أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محيي الدين ابراهيم - لن تنسى لكم مصر هذه الفعلة النكراء















المزيد.....

لن تنسى لكم مصر هذه الفعلة النكراء


محيي الدين ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3740 - 2012 / 5 / 27 - 08:48
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



الإخوان المسلمون الذين فازوا بنصف الأصوات في الانتخابات البرلمانية تصدروا نتيجة انتخابات الرئاسة بصعوبة، وهذا لأنهم لم يجدوا حلولا لمشكلات الشعب، تلك التي يعانى منها، كما أنهم أخطأوا عندما اعتقدوا أن «خطابهم الديني» يكفى لوقوف الناس خلفهم كما حدث من قبل، بينما استخدم شفيق رسالة محددة وهى أنه «يملك الخبرة السياسية وسيحقق الأمن والاستقرار للبلاد وسيستخدم الجيش لقمع الفوضى».
الشعب المصري طيلة وجوده الحضاري شعب متدين لكنه لا يقبل أن يحكمه رجل دين، طيلة وجوده الحضاري لا يثق في رجل الدين كحاكم قائد فارس ولكنه يثق فيه كثوري معارض عنيد لا يحق له اعتلاء كرسي الحكم أبداً.
كان حلم المصريين بعد الثورة أن يكون البرلمان هو الكيان المعارض للحكومة وتغلب عليه المرجعية الدينية أما الرئيس فيجب أن تغلب عليه الصفة العسكرية حتى ولو كان لا يفقه شئ في السياسة فمصر ملأي بالمستشارين والخبراء العظام من كل لون وطيف وعلم ليعلموه ويسندوه ويؤازروه، فالرئيس ليس رئيسا بمفرده ولكن بمن حوله، ومن هنا كانت المفاجأة التي لم يتوقعها أحد وهي أن الفلاحين والعمال وحتى بدو الصحراء في مصر بنسبة تخطت 25% من حجم الأصوات الانتخابية قاموا بالتصويت للجيش في شخص ( الفريق ) أحمد شفيق بالرغم من كونه عدو الثورة رقم واحد وصديق المخلوع رقم واحد وآخر رئيس وزراء للمخلوع في عمق الأزمة وحتى بعد التنحي ببضعة أيام وصاحب المقولة الشهيرة " سأرسل البونبوني للثوار في ميدان التحرير" حتى أطلق عليه الثوار شفيق بونبوني.
الشعب المصري يدرك أن الجيش هو الضامن الوحيد لمدنية الدولة وهو الضامن الوحيد لحقوق طوائف الشعب المختلفة مهما كان حجمها صغيرا أم كبيرا وهو ما لم تنجح في التلويح به جماعات الإسلام السياسي على الإطلاق بصورة واضحة غير ملتوية لتبث بذلك التلويح الطمأنينة للشعب حتى بعد أن اعتلت واحتلت النقابات والبرلمان ومجلس الشورى.
الشعب المصري مر بمراحل تاريخية حرجة كادت أن تبيده من على خارطة العالم كما أبادت انجلترا والبرتغال واسبانيا ممالك الهنود الحمر في القارة الأمريكية لحساب الجنس الأبيض الأوروبي، وربما من أحرج لحظاته الكثيرة التاريخية لحظتان اذكرهما:
الأولى حينما خرج منتصرا على الفرنساوية في معركة المنصورة ليجد الملكة شجر الدر زوجة الصالح أيوب قد قتلت كل أمراء مصر بمن فيهم توران شاه ولي العهد بعد أبيه وماتت هي أيضا لتصبح مصر بلا قائد أو رئيس أو حاكم وجاء من استغل الفرصة في ضياع مصر وقلة حيلتها وهي واقفة بين أمم العالم بلا رأس، جاءها من يهددها، جاءها رسول المغول يطلب من الشعب تسليم القاهرة وتسليم مصر التي أصبحت بلا ملك ولا رأس يحكمها.
لم يدرك رسول التتار والمغول أن شعب مصر هو الرأس والجسد معا وان حاكم مصر زائل وأن رحم الوطن خصب وولود، وذهب الشعب المصري في هذا الظرف المظلم ليستعين برجال الدين المشهود لهم بالعمل الثوري والكبرياء الوطني لتكون النصيحة في قائد عسكري قوي هو " محمود " وكان ضابطا قويا ذا بأس تربي في الأسواق وسط المصريين وحارب ضد كل غزاة مصر وشارك في بعض أعمال السياسة ووضع شروط الجلاء الفرنسي فعرفه المصريون فارساً قويا في ساحات المعركة وسياسيا محنكا في ساحات الدبلوماسية فاختاروه ليقودهم للنصر على المغول بل ويقود العرب جميعاً في ذلك الوقت ويثبت المصريون في أحرج لحظاتهم التاريخية أنهم حائط صد وجدار ناري يستحيل أن تخترقه أو تعبث بأفكاره وذاكرته وعناده الحضاري.
