أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فايز شاهين - شُلّت يدُ كلّ عابثٍ بأمن ومستقبل الوطن














المزيد.....

شُلّت يدُ كلّ عابثٍ بأمن ومستقبل الوطن


فايز شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 1103 - 2005 / 2 / 8 - 11:00
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


شُلّت يدُ كل عابثٍ دمّر اقتصاد الوطن وحوّل حياة المواطنين إلى جحيم، فتفشّت البطالة وانتشر الفقر. شُلّت يدُ كلّ عابثٍ لص سرق موارد الوطن وبنى بها قصوراً في الداخلِ والخارج أكثر من عدد المدارس في البلاد، واستثمر أموال النفط لحسابه الشخصي، فأصبح يملك البلايين من الدولارات في البنوك المحلية والخارجية. شُلت يدُ كل عابثٍ سرق أموال الوطن واستلم الملايين من الدولارات دون عمل. شُلت يدُ كل عابثٍ حوّل مبيعات ملايين من براميل النفط لحسابه الخاص أو حسابها الخاص وصرف الكثير من هذه الأموال على الداعرات في الداخل والخارج.
شُلت يدُ كلّ عابثٍ ضرب إسفيناً بين المواطنين وزرع الكراهية بينهم فأصبح الوطن يعيش جاهلية بعد جاهلية، فهذا شيعي (رافضي) وهذا طرش بحر، وهذا خضيري، وهذا قبيلي، الخ. شُلت يدُ كلّ عابثٍ أثار فتنةً طائفية واضطهد المواطن وكفّره وضرب عليه حصاراً إعلامياً واقتصادياً. شُلت يدُ كلّ عابثٍ طبّق القانون على الفقير وترك الغني ينهب دون عقاب، فأصبح الوطن يعيش واقع الحديث الشريف: إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد. شُلت يدُ كلّ عابثٍ تعامل مع المال العام على أنه ماله الخاص فاشترى به ذمم الناس واستغل حاجتهم واشترى بها الصحافة الصفراء والكُتّاب المأجورين من عرب وعجم.
شُلت يدُ كلّ عابثٍ صرف البلايين من الدولارات من قوت الشعب لنشر الفكر المتطرف في كل مكان والمتاجرة بالدين ودعم فكر الكراهية والحقد والإرهاب. شُلت يدُ كلّ عابثٍ أنشأ مراكز الإرهاب العالمي على شكل مراكز "إسلامية" ومعاهد ومؤسسات "خيرية" تنشر الدمار والحقد والكراهية والحروب الأهلية في كل بلاد لامستها شرارة الفكر الوهابي. شُلت يدُ كلّ عابثٍ ساهم في دمار الوطن والأوطان بنشره الخبائث فدخلت دول عديدة في قتال طائفي بين المسلمين بسبب هذه الأفكار القذرة.
شُلّت يدُ كلّ عابثٍ ساهم في تنفيذ مخططات السي آي أيه في أكثر من وطن، من شيلي ونيكاراجوا ولبنان وغيرها، وساهم في تمويل أكثر من عملية تفجير واغتيال وانقلاب فيها. شُلت يد كلّ عابثٍ موّل وساهم في استمرار حرب بين جارتين أكلت الأخضر واليابس وأتت على أكثر من مليون قتيل وعدة ملايين من الجرحى ودمار كلّف أكثر من ثلاثمائة بليون دولار، لا تزال تعاني منه هاتين الدولتين. شُلت يدُ كلّ عابثٍ ساهم في استمرار الجرائم الإرهابية في العراق بفتاواه التي اشتهرت بأنها فتاوى حز الرؤوس، فتاوى الطائفية والدمار.
شُلّت يدُ كلّ عابثٍ لازال مستمراً في انتهاك حقوق الإنسان بمجملها، من حرية التعبير إلى الاعتقالات والتحقيقات دون استناداً إلى قانون، إلى التعذيب والرمي من الطائرات، إلى الطرد من الوظيفة والمنع من السفر. شُلّت يدُ كلّ عابثٍ استغل الدين لأغراضه الدنيوية واعتبر نفسه مُنـزّلاً من الله ليكون (حاكماً) مطلق اليد له الحرية في أن "يهب" الحياة أو "يأخذها". شُلت يدُ كل عابثٍ أفتى للحاكم وبرّر له أفعاله المخالفة للدين مقابل منصب ومال، فصار الحاكم أشبه بإله، لا يُخطأ ولا يُحاسب على خطأ أو جريمة.
شُلّت يدُ كلّ عابثٍ أفتى وكتب ونشر كل أفكار الكراهية والتطرف والطائفية وقام بتدريسها لأطفالنا على أنها من الإسلام. شُلّت يدُ كلّ عابثٍ حوّل التآخي بين أبناء الشعب الواحد إلى أعداء وقام بتطبيق مقولة: فرّق تسد، بين المواطنين، لا بين أعداء الوطن. شُلّت يدُ كلّ عابثٍ حول الوطن إلى بؤرة ومركز لصناعة وتصدير التطرف والكراهية والإرهاب. شُلت يدُ كلّ عابثٍ ساهم ولا زال يُساهم في تمويل الإرهاب تارةً بصمته على الإرهابيين من أهل الفتاوى أعضاء "مجلس الإفتاء الأعلى ومجلس القضاء الأعلى" وغيرهم من مشايخ "جوقة الستة وعشرون"، وتارةً بطباعة هذه الفتاوى وتوزيعها مجاناً في كل مكان، وتارةً بتمويل الحركات المتطرفة المنبثقة من الفكر المتطرف لتحرق الوطن وخارجه.
شُلت يدُ كل عابثٍ بأمن الوطن الذي حوّل أمنه إلى خوف، وخيره إلى حاجة وفقر وفاقة، وسلامه إلى حرب، وتسامحه إلى كراهية. شُلّت يدُ كل عابثٍ بمستقبل الوطن، فجعله غامضاً ومظلماً وأكثر سواداً من الليلة الظلماء. شُلّت يدُ كل عابثٍ بمستقبل الوطن الذي أصبح في مهب الريح تتلاقفه أمواج الفساد الإداري وسرقة المال العام وغياب المحاسبة والدَين الحكومي واهتراء البنية التحتية وتدني الخدمات الصحية والتعليمية وانتشار الفقر والبطالة وانتهاكات حقوق الإنسان في مجملها وحقوق المرأة والأقليات خصوصاً.
شُلّت يدُ كلّ عابثٍ ديكتاتور وحاكم فاسد ومُفسد الذي جعل واقعنا مأساة ومستقبلنا في المجهول. شُلت يدُ كل حكومة لا تُطبق الديمقراطية ولا تحتكم إلى دستور ولا يوجد بها نظام قضائي مستقل يُحتَكَمُ إليه ولا يستطيع الفرد المواطن البسيط الحصول على حقوقه التي ضمنها الله له وضمنتها له القوانين الإنسانية في كل مكان. شُلّت يدُ كلّ الحكومات العربية الحاكمة التي لم تُقم عدلاً ولم تقضي على الجهل والفقر والمرض.



