أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - انتقالُ الصراعِ المصري داخل الدولة














المزيد.....

انتقالُ الصراعِ المصري داخل الدولة


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3771 - 2012 / 6 / 27 - 09:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عبرت نماذجُ الدول العربية في مرحلة الانتقال من الشمولية إلى الديمقراطية، من سيطرةِ طبقةٍ على المُلكية العامة إلى تعددِ هذه السيطرة بتوزعها على النخب الغنية، إلى ظهورِ تنوعٍ في هذه النماذج وعدم قدراتها كلها على تحقيقِ تحولٍ ديمقراطي عميق.

الأمرُ يعود لتشتتِ الفئاتِ الرأسمالية ومجيئها من جذورٍ مختلفةٍ متضادة، وبدا واضحاً أن الجذور البيروقراطية العسكرية والسياسية هي الأقوى في تحديد ملامح الطبقة الجديدة التي تتكون.

وإذا كانت تونس تشذلا عن كل المنطقة العربية الإسلامية وجاءتْ بطبقةٍ جديدة شبه كلية من خارج النظام الاجتماعي فهي حالةٌ متفردة، تمثل تراكمية ديمقراطية اجتماعية لكنها لا تخلو من بقايا شمولية في الحكم السياسي وفي الحكم الاجتماعي، عبر المنبثين في الأجهزة وفي المستغلين للنصوص الدينية للهيمنة التقليدية.

ولهذا فإن نظيرتها العراقية التي جلبتْ طبقةً جديدة كلية من خارج النظام السابق لم تكن مثلها إطلاقاً، لكونها جماعات من الإقطاع المذهبي المتعدد الأشكال المهيمن على الطوائف والقوميات ولم يستطع الأكرادُ في مقاربتهم للحداثة أن يشكلوا أي انصهار وطني قومي لكون الطائفتين الشيعية والسنية يهيمنُ عليهما الإقطاعُ وهما السائدتان في الوطن.

البلدان الأخرى ترفض فيها قوى مذهبية سياسية العمل والاختلاف داخل البناء الوطني كالبحرين لخلقِ طبقةٍ جديدة قائدة للأجهزة الحكومية والتحول الديمقراطي، هي شبيهةٌ بالحالة العراقية حيث يَمنعُ مشروعُ رأسمالية حكومية شمولية خارجية من الانصهارات الوطنية الشعبية ومن تشكيل بناءات جديدة توزع الثروة بأشكال مختلفة عن الماضي. أي أن تكون أجنةٌ لأنظمةٍ رأسمالية ديمقراطية.

المستوى المالي والمستوى الأيديولوجي والمستوى السياسي لقوى المعارضة البحرينية ولمستوى القوى الحكومية العراقية وكذلك للقوى الحاكمة اللبنانية لا يَسمح لها أن تندمجَ في النظام أو أن تقبل الانصهار الوطني الاختلافي الديمقراطي، فتعيشُ هذه البلدانُ حالات التفتتِ والصراعات غير المنتجة.

ولهذا تكتسبُ الحالةُ المصرية شكلاً نموذجياً في الأمةِ العربية المتعددةِ التطورِ والمتعددة النماذج، فجانبا الطبقةِ المسيطرة سياسةً إداريةً عسكرية، ومذهبيةً اقتصادية شعبية، نموذج المجلس العسكري، ونموذج الإخوان المسلمين، المتصارعان خلال عقود التباين الاجتماعي السياسي، جاءَ التاريخُ الراهنُ ولصقهما مع بعض بعضا لصقاً وليس تذويباً وانصهاراً.

هذا اللصقُ نتاجُ الضروراتِ الموضوعية لتشكيل طبقةٍ رأسماليةٍ جديدة، طبقةٌ من نوعٍ مختلف، تشكلُ تحولاً نوعياً تجاوزياً، وتنفي مستوى القوتين السابقتين الحكومية العسكرية والمذهبية المحافظة الدينية التقليدية، تجعلهما تنصهران في بوتقةِ التحول النوعي الجديد الديمقراطي.

الإخوان ليس ثمة فيتو عليهم يمنعهم من التعاون مع المجلس العسكري، مثل القوى الشيعية السياسية في البلدان الأخرى، لكن القوتين المصريتين تعملان ليس خارج التأثيرات الوطنية والعربية والعالمية، لكنهما مستقلتان، وهما أيضاً من مستويين اقتصاديين اجتماعيين مختلفين، فالمجلسُ يمثل قمة الطبقة التي استولت على العَيش المصري خلال نصف قرن، والإخوان يمثلون القوى الرأسمالية الصغيرة والمتوسطة المخنوقة من تلك الهيمنة التاريخية.

