خيانة ام غباء

جابر السوداني

الحوار المتمدن-العدد: 3773 - 2012 / 6 / 29 - 15:31
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

من المؤكد تماما إن الأديان والعقائد المذهبية لا تنفك تتزاحم وتتصارع فيما بينها ولا يمكنها أن تتعايش بسلام على ارض واحدة إلا في ظل دولة قانون ومؤسسات راسخة تمنع تصادم العقائد بين مكونات شعبها وتظمن للجميع حرية التعبد ، وفي الكثير من الحالات لا يمكن للطوائف والأديان أن تتجاور دون إن تخوض حروبا وسفك دماء وهذه حقيقة أكدتها تجارب التاريخ مرارا وتكرارا ولا حاجة لتقديم دليل على ذلك.
لكن الشارع الشيعي في العراق عندما أعلن وبحماسة منقطعة النظير عن معاداته للعلمانية ومشروع الدولة المدنية وتعاطف مع القوى الإسلامية السلفية التي كانت تتهيأ للوثوب على السلطة في بلدان الربيع العربي وأكد دعمه ورغبته في إسقاط أنظمتها (باستثناء نظام البعث سوريا طبعا ؟ ) وتمنى وصول هذه التيارات الدينية والسلفية للحكم ولم يلتفت إلى خطورة هذه الحقيقة ولم يعير إي اهتمام لتأثيراتها على الأمن والسلام في عموم الشرق الأوسط الذي بات ألان مهددا بحرب طائفية تطال الجميع وتشغلهم عن طموحات إسرائيل في التوسع مرة أخرى إن الحرب الطائفية الواسعة في الشرق الأوسط تأكدت اليوم أكثر من إي وقت مضى وأصبحت قاب قوسين أو أدنى خصوصا بعد أن فاجأنا الرئيس المصري السلفي ( والذي تمنى له الشارع الشيعي وصولا ميمونا للحكم ) واعتبر الشيعة اشد خطرا على الإسلام من اليهود وهو طبعا يظن نفسه مكلفا من قبل الله بالدفاع عن الإسلام ومقاتلة أعداءه ، إذن فليحصد الشارع الشيعي ثمن أمنياته الغبية ومعاداته للعلمانية ومشروع دولة المؤسسات المدنية.
ومن المؤكد إن الجيل المقبل سوف يتسأل عن سبب هذا الغباء كما تساءلنا نحن بعد ثمانين سنة عن سبب صدور الفتوى التي حرمت على آبائنا الوظائف الحكومية والتعليم في المدارس والجامعات والانخراط في الجيش بعد سقوط الدولة العثمانية وهل أن الذي أصدر هذه الفتوى كان خائن أم غبي

#جابر_السوداني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات