أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منى كريم - رسالة إلى السيد الرئيس صدام حسين














المزيد.....

رسالة إلى السيد الرئيس صدام حسين


منى كريم

الحوار المتمدن-العدد: 1049 - 2004 / 12 / 16 - 11:37
المحور: الادب والفن
    


رسالة إلى السيد الرئيس
( مجرد بصقة )
تحت لحية النبي يونان الذي التهمه الحوت وجدوا مرجانات ، و تحت لحيتك وجدوا مقابر جماعية .

سيدي الرئيس ..
ستحتاج إلى عدة أمواس لحلق ذقنك من الحروب التي افتعلتها ..
لنفترض أن أماً عراقية قررت أن تّحلقَ لك ذقنك ، بصاقها سيكون الرغوة و دموعها أمواساً على شكل عظام ابنها الذي فقدته .
أتعرف سيدي الرئيس ، يوم 15/12 عيد ميلادي و هو يوم سيء بالطبع ، حيث كل موظف لا يستلم راتبه إلا بعد هذا التاريخ بأسبوع .. لذا كنت مجبرة على الاحتفال كل مرة بشكل فقير .. لكن هذه المرة أنا ممتنة لكَ لأنني سأكون فخورة بعيد ميلادي الذي أشعر أحياناً أن من قبض عليك أراد حماية عيدي وأحلامي منك .
لقد عشت فترة الحرب الأخيرة في حالة كآبة مستعصية ، و ابتعدت عن متابعة الأخبار حتى لا أتراكم في روحي على هيئة جثث ، كما أنني هربت من الشعر إلى صدر الله الواسع ، و لشدة الصدمة لم يكن هنالك مكان يتسع للوجع .. لكنك بكل صراحة كنت جميلاً فمسحت كآبتي بخبر القبض عليك .
لا أستطيع أن أخفي فرحتي بالقبض عليك ، خاصة إنني بسببك أهملت دراستي لفترة و كرهت دروس الكيمياء و الفيزياء و توجهت إلى ما يسمونه الشعر و الأدب و و و .. يا ترى كم من أحلام الشباب ماتت بسببك ؟ كم من العشاق قمت بإغلاق النوافذ عليهم و كتمت أنفاسهم ؟

سيدي الرئيس
هل تتذكر أول نخلة بصرية سقطت بسبب صواريخك ؟ هل تتذكر أول طفل كردي طفح صدره بالكيماوي ؟ هل تتذكر أول امرأة ناصرية صبغت نفسها بالأسود عام 1991 ؟ لربما لا تتذكرهم ، لذا فكرت بأن أهديك لعبة إلكترونية في عيد مولدك – خاصة انك ستحتفل به بشكل مغاير هذا العام دون عبد الرزاق عبد الواحد و أنفه الكبير - ، اللعبة سهلة صدقني ، فكلما اخترقك دعاء لأم عراقية و جعلك تستيقظ من نومك أمسك اللعبة و ابدأ باستعراض إرثك .. اعلم إنني كريمة معك إلى أبعد الحدود بحيث أهديك هدية كهذه ..
ملاحظة : هذه اللعبة لا تملك خاصية الحذف ، لذا لا تتعب نفسك و تحاول حذف بعض المشاهد .. صدقني حتى بل غيتس نفسه سيكون غبياً حقاً إذا حاول فقط أن يحذف جزءاً من هذه المشاهد وإن أهديته بئر نفط على سبيل المثال ..
بصراحة شديدة ، سيدي الرئيس ، لا أخفي امتعاضي من كل رجل وسيم ، أشعر بأن وسامته سر للخداع و الكذب . يصادف ذلك أنك رجل وسيم بحق ، لكن هل يعني ذلك أن كل رجل وسيم سيمتلك في نهاية الأمر لحية متعفنة و وجه لا تتقبله الذبابة ؟

إنني أدعو كل أب سافل و يكره أطفاله ، أدعو كل أب مزاجي و يفكر على سبيل المثال أن يخيف أطفاله لكي يناموا أن يعرض لهم صورتك . ماذا حدث لكَ سيدي الرئيس ؟ من هذا الكوافير الذي قام بتوجيه السشوار نحوك لمدة قرن بحيث أصبح شَعرك واقفاً تماماً .. اعذرني سيدي الرئيس .. و اسمح لي بهذا السؤال .. كيف لشخص بمثل لحيتك أن يأكل ، كم لقمة ضاعت في غابة لحيتك ، لابد أن هذه اللقمة ملعونة
– خطية !! -
هنالك موضة جديدة ، سيدي الرئيس ، في فتح الأزرار الأولى من القميص ، هل أعجبتك ؟ فقررت أن تتبعها بعد القبض عليك ؟ أم أن الإنسان العراقي المعروف بغليان دمه ضيّق عليك الهواء و اضطررت لفتح صدرك .. رائع سيدي الرئيس .. رائع .. هكذا ستتقبل دعوات أمي عليك و قد تصيبك ذبحة صدرية ..

