أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - فاطمة رمضان - فوز مرسي الفرح الحزين















المزيد.....

فوز مرسي الفرح الحزين


فاطمة رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 3777 - 2012 / 7 / 3 - 16:45
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


في الحقيقة رغم انتظاري ككل المصريين لنتيجة انتخابات الرئاسة في مرحلتها الثانية- والتي وجدنا فيها أنفسنا بين شبح عودة النظام القديم، نظام حسني مبارك بما فيه من قبح خصوصاً مع خروج خفافيش الحزب الوطني والتي كانت قد اختفت لفترة، بعد تنحية حسني مبارك ثم بدأت تطل علينا ببجاحة لكي تقول لنا جميعاً نحن ما زلنا موجودين وقادرين علي الفعل رغم الدم الذي سفك، والشهداء اللذين ماتوا راضين شريطة أن تكون أرواحهم ثمن لحياة جديدة لمصر والمصريين، وبين مرشح اسلامي من الأخوان المسلمين بأخطائهم التي رأيناها رأي العين في الفترة التي كانوا فيها أغلبية بمجلس الشعب- إلا أنني رغم إحساسي بالارتياح لعدم نجاح مرشح الفلول شفيق، إلا أنني لم أستطع أن أبتسم- عندما أعلنت اللجنة العليا للانتخابات النتيجة التي توقعتها رغم كل البروباجاندا التي حدثت في الأيام الأخيرة من أنتشار قوات الأمن، وتخويف الشعب المصري من الفوضي والحروب الأهلية التي من الممكن أن تحدث بين الطرفين مشجعي مرسي ومشجعي شفيق، وكأن المعركة أنتقلت من خانة الثورة والثورة المضادة، إلي خانة الأخوان والعسكر- وتذكرت اليوم الذي أزيح فيه حسني مبارك وأتي مكانة المجلس العسكري، فيومها سعدت بإزاحة مبارك، ولكني بكيت كلما كلمني أحد من اقربائي أو أصدقائي أو زملائي في العمل ممن يعلمون أنني كنت معتصمة بالتحرير تقريباً طيلة الـ 18 يوم لكي يهنؤونني بالأنتصار في الإطاحة بالديكتاتور الذي لم يتصور أحد منا أنه من الممكن أن يأتي اليوم ولا نجده يمكث علي صدورنا جميعاً، وكان ردي عليهم هو "عسكر تاني".

أرتياحي لعدة أسباب وهي:

1- هزيمة الثورة المضادة، وقطع الطريق علي عودة أذناب الحزب الوطني والفاسدين.

2- عودة الروح المعنوية العالية لمعسكر الثورة، وهذه الروح التي أحسستها صباح يوم الأثنين 18 يونية عندما بدأت تظهر نتائج ومؤشرات أولية بتفوق مرسي علي شفيق، وهي الروح التي ذهبت إلي عملي فوجدتها في وسط زملائي من معسكر الثورة، ووجدت الوجوم والأكفهرار علي وجوه زملائي من مشجعي شفيق.

3- أنفضاض الحشد الكبير في مدينة نصر صبيحة الإعلان الرسمي للنتيجة، والذي اعتقد أنه كان جزء من استعراض القوة من جانب المجلس العسكري والثورة المضادة (والتي لا استبعد أن يكون فيه نسبة كبيرة من المأجورين، أو من المجندين اللذين يلبسون الزي المدني) للوصول مع الإخوان لتوافق ما قبل إعلان النتيجة ولسان حالهم يقول بأنكم إذا كنتم تهددوننا بالشعبية والجماهير فلدينا شعبية وجماهير.

4- عندما رأيت مئات الآلاف سعداء ويحتفلون في الشوارع بفوزهم علي الثورة المضادة، وعندما سمعت من أحد الشباب وأنا بالقرب من ميدان التحرير يقول بأن هذه أول مرة نحتفل مثل هذا الأحتفال الكبير بشئ بخلاف مباريات كرة القدم.

حزنت ولم أستطع أن أبتسم، فسرت في وسط الجموع المبتهجة وأنا في الغالب مكفهرة الوجه، فسألني أحد الجالسين بجانب فرن بالقصر العيني- ربما يعرفني وأمر من أمامه كثيراً، وربما تناقشت معه ضمن مناقشاتي في الشارع عن الأنتخابات ولمن سأعطي صوتي، فكانت أجابتي في المرة الأولي لخالد علي وفي المرة الثانية لمرسي (رغم اعتراضي علي سياسات الأخوان)-، فبادرني بالقوي مبروك فوز مرسي، هو أنتي مش فرحانة، فقلت له فرحانة، فسألني أمال ما بتضحكيش ليه؟