المدهش أننا لم نجد المصريين في ذلك الظرف الحرج يختاروا شيخ الأزهر مثلاً أو شيخ المسجد الأحمدي وكان له قوة روحية عظيمة وقتذاك وهو الشيخ السيد احمد البدوي الذي كان أسطورة عصره بين الناس ويعيش بين المصريين وقتها، المصريون مزاجهم السياسي شديد التعقيد ولا ينجذب لرئيس أو حاكم رجل دين أو له مرجعية دينية على الإطلاق رغم تدينهم ولكن اكرر مرة أخرى وهو أن مزاجهم الحضاري ( شديد التعقيد ) ينجذب فقط لرجل دين معارض أو له مرجعية دينية كما حدث في اللحظة التاريخية الثانية مع محمد على باشا الذي ألتف حوله المصريون من خلال قادتهم الدينيين الثوريين من مشايخ الأزهر الذين لم يختاروهم لحكم مصر رغم الثقة الكاملة فيهم ولكنهم اختاروا الضابط الفارس القوي الذي يمتلك أدوات النهضة دون تمييز بين مسلم سني أو شيعي أو بهائي في ذلك الوقت أو مسيحي أو يهودي على حساب طائفة بعينها لأنه وكما قلت ذكاء المصريين الحضاري ( شديد التعقيد ) يجعلهم يدركون أن العسكر هم الضامن الوحيد لتوأمة الطوائف المختلفة داخل الوطن الواحد أو ما نطلق علية اليوم مدنية الدولة لذا فقد توسموا في محمد على باشا أن يفعل ذلك وكان وقت أن اختاروه ضابطا صغيراً برتبة ملازم – توسموا فيه القدرة على إنهاض مصر من كبوتها وأن يجمع المصريين في سلة وطنية واحدة وكانوا محقين في ذلك ولم يخذلهم محمد على باشا في ظنهم فأطلق نهضة مصر الكبرى والحديثة التي نعيش على جذورها حتى يومنا هذا وحيث رفع شعار " مصر للمصريين من كل عرق ودين" وقضى على ( الفلول) في 36 ساعة فيما يسمى بمذبحة القلعة الكبرى وتحولت مصر على يده في خمس سنوات لدولة عظمى في جنوب المتوسط.
لا يمكن لأحد التكهن بما سيفعله المصريون غداً، إذا أردت أن تتكهن فعليك فقط الإيمان بأن ما سيفعله المصريون غدا هو فعل ابتكاري لم يسبقهم إليه احد من أي أمه أخرى في التاريخ وربما هذا ما يميز ثورتهم عن أي ثورة شعب آخر من حولهم وتفردها بسيناريوهات لا توجد إلا فيها فقط وليس في أي بلد آخر حولها ومن ضمن تلك السيناريوهات الفريدة من نوعها في المنطقة، سيناريو انتخابات الرئاسة بثلاثة عشرة مرشحاً بدون دستور! ثم خوض هذه الانتخابات بشكل حضاري أذهل الجميع ولكنهم في خضم هذا الذهول وجدوا تفرداً آخر للمصريين لا يمكن أن يحدث أو تجده على الإطلاق إلا في شعب مصر حيث ضرب المصريون في انتخابات الرئاسة كرسي في الكلوب في وجه ثورتهم وفي وجه كل داعمي تلك الثورة وفي وجه الثوريين ومليونياتهم التي أوقفت حال الناس وخربت بيوتهم، ضرب المصريون في انتخابات الرئاسة كرسي في الكلوب في وجه النشطاء الشباب، ومتظاهرو التحرير الذين لم يفز مرشحوهم المفضلون، سواء كان الليبرالي الإسلامي عبد المنعم أبو الفتوح، أو القومي اليساري حمدين صباحي، ضرب المصريون في انتخابات الرئاسة كرسي في الكلوب في وجه كل تيار الإسلام السياسي بكل ألوانه سلفي وجماعة إسلامية ووسط والذي يتزعمه تنظيم الإخوان المسلمين الذي تصدر مرشحه محمد مرسى الانتخابات بصعوبة بالغة جعلت بعض رجال الحزب يصابوا بذبحة صدرية والتفكير في انفصال الحزب عن الجماعة انفصال سياسي كامل.
ضرب المصريون في انتخابات الرئاسة كرسي في الكلوب في وجه الجميع وحتى في وجه أنفسهم واختاروا الجيش في شخص ( الفريق ) احمد شفيق ورغم حالة الاكتئاب التي ستنتابني طيلة أربعة سنوات كاملة في حال صار شفيق رئيساً لمصر لكوني سأكون في صف المعارضين له حتى ولو أصاب، لكن ليس لي الآن سوى أن احترم أرادة هذا الشعب العظيم على اختياره لإيماني بأنه من أعظم أمم الأرض وشعب مبتكر حتى في ( أسود ) لحظاته الحضارية، وكلمة أخيرة للإخوان والسلفيين: أداؤكم المخزي والتافه والثأري في البرلمان وفي الشارع المصري وعلى صفحات الجرائد وشاشات التليفزيون بعد حصولكم على الأغلبية هو ما دفع المصريين في القري والنجوع أن يديروا لكم ظهورهم حتى في قرية محمد مرسي ذاتها التي لم تنتخبه وفاز فيها فقط باثني عشر صوتاً ( 12 صوت ) قيل أنهم أبناء عمومته وقيل أنها عار سياسي سيلاحقه مدى الحياة وحتى بعد أن يدخل القبر، محمد مرسي زعيم الإخوان رفضه أهله وناسه وإخوته من أبناء قريته في الشرقية وأسقطوه سقوطا مريعاً فكيف لنا أن نصوت له نحن لينجح؟!
انتم وليس صندوق الاقتراع من سيأتي بشفيق ولو جاء شفيق وصار رئيسا لمصر لن تنسى لكم مصر هذه الفعلة النكراء ولن ينساها لكم التاريخ.



#محيي_الدين_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخبل السياسي المعاصر في مصر
- تويتر
- إذن ستبتلع الإخوان المسلمون الطُعم!!
- كل الطرق في مصر تؤدي إلى انقلاب عسكري
- هل المطالبة بإعدام مبارك تهدئة للشارع قبل 25 يناير؟
- مازالوا يسرقون مصر ويدافعون عن الثورة!
- مجزرة ماسبيرو والقصر العيني ومحمد محمود هل كانت لتبرئة مبارك ...
- ماذا لو حكموا على مبارك بالبراءة؟
- محروس سليمان ومصريون أضاءوا وجه مصر
- مسرحية سيدتي الجميلة المصرية أفضل من الأمريكية
- شيزلونج صرخة ثورية للشباب على مسرح الشباب
- نجيب محفوظ في ذكراه .. مبدع لا يعرف الرذيلة
- مصر تنتحر
- إلى هؤلاء المحسوبين زوراً على أقباط مصر الشرفاء
- قالوا له بمطار ألماظة: مصر بنت الجيش يا ريس
- الولايات المتحدة الأمريكية: أنا ربكم الأعلى !!
- أي -بن لادن- اليوم الذي يخدعنا الأمريكان بأنهم قتلوه في 2011 ...
- نجيب محفوظ في ذكراه رجل الثورة الصامتة
- الثورة المضادة في مصر والمماليك الجدد
- سيد درويش في ذكراه زعيم ثورة مصر يناير 2011


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محيي الدين ابراهيم - لن تنسى لكم مصر هذه الفعلة النكراء