أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محيي الدين ابراهيم - مصر على حافة الصراع














المزيد.....

مصر على حافة الصراع


محيي الدين ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3768 - 2012 / 6 / 24 - 04:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




لا حرية مع الجهل ولا قيم مع الجوع.
العبث السياسي هو السيناريو الوحيد الذي تعيشه مصر الآن، فبعد أن حددت كتلة تصويتية غير مثقّفة الإخوان والفلول والعسكر كوريث شرعي للثورة بعد اقصاء كل الثوريين عن المشاركة ولو بالنذر اليسير من كعكة الحكم الذين هم أولى به فإن الصراع والعنف سيكونان الملمحان الرئيسيان في المرحلة القادمة لاشك في ذلك، واتباع الفريقين ( الإخوان والعسكر ) سيحولون مصر إلى جزائر تسعينيات القرن الماضي حينما انتقل الصراع فيها بين الاسلاميين والجيش الى الشارع وراح ضحاياه عشرات الآلاف من الأبرياء وكادت أن تضيع فيه الجزائر ايضاً.
انني أنحاز انحيازا كاملا للجيش المصري، وأؤمن أنه الدرع الواقي لمصر من ان تتحول إلى دولة طائفية وانه الضامن لمدنية الدولة ولكني لست متفائلا بالطبع، فالقادة العسكريين في مصر مازالوا لا يستطيعون ( هضم ) مسألة ان يكون رئيس مصر مدني، وتقول كواليس الشارع السياسي في مصر ان الذي يتزعم هذا التيار الرافض هم جهاز المخابرات العسكرية، وأنهم اصحاب كل الخطط في عرقلة نقل السلطة حتى الآن.
لقد قام القادة العسكريين بتحضير ( العفريت ) اثناء الثورة بتحالفهم مع تيار الاسلام السياسي لتأمين الحشد الشعبي ضد وراثة جمال مبارك لعرش مصر، وزيادة تكثيف الضغط الشعبي لإنجاح الثورة، وليس ذلك وحسب بل والوقوف ضد الدستور بالسماح لهم بتكوين احزاب ذات مرجعية دينية حتى أن أول حزب سياسي خرج للنور بموافقة ومباركة المجلس العسكري وقبل مرور ثلاثة اشهر على الثورة كان حزب الوسط لأبو العلا ماضي صاحب الميول الإخوانية والمرجعية الدينية، قاموا بتحضير ( العفريت ) وعجزوا عن صرفه.
تقول كواليس الشارع السياسي أن محمد مرسي نجح بفارق تسعمائة ألف صوت وكسور عن منافسه الفريق شفيق، وكان الاتفاق أن يخرج محمد مرسي ليعلن فوزه أمام الناس ثم يخرج أحمد سرحان، المتحدث الرسمي باسم حملة الفريق أحمد شفيق، بعد إعلان الفوز ليهنئ محمد مرسي، ولكن الذي حدث أن أحمد سرحان، المتحدث الرسمي باسم حملة الفريق أحمد شفيق طلب مهلة يستشير فيها الفريق احمد شفيق ثم خرج بعد دقائق ليعلن أن الفريق شفيق يرفض تهنئة محمد مرسي بحجة أن شفيق فائز بنفس نسبة فوز مرسي وهي 52%!!.
لا ندري مالذي حدث في النصف ساعة ما بين الاتفاق على اعلان فوز مرسي وتهنئة شفيق له وبين تراجع شفيق عن التهنئة واعلان الصراع، من وراء هذا الصراع؟ من وراء انقسام الشارع المصري الحاد؟ ملايين في مدينة نصر وملايين في ميدان التحرير ومصر قاب قوسين أو أدني من حرب الشوارع وحرب العصابات.
لا شك أن الحكم في مصر استبدادي ولكنه بعد الثورة من دون مستبد، والانتخابات الرئاسية يبدو أنها تهدد بكارثة على مصر، لقد أصبحت مصر جسد برأسين، رأس ترتدي كاب ورأس ترتدي عمامة، وكلا الرأسين تتناطحان من فوق كتف واحد، كتف الوطن الذي كادت أن تتمزق عروقه من شدة نطح الرأسين المتنازعين.
بإقرار الإعلان الدستوري المكمل يكون الانقلاب العسكري الناعم قد حدث بالفعل رغم الممارسات الديموقراطية الهزيلة والمنقوصة التي تجري في الشارع المصري، ومن ثم فالغموض يحيط بمستقبل مصر والثورة المصرية بعد نحو16 شهرا من اندلاعها, فالعسكريون بعد60 عاما من الحكم العسكري لا يمكنهم تخيل هدم أسس النظام القديم الذي يطلق عليه الدولة العميقة ورغم أن المؤشرات توضح إحكام قبضة المجلس العسكري علي السلطة قرب موعد تسليمها, إلا أن هذه القبضة وفي ظل تنامي رفض القوي الثورية والإسلامية لحكم العسكر تنذر باحتمال اندلاع مواجهة سياسية وربما مواجهة مسلحة في المستقبل القريب.
لقد أخطأ المجلس العسكري بتعطيل عمل مجلس الشعب في هذا الوقت بالذات وقبل انتخابات الرئاسة؟, ولست أدري كيف يكون المجلس العسكري له اليد العليا في كل شئ ويتخوف من صعود تيار بعينه لا يملك أي صلاحيات إلا تلك التي يسمح بها العسكريين أنفسهم؟ لقد أدت الممارسات السياسية الأخيرة بين كل النخب السياسية في مصر إلى الإيحاء بأننا نحيا عملا دراميا هزليا وفاشلا لا يحمل في شكله النهائي سوى جملة من الأخطاء والمشاهد الهابطة: علي المجلس العسكري أن يتخلى عن السلطة، ويجلسوا على طاولة المفاوضات مع القوى المدنية دون تغليب قوة على قوة مع كامل الاحترام وادراك خصوصية المؤسسة العسكرية وكذلك مع عدم تقويضها للحكم المدني عمدا.
لاشك أن قوة الجيش أكبر من المطالبين بالتغيير والمعارضين له، والكرة الآن في ملعب العسكريين وليست في ملعب الإخوان المسلمين، فالجيش يملك القوة والعتاد والقدرة والهيمنة حتى ولو كان خارج الحكم وخارج السلطة، أما القوى المدنية فلا تملك سوى أداة الديموقراطية، لذا فلتكمل المؤسسة العسكرية جميلها تجاه مصر والثورة وتعطي الفرصة للقوى المدنية التي اختارها الشعب في البرلمان والرئاسة لنختبرهم السنوات الأربع القادمة، فإن أصابوا فقد أصابت معهم المؤسسة العسكرية، وإن أساءوا فلن يضر المؤسسة العسكرية أن تنقلب عليهم لصالح مصر في ساعة زمن واحدة.
مصر لن تتحمل صراع أبناءها، ولا نتمنى أن يأتي اليوم الذي يأكل فيه المصريون بعضهم بعضاً، عاشت مصر شامخة قادرة سالمة من كل سوء ومحفوظة من كل شر.