أخبرني دكتور العيون أنني لا أحتاج للنظارات إلا في حالة القراءة ، لذا أستخدمها فقط في المدرسة و أحياناً حين اقرأ في وقتٍ متأخر ، لكن بعد إعلان صورتك الجديدة بالـ " نيو لوك " علمت أن هذا الدكتور غبي ، فلأول مرة ألاحظ أنك تملك عينين باللون العسلي brown eyes .. كيف أصبحتا باللون العسلي ؟ هل خطفتَ هذا اللون من قصب الأهوار أم من جذع نخلة أم من مشحوف تائه في حزنه ؟ لا أعتقد أنك جلبت هذا اللون من العسل مثلاً أو من جلد حيوان فهذه عادة الممثلات الأميركيات ، أما أنت فتحب استغلال الموارد البشرية ، خاصة أن الشعب العراقي عدده فائض عن الحاجة بالنسبة لك و يجب توظيفه فيما يخدم أناقتك سيدي الرئيس ..
إن كل عروس تتزوج بعد القبض عليك دون أن تأخذ رأيك فيما سترتديه هي عروس بائسة لأنها لا تستغل المصمم العراقي صدام حسين و قدراته الفذة ..

سيدي الرئيس
لاحظت أن هنالك حُفراً في أنفك ، ما الذي حصل ؟ أنفك يبدو أكبر مما كان عليه !! هل كنت تحاول حشر بعض الجثث في أنفك ؟ كم أنت مضحك !! فمجازرك يا سيدي لا تشبه لعبة " المحيبس " ، إنها أكبر من ذلك ، أكبر من أي مدينة ملاهٍ في العالم ، و أكثر من عدد الدمى في هذا العالم الذي سأراه هذه المرة واسعاً أمام يدك الحمراء .
إنك تفسد خططنا و خطط الطبيعة ، لا نستطيع حتى أن نستغلك فيما نريد ، أنت متعفن الآن و تثير الكحة في صدورنا أيها المقيت ، و لو سمحوا لك بالدراسة في الابتدائية لن يعيرك أي طالب دفتره لتستذكر منه .
بالفعل تفسد خططنا ، فبالرغم من أنك تملك لحية تشبه عشاً ، لكن لا يوجد عصفور يقبل أن ينام فوقها ، لأنها " تبزز " روحه ، و قد تدفع به لينذر نذوراً أو يوفي بصكوك غفران من أجل التخلص من خطيئة أنه لمسك ذات يوم و لم تساعده أجنحته على ترك جرح في وجهك ..

إنني متفائلة جداً ، و أعلم أن كل مواسير المجاري المعطلة أو التي تعترض بعض الطرق الجميلة ستختفي ، لأنها تفضل بيئة مناسبة لها ، كـلحيتك .. و اعذرنا سيدي الرئيس ، لأننا سنـُـثـقل عليك إلى أن يتحول وجهك فيضان لا تسده أكبر شركة تنظيف في العالم !!
سيدي الرئيس القائد ............. تفووووووووووو عليك .

منى كريم



#منى_كريم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعر في مواجهة الله
- ملف الشعر العراقي المغترب


المزيد.....




- إضاءة على أدب -اليوتوبيا-.. مسرحية الإنسان الآلي نموذجا
- كأنها خرجت من فيلم خيالي..مصري يوثق بوابة جليدية قبل زوالها ...
- من القبعات إلى المناظير.. كيف تُجسِّد الأزياء جوهر الشخصيات ...
- الواحات المغربية تحت ضغط التغير المناخي.. جفاف وتدهور بيئي ي ...
- يحقق أرباح غير متوقعة إطلاقًا .. ايرادات فيلم احمد واحمد بطو ...
- الإسهامات العربية في علم الآثار
- -واليتم رزق بعضه وذكاء-.. كيف تفنن الشعراء في تناول مفهوم ال ...
- “العلمية والأدبية”.. خطوات الاستعلام عن نتيجة الثانوية العام ...
- تنسيق كلية الهندسة 2025 لخريجي الدبلومات الفنية “توقعات”
- المجتمع المدني بغزة يفنّد تصريح الممثل الأوروبي عن المعابر و ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منى كريم - رسالة إلى السيد الرئيس صدام حسين