لكن هذه القوى الأخيرة تصعدُ مزحزحةً خصمَها التاريخي حسب قدراتها ومصالحها وتحالفاتها، وسوف تدخلُ في مصاهرة معه، وزغاريدُ هذه المصاهرة بدأتْ منذ أن رُسم بيتُ العرسِ الثنائي، وتم تقاسم النفوذ على الشارع والأجهزة المنتخبة، وتم استبعاد مرشحين عديدين يمثلون قوى أخرى وسطية وشعبية حتى برز قطبا الإقطاع السياسي والإقطاع المذهبي، مُعبرين عن استقطاب المجتمع المصري في تحوله من الإقطاع إلى الرأسمالية، هذه العملية التي أخذت قرنين من دون نجاح، لعدم قدرة المجتمع على إنتاج طبقة وسطى حرة من خلال الصناعة الخاصة، فجاءتْ الصناعةُ الحكوميةُ وسرقتها من خلال البيروقراطية، وجاءتْ رساميل طفيلية من التجارة والبيوت المالية وزكاة المؤمنين، لتعقدا مرحلةً جديدة، فهل تُنتج طبقةٌ وسطى حرةٌ من هذا الزواج أم تتحولان إلى خديجٍ اجتماعي وكائنٍ مشوه لا هو إقطاع ولا هو برجوازية؟

هذا هو دورُ الديمقراطية، ودور(قوى الشعب العامل) التي خُدعَت بالاشتراكية والحزب الوطني والإخوان أن تكتشفَ وراء التسميات الإيديولوجية عن قوى طبقية، ومصالح اجتماعية لطبقاتٍ عليا في حالاتٍ من الصراع وتقاسم النفوذ وأن تمنع استغلالها السياسي، وتوجهها نحو المصالح الجماهيرية، وتخفف من غلوائها وتمركزها على مصالحها.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النشأة المبكرة للتحديث
- الدولةُ والدكتاتوريةُ الروسية( ٢-٢)
- الدولةُ والدكتاتوريةُ الروسية (١-٢)
- الصراعُ بين التقليديين في ذروتهِ بمصر
- تطور مشترك للديمقراطية في المنطقة
- مناضلون بلا قواعد
- الزلزالُ السوفيتي والانهيارُ العربي
- الاشتراكيةُ من حلمٍ إلى كابوس (٢-٢)
- الاشتراكية من حلم إلى كابوس (١- ٢)
- مصر والعجزُ عن تشكيلِ طبقةٍ وسطى حرة
- من رأسماليةِ الدولةِ إلى الرأسماليةِ الحرةِ
- الماديةُ والعلوم (٢-٢)
- الماديةُ والعلوم (١)
- إلتقاءُ الطائفيين ب (اليساريين)
- رأسمالياتُ الدول العالمية
- الاستعمارُ والديمقراطيةُ (٢-٢)
- الاستعمارُ والديمقراطية (١-٢)
- التحديثُ من قلبِ المدن
- هل هي ثوراتٌ أم غزوات؟
- العوامُ الخطرون


المزيد.....




- بولتون لـCNN: النظام الإيراني في ورطة ولا أساس للأمن بوجوده. ...
- الأحداث تتسارع والضربات في تزايد.. هل تنذر المؤشرات بنهاية و ...
- حفل زفاف طفلة في ديزني لاند باريس يثير استنكاراً واسعاً وتدخ ...
- بالاعتماد على استخبارات مفتوحة المصدر.. تقرير يُرجح أن إسرائ ...
- هل عقد ترامب العزم على إسقاط النظام في إيران؟
- أطفال بدو سيناء في وجه السياحة.. حين يتحول التراث إلى مصدر ر ...
- 7 أنواع من الجبن قد تفسد أطباق المعكرونة
- مخاوف أوروبية من إغلاق مضيق هرمز
- مغردون: هل وصلت المواجهة بين طهران وتل أبيب إلى ركلات الترجي ...
- شاهد.. السرايا تستهدف قوات إسرائيلية بصاروخين روسيين موجهين ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - انتقالُ الصراعِ المصري داخل الدولة