#محيي_الدين_ابراهيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تويتر، إخوان مصر وسيناريو نكسة يونيو
- لن تنسى لكم مصر هذه الفعلة النكراء
- الخبل السياسي المعاصر في مصر
- تويتر
- إذن ستبتلع الإخوان المسلمون الطُعم!!
- كل الطرق في مصر تؤدي إلى انقلاب عسكري
- هل المطالبة بإعدام مبارك تهدئة للشارع قبل 25 يناير؟
- مازالوا يسرقون مصر ويدافعون عن الثورة!
- مجزرة ماسبيرو والقصر العيني ومحمد محمود هل كانت لتبرئة مبارك ...
- ماذا لو حكموا على مبارك بالبراءة؟
- محروس سليمان ومصريون أضاءوا وجه مصر
- مسرحية سيدتي الجميلة المصرية أفضل من الأمريكية
- شيزلونج صرخة ثورية للشباب على مسرح الشباب
- نجيب محفوظ في ذكراه .. مبدع لا يعرف الرذيلة
- مصر تنتحر
- إلى هؤلاء المحسوبين زوراً على أقباط مصر الشرفاء
- قالوا له بمطار ألماظة: مصر بنت الجيش يا ريس
- الولايات المتحدة الأمريكية: أنا ربكم الأعلى !!
- أي -بن لادن- اليوم الذي يخدعنا الأمريكان بأنهم قتلوه في 2011 ...
- نجيب محفوظ في ذكراه رجل الثورة الصامتة


المزيد.....




- عراقجي لشبكة إن بي سي: خيار التفاوض أو الحرب متروك للأميركيي ...
- الجامعة العربية تدين الهجوم الإسرائيلي على إيران وتدعو للتهد ...
- خبراء فرنسيون يدونون آثار غزة تفاديا لمحو ذاكرتها التراثية
- الأرصاد الجوية في المغرب: سنة 2024 الأكثر حرارة في البلاد
- كيف يعمل الصحافيون الأجانب على وقع إخطارات الجيش والإنذارات ...
- كيف تستفيد إسرائيل وإيران من الحرب لتجريب الأسلحة والتقنيات ...
- الاتحاد الأوروبي يُضيف الجزائر إلى قائمة الدول عالية المخاطر ...
- ترامب غير متفائل بقدرة الأوروبيين على المساعدة في إنهاء النز ...
- مسؤول عسكري إسرائيلي: إيران بدأت بالتعافي على صعيد الدفاعات ...
- محكمة تونسية تصدر حكما غيابيا بالسجن 22 عاما على المنصف المر ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محيي الدين ابراهيم - مصر على حافة الصراع