أسامة الخوّاض
(Osama Elkhawad)
الحوار المتمدن-العدد: 3786 - 2012 / 7 / 12 - 00:24
المحور:
الادب والفن
شبح الرجل القبرصي
شعر: أسامة الخوّاض
فَتح الباب متَّئداً،
مفعماً بجمال شوارع نيقوسيا الإنجليزيِّ،
أوْمأ لي،
لم يكن وَجِلاً،
رغم رائحةٍ للردى،
كان منْتعلاً سمْت قطٍ أليفٍ،
و مرتدياً ربطة عنق "العاشق جي ألفرد بروفركَ"،
منشرحاً للثريَّات في السقْفِ ،
أقعى،
لكي يتصفَّح مكتبتي،
صار ينظر منهمكاً في القواميس،
و الكتب العربيةِ،
و الأجنبيةِ،
ثمَّ بدا هادئاً حين طأطأتُ رأسي مشيراً إلى ظلِّ سرديَّةٍ جلستْ بجوار الجدار،
اكتفى بابتسامٍ وجيز البراءةِ،
مرّر زهْوَ أصابعه الزئبقيَّةِ فوق مفاتيح أورغني-الكهربائيِّ،
فانطلقتْ نغْمةٌ بمذاق "الدليب"،
رأى في الرفوف بقايا جِدال "نساءٍ تحدّثن عن مايكل انجلو"،
و أشعار "سافو"،
و تأويلِ "أبريل أقسى الشهور"،
تعجّب من أثرٍ غامضٍ مبهمٍ ملْغزٍ لزيارة سيدتي السومريِّةِ،
أطْرقَ،
ثمَّ تأمَّلَ مستغرقاً بورتريه الموتِ في مشهد القصص الهومريِّ،
اختفى فجأةً،
تاركاً خلفه عبقاً من سؤالٍ:
لماذا سعى من هنا في الهزيع الأخير لليل الدوار المشعِّ؟
و هل جاء يبحث عن شبح "الرجل القبرصي"؟
مونتري-كاليفورنيا في الثلاثين من يونيو 2012-الحادي عشر من يوليو 2012.
#أسامة_الخوّاض (هاشتاغ)
Osama_Elkhawad#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