أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نافذ الشاعر - فيلم (ما تيجي نرقص)















المزيد.....

فيلم (ما تيجي نرقص)


نافذ الشاعر

الحوار المتمدن-العدد: 3801 - 2012 / 7 / 27 - 01:59
المحور: الادب والفن
    


فيلم (ما تيجي نرقص)، من الأفلام غير الجادة الكثيرة التي تعرضها قناة روتانا سينما في الآونة الأخيرة..
يحكي هذا الفيلم قصة زوجة محترمة مخلصة لزوجها تعمل كمحامية، يغص مكتبها دوما بالعملاء المشاكسين، والأشخاص المختلفين، التي كانت تضيق بهم ذرعا، في كثير من الأحوال، وكما كانت الزوجة محترمة وقورة كان الزوج كذلك، تخيم الرتابة على حياته، ويشعر بأن قطار العمر قد بدأ يقترب من نهايته الطبيعية، وبالتالي يجب عليه أن يتصرف مع زوجته على هذا الأساس، لا رقص، ولا فسح، ولا كلام حب، أو غزل.. وإن كانا لم يتعودا على ذلك أصلا.

إذن، تلك هي خيوط المأساة التي بدأت تتشابك حول الزوج وزوجته، وكانت الزوجة صابرة راضية بحياتها، حتى تصادف أن رأت شيئا عارضا غير تفكيرها وقلب حياتها رأسا على عقب، وهذا الحدث هو رؤيتها بالصدفة، في نفس العمارة التي تعمل فيها، شقة اتخذت كمعهد لتعليم الرقص الغربي الذي يشبه الباليه، فأخذت تنظر من باب الشقة بخجل ووجل، ويغمرها شعور بالاندهاش والفرح بما تشاهده من رقص الأولاد مع البنات، الذي بدأ يذكرها بشبابها الذي ولى وزوى، وخطوة إثر خطوة وبعد عدة مشاهدات، تدخل الشقة لتلتحق بدورة لتعليم الرقص.

وكان المدرب ذلك الشاب الوسيم الرشيق أحمد، الذي لمع في عينيه بريق الزهو والانتصار، لأنه كسب إلى جانبه امرأة محتشمة ذات مكانة مرموقة، وهذا إرهاص بأنه، عاجلا أم آجلا، سيكسب معركته ضد المجتمع المحافظ المحتشم كذلك!
وبدأت الزوجة تختلس الأوقات للتدريب، وهي تخفي ذلك عن زوجها وابنها، ولما عرف الزوج ذلك بطريق الصدفة، ثار وغضب وانتهى الأمر بالطلاق!

لكن الزوجة، بتشجيع من المدرب الشاب المتفائل دائما، بدأت تتدرب وتعد نفسها لدخول مسابقة دولية للرقص، وفي ميعاد المسابقة تفاجأ الزوجة بأن الذي سيراقصها هو الزوج نفسه، الذي اقتنع بتأثير الرقص هو الآخر، فبدأ يتدرب خفية عند ذلك المدرب الشاب، وهكذا يفلح الرقص في إعادة الزوجين إلى عش الزوجية في حين فشلت جميع المحاولات الأخرى لإعادتهما!

هذه هي فكرة الفيلم باختصار شديد، ولا شك أن هذا الفيلم يطرح فكرة غريبة وافدة على مجمتعنا لا يمكن أن يتقبلها الناس المحافظين بحال من الأحوال، لأن هذه الفكرة نفسها يعارضها كثير من العقلاء حتى في الغرب نفسه.

وفي الحقيقة لم يكن مخرج الفيلم، أو مخرجته إيناس الدغيدي، محايدة في عرض الفكرة كل الحيادية، وإنما كان تنحاز إلى الفكرة وتشجعها، وهذا الانحياز بدأ واضحا من خلال افتعال بعض المواقف التي تمهد لترويج هذه الفكرة، ومن هذه المواقف:
أولا:أن الفيلم لم يظهر الشاب الوسيم شابا منحرفا يستجيب للغريزة والإغراء بسهولة، وذلك من خلال رفضه الاستجابة لمديرة المدرسة سوزي عندما طلبته لنفسها.
ثانيا: عدم تعدي حدوده والذهاب أكثر من اللازم مع المحامية التي كان لديها على ما يبدو القبول والاستعداد لذلك لو أراد!
ثالثا: أن هذا الشاب الوسيم جعل قسما خاصا لتعليم المحجبات وجعل المدربة امرأة، ولم يحاول التلصص على تلك المحجبات، كما لم يحاول اقتحام خصوصياتهن، أو التدخل في شئونهن..
رابعا: أن هذا الشاب الوسيم سعى جاهدا لإرجاع المحامية إلى زوجها وتقبل في سبيل ذلك إهانات كثيرة من زوجها.

