أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عامر صالح - صعوبات البحث في الظواهر النفسية ومخاطر البساطة في تعميم النتائج على الشعوب !!!!














المزيد.....

صعوبات البحث في الظواهر النفسية ومخاطر البساطة في تعميم النتائج على الشعوب !!!!


عامر صالح
(Amer Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3780 - 2012 / 7 / 6 - 20:30
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


" كل تعميم هو خطأ بما فيه هذا التعميم "
مثل انكليزي


يشعر الإنسان بالامتعاض ومشاعر النشاز وهو يقرأ الكثير من الإحكام الجاهزة أو التعميمات البسيطة التي تطلق بحق شعوب وأمم وأثنيات وكأنها أحكام منتهية بل وقوانين على نسق القوانين الطبيعية التي تجري في العلوم الطبيعية, كالكيمياء والفيزياء وعلم الإحياء وغيرها, ويكون وقعها اشد ألما عندما تصدر من المشتغلين بالبحث العلمي والطموحين لمعرفة السلوك الإنساني وآلياته ومن ثم التحكم فيه, وهكذا تعميمات بسيطة لا تمت بصلة لمنهجية البحث العلمي وخاصة في العلوم الإنسانية, حيث ترجعنا في قراءتها إلى قرون سلفت حيث الأبيض أذكى من الأسود, والأول أكثر ذكاء من الثاني, والعرق الآري أنقى الأعراق وأكثرها مقدرة عقلية, ثم الأوروبي أفضل شعوب الأرض, والأسيوي أحسن أداء وفكرا من الإفريقي, وهكذا إلى أن نصل إلى قراءة مشوهة في المجتمع الواحد, حيث العربي في مجتمع تعددي القوميات أفضل من الكردي أو بالعكس, أو من الآخرين من الأقليات, ويمتد ذلك الخطر إلى الأديان, حيث المسلم أنقى وأفضل من المسيحي أو بالعكس, وكذلك الحال وبالتبادل مع مختلف الأديان والمذاهب, ثم تضيق دائرة الكراهية شيء فشيء لتصل بنا إلى دوائر التفضيل المبتذل بين محافظات البلد الواحد بجنوبه وشماله وبين عاصمته وأطرافه, ثم الانسياق إلى التقوقع والكراهية بين أبناء المحافظة الواحدة على أساس الشارع والزقاق والمحلة, وهكذا إلى البيت الواحد بين الإخوة والأخوات, وهي سلوكيات يؤطرها غياب الانتماء الصحيح إلى الوطن والأمة والأسرة, وخاصة في ظل الأزمات الكبرى حيث تصدع المنظومة القيمية والأخلاقية والثقافية !!!!.

في علم النفس كما هي الحال في بقية العلوم الإنسانية هناك صعوبات جدية في المنهج واستخلاص النتائج وخاصة في الأبحاث ذات الطابع المجتمعي التي تتجاوز دراسة الفرد الواحد وسلوكياته, وصولا إلى أحكام عامة وخلاصات بصدد مجتمع بكامله, بمعنى آخر كيف لنا أن نطلق على مجتمع بكامله انه مجتمع دموي أو مجتمع قتل, أو مجتمع يحب الرقص والطرب, أو مجتمع منافق ودجال متحايل, أو مجتمع كسالى اتكالي لا يرغبوا التغير, أو مجتمع استحواذي مستعمر عندما تسنح له الفرصة, أو مجتمع متدين لا يرغب غير الدين والعيش في كنفه, أو مجتمع تجارة وأفراده مغرمين في ممارسة العمل التجاري والاستحواذ على المال وبكل الوسائل الممكنة, أو مجتمع خانع للحاكم لا يرغب في تغيره مهما بلغت حدة القمع والجور, وهكذا نضفي على الشعوب والمجتمعات الكثير من الصفات وخاصة السلبية دون العودة إلى ظروف نشأتها الأولى والملابسات التاريخية المسببة لها, ونكون قد حكمنا عليها سلفا بالموت دون دراستها كظاهرة اجتماعية نفسية تاريخية, لها جذورها وأبعادها وهناك سبل للخلاص !!!!.

أن الظواهر النفس اجتماعية هي ظواهر معقدة من حيث طبيعتها وتتشابك عوامل لا حصر لها في صياغتها, من عوامل ذاتية واقتصادية واجتماعية وثقافية وتاريخية وفلسفية وسياسية ماضية وحاضرة, وبالتالي فأن قياسها يستدعي من الباحث أن يكون على قدر من المهارة الميدانية والتمرس في البحث العلمي وعلى قدر كبير من الموضوعية العلمية قد تكون غير لازمة في أبحاث العلوم الطبيعية, لأن خطورة نتائج الأبحاث السايكو اجتماعية تمس الفرد والمجتمع وكيانهما الذاتي, وبالتالي فأن تعميمها هو مسؤولية ليست علمية بالدرجة الأولى بل هي مسؤولية أخلاقية, وبالتالي فأن نزاهة الباحث وعدم تأثره بأحداث اللحظة الآنية في تحليل الظواهر يعتبر صمام الأمان في الوصول إلى نتائج على قدر من الموضوعية !!!.

