وما هذه سوى مجارحة البيضة والدجاجة.

اذ الفكر اذا اراد ان يكون جديا، اي بالضبط علميا، بحث السبل الممكنة التي بها يكسب السلطة للتغيير، وتفعيل رؤاه، وداخل تسلطه، يحقق دوما مراجعاته، ويترك مجال الاختلاف متسعا، تكون النظرية ناظمة، غير مؤتمنة الاتميه، قابلة للفتح، بل الهدم التام واعادة البناء من جديد، لكل الفكر ان تطلب الامر، تفكيك الباقي من الزمان الميت، الى امكانات التاريخ المتضاربة، وضع الممارسة السياسية في ولج التحرك، دون اتعاب النظر في مجارحة الطهرانية، فكل طاهر مادام لم يتسخ جلبابه بالتراب، ولا فكره بايدي العمال، ولا عمله بثورة الفكر. انهارت النهضة عن الاخر، لكنها لم تنهر بما فهمها منظروها، بل انهارت بتوثب الفكر الرجعي على ما تركوه من مساحات يشغلها فيلغيهم بالغاء سلطتهم، فتكون النتيجة:

لا تحتاج في خطاب قطب الى البحث عن مصدر الحاكمية..فافتح عينك انها في مصر الراهنة



*************************************************************************
1،2،3: الخطاب والتاويل
4: " الامام الشافعي "



#عماد_عامل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في نقد البنية القرانية
- حركة عشرين فبراير تتمزق في يساريتها
- السيد امال الحسين..الى الامام تاركا خلفه واقعا !!!
- الطريق المسدود ليعقوب ابراهامي الى سلامة كيلة


المزيد.....




- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...
- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عماد عامل - استقالة نصر حامد ابي زيد السياسية ... ؟!