أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء فروح - ثنائية القبلات والصفعات على خد الوطن














المزيد.....

ثنائية القبلات والصفعات على خد الوطن


علاء فروح

الحوار المتمدن-العدد: 3775 - 2012 / 7 / 1 - 22:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


........................................................................................................... قلت من قبل أن التيار الإسلامى يستعد الآن لدخول القصر الجمهورى بمصر وها أناذا أكتب مقالى هذا بعد أن جلس مندوبه السامى على كرسى الرئاسة بالفعل بدفع داخلى غير مفهوم تماما ودعم خارجى غير متهاون ولا متباطئ ولا واضح أيضا..كل ما يحدث الآن على أرض الوطن يتم تحت غطاء ضبابى كثيف تغيب فيه الإرادات المتصارعة عن النظر وتسلط الأضواء على هؤلاء الذين يلعبون أدوار البطولة فوق خشبة المسرح الهزلى بينما يظل البسطاء كدأبهم يدفعون تكاليف الإنتاج دون إنتظار مردود ..أى مردود ،بينما المنطقة العربية بأسرها تشهد تبدلات فى مراكز الحكم على نحو لافت للنظر فى وقت واحد وبكيفية دراماتيكية واحدة إلا أنه ليس من الإنصاف بحال عند ذكر الإرادات المتصارعة إغفال النزعة التحررية لدى الشعوب العربية والتى تجلت واضحة فى رفض أنظمة مستبدة عاثت فى الأرض بطغيانها الفساد فنهبت الثروات وكممت الأفواه ..ليس من الإنصاف تصوير الشعوب كقطعة شطرنج يتحكم بها اللاعبون فى الداخل والخارج ..لقد كانت الثورات العربية من الزاوية التاريخية حلقة كبرى من حلقات السعى لتحرير الإرادة الوطنية من سطوة محتل أجنبى أو مستبد محلى ..ومن الإنصاف أن نقرر أن كل حلقة من تلك الحلقات واكبتها درجة من درجات الوعى تزيد على سابقتها وستحصد الشعوب العربية من حصاد الثورة على قدر حصادها من الوعى .وما بين صفعات وقبلات على خد الوطن –مصر- نرصد مايلى :
إن الولايات المتحدة الأمريكية قد عن لها فى منتصف القرن العشرين أن تستخدم قوة الإسلام السياسى التى تشكلت إبان إلغاء الخلافة فى تركيا فى صراعها مع السوفييت بعد أن يتخذ الصراع جانبا عقائديا يتعلق بالكفر والإيمان .ولا شك أن التيار الإسلامى الذى لاحقه عبد الناصر فى ذلك الحين بينما تلقفته المملكة السعودية لتكون أهم داعم له حتى إستعاد قوته فى السبعينيات كان يرى ذلك التعاون على هذا النحو -إننا نحبذ تماما أن نضع أيدينا فى أيدى أهل الكتاب لضرب السوفييت الملاحدة- وقد أثر ذلك التعاون على نفوذ الإتحاد السوفياتى فى المنطقة على نحو ما إلا أنه تجلى تماما فى أفغانستان حيث توجه إليها كل مجاهدى ذلك التيار من كل الأقطار الإسلامية لمحاربة الكافرين و بدعم أمريكى غير محدود ،حتى أننا لا نستطيع أن نفسر سلوك السادات فى مناصرته ودعمه لتلك الجماعات فى مصر من أجل ضرب اليساريين والناصريين خارج ذلك الإطار وقد نجح السادات فى ذلك كما نجحت أمريكا ...إنها إذن الورقة الرابحة إن أجيد إستخدامها ولكنها أيضا وفى ذات الوقت يمكن أن تتحول إلى كابوس حينما يدار ملفها بشكل لا يتفهم حقيقة مرجعيات الإسلام السياسى وقد حدث ذلك ممثلا فى طالبان وفى تنظيم القاعدة ..إن الأمر يشبه تماما السير فى حقل من الألغام حينما يكون السير ضروريا ولابديل عنه ..فلقد تمكن التيار الإسلامى من الشارع العربى مستغلا فساد الأنظمة العسكرية فى معظمها ممنيا بدولة العدل والقوة مستخدما المشاعر الدينية عازفا على أوتارها فى إجادة تبعث على الدهشة بعد أن أوتى مبشروه القدرة والجرأة على تسخير النص الدينى بما يشوه الخصوم ويعبد الطريق هذا من ناحية ومن ناحية أخرى كانت الأنظمة الحاكمة فى كل دول الربيع العربى قد أشرفت على نهاياتها البائسة بعد أن أهلكت الحرث والنسل وباتت جميعها تعد خطط التوريث فى ظل غيبوبة شعبية متوهمة ولم يعد الغد واضحا ولا آمنا لحلفائهم ..كان هناك أيضا وفى مصر تحديدا تيار مدنى قوى ومكافح ينزع الى تحديث الوطن ويشعل شرارة الثورة ،وكان على أمريكا أن تختار بين السير الضرورى فى حقل الألغام أو الإستمرار فى دعم نظام متواطئ لكنه منهار ومرفوض شعبيا أو دعم التيار المدنى التحررى ،وقد إختارت أمريكا بعد أن أثبت الاخوان المسلمون فى كل المواقف أنهم أكثر براجماتية حتى من أمريكا نفسها وأنهم قادرون على التحالف متفهمون لمصالح أمريكا فى المنطقة ومدعومون شعبيا أيضا فى تلك المرحلة ولا يهم مطلقا فى هذا السياق أنهم ديمقراطيون حقيقة أو لا أو أنهم سيبادرون بإحراق السلم الذى صعدوا عليه أو لا لإنها لا تحب هؤلاء الذين يسعون الى التعبير عن ارادة شعوبهم التى تميل الى رفض الوصايات الخارجية ولا تحترم ولاة الأمر المنبطحين ولهذا لم تشأ ان تتواصل مع التيار المدنى ولم يكن ذلك ممكنا
لقد تربع الإخوان على عرش مصر باتفاق المجلس العسكرى والولايات المتحدة وحقيقة ذلك التوافق تكتب الآن فى غرفة مغلقة دونها الموت ..تكتب فى دستور مصر الذى رفضت لجنته التأسيسية الوقوف إحتراما للسلام الوطنى ، لكن المخزى حقا فى كل ذلك هو موقف القسم الأكبر من التيار المدنى الذى لا يرى إلا بعين واحدة .لا يرى أن الإخوان فى هذه المرحلة هم الحليف الأساسى لأمريكا ..لا يرى إلا خيانة العسكر ..لا يرى الإتفاق على تقسيم السلطة على مائدة مانح المعونة العسكرية ..لايرى الصراع الدفين فى عمق الدولة بين النظام السابق الذى يسيطر على مفاصل الدولة مدعوما من أجهزة سياديةوالمجلس العسكرى الأمر الذى دعا توفيق عكاشة إلى مهاجمة أعضاء المجلس العسكرى وعدم التورع فى إتهامهم بالخيانة العظمى ..ان القبلات كانت من الصادقين الذين فاضت أرواحهم فى سبيل الوطن والصفعات كانت من سواهم ومهما زادت القبلات على خد الوطن لن نحصد فى ثوراتنا إلا بقدر ما وعينا .



