|
الوطن العربي .. في بؤرة الانهيار !
محمود قاسم أبوجعفر
كاتب وباحث وشاعر
(Mahmoud Qasim Abu Jaafar)
الحوار المتمدن-العدد: 3756 - 2012 / 6 / 12 - 00:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
" فصل المقال " الوطن العربي .. في بؤرة الانهيار ! - منذ عدة سنوات مضت ، وعلى وجه الدقة ، في غضون تسعينيات القرن الماضي ، شرفت بلقاء أحد صقور السياسة الراحلين ، لبضع دقائق معدودات من الوقت تقريباً ، والحق أقول أن اللقاء كان مثمراً وثميناً للغاية ، رغم قلة كلماته ومفرداته المحصاة الموجزة ، لا سيما أنه – في تقديري – قد جمع فأوعى ، لدرجة أنه قد استقر في التو واللحظة بصعيد ذهني وفؤادي ، ناهيك عن أنه سيظل محفوراً " بدولاب " ذاكرتي الشخصية مادمت حياً ، نظراً لأهمية مضمونه " العنكبوتي " الشائك ، من ناحية ، ولثقتي – المفرطة – في ذكاء ، ودهاء ، وفراسة ، ونبوغ ، وصدق المخضرم السياسي الراحل ، على المستوى الشخصي ، من ناحية أخرى .
- وفي الواقع ، فإنني قد وجهت للصقر السياسي سؤالاً موجزاً ، لطالما راود ذهني كثيراً ، مفاده :- كيف ترى مستقبل الوطن العربي ، بوجهة نظركم الثاقبة ؟ ، فما كان جوابه إلا الصمت برهة من الوقت ، ثم تحدث بصوت خافت حزين ، قائلاً :- أتوقع أن يتم تقسيم الوطن العربي إلى دويلات صغيرة متناحرة ، بحلول عام 2020م ، تحت مسمى الشرق الأوسط الجديد ، وحينئذ دفعني فضولي لأن أتعرف – منه – على الأسباب المنطقية والدوافع الأساسية التي بنى عليها توقعه السياسي المشئوم ؟ ، فأجاب دون أدنى تردد منه أو تحفظ ، قائلاً :- لقد بنيت توقعي السياسي – المتواضع – هذا من خلال رؤيتي الشاملة لما يدور في فلك الوطن العربي – خلسة – منذ أمد بعيد مضى ، هذا إلى جانب حصولي على معلومات دقيقة – موثقة – من قبل بعض مصادري الخاصة بالكونجرس الأمريكي ، مشيراً – في الوقت نفسه – إلى أن الأهداف الحقيقية " المكنونة " لذلك المشروع الاستعماري البغيض ، يرجع مردها إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها قد أعدوا خطة – مسبقة – ممنهجة ، تقضي بإسقاط الأنظمة العربية المستبدة ، ومن ثم ، تمزيقه وتقسيمه لدويلات صغيرة متناحرة ، من خلال بث ونشر الفتن والصراعات الطائفية والمذهبية والعرقية بين أوساط مجتمعاتنا العربية المتباينة ، حتى يتسنى لهم – بعد ذلك – نهب واستنزاف ثرواتنا ومقدراتنا الوطنية الثمينة ، بسبل " مقنعة " مشروعة ، على غرار ماحدث بالعراق وغيره من الأقطار العربية المستضعفة ، وما حدث بتلكم البلدان الشقيقة منا ببعيد .