#فايز_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معاً ضد الإرهاب الحكومي المنظم
- يوم الغضب العراقي
- ستون ألف مسجد ... مائة ألف لقيط
- آل سعود والوهابية: لا يسقط أحدها دون الآخر!
- النازية الوهابية في شكلها الجديد: ناصر العمر
- الزحف الكبير: هل فشل الفقيه وهل نجحت الحكومة السعودية؟
- قبل الحوار الوطني الخامس: نحن والآخر، أين نحنُ من نحنُ؟ - ال ...
- قبل الحوار الوطني الخامس: نحن والآخر، أين نحنُ من نحنُ؟ 2/2
- ملك الأردن للرئيس بوش: لقد ورثنا العمالةَ لكم أباً عن جَد
- وكر الدبابير: العائدون إلى الديار
- أين أنتِ يا وزارة من جماعة المصلّى ومدارس تحفيظ القرآن؟
- انحسار التيار الوهابي وتساقط شعاراته
- الذكرى الخامسة والعشرون لشهداء انتفاضة 1400 هـ
- الانتخابات البلدية: إماّ التأجيل لضمان مشاركة المرأة أو المق ...
- سعود الفيصل يدافع عن سنة العراق ويضطهد المرأة السعودية
- إلى سلمان العودة: ترى الجدار بيني وبينك
- عقدة النقص: العقدة المزمنة عند الشيعة في السعودية
- قالوا وقلنا في هموم الطائفة والأمة
- صقور فقط للدفاع عن الحقوق
- ولا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون


المزيد.....




- تحليل لـCNN يكشف: استخدام ذخائر أمريكية الصنع في غارة إسرائي ...
- مطعم في دولة عربية ضمن قائمة الأفضل بالعالم
- العلم الفلسطيني يُحرّك السجال حول إيتيكيت اللباس في البرلمان ...
- بعد سلسلة من الهجمات.. العراق يعزز حماية مطاعم ومنشآت أمريكي ...
- روسيا تضرب خمس مناطق مختلفة من مدينة خيرسون الأوكرانية ملحقة ...
- أكثر من 40 قتيلا في غارة استهدفت مدرسة للأونروا في قطاع غزة ...
- مدينة عراقية تستعين بخطباء -صلاة الجمعة- لترشيد استهلاك الكه ...
- غزة: مقتل عشرات الأشخاص في غارة تبنتها إسرائيل على مدرسة للأ ...
- وليد العمري: إسرائيل تروّج لرفض حماس خطة بايدن
- فولفو تكشف عن -جواز سفر- بطاريات سياراتها الجديدة


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فايز شاهين - شُلّت يدُ كلّ عابثٍ بأمن ومستقبل الوطن