وتتأثر عموما نتائج الأبحاث النفسية والاجتماعية بكثير من العوامل التي تخل بمصداقية النتائج, منها انحياز الباحث لوجهة نظر فكرية أو سياسية مما تجعله يعمل جاهدا لتوجيه بحثه بما يخدم وجهة نظره, إيمان الباحث بوجهة نظر مدرسة فكرية سيكولوجية واجتماعية معينة مما تجعله منحازا أصلا قبل بداية البحث, ضعف القدرة على ضبط المتغيرات التي تؤثر أو لا تؤثر على الظاهرة قيد الدراسة, سرعة تغير الظواهر الاجتماعية والنفسية بالظروف المحيطة مما يصعب تعميم النتائج, افتقار المكتبات العلمية للمراجع والتقنيات اللازمة لإجراء البحوث, تزييف الإجابات لرغبة سواء لدى المفحوص أو الباحث, عدم إتباع إجراءات البحث بدقة, أخطاء مقصودة وغير مقصودة في التحليلات الإحصائية, تزوير البيانات وأخطاء في التطبيق, مشكلات في أدوات القياس والتحيز, صعوبة الضبط والتحكم في الصفات البشرية, الطبيعة المجردة لبعض المفاهيم الاجتماعية والنفسية مما يصعب قياسها, المشكلة الأساسية في موضوع البحث هو الإنسان نفسه بكل ما يحمله من ميول واتجاهات ايجابية وسلبية اتجاه مشكلة محددة, الدقة في بناء أداة البحث ومدى صدقها في الكشف عن السلوك المقاس, تداخل الظواهر السلوكية والاجتماعية مع بعضها البعض, بعض الأعراف والتقاليد التي تواجه كل من الباحث والمبحوث, صعوبة تطبيق بعض التقنيات مثل مراقبة السلوك كما يحصل بتلقائية أو صعوبة إجراء بعض المقابلات الضرورية للمفحوصين, الصعوبات الثقافية المتعلقة بالمبحوثين وعدم استجابتهم بسهولة لإجراءات البحث وكذلك الفروق الثقافية بين الباحث والمفحوص !!!!.

هذه هي ملاحظات سريعة أردت بها أثارة مخاطر إطلاق الإحكام الجاهزة على شعوب تعرضت إلى انتكاسات تاريخية وبالتالي إلى ردة قيمية وأخلاقية, وهي وليدة تلك المحطات التاريخية السوداء من حياتها, ويمكن لثورات العدالة الاجتماعية والحرية والديمقراطية والتقدم أن تؤسس لمنظومة أخلاقية اجتماعية ثقافية بديلة قادرة على قلب المفاهيم السائدة إلى حالة مصالحة مع الذات الفردية والمجتمعية بعيدا عن التأسيس لمزاج البغضاء وتكريس عدم المساواة بالاستخدام المشوه للعلم وتقنياته !!!!.



#عامر_صالح (هاشتاغ)       Amer_Salih#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البحث العلمي في العالم العربي بين الأهمية والواقع ومستلزمات ...
- عندما يختلط الحق بالباطل في إزاحة رئيس الوزراء العراقي السيد ...
- ديناميات العلاقة بين الجنس والعدوان في الفكر السيكولوجي
- هل الانتقاد والنقد الذاتي وإعادة الانتخابات يغير من الحقائق ...
- فصام العقل واضطراب الاجترار في - النقد - السياسي !!!
- العدوان عند الإنسان والحيوان في علم السيكولوجي المقارن !!!
- هل يشكو الأخ أبو ناجي من اضطراب نفسي !!! تشخيص حالة عبر الها ...
- تجارب الشبكة العنكبوتية بين جحيم واقعي ونعيم افتراضي وإشكالي ...
- العنف: بين ماهيته السوسيولوجية وجذوره السيكولوجية والتربوية ...
- المرأة والمتلازمة الثلاثية: الاضطهاد الاعتداء الاغتصاب/ في ...
- في سيكولوجيا الغربة والاغتراب وتفكيك الأوطان
- الثالوث المحرم والمنتهك - الدين الجنس السياسة - في الفضاء ...
- الثورات العربية والشبكة العنكبوتية بين تداعيات الماضي وإشكال ...
- الثورات العربية و- الربيع الجنسي - !!!
- الربيع العربي وخيار الديمقراطية: الأسباب المخاطر الآفاق
- في سيكولوجيا الكراهية والعنف وتداعياته السياسية !!!!
- سقوط نظام الدومينو العربي ومستلزمات الحفاظ على الانجاز
- بين إسقاط نظام عربي قمعي وبناء الديمقراطية !!!!
- الدين بين جمال علم النفس وقبح السياسة
- في سيكولوجيا العصاب والدين والوسواس القهري الديني وآثاره في ...


المزيد.....




- ترامب: فنزويلا -ترغب في التحدث معنا- رغم تصاعد التوترات والح ...
- مئات الأطنان من النفايات في جنوب إنجلترا تثير تحذيرا من -كار ...
- -لا يهمني-.. ترامب يقلب الطاولة على الديمقراطيين ويدعو حزبه ...
- أبيغيل سبانبرغر.. ضابطة استخبارات تحكم ولاية فرجينيا
- دراسة: المحيطات تفقد اخضرارها ونظمها البيئية معرضة للانهيار ...
- تركيا تتمسك باستضافة -كوب 31- وأستراليا تستبعد الرئاسة المشت ...
- المدرسة الطازية.. معلمة مملوكية في القدس
- يديرها إسرائيلي إستوني.. شبكة غامضة تهرّب الغزيين عبر رحلات ...
- قتلى وجرحى بقصف روسي شرقي أوكرانيا
- -الميكانيزم- في لبنان.. من هي؟ وما دورها؟


المزيد.....

- قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف ... / محمد اسماعيل السراي
- تقديم وتلخيص كتاب " نقد العقل الجدلي" تأليف المفكر الماركسي ... / غازي الصوراني
- من تاريخ الفلسفة العربية - الإسلامية / غازي الصوراني
- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عامر صالح - صعوبات البحث في الظواهر النفسية ومخاطر البساطة في تعميم النتائج على الشعوب !!!!