أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يعقوب يوسف عبدالله - وطن ....للبيع














المزيد.....

وطن ....للبيع


يعقوب يوسف عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3788 - 2012 / 7 / 14 - 17:47
المحور: الادب والفن
    



كان مارا بسيارتهِ الفارهة والمصفحة وسط سيارات الحماية التي تحيطُ به بصفارتها التي ترشق ُفي الخوف عيون لدى المارة من بسطاء الناس وكان ينظر من خلالِ زجاج سيارته المظللة التي لا يراها الآخرون ولا ينفذ من خلالها ضوء الشمس كي لا تمس عينيه حقيقةُ الواقع،،وبينما هو في نشوة السلطة استوقفتهُ عبارةٌ معلقة ٌ على أحدى البيوت أو بالأحرى خربة مبنية ( تحت جسر النهضة)من صفائح آيلة للسقوط مع أبسط ريح .. حيث كتب عليها عبارة ( أولاد للبيع ) !!!




نكز سائقهُ بسبابته... أنتظر لحظة يا رائد أتجهْ صوبَ ذلك البيت الذي على يسارك المبني من الصفائح تحت الجسر !!!...




حاضر أستاذ ، وهنا اتصل السائق بالحماية الذين كانوا في المقدمة ليأمرهم بالتوجه وتغيير المسار إلى المكان المقصود ...ترجل السيد المسؤول ليدخل قبله الحماية وكأنها عملية ألقاء قبض.. كانت رائحة المكان تشمئز منها النفوس على بعد عدة أمتار ليجد في باحة الدار طفلين وبنت تكاد الأوساخ تخفي ملامحهم المتعبة ورائحتهم تزكم الأنوف ورجل أنهكته السنون وبانت على ملامحه أثارُ الهموم .... بادر السيد المسؤول والمثقل بالأموال سائلا :




ما أسمك ؟




وما هي قصتك ؟




أسمي راضي وهاهم أولادي ماهر وسالم وابنتي سارة ...سارة كانت ملامح الجمال والبراءة الطفولية مرتسمة على وجهها الذي تشرق ُ فوقه أبتسامة تلين ُ قلوب َ الجبابرة....،، أما قصتي يا سيدي فأنا فقير ولا أملك سقف يغطي هشاشة عظام أولادي.... التحفُ جسرَ النهضة ليكون لي سقفا أستظل به من حرارة الشمس ومطر الشتاء ...




وأما طعامي قبل أن تسألني عنه فأجيبك....مطاعم الشيخ عمر عندما ترمي بفضلاتها في براميل القمامة نلتقط منها ما يسد رمقنا من بين بقايا القمامة !!!




ــ طيب هل عندك أخوة أقارب ؟ قال المسؤول.




ــ أستاذي أنت تسأل وكأنك بعيد عن المجتمع .....الأخ كم يستطيع أن يتحمل أخيه والى متى؟ وخاصة أنا رجل معوق ولي امرأة هربت من قسوة الحياة والتي لا اعرف إلى أين وثلاث أولاد ليس لي حل إلا بيعهم..




أستخف السيد المسؤول بكلام راضي لأنه ليس لديه القناعة بما يقول ( لأن الأيده بالماي مو مثل الأيده بالنار)




شوف راضي أنت شنو إلي تريده ؟




ــ أستاذ صدوك أتريد تنقذني ... طيب أريد منك مكان يؤويني حتى ولو خمسون مترا ..




هنا توقف المسؤول ليكون بمحل الأنانية والبخل الذي يملكه الكثير من الأغنياء غير مكترث بهول ما قد يكون بعدما يخرج راضي خالي الوفاض من ضيافته الفضولية




قال المسؤول : راضي أعطني الأطفال لأضعهم في دار للأيتام وأنت تقدر أن تعيش بأمان واطمئنان عليهم ... وبذلك سترتاح




انتفختْ أوداج راضي وكاد يفعل ما يفعل لولا تذكر أنه أمام رجل مسؤول قال وكيف أعطيك أولادي لتضعهم في دار الأيتام هل جئت إلى هنا لتقول لي هذا ....




جئت َ لتأخذَ مني أولادي وتضعهم في سجن محصن ....




ــ راضي أحسن ما تبيعهم ...




ــ أبيعهم أحسن يا سيدي




أولادي وأنا حر التصرف بهم




ــ لا أنت لست َليس حرأً يا راضي،، هناك قانون يجب أن يطبق ولا يسمح لك بأن ترمي بهم إلى دهاليز التهلكة والضياع ...

ضحك راضي بسخرية ... أستاذ يا قانون هذا إلي يجعل من البعض يسرق أموال الشعب حد التخمة وآخرين لا يجدون من يسد رمقهم... أي قانون الذي يسمح بالعصابات تصول وتجول والفقير لا يستطيع أن يتكلم .... أي قانون يسمح بدخول المفخخات والمخدارت والتجارة بالأعضاء البشرية... نعم لا تستغرب أنا أنتظر جماعة يشترون أولادي بثمن أستطيع أن أعيش بقية حياتي بعيدا عن مزابل التأريخ .. ،

أستاذ (جربت أتشوف جهالك يبجون كدامك من الجوع أو بردانين وما عندك شي أتغطيهم بيه )

ـ بس أكو واحد يبيع أولاده يا راضي

ـ أستاذ الناس باعت أوطانهم...

وأنه أبيع أولادي لكنني لا أقبل أبدا ً أن أبيع وطني

يعقوب يوسف عبدالله



#يعقوب_يوسف_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فضيحة اعلامية...!!
- جا هي ولية مال غمان...!!
- ابقي كما أنت.... يا صوت فيروز
- نقطة نظام في جمعة بغداد


المزيد.....




- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...
- شعرت بالذعر.. مارغوت روبي تتحدث عن ارتجالها صفعة لدي كابريو ...
- ليبيا.. رئيس النواب والممثلة الأممية يشددان على ضرورة تشكيل ...
- ليبيا.. رئيس النواب والممثلة الأممية يتفقان على ضرورة تشكيل ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يعقوب يوسف عبدالله - وطن ....للبيع