#علاء_فروح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رائحة البيعة وموسم الحصاد فى ثورات الربيع العربى
- مكاشفة ثورية
- الثورة المصرية وأزمة ما بعد الموجة الأولى
- ملوك ومماليك ..التيار الاسلامى ومعضلة النهضة (4)
- ملوك ومماليك ..التيار الاسلامى ومعضلة النهضة (3)
- ملوك ومماليك ..التيار الاسلامى ومعضلة النهضة (2)
- ملوك ومماليك ..التيار الاسلامى ومعضلة النهضة (1)
- آمال المرأة ومنحنيات الربيع العربى


المزيد.....




- لحظة ظهور البابا الجديد من شرفة كاتدرائية القديس بطرس على وق ...
- الكلمة الأولى للبابا الجديد روبرت فرنسيس بريفوست بعد انتخابه ...
- هل غيرت Google تسمية الخليج من -الفارسي- إلى -العربي-؟
- انتخاب روبرت بريفوست كأول أمريكي في التاريخ بابا للفاتيكان
- بعد لقائه مع ماكرون..الشرع يعلن عن مفاوضات غير مباشرة مع إسر ...
- 8 مايو 1945: -مجازر الجزائريين التي ترفض فرنسا تحمّل مسؤوليت ...
- انفجارات عنيفة تضرب مطار مدينة جامو بكشمير الهندية
- -8 ماي 1945-: فيما يحتفي العالم بـ -عيد النصر-.. الجزائر تست ...
- مجلس النواب الفرنسي يصوّت على قانون جديد لمكافحة معاداة السا ...
- أوشاكوف: روسيا والولايات المتحدة تعملان على عقد لقاء ثنائي ب ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء فروح - ثنائية القبلات والصفعات على خد الوطن