أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل مسكه - يسألون عن الوطن















المزيد.....

يسألون عن الوطن


جميل مسكه

الحوار المتمدن-العدد: 3789 - 2012 / 7 / 15 - 10:09
المحور: الادب والفن
    



يسألون عن الوطن
جميل مسكه


وَيسألونَ عن الوَطن
قُلتُ.....
وَطَني هنا وَطَني هُناك
وَطَني هو الآن.. و تَبَدُلُ الأوقاتْ
وَطَني بَينَ الهُنا والهُناك
فُسحةُ قصيرةُُ بين الآن والآنذاك
وطني قارِعَةُ الهُنا
وَقارِعُةُ الهُناك
وَطني دَوارُُ في مَدينةٍ تُفضي إليهِ وَترحلُ التُرُهاتْ
وَطني رِحلةُ في عذابِ الجهاتْ.....


وَيسألونَ عن الوَطن…….
قُلتُ
وَطَني عَرَبةُ غًَجَرٍ يجُرُها بغلٌ هزيلْ
ُتفنى الحياةُ علَى حَدِ مَمْلََكَةٍ واخرى
في انتظارِ فيزا للخروجِ او الدخولْ
يا صاحِبي الغَجَريْ
أنا لَستُ أنتَ
أنا لا أقرأُ الطالعْ
لا أعرفُ العَزفَ على الأكَرديون
ولا اقارعْ
من أجلِ سِروالٍ على حَبلِ غسيلْ



وَيسألونَ عن الوَطن…….
قُلتُ
وَطَني مِراَةُُ على جدارٍ غرفةِ نَومي
لَقيتُ فيها الذي يشبِهنُي
إن فَرِحتُ فَرِحْ
وإن بكيتُ بَكى
يَخلَعُ ملابسَهُ إذا خَلَعتُ مَلابِسي
وإذا دَلعتُ لِساني صوبَ أرنبةِ أنفي
دَلَعْ..
ولم يدرِكُها مِثلي

أغمضُ عَينا
يَغمضُ عَينا
أغمضُ كِلتا عَينايَ
هل أغمَضَ كِلتي عَينَيهِ
لا أدري
أسألهُ عن إسمِه
يَسألني عن اسمي
أسألهُ عن اسمهِ
يَسألني عن اسمي
عَلَهُ لا يَسمَعَني
أصرخُ
يا أنتَ الذي في المرآةِ
لا اسمُ لَهُ ويُشبهني
هل أنتَ معي !!!
……………….
يبدو الذي
لقيتَهُ في المرآةِ وَيُشبِهُني
مُشخِصَأً يَسخَرُ
مِن سَذاجتي


وَيسألونَ عن الوَطن…….
قُلتُ
وَطَني شُجَيْرةٌ ظَليلَةٌ لَذْيَذَةُ الثَمَرْ
أعيشُ من عَطائِها وأشربُ المَطَرْ
اُعايشُ الفَراشَ والحِرباةَ والطُيورُ
وكلَ مَن يَستَوطِن الشَجَرْ
أُقارِئُ النُجومَ قَصائِدي
وأُشاكِسُ القَمَرْ
..........
وَإذ أقبلَ النَهارْ
أُصَلي رُكْعَتَيْنَ
وأدعُوَ الجَبَارْ
يا واهِبَ الأعْمارْ
يا ناشرَ البِذارِ في اللأَقفارْ
لا تَدَع الحَطابَ والمِنشارْ
يَقطعا الْأشْجارْ
فَيقتُلا الوَطَنْ
آمين
تانخو* ماتَتْ, عِندما صارتْ بَلَدَ الحَطابين



وَيسألونَ عن الوَطن
قُلتُ.....
وَطَني حَفنَةُ نارٍ من جَسَدِ البوعزيزي
تقيدُ هَشيمَ القَلبِ
فَيعشقُ أكثر
وَيبصرُ أكثر
ويصيرُ إلاها يَعلوَ فَوقَ قِبابِ معابِدِنا
يدخلُ من بينِ حديدِ نَوافِذِها يُكنِسَ عتمَتَها
يطوي من وهمِ الكتبِ الازليةِ عِدةَ صفحاتُ
يرجِعُ لللغةِ العربيةِ ألقَ الكلماتْ
(حَبةُ عدلٍ فسحةُ املٍ عزةُ نفسٍ حريةُ رأيٍ
لقمةُ خبزٍ حلمُُ ُ وعدُ ُ يومُُ آتْ )
...........
...........
ألحَذَرُ الحَذَرْ
يا محمد الحذرْ
اشون* النيتو يتربصُ كي يَأكُلَ كبدي
حارسُ برميلِ النَقطِ وتجارُ اليَومِ الاخَرُ
قد يَرمِدوا وهجَ النارِ..النور
ولطمةُ تِلكَ الشُرطِيةِ ما زالت نُدبَة
تشوهُ وَجهَ القَمَرْ......