وفي الحقيقة أن ما حدث معي أثناء سيري في شارع القصر العيني وصولا للتحرير قد أحزنني، فأنا السيدة الغير محجبة وأنا أسير في وسط الجموع المحتفلة، والتي تصنفني علي أني قبطية (في الغالب)، وبالطبع بما أنني قبطية فإنني من أنصار شفيق، فكنت أري في العيون والسلوك تساؤلات وأحاسيس تبدأ من التساؤل لماذا أتيت معنا هنا؟، وصولاً للاحساس بالتشفي، وهذا الإحساس أوجعني جداً، وأشعرني كم أن المجتمع الذي نعيش فيه طائفي في أدق تفاصيله، وسألت نفسي تري ما هو إحساس أخوتنا ورفاقنا في الوطن الأقباط اليوم؟

حزني الأساسي لأنني أعرف جيداً أن الأخوان المسلمين سوف ينتهجون نفس السياسات النيو ليبرالية، والتي طردت العمال من المصانع، وطردت الفلاحين من الأرض، والتي تحرم العمال والموظفين من حد أدني من الأجر لكي يكفيهم وأسرهم الحياة الكريمة، وعندما يتحدثون عن الحد الأقصي يتحدثون عن 35:1 داخل كل مؤسسة، أي أنهم يبيعوننا الوهم، وأنهم مع أصحاب الأعمال في فصل العمال من المصانع والشركات بحجة تشجيع الاستثمار، وأنهم ليسوا مع إحساس العمال بالأمان في وظائفهم من خلال التثبيت، ....

وقبل هذا وذاك فقد كانوا ضد العمال بشكل مباشر عندما وقفوا ضد حق العمال في الإضراب والاعتصام بشكل سلمي من أجل حقوقهم المشروعة، سواء بكل أحاديثهم في الأعلام عن المطالب الفئوية للعمال، وعلي العمال أن ينتظروا، ولا يوقفوا عجلة الإنتاج، كما أنهم وبعد أن مهدوا بأحاديثهم هذه لقانون تجريم الاعتصام والإضراب الذي أصدره المجلس العسكري، ولم يقفوا ضده، ويدعون لسقوطه، كما أنهم لم يسقطوه عندما كانت لديهم السلطة التشريعية بمجلس الشعب، كما أنهم وقفوا وبشكل واضح ضد حرية العمال في تأسيس نقاباتهم، وحاولوا تمرير قانون مشبوه في الأسابيع الأخيرة لمجلس الشعب يفرغ حق الحرية النقابية من مضمونه، بحيث يجعلون الغلبة والهيمنة والسيطرة لاتحاد العمال الفاسد- والذي بقي علي ولائه لأسياده من النظام السابق حتي بعد الثورة بأكثر من عام ونصف فأعلن عن ترشيحه لشفيق- الذي يحلمون بركوبه بدلاً من حسين مجاور وعصابته، وعندما راحوا يكونون اللجنة التأسيسية للدستور نسوا هم وكل القوي السياسية الآخري أن العمال اللذين يزيد عددهم عن 25 مليون عامل بأجر، والفلاحين وكافة القوي الاجتماعية يجب أن تمثل في الدستور بنسب تتناسب وأعدادهم في المجتمع، فوجدناهم يتحدثون عن ممثلين للعمال اثنين، ثم يختارونهم من أنفسهم أو من القريبين منهم.

المهم هو أننا سوف نستطيع استكمال ثورتنا حتي تحقق كل شعاراتها "تغيير... حرية ..عدالة اجتماعية"، وهذا التغيير المفروض أن يتعمق ويتجذر في الفترة القادمة، نستكمل ثورتنا حتي نعيش كلنا مواطنيين في وطن بعيداً عن الطائفية حتي فيما بيننا في المصانع والإدارات الحكومية وفي الشارع وليس فقط علي مستوي الكلام من أعلي عن الوحدة الوطنية ومصافحات شيخ الأزهر والبابا، كذلك سوف نستكمل حتي نأخذ كل حقوقنا في التوزيع العادل للثروة، وحقوق العمال والفلاحين، حقوق المعطلين عن العمل في العمل و بأجر عادل، فوق هذا وذاك حقوقنا في التنظيم بحرية والتي من خلالها نستطيع الوصول لكل هذه الحقوق، ثم الحفاظ عليها، وحقوقنا في كل أشكال المقاومة من إضراب عن العمل والاعتصام التظاهر السلمي.



#فاطمة_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العمال في برنامج الرئيس محمد مرسي
- قانون الأخوان لذبح الحركة العمالية والنقابية
- إطلالة علي الحركة العمالية في مصر(2007-2009)
- خطوات للأمام في حق التنظيم والحرية النقابية- خطوة للخلف في ا ...
- قراءة في أروقة مؤتمر العمل العربي (العفن والبيروقراطية تعشش ...
- يا ليت من أصدروا ما سمي -وثيقة العهد- صمتوا إلي الأبد؟؟!!
- قراءة في برنامج مرشحي الرئاسة فيما يخص العمال ومطالبهم
- الحركة العمالية خلال الثورة المصرية


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - فاطمة رمضان - فوز مرسي الفرح الحزين