أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نعيم عبد مهلهل - ماذا ترك لنا زمن السنيور برايم…………ر…؟















المزيد.....

ماذا ترك لنا زمن السنيور برايم…………ر…؟


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1104 - 2005 / 2 / 9 - 10:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يذكرني والت ويتمان بالشعر الذي ينتمي إلى حزنه الوطني . فلقد كانت أمريكا تمثل بالنسبة له اكتئاب الذاكرة الذي لابد منه ، فكان مثل مجايله أدغار آلن بو يبكي في أشتغالات الشعر مما دفع المؤسسة الأمريكية إلى أن ترمي ويتمان بكثير من الموبقات . حد الذي دفعه إلى الموت في ظل هامش الحياة وهو الشاعر الذي أعتقد أن أمريكا ذات الأصل الإنكليزي لم تنجب مثله .
غير ويتمان تحدث مثقف آخر بمستوى هذا الفهم . وهو من صلب المؤسسة وفي لحظة ابتكاراتها الكونية وصراعاتها الأيدلوجية التي وضحت تماما بعد العملية الخاسرة في خليج الخنازير قبالة كوبا . والمكان لا يبعد الآن سوى بضعة كيلو مترات من معسكر غوانتنامو الذي يحتجز فيه مقاتلي طلبان والقاعدة . أولئك الذين طوروا نشيدهم الدموي من حرب عصابات داخل كهوف تورو بورو الى سيارات مفخخة لاتميز بين الطفل الذي يرسم وردة على رصيف الشارع وبين جندي المارنيز . وهذا المثقف يدعى أرشيبالد ماكليش صاحب الكتاب المهم الشعر والتجربة.يقول وهو موظف في وزارة الخارجية الأمريكية بدرجة مستشار:أن الروح الأمريكية قد تصاب بخيبة أمل على المستوى الحضاري عندما يبقى الأمر هكذا.
الذي نريده مؤسسين رؤانا على ما يجري . أن نجلس لنتأمل وقيعة اليوم العراقي في أيامه الأولى وقد أستظل بقبعة السيد برايمر السفير فوق العادة للبلد الذي ولد فيه الشاعر العظيم والت ويتمان .
أما لماذا أخترت ويتمان وفي أمريكا خيول أصيلة من الأدب مثل شتاينبك وهمنغواي وكابوت وفوكنر . السبب أن أمريكا تعاني من ندرة الشعراء الكونيين كما عند الفرنسيين والإنكليز والعرب. وعلى حد قول أبن خلدون :الشعر صورة المجتمعات.ومنذ أن أحسن ألينا الشاعر سعدي يوسف وترجم لنا رائعة ويتمان أوراق العشب وأنا أرى في شعره صورة للمجتمع الأمريكي ، لهذا أشعر اليوم أكثر من أي يوم أن الرجل بات قريبا مني ، وصرت أراه أمامي فجأة في أزقة مدينتي وساحاتها وكأن الأمر بالنسبة لي كمن لا يدرك في الحساب أن معضلة الأرقام تبدأ مع الصفر . ولكني أخذت بنصيحة أخي الذي يكبرني بعشرة أعوام قوله : من يتذكر قواطع الأمس وحجابات ديزفول التي فضلها علي أنها علمتني كتابة القصة القصيرة ، ينسى ولو لبضع الوقت أن أمريكيا يلبس المرقط ومن النوع الزنجي يفاجئك وهو يتجول بزقاق محلتك ، وكأنه مثلك يبحث عن مقهى مثل تلك التي تكتب فيها قصائدك السومرية ، وحين تؤشر له عليها ، يرد عليك بلغة لاتشبه لغة الأقتحامات الليلية: أسف . أنا أبحث عن مقهى انترنيت.!