وَيسألونَكَ عن الوَطن
قُلتُ ......
وَطَني شِفاهُ حَبيبَتي
وَصَدْرُها العَطِرْ
يَنامُ اللُه مِلئَ جَفْنَيهِ هُنا
وقَلبيَ يَستقِرْ
......
لكِنَما أنْ
يَنِزَ سائِلي المَنَوي
وَبَينَ ساقيها يُحارُ
أُحارُ
فأسِلُ أمتِعَتي وَأمْضي
كَمَن في بالِه سَفرُ



وَيسألونَكَ عن الوَطن…….
قُلتُ
وَطَني غَفوَةٌ على رُكبَةِ أُمي
فَوقَ حَصيرٍ غَزل الحِكاياتِ الطُروبةِ
والهَدهَدات ِالرَتيبةِ وَمَواويل ِالشَجَنْ
في ظلِ دالِيَةٍ
تحتَ فَوهَةِ بُنْدُقِيَةِ مُراهِقَةٍ تَشُدُ عَلى الزِنادِ
إذا رَقَصت فَراشَةُ بارتِفاعِ البُرجِ
او هَزَ عُصفورُ فَننْ
أُمي!
صِغارُ الغُزاةِ كَرَبِهم يَخافونَ الفَراشَ وَحَصيرَتي وقِصةََِ الشاطِر حَسَنْ




وَيسألونَ عن الوَطن
قُلتُ......
وَطََني هُوَ الرِزْقُ الحلالُ
ما زلتُ أسْعى في مناكبِها
من حينِ ما خُلِقَِ الزمانْ
وما تبدلَ حالُ
قد يملأَ البطنَ النفوخَ
صفيحُ شَحم وقديدُ لحمْ
ويرويهِ ماءُ زلالُ
...............
لكنك ربيَ تَعلمْ
وأنا عَبدُكَ َأعلمْ
ليسَ بذا وَحدِه ِ يَحيى الانسانُ
الانسانْ.........



وَيسألونَ عن الوَطن
قُلتُ…….
وَطني مَتنُ غَمامةٍ تَجوبُ الرٍحابَ
الى الرحابْ
قُلتُ هُنا نَنْصبُ مَضارٍبَنا
إسْتََنيخي
فأبي البدويُ يَبحثُ في رِمالِ المَوتِ مذُ الخَلْقٍ عَن كََلَئٍ وماءْ

حُطي مِن حُمولَتِكِ الوَفيرةِ والأثيرَةِ والوَثْيرَةِ قَطْرَةً او قطرتينِ في بُحيراتِ السَرابْ
.........
أبشِر
لا مَوْتَ بعدَ اليومَ يا أبَتي
العُشبُ أخضَرْ
الزَهرُ لَهُ اللونُ الذي لَهُ
والنَحلُ يَسرحُ على إيقاعِهِ الأبَدِيْ
فَرسُ النَبيِ تَنُطُ عَلى سَجِيتِها من جهةٍ لأُخرى
لاخِطَطُ مُعَدة تُتْبَعُ لا كِتابْ
................
...............
شَمِر قَميصَكَ يا أبي
الماءُ حَلّ الماءُ بَلَ
بَطلَ التَيَمُمْ والعذابْ
..................
أتمِمْ وُضُوءَكَ خاشِعاً
وِفْقَ إبنِ عَبدِ المُطَلِبْ
واقِمْ صَلاتَك حَيثُ شِئتَ
كَما يَجِبْ
..............
وَطَني مَتْنُ غَمَامَةٍ تَجوبُ الرِحابَ
إلى الرِحَابْ
قُلتُ هُنا نَنُصُب مَضارِبَنا
إستَنيخي
لَكِنَها مَلَعَتْ إلى أُفُقٍ غَريبٍ
وَذابَتْ في عُبَاب اليَمْ
............
هِيَ سَُنةُ مُْنْذُ القِدَمْ
يُعْطى الذي مَلك الكَثيرُ
وأبي.. ما زِال ينبشُ
في تِلالٍ مِن عَدَمْ

