أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آمنة عبد العزيز علي - تقاسيم منفردة على أوتار الهموم















المزيد.....

تقاسيم منفردة على أوتار الهموم


آمنة عبد العزيز علي

الحوار المتمدن-العدد: 3785 - 2012 / 7 / 11 - 18:40
المحور: الادب والفن
    



قرأءة في ديوان الشاعر صبيح عمر ..
آمنة عبد العزيز
عن دار ينابيع صدر للشاعر عمر صبيح من البصرة ديوانه الأول الذي حمل عنوان ( وسادة البلد المنهوب ) والذي تضمن مائة وخمسة وثمانون صفحة وواحد وستون نصا شعريا أرخ بتواقيعها الشاعر مابين أعوام 1989 حتى بدايات عام 2003 ومن ثم أنتقالة مابعد هذه المرحلة الى أجواء أخرى مغايرة تتوائم ومتطلبات النصوص المتغيرة بفعل الأحداث ساسيا وأجتماعيا وأقتصاديا وهذا بحد ذاته يعطيك أنطباعا أوليا أن ماكتبه الشاعر من ذاكرة شعره التي أعتمدها برهافة الحس المثالي الذي لابد أن يتوافر بالشاعر والنص , وفي لمحة أولية متعمقة تستوقف القاريء لهذا الحشد من التساؤلات والانثيالات والكم الغريب من تضادات الفرح ,والحزن, العناق , الفراق , الأشتعال والأنطفاء والخراب و(العمار ) الى آخر التضادات وأحيانا المتلاقيات المتشابهات من التواصيف الرائعة الماء والطين والأخضرار والصبح والخطوة والبداية والخطيئة الأولى والأرض والذوبان والعشق والنشوة والصراخ , , ولم يهمل الشاعر صبيح عمر في ديوانه صور الحب والحرب كما هو حال الكثير من الشعراء الذين تناولوا هذا الأنثيالات لكنه أستطاع ان يعطي بعدا أستيراتيجيا ) في مفاهيم ثقافية لمعاني هذين المختلفين ( الحرب والحب ) مع الأحتفا ظ بخصوصيته كشاعر أقتحم مسارا آخر مغاير لهذه اللغة حينما قال في قصيدة ( الشهيدة ) : ( آثار مركبنا الليالي
..مدينتنا ..أكبر من الجرح
..سما في الأعالي
الوجد منكفيء بجنون النهار
لزهرة أنفاسها أحتراق
لنسمة من خلفها العراق
وحين تسافرين معي
تولد الطفولة بين الأزقة
قطرة من ياسمين ..
هذا التوصيف الذي يخبيء بين جنباته رؤيا لمعنى ( الشهيدة ) وكأنها أكثر من صورة في وطن وأرض وحبيبة وليالي وجرح ونهار يجعل من لذة الحب أنغماس مشتهى في هزيمة وجه الحرب في القصيدة دون الأشارة لها بشكل مباشر ..
أما صورة (ميراث أبي) في قصيدة الشاعر صبيح عمر فقد أخذت تقاسيم منفردة على أوتار هم الشاعر حينما حول كل تلك التبعيات لصور الميراث الى هالة من ضوء شعري تناغم مع صورة الأم وانفاسها والأحلام والصبر فقال : ( قاتل يسكن بيتي منذ عشرين عاما غيا
هكذا قد حملتني
كل انفاسها أمي
جهزتني بوصاياها التي انطقتني .
ثم يعود فيخاطب أباه قائلا :
كان ميراث أبي
تحت اعواد المشانق
كان ميراث ابي
حلما أحرق أوراق البيادق
حتى آخر القصيدة وهو يختزل ميراثه فيقول :
يوسف , أدرك اللعبة مذ كان شفافا نديا
يوسف أخبرني
كل من كان بهيا
يعشق الدرب بهيا
مثلما جاء نديا
حملوا الميراث مثلي
حملوا أمسي وهمسي
لكن ..
أرثهم قد حملوني ..
وفي قصيدة ( أيوب ) كان خطاب الشاعر وشاعريته لأخيه الشهيد وأسم القصيدة هو أسمه فقال :
يطل من عينيك أفق للعشق
وآخر أبهر
يبحث في البعد الآخر
عن وجع الظل مادون الشمس