وهكذا تحلم أن تضع معقولا ما لما يحدث غير مكترث بما تقوله المكاتب التي يهمها استطلاعات الرأي العام كثيرا فأنت حتما لن تفكر مثلما تفكر هي . ربما لأنك تعلمت من وجع الداخل ومن النفاق الذي ظل فينا يرتجف من المخبرين وعدسات الرقابة وفرز الألوان.تعلمت أن المعادلات الموضوعية قد لا تصلح لوجود يأتي به القراصنة . وأنت نفسك في مراهقتك عندما كنت تشتري قبلة من فم زبيدة ثروت بثمن بيتكم الطيني ، كنت تتمنى أن يأتي إليك هذا القرصان الذي كان يجسد دوره الممثل برت لانكستر لينقذك من كل أولئك الذين يقرعون فوق رأسك طبول الوطنية التي خسروها في حزيران وأيلول الأسود وتل الزعتر وغيرها من مذابح الأخوة الأعداء. ولكنه قدر الأمة الحضاري . وربما يكون هذا القدر ذو الصبغة البغغاوية هو المخلص فعلا . مع الاعتقاد أن عصر المسيح الدجال قد ولى إذا كان حق لنا أن نجعل شبها له في أمتنا التي صارت فيها مدينة دبي التي كانت قبل خمسين عاما تتحسر على قطرة ماء واحدة صالحة للشرب ،صارت واحدة من أحدث مدن الدنيا.ويقال أنها تعدت في أسطوريتها كل مدن ألف ليلة وليلة . في منطق مجد الأمة يكون هذا واحدا من فخارها إذا علمنا أن في فنادق المدينة الأسطورية يباع اللحم الأنثوي لحرائر جمهوريات الاتحاد السوفيت السابق بخمسين دولار للرطل الواحد. وأن برنامج وزنك ذهب الذي يقدمه الفنان نور الشريف خلفا للذي أبدع في دور هولاكو الذي عرض في وقت كان على الأمة أن تستعيد درس سقوط بغداد الفنان أيمن زيدان ،يقول معدو هذا البرنامج :أنه وضعوه بعد أن عجزت الأمم المتحدة على القضاء على الفقر في مناطق الأهوار المجففة وصحراء أفريقيا والصومال ،وأذا شارك تبريزي يحسن العربية فأهلا به على أساس أن الدولة المسلمة أيران قد قدمت طلبا لتكون عضوا مشاركا في الجامعة العربية، فمرحبا . فأنا على يقين بأنها ستدافع عن حقوق العرب أكثر من العرب أنفسهم ،وحتى تركيا ستفعل مثل أيران عندما تصبح عضوا مشاركا،وسيأتي دور بنغلادش وجاكارتا وبروناي .وفي يوم ما ربما سنسمع أن ولاية فلوريدا قدمت طلبا للغرض نفسه.فبعد التاسع من سبتمبر علينا أن لا نستغرب كل ما نسمعه في الفضائيات.فربما غدا يشتري فيدل كاسترو شقة مفروشة في بوسطن ويتقاعد.
لقد ولى زمن ميشيما الروائي المنتحر .الذي أنزعج من ضياء الكمال الروحي،وبط بطنه بسيف ورثه من زمن المقاتلين الأنقياء الذين كانوا يسمونهم الساموراي ، وكان الأجدر بهذا الانتحار هيروهيثو لأنه هو من وقع فوق البارجة ، منقذا بذلك بلده من ويلات قنبلة نووية ثالثة.ورغم هذا لم يقتنع ميشيما وفضل أن يموت على أن لايلب دعوة رئيس شركة تيوتا.
هذا النموذج لم يعد صالحا لفكرة أن تستنكر وجود ضيف ثقيل . ومع إعجابي بأناقة السيد بول بريمر الذي كان حاكمنا المدني!أسعى كمثقف ومن المعجبين بالأدب الأمريكي وشاعره والت ويتمان الى تفسير ذلك الحاجب المرتفع عند الرجل.
