أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منى كريم - ( .. يا عشاق العالم اتحدوا .. )














المزيد.....

( .. يا عشاق العالم اتحدوا .. )


منى كريم

الحوار المتمدن-العدد: 1111 - 2005 / 2 / 16 - 11:02
المحور: الادب والفن
    


مقام عشاق
( .. يا عشاق العالم اتحدوا .. )
فوق كل هذا يأتي الحُبُّ بثوبـِه الفضفاض ليغطي أصابعنا المرتعشة . فوق كل ما فعلناه يطردنا من ضحكاتـِه فيكون منفانا النحيبُ . الكلماتُ التي تكبر فوق أجسادِنا تبحثُ فينا عن أرضٍ مهاجرةٍ و عن كذبةٍ نـُسميها القصيدة َ ، إنها تشيخ من هراءنا ، تدفعنا لنسقط َ من الضوء ، و نلمّع مُدنـَه الخلفية .

ها نحن أيها الحبّ عنكَ و منكَ ، نُبادلكَ الرسائلَ السرية َ و ترقص فينا ، نحن خمارتك الكبيرة التي تتسع لخصرِك و تتيه في قسوتِك .
بلا أملٍ نسهرُ على راحةِ عناوينِك الصغيرةِ ، ننتظرها كي تضعَ لنا
الخيط َ الرابط َ بين النهارِ و قبلةِ ليل .

فوق كل هذا كان الصمتُ يترنح بعيداً ، يغني و دموعه تنمو بعيداً . كُنا طريقه المضطرب نحو عناقات ٍ ضائعة ، كنا ذراعات ٍ مفتوحة كالحلم / كالوطن / كالسعادةِ بعد أن طردها زوجُها من بيتِ القلب .
كنا نحب ّ، كما تمر الأيام و يركض العالمُ في ماراثون ِ الهاوية . كنا نحبّ ، نقذف خيامنا في أزقةِ النسيان وندخل في حسرات المياه .

ها نحن أيها الحبّ منذورين لك بشهادات ميلادِنا و أوراق هجرتنا ، نبايعكَ معصومنا الخامس عشر ، لتضعَ أرواحَنا – المزروعة َ بالحروبِ و المليئة َ بجنودٍ حزانى – بين ساقيكَ المجروحتين .
نركع لكَ / لراقصاتكَ اللواتي ترنحنّ بين قطرات المطر ، لأمهاتِنا اللواتي نسينّ البكاء عليكَ لمرةٍ واحدة .

فوق كل هذه الأوراق المرمية في صوتِك يداهمنا النسيانُ كحقيقةٍ متأخرة ، كشرطيٍ ممتن ٍ لموتِ زوجتِه ، الذي منحه إجازةً سعيدة !!
فوق كل الأنامل ِ المصلوبةِ بالرأفةِ نمارسُ الحزنَ مع المسافةِ فقط .

كنا كما نريد ، نحيكُ ستائرً من غيابنا ، كمدينةٍ في جسدِ أوروفيوس ، نصنع ممن نعشقهم خواتمَ شامخة مثل الليل ِ / وعينين بغصةِ الخُضرة في حضرةِ المطر .
نحن يوسف الذي تركَ نصف جماله معلقاً فوق قبلةٍ / نحن الخائفين من ظل ٍ يحاصرُ غفوة َ أحبتنا / نحن من نتحسس عشقـنا و هو يخفي رأسه كطفلٍ كسر مزهرية / نحن من نتطفل على المطر ، ندخلُ في جسدِه لنزورَ كل البيوت و نفتش كل القصاصات الصغيرة المتطايرة بين الجيوب الخجلى ..

ها نحن أيها الحُبّ ، سنبني لك مخدةً من صوفِ قلوبنا ، نراكَ يا إلهنا / نرى آهاتكَ تجيء مجموعةٍ من المراهقين بعد نوبة ضحك و تدخين سري . صوتكَ يحتاج لمنشفةٍ طويلة تجففُ عنه الأنين . ليلكَ لا نستطيع إحصاءه ، إنه منثورُ فوق أسرّتِنا كحباتِ الكرز . و فردوسكَ مسكوبُ على قفلِه شمعاً أحمر .

لن نفتحَ لكَ أسوارنا ، نخافُ علينا من أن ننضحَ ينابيعَ لازورد . نخافُ على صوتِنا من صعلكتك في آخرِ الروح ، منكَ ، من وطن ٍ بلا باب ، و نخشى أن نلطخ َمقبضَه بالحنين . إنك تدور حولنا و تجرحنا ، إننا مرضاكَ يا سيدي ، فدّاوِنا بالتي هي أحسن ، إننا جرحى العشق ، و لا إسعافات أولية أو عمليات جراحية تطبطبُ على ظهورِنا سواكَ .

أوه أيها الحُبّ ، ساعدكَ أسمرُ و شامخ ُكشاهدةِ قبر . لستَ من قافلةِ الجنةِ ، ولستَ من جيش ِالجحيم . رايتكَ ليست بيضاء ، إنها حمراء كعيونِنا التي نظف السهرُ طاولاتها ، إنها فتاة ُتنشرُ تنهدات حبيبها مع ملابسِها المبللة . أوه أيها الحُبّ مدرستكَ بعيدة و تضطر إلى المشي لساعاتٍ حتى تصلَ لها ، و لا نجد الوقتَ الكافي لمراقبتِك / معانقتِك / تقبيلِك . ليتكَ تكره المدرسةَ ، ليتكَ بائع جرائد في شارعِنا .

اربطنا كشرائط على شعركَ ، لا تفكر في الحلاقةِ ، و لا تغتسل ، اجعلنا هواءكَ القريب . ارفع منجلكَ في وجهِ قلوبنا و احصدنا على ظهركَ صرةََ أرز .

ها نحن أيها الحُبّ أمام بابِ كوخِك اليتيم ، نرفعُ نظاراتِنا لنبكيَ بشكل ٍ جيد ، ها نحن أيها الحبّ ، سنخلع نعلنا و ندخل ..

منى كريم



#منى_كريم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى السيد الرئيس صدام حسين
- الشعر في مواجهة الله
- ملف الشعر العراقي المغترب


المزيد.....




- بعد وفاة زوجها وابنيها.. استشهاد الممثلة الفلسطينية ابتسام ن ...
- زاخاروفا: قادة كييف يحرمون مواطنيهم من اللغة الروسية ويتحدثو ...
- شاركت في -باب الحارة- و-عودة غوّار-.. وفاة الفنانة السورية ف ...
- نجمة عالمية تتألق بفستان استثنائي منذ عام 1951 في مهرجان كان ...
- عند الفجر وقت مثاليّ جدا للكتابة.. نيكول كيدمان محبطة من ند ...
- -ظل والدي-.. أول فيلم نيجيري يعرض في مهرجان كان السينمائي
- -النمر- يحضر على السجادة الحمراء في مهرجان كان السينمائي بأج ...
- تضارب الروايات حول دخول مساعدات إلى غزة لأول مرة منذ مارس
- قطاع غزة.. 55 قتيلا بينهم فنانة في غارات استهدفت نازحين ومنا ...
- ‏انعطافات في المشهد التشكيلي السوري.. الفن النخبوي هل يلامس ...


المزيد.....

- اقنعة / خيرالله قاسم المالكي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منى كريم - ( .. يا عشاق العالم اتحدوا .. )