- والحقيقة أنني قد تيقنت من صدق وصواب توقعات الغضنفر السياسي الراحل ، حينما تبدى لي أن السقوط المتعاقب المفاجئ لبعض أنظمتنا السياسية القاسطة قد حدث بفعل ريادة وإرادة أمريكية فائقة ، ليس ذلك فحسب ، بل إن ما يجري – الآن – ببعض الدول العربية التي تخلصت من استعباد حكامها المفترين ، مثل مصر وليبيا واليمن ، ليعد – حسب يقيني – أوثق دليل وبرهان يؤكد لنا مدى صدق ومصداقية مثل ذلك التحليل السياسي الصائب ، والمتابع – جيداً – للشأن السياسي العربي ، عن كثب ، سيتبدى له – يقيناً – أن مثل تلكم الأقطار العربية التي لحقت بركب قطار ثورات " الخراب " العربي ، قد انحرفت عن مسارها الطبيعي الصحيح ، لتغوص في عمق وحل الغبراء ، لأجل غير مسمى ، بعد أن دنت واقتربت – قاب قوسين أو أدنى – من النجوم في عنان السماء ، فعلى سبيل المثال ، لا الحصر ، فإننا لو أمعنا أذهاننا وأبصارنا وبصائرنا حيال الواقع المصري " المرير " الذي نعيشه الآن ، سيتبدى لنا أن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها قد دعموا ، وأيدوا ، وساندوا قوى وتيارات التأسلم السياسي ، بوجه عام ، وجماعة الإخوان المسلمين ، المحظورة سابقاً ، بصورة ملحوظة ، على وجه الخصوص ، ليس دعماً للديمقراطية والحريات العامة ، حسب ما يزعمون ويرددون فرية وتضليلاً ، وليس حباً أو نصرة للإسلام والمسلمين لا سمح الله ، وإنما ليعدونهم ليوم – معلوم – تشخص فيه الأبصار ، في مواجهة " عنيفة " مع قيادات وأفراد المؤسسة العسكرية الوطنية ، من جهة ، والقوى اليسارية والليبرالية والاشتراكية ، من جهة أخرى ، حتى – يوفروا – الأرض الخصبة للحالمين بفرض الوصاية الدولية المشروعة ، أو الاستعمار " المقنع " الغاشم إن صح التعبير ، وفي تصوري ، فإن " اختراق " شفيق ، أو " تسلق " مرسي لقمة الهرم السياسي في وطننا ، سيسطر ، وسيجسد حروف " النهاية " المظلمة لوطننا الأبي العريق ، ذلك لأن " اختراق " أو " تسلق " أحدهما لسدة الحكم ، سيئول – بدوره – لصدام مهلك محقق بين أبناء وأوساط مجتمعنا ، لا سيما أن " اختلاس " أحدهما لمقاليد الحكم خلسة ، أو " عنوة " إن صح التعبير ، سيمكنه من البقاء والتربع – الأبدي – على كرسي العرش ، إلى أن يشاء الله ، من ناحية ، وسيضمن له القضاء على عقل وجسد " الخصم " الآخر ، جملة وتفصيلاً ، قبل أن يرتد إليك طرفك ، من ناحية أخرى .
- والذي لا يدع مجالاً للشك أن المواطنين المصريين البسطاء ، سيدفعون ثمناً باهظاً ، وسيخسرون رصيداً فادحاً من أموالهم وأعراضهم وحرياتهم وأنفسهم ، حال " اختراق " أو " تسلق " هذا أو ذاك لسدة الحكم في البلاد ، لذا ، فإن حقاً على المجلس العسكري ولزاماً أن يجنب وطننا ومواطنينا شر ويلات ما يخبئه القدر ، ولو كلفه ذلك استبعاد أو شطب المرشحين المتنازعين المبغوضين من جولة الإعادة المرتقبة ، لا سيما أن قيادات المجلي العسكري الحاكم يدركون – يقيناً – أن " شفيق " قد – اختلس – إرادة الناخبين البسطاء مقابل ثمن بخس ودراهم معدودة ، ناهيك أنه يعد " بمثابة " الأخ الشقيق والصديق الحميم والمخلص الأمين للمخلوع " مبارك " وأهل بيته المستبدين ، وفي المقابل ، فإن السواد الأعظم من أبناء وطننا ، وعلى رأسهم قيادات المجلس العسكري الحاكم ، يقرون – جهراً – بأن الشيخ " مرسي " قد " سلب " إرادة الناخبين المقهورين في وضح النهار ، مقابل " زجاجة " من الزيت أو " حفنة " من السكر ، ناهيك عن أنه قد " أوهمهم " فرية بأن جنة الآخرة قد باتت تحت أقدامه – هو - والذين آمنوا معه من المتأخونين ، ومن تبعهم من المواطنين " المقهورين " المرتشين .
#محمود_قاسم_أبوجعفر (هاشتاغ)
Mahmoud_Qasim_Abu_Jaafar#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بلاغ .. لوزير الداخلية !
-
مصر .. وإيران .. هل يتحالفان ؟
المزيد.....
-
بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة
...
-
أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية
...
-
الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2
...
-
صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير
...
-
الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط
...
-
تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2
...
-
صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
-
-بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
-
بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|