أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد قاسم الصالحي - صوابية النهج ومبدئية القرار الصدري














المزيد.....

صوابية النهج ومبدئية القرار الصدري


محمد قاسم الصالحي

الحوار المتمدن-العدد: 3744 - 2012 / 5 / 31 - 13:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رغم زحف العراقيين نحو إتمام عقد كامل على تاريخ سقوط الدكتاتورية ونظام الحزب الأوحد ألا أن مؤشر البوصلة للنظام السياسي الجديد لازال متأرجحاً مابين إتجاهات متناقضة لاتشكّل باعثاً على الإطمئنان، فلم يعُد العَطَب مقتصراً على الأداء الحكومي الذي ترك الأبواب مشرعة بوجه الإنتقادات اللاذعة والتوصيفات الحادّة له من قبل الخصوم، بل شكّلت إزدواجية الخطاب السياسي لمعظم أطراف العملية السياسية عاملا مضافاً تسبّب في إنكفاء واضح لأي تطور ملموس من شأنه تسريع عملية الإنتقال الديمقراطي والشروع في طريق التحول الحقيقي المنشود. ورغم المخاوف التي إعترت الكثيرين جراء تباطؤ المسار الديمقراطي ألا أن النهج الصدري الإصلاحي الأخير، هو الآخر قد أعطى بالمقابل جرعة من الأمل وأضفى شيئا من التفاؤل على النظرة الشاملة لمستقبل العملية السياسية في العراق.

لاشك أن المتابع للبيانات الصادرة عن مكتب السيد مقتدى الصدر يلمس وبوضوح دقة التشخيص السياسي الصدري للأزمة الحالية التي يمر بها العراق والتي لم تأتي من فراغ مثلما شكّلت إمتدادا لأخطاء تراكمية ناتجة عن الأداء الإرتجالي للحكومة، الذي تسبب فيما يمكن وصفه بإستعداءها الجميع بما فيهم أطراف داخل التحالف الوطني العراقي الذي أسهم في إيصالها الى سدة الحُكم. وبوصف أدق، يمكن إجمال وحصر تشخيص القيادة الصدرية للإختلالات الرئيسية في المشهد العراقي والتداعيات التي نتج عنها ضعف الأداء وإزدواجية الخطاب في نقطتين مهمتين تمثّلا في غياب الثقة السياسية وضمور الإرادة الشعبية أو السعي لجعلها كذلك. وإدراكاً منه لأهميتهما كان قد ركّز مؤخرا على تنمية الثقة السياسية وتحفيز الإرادة الشعبية لتقويم الخلل الديمقراطي والسير في الإتجاه السياسي الصحيح.

لقد كلّل السيد الصدر أقواله بالأفعال حينما سعى مؤخرا الى ترميم جدار الثقة السياسية بين التحالف الوطني العراقي وبقية القوى الوطنية في إجتماعاته المتكررة المنعقدة في كل من النجف وأربيل، معبّرا عن حرصه الأكيد على إخراج المسار الديمقراطي من النفق المظلم الذي تسبب به الغياب التام للثقة بين أطراف العملية السياسية وبين الحكومة العراقية الممثلة لهذا التحالف، والتي فشلت في الحفاظ على الحد الأدنى من آليات التواصل بينها وبين بقية الأطراف الأخرى. وقد أدرك سماحته بأن تآكل الثقة وإستمرار الفوضى السياسية والتناحر بين الكتل وإصرار الحكومة على الإستهانة والتبخيس وتأجيج التوترات في اللحظات الحرجة قد يعرّض النظام السياسي الديمقراطي برمته الى الإنهيار ومن ثم إعطاء الفرصة كاملة وعلى طبق من ذهب للنخب الداعمة للإستبداد والقائلة بعدم جدوى الديمقراطية في العراق.

لم تقتصر جهوده ومحاولاته (أعزّه الله) على توحيد رؤى القوى السياسية الفاعلة أو على الأقل تقريب وجهات النظر فيما بينها، بل سعى الى عقلنة الخطاب السياسي السائد تجاه المجتمع إيمانا منه بأن إرداة المواطن العراقي هي من ينبغي التعويل عليها في تحقيق إستقرار النظام السياسي داخل الدولة العراقية، لذلك سعى في ردوده الأخيرة الى تحرير إرادة المواطن من المخاوف التي تحاول بعض الكتل السياسية زرعها في أذهان المواطنين، كوسيلة للكسب والإستمالة وإثارة الشكوك حول الخصوم، بتحذيره من الركون الى قوقعة المؤامرة والتخوين حيث رد سماحته بالقول.. " أنا أول الرافضين لأي تدخّل بالشأن العراقي من أي دولة كانت مطلقا، وإعلموا أن مثل تلك الدعايات أنما هي أساليب سياسية لتسقيط الخصوم"...وفي جواب آخر له يرسم بوضوح مايجب أن يكون عليه أبناء التيار الصدري في تعاملهم مع الأزمة الحالية بتأكيده على وحدة الصف والإرتهان للقيم الوطنية والديمقراطية بمعزل عن التعصب الطائفي والعرقي، إدراكاً منه (أعزّه الله) الى أن تعزيز الثقة السياسية وتنمية الإرادة الشعبية هما جناحا النظام السياسي الديمقراطي، بل والأرضية الصلبة لأي تحول ديمقراطي واعد.

أخيرا وليس آخراً، قد يعزو الكثيرون مواقف السيد مقتدى الصدر من حكومة المالكي الى دوافع الخصومة والمزاج في حين أن رأس المال السياسي لأي حكومة شراكة يكمن فيما تمتلك من رصيد ثقة لدى الشركاء، ومدى إتساق أنجازاتها مع توقعات مواطنيها من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب ليكونوا بالنتيجة أكثر إمتثالا للقوانين وأكبر اندفاعا أو استجابة للمبادرة، وذلك ما لايبدو أن الحكومة الحالية قد حققته مع مواطنيها أو حافظت عليه مع شركاء العملية السياسية. لذا لابد من موقف حاسم من سماحته يحول دون إنعدام ثقة المواطنين بالنظام السياسي ككل نتيجة تقهقر ثقتهم بالحكومة، وتلك هي الضمانة المثلى كي لاتتحقق الإستدارة الماكرة نحو الدكتاتورية من جديد.



#محمد_قاسم_الصالحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرفض الصدري لوصاية الأقليات ودكتاتورية الأغلبية
- القيادة الصدرية وصنع الحلول والتحولات
- الديبلوماسية العربية والتيار الصدري
- أولوية المصالحة الوطنية مابين الإقتصاد والسياسة
- العراق السياسي والرقم الأصعب
- الإعلام الميداني و إرادة التغيير
- القيادات الفاعلة وإدارة التغيير
- الصَابِئة المَندائيون وقانونْ مَجالس المُحافظاتْ
- قانون الإستثمار العراقي بين الواقع والطموح
- قانون إجتثاث المحاصصة


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد قاسم الصالحي - صوابية النهج ومبدئية القرار الصدري