ويَسألونَ عن الوَطن
قلتُ

وَطني سِربُ سونو مسافرٌ مع الفصولِ
الى الفُصولْ
المَرجُ أخضرُ ها هنا
واللوزُ تَكسيهِ الزُهور
يتثائبُ النحلُ بابَ الدارِ
وتَململت أنفاسُ , ذَكرٌ وانثى , في عُزُقِ النَخيل
وقَتٌ لِنمضيَ خلفَ البحرِ
في عملٍ جديد
دِفْئً
بُشرى نُشورِ الروحِ نَحملُ في جوانِحِنا
الى الَصَفصافِ والبَلوطِ والكًرز العُراةِ عَسى ان تفرشَ َتختا لنا
بالأخضر المُخمَلي
كي ننامَ ليلةً وَنَطير
الى حبةِ القمحِ تحتُ الأرضِ تنتظرُ الطُلُوع
الى جَدولٍ في ثيابِ النومِ أبيض كي يستقيق
............
عذرأً وعذرأ يا رَفيق
أخافُ كم أخافُ
من مَخاطرَ الطَريق
من مُتخَم ٍمُغرمٍ بَقنصِ الطَير
ومن لعنةِ الحُروبِ وموتِها الزؤاف
كالحريقُ
اخافُ كَم أخافُ
يا رفيق
............
............
كُلُ زُهورِ الدُنيا
عُيوني
حُبي وإخلاصي
للذي يوقفُ حَرباً بِضعَ ثَوانٍ كي يَعبُرَ سِربُ طُيورِ
وللذي يُلويَ عُنقَ سِلاحِ القَناصِ




وَيسألونَكَ عن الوَطن…….
قُلتُ
وَطَني سِجادَةُ صَلاوتي الخَمس
وفَضْلُ السُنَةِ... قيامُ الوترْ
أتَأبَطُها تَحتَ ذِراعَيَ حِجاباً
من شَرِ عُيونٍ قد تَحسُدُني
او من قَناصٍ به هَوسٌ يَتَرَصَدَني
ومِفتاحاً لقلوبِ الناسِ
وبُيوتِ الناسِ البُسطاءِ
من قَصبةِ (طَنجَهْ) حتى (سِدني)
...........
وَطَني سِجادَةُ صَلاوتي الخَمس
وفَضْلُ السُنَةِ... قيامُ الوترْ
أتَأبَطُها تَحتَ ذِراعَيَ جَوازَ سَفرْ
لشَبابٍ أزَلي يزهر في اليَومِِ الآخرْ
سَأشرَبَ تحتَ السِدرَةِ بِضْعَ كُؤوسٍ مِن خَمرِ الجَنَةِ مَع (لعبة*) سَيدَةِ الحُورٍ العين
قد نَسكرُ او لا نسكرُ..
سَامسَحَ مِعصَمَها كي تَتبَعَني عاريِةً الى ضَفةِ نَهرٍ ذَهَبيهْ
وأُقبلُ شَقَتَيْها بِنَهمٍ قُبالةَ قَمرٍ َربانيٍٍ الطَلَةِ شَبقِي الشهوة أحْمَرْ
وأدعَكُ نَهْدَيْها أمامَ عيون الصِديقينَ دونَ خَجَلٍ او وَجَلٍ , باريجِ الزَعتَرُ
أُلاعِبُها , ألعَقُ صُرتَها
أتَفَرَسُ تحتَ الماءِ مَفاتِنَها
وَنتراشَقُ كالأطفالِِ
بِمياهِ الكَوثَرْ
اهٍ اهٍ
يا (لعبة) فل نُنهي اللُعبَةَ حَالا
لا أُبغيَ للعُمرِ خُلُودا
إني أعشَقُ إمرأةً واحدةَ
لا غَيرْ
(قَد تُضفي لَمسَةُ حِنا بَعضَ شَبابٍ على خُصْلَةِ شَعْرٍ في قُذلَتِها)
لَكنَها
بين ذراعي تَكبَرْ
وَأنا مَعَها أكبَرْ

وَأنا مَعَها أكبَرْ

* أشون: يقال انه اسم النسر الَذي يأكل كبد سارق النار
* تانخو: منطقة صور الفنيقيه في جنوب لبنان وشمال فلسطين كانت تكثر فيها الغابات
* لعبه: هي في حديث نبوي عن ابن مسعود انها من اجمل الحور عين في الجنه







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث من القلب في حضرة الرب


المزيد.....




- نزلت حالًا مترجمة على جميع القنوات “مسلسل المؤسس عثمان الحلق ...
- دميترييف: عصر الروايات الكاذبة انتهى
- عن قلوب الشعوب وأرواحها.. حديث في الثقافة واللغة وارتباطهما ...
- للجمهور المتعطش للخوف.. أفضل أفلام الرعب في النصف الأول من 2 ...
- ملتقى إعلامى بالجامعة العربية يبحث دور الاعلام في ترسيخ ثقاف ...
- تردد قناة زي ألوان على الأقمار الصناعية 2025 وكيفية ضبط لمتا ...
- مصر.. أسرة أم كلثوم تحذر بعد انتشار فيديو بالذكاء الاصطناعي ...
- تراث متجذر وهوية لا تغيب.. معرض الدوحة للكتاب يحتفي بفلسطين ...
- -سيارتك غرزت-..كاريكاتير سفارة أميركا في اليمن يثير التكهنات ...
- -السياسة والحكم في النُّظم التسلطية- لسفوليك.. مقاربة لفهم آ ...


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل مسكه - يسألون عن الوطن