أحدهم ردني ، وربما هو على صواب :أنها ضريبة يستحصلها منا لأنه في كل يوم تقريبا يخسر جنديا من جنوده على الأقل .
قلت: ونحن أيضا نخسر من شرطتنا وحرسنا الوطني أضعاف ما يخسرونه هم ونخسر من مدنينا أضعاف الأضعاف !
قال :الأمر مختلف بالنسبة له فهو أستنسخ في مسامع جنوده كلمات السيد رامسفيلد التي تقول :أن الأمر سيكون مجرد نزهة لاأكثر.
وهكذا لكل رؤى حضارية ثمن حتى لو كانت هذه الرؤى يتبناها سقراط نفسه ، فما بالك اليوم بالطرق المستحدثة التي حتى في رغبتها لأزالت ديكتاتور لاتحصل على رضا المنظمة الدولية.
أذن الأمر يكاد يكون مرتبكا . والصورة فيها بعض من ضبابية تلك العسكرتاريا التي تريد بها أمريكا أن تعرف ما هو الثمن . وأعتقد أن البترول لم يعد جائزة فهو موجود أكثر من العراق في السعودية والكويت ودبي العزيزة.
لهذا ينبغي هنا أن ننتبه للتاريخ الذي كان موجودا قبل أن تفكر بريطانيا العظمى من أن تنشأ مجتمعا مدنيا في العالم الجديد . وكما يقول براند راسل الفيلسوف وداعية السلام :إذا عصي أمر علينا ،علينا أن نعود الى الوراء .
وأعتقد أنه كان يقصد العودة الى بابل.وهكذا فالأمر كان حتى خارج حدود خارطة السيد بريمر ذاته . وأن قبعته التي أتى بها استطاعت أن تحدث التحول الذي يحقق مطالب من له عزيز سكن المقابر الجماعية ، وهذا فعل أنساني رائع.ولكن ارتداء القبعات العسكرية ليس طقسا لرد تحايا الامتنان ، وخاصة عندما تعبر حاملة الطائرات نيوجرسي محيطات الأرض كلها لتضع مطعم الساعة في بغداد تحت مداها.فالذي كان فيه يراجع مواقف أيام الحرب الأولى تكفيه رصاصة صغيرة يكلف بها مقرب.كما حدث مع أنديرا غاندي رغم اختلاف طبيعة الاغتيال.ولكن الأمر يتعدى تلك الرصاصة الصغيرة وتهديم مطعم الساعة على زبائنه المهمين في تلك اللحظة . فأمريكا تريد أن تصل الى وعي وجودها.ولو كنت أمريكيا سأهتف :أنها تمتلك الحق في ذلك.فهي تنظر الى الديمقراطية كما يريدها من يظن أنه يطبق وصايا المسيح أو ما تركه موسى في صحائفه ، ولأن البعض لا يدركون اللعبة رفعوا راية العصيان في زمن لاموازنة فيه بين الجيش الأمريكي وآخر كان قد أستورد بساطيل جنوده من رومانيا منذ أواخر الثمانينات .ورغم هذا يظل الحلم العراقي أقوى أحلام الدنيا . وهو لم يخسر حرب بقدر ما ربح الأمل،وتلك رؤيا عليها أن تسكن ذاكرة السيد برايمر حين غادر بلاد النهرين دون عودة ، مذكراً إياه بمقولة لقائد مغولي دخل بغداد وأستقر فيها بعد سقوطها الأول : أنه ما تخلص من شرر عيون أهل العراق وهم ينظرون أليه .إلا عندما أعلن إسلامه..

في 2005 ، / أور السومرية



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذاكرة المكان .. بين المشهد والشاهد تمثال لينين أنموذجاً
- أتحاد الشعب وأتحاد القلب
- ماركس أيها الطيب ..مالذي يحدث بالضبط


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نعيم عبد مهلهل - ماذا ترك لنا زمن السنيور برايم…………ر…؟