إذن، هذه المشاهد كلها كانت تسعى لتوصيل فكرة مفادها أن الرقص ليس بالضرورة أن يكون سببا للزيغ والانحراف، وإنما يكون سببا للخير والإصلاح، وليس كل من يمارس الرقص هم بالضرورة فجرة منحرفون!

أما فكرة أن الشاب لم يكن يستجيب للإغراء فلا يمكن أن نسلم بها، لأن ذلك المدرب كان يشبع شهوته وغريزته على طريقته، بسبب ظروف خاصة مر بها، وهي انتماؤه إلى طبقة فقيرة كادحة، ولذلك لم يكن لديه القدرة على تحمل أعباء الزواج، بالإضافة إلى تخلي حبيبته عنه، وكانت تنتمي إلى الطبقة الثرية، ولم يكن يعرف أن حبهما كان من طرف واحد إلا يوم أن جاءته تدعوه إلى حضور عقد قرانها!
لقد كان هذا المدرب إذا أعجبته فتاة جديدة تأتي لتتعلم الرقص، كان هو الذي يباشر تعليمها، وكان هذا التعليم يتم من خلال التصاق جسده بجسدها، فيمس كل الأماكن الحساسة في جسدها، وهو يراقب البهجة والسرور على الفتاة، ويتنهي الأمر بأن تتهاوى مقاومة الفتاة وممانعتها، وتتقبل ذلك راضية مسرورة، وهنا يبدأ هو من يقاوم ويمتنع، ويضع لنفسه خطوطا حمراء لا يتجاوزها، خوفا من أن يلزم نفسه بشيء يعرف سلفا أن لا يمكنه الوفاء به، وكان على ما يبدو يؤمن بالمثل القائل (مئة رافق ولا واحد لازق)! وهذا السلوك بحد ذاته هو قضاء لوطر النفس وشهوتها، مصداقا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (كٌتب على كل نفس ابن آدم حظه من الزنى: فالعين تزني وزناها النظر، والأذن تزني وزناها السمع، واليد تزني وزناها اللمس، والرجل تزني وزناها المشي، واللسان يزني وزناه الكلام، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه) رواه الإمام أحمد.

أما فكرة أن الرقص قد يكون سببا لتخليص الشباب من الانفعالات الزائدة وإخراجهم من حالة الإحباط التي يعانون منها، فإن هذه الفكرة لا يمكن التسليم بها وخصوصا في مجتمعاتنا، لأن فكرة الرقص هذه تقوم على فكرة رئيسية وهي انفتاح الشخص على الآخرين ومشاركتهم هوياتهم وتبادل المشاعر الوجدانية معهم، وأيضا إعادة التقدير للذات من خلال لفت الأنظار إلى الرشاقة وجمال الأداء. وكذلك الزعم بأن الرقص رياضة، يؤدي إلى التخلص من التوتر النفسي المتراكم داخل الشخص من طول الجلوس وقلة الحركة. ولا أدري لماذا لم يذكر الفيلم أن تلك الأمور يمكنها أن تتحقق في هوايات أخرى كثيرة نافعة وآمنة، كلعبة التنس أو غيرها من الأنشطة الرياضية والثقافية التي تغص بها النوادي.

هذه الايجابيات التي يطرحها المتحمسون لهذا الفن إن جاز لنا أن نسميه فنا، أما السلبيات فلم يتطرق إليها الفيلم، والتي منها ذوبان الحدود كليا بين الفتي والفتاة، وانتهاء رسالة الفتاة في الحياة إلا أن تكون جسدا للأغراء وإلهاب الغرائز، وتأجيج المشاعر، وعرض المفاتن.. فإذا فقدت الفتاة، بفعل الزمن والعمر تلك الجاذبية والإغراء، أصبحت كما مهملا لا مكان له إلا المكان الذي توضع به الأشياء التالفة بعد استعمالها، وانتهاء صلاحيتها!



#نافذ_الشاعر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم الشعر والسحر
- عصر الردة الطبية
- العمر الزمني والعمر البيولوجي
- قراءة في قصص الكاتبة حوا سكاس
- هل يترقى الإنسان روحيا مع الزمن؟
- في الأزهر
- ما كان خلف الطريق (نقد)
- الوراثة والاكتساب
- المرأة المصرية
- رشة عطر وقصص أخرى (نقد)
- انتهى عصر المعجزات
- الخرافة في الأديان
- يأجوج ومأجوج
- الإسراء والمعراج إشارات علمية ونبوءات مستقبلية
- ساعة بيولوجية تدق للصلاة
- الإنسان وحرية الإرادة
- مفهوم -اللوح المحفوظ- في ضوء العلم الحديث
- تأملات في ملة الصابئة
- ما هي الروح


المزيد.....




- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نافذ الشاعر - فيلم (ما تيجي نرقص)