ثم يعود فيخاطبه موصفا طريقة موته بكبرياء اللغة فيقول :
تنتصب بطول قامته
مشانق للاحزان
لكنه ينتصب للقادم أكبر
أكبر شيء فيه يقتل
ويبقى منتصبا أكثر ..
الذي سيقرأ ديوان الشاعر صبيح عمر وعناوين أغلب قصائده ربما سيلاحظ للوهلة الأولى أيقاع حزن دفين وتساؤلات لا تخرج عن ذاك الأطار وبعد أن يغور في سبر النص ستكون الومضات المغايرة عكس ماهو مدون في العنوان , فعلى سبيل المثال ( مطر أسود ,توابيت , قسوة , الهبوط الى الخراب ,أبجدية الخرا ب, غريب,فراق وغيرها من متشابهات الحزن .
وللشاعر وقفات في لغة المخاطبة الشعرية لله والشخصيات الثرية بالمواقف الأنسانية وهي حقا أخذت منه ماخذا نحو السمو بما يليق بموضوع النص فقال في قصيدة ( قافية الحسين ) :
الحلم يعتصر الخيال ..بطبعه متجافيا
والورد يقطر عادة .. دون أنتظار باديا
طبع الورد عصارة .. بالشم تفصح حاكيا
فتشم من طبع بها .. سحر الجمال الدافيا
فالحب يحفز بالضلوع .. نظارة وتباهيا
حتى يصل بعد هذا التوصيف الندي الى خطابة القسم بالورد فيقول :
قسم عليك من الحسين الى الحسين مناديا
قطر الورود على الدما .. بلغ الحبيب الساميا
بخطى الشهيد وقد بدى ..حس الشعوب تفانيا
أن العيون وما طوت .. نزف القلوب الداميا
أنت الذي رسمت له .. دم العيون بواكيا
نطقت به كل العنى .. لما بدى متراميا
كبت على اوجاعها .. حمم الطفوف ترقيا
لما تبارت حسبها .. محوا لأسمك فانيا ..
وفي الموصفات المتلاقيات أختار الشاعر صبيح عنوان قصيدته ( تحت سماء السماء ) وكانه يختلق لخياله حقيقة أن تكون سماء أخرى تحت سماء من وجه نظره فقال :
أي روح هذي .. تداعب وجنيتها
بمقلتي وتسكر بالدمع
ثم تسافر على شفة الذكرى
وتتركني للنسيان
أي عطر يشبه دجلة في الحلم الشتوي
يطوقني
لينتقل الى مخاطبة أخرى بعيدة عن سماءه وينزل الأرض فيقول :
يا أيها الزمن العجيب
هل جئت بالبلد الحبيب
ام جئت بدائرة الزمان بلا مكان !
البصرة ..
البصرة سماء
تدق بخاصرة الروح
أثقلها الليل
أثقلها الورد
من أول قافية الى آخر لحظة سفر
ويختم بتساؤلات زمانية وشخوص بعيدة قائلا :
هل أستيقظ الأصمعي في بيت الطين ؟
ونافذة كبيرة لبشار
هكذا أسم واحد
شارع واحد
حلم واحد
وعيون كثيرة
معبأة بالتنانير ..
ولابد من استقراء أخير لقصيدة العنوان لديوان الشاعر وهي ( وسادة البلد المنهوب ) وهي جرعة كبيرة من صلاة شاعر يحترف بقناعات ماهية ( اللعبة ) الجمالية في رفد الكلمات بصياغات متعطشة للتواطيء مع الحقيقة الأقرب للخيال والخيال الأقرب للحقيقة فقال :
مازال مبضع الجراح
يختزل المسافات
في الذاكرة
تنفجر دما بحجارة الروح
على جسد مسجى كي تعيد للذاكرة عطشها
الى الأصل المنسي
ثم يعود فيقول :
متى يأتي ذاك الفرح المستحيل ؟
ويجيب عن سؤاله بذاته قائلا :
هكذا أذن :
صبرا قليلا
صبرا قليلا
كلانا صار عبأ ثقيلا
في البلد المنهوب ..



#آمنة_عبد_العزيز_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرايا الروح
- اعترافات أمام مذبح أبونا وسيم
- قطاف أحمر


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آمنة عبد العزيز علي - تقاسيم منفردة على